|
|
 الشاعر محمد سيف الدولة .. تقاطعنا على الدروب ( ولا عزاء) قصيدة
|
التقيته اول مرة في بري ، في زمن التسعينات ، كنا نتساكن في ذات الحي ، مجموعة من الشباب قذفت بنا الظروف ان نلتقي في متاهة واحدة ، وربطتني بالبيت الذي اطلقنا عليه في ما بعد ( فريق الصهيباب ) استلافا من تراث الرواية الشعبية لود دكين ، جاء اليه محمد سيف الدولة من المدينة عرب لينضم الى ساكني فريق الصهيباب ، وانا كنت ببري اقضي كل امسياتي بهذا البيت الذي يضم في من يضم الانسان الجميل جلال الجميل ( المدير الاداري لمجموعة ساورا الغنائية ) ، وابو عبيدة الماحي وشرفي وجمال توفيق .. التقيت محمد سيف الدولة وفي اول ليلة اخذني على جنب وقرأ لي قصيدة جميلة ، وعرفت ان الولد شاعر .. وبدأت اسمعه ، وزي ما بقول المثل الخوة مسامعة قول .. فقد كنت اقرأ له ايضا وقتها كنت امارس كتابة الشعر ، وبعض القص غير الناضج ..
ومحمد سيف الدولة شاعر يكتب الشعر بالعربي الفصيح والعربي الدارج ، ولعاطف خيري رؤية لم استطع الامساك بها حول اللغة اظنه يقلب المعنى ان الفصيح هي لغتنا الدارجة والعكس .. لا اعرف بالضبط ماذا يقصد ولكني سمعته يتحدث عن هذا الموضوع وربما يوما ستظهر رؤيته .. ولكن محمد سيف الدولة فصيح عندما يكتب بكل اللغات العربية والعربية السودانية .. شاءت الظروف ان تقذف به المدينة المهشمة بالخطب ( الخرطوم ) الى مدينة الترانزيت ( القاهرة ) وشائت الاقدار ان نتساكن للمرة الثانية في الحي التامن بمدينة نصر وبيناتنا شارع واحد .. والتقينا في وجبة الفطور وفي لمة الامسيات ، وفي دعوات زوجته الانسانة الرائعة آية .. وابتسامة ابنه الجميل .. وتقاسمنا المشاوير ..
اخذت منه هذا النص وهو يلملم اوراقه المبعثرة في طريقه الى منفاه بمدينة سدني الاسترالية ..
ولكم ان تقرأوه :
لا عزاء
(1)
اتئد
مرّت عليك قوافل الطعم المهجّن
من نزيف الشمس في الارض الهجينة
والمواسم لا تسر
كم نجمة سقطت عليك ولا عزاء
من خرم ابرتنا التمأت معادلا للامسيات
خذلتك اغنية الضفاف
ولم يزنك الورد في حمى الزفاف
ولا عزاء
لا حزن يجعلنا نموجز قصة
السفر البعيد
الى البلاد المزمعات رحيلنا الابدي
من شمس الى قمر
الى تابوتنا ، التهمت سنين الازمة
الضوء الوضيئ
هل تتئد فيك القصائد ؟؟
يا مثيل الانفجار
في البدء كان الانفعال مساويا للوقت
والآن لا وقتا يجيد الاستماع
ومن عليائها التحفت وضائتك المدائن
ولا عزاء
دفعتك من هرم التجاوز نجمتين
نثرتك في عمق التأزم غنوتين
ومن عليائها التزمت وقائعك الصحف
او وقائعها الاسافل ما ارتضت
سمة القبول
يا حارقا نفس الخلائق دون وجه ظلم
لن تلد النساء الامنيات
والخمر لن تجد القصيدة ، فأنتزعها
شوكة الرّهق الجميل
انتزعها او تشتت في الدوار
لا بحر يفهم مركب الاجداد في هذا الزمان
ولا عزاء
(2)
صادقتك الغادة الهيفاء
يا وعدا تخثر في الرهافة لا تنوم
من جاء بعدك لن يناجزك التمني
او شهقة الميلاد تنتظر التواقيع
البليدة
من احد
يا ضائعا بيني وبينك لا تصالح سرّة البحر
................ استفيـــــــــــــــــــــــــــــــق
يا ناذرا للريح ثمر اللحظة الاشهى
تماسك من حضيض الارتعاش
يا ناشرا في الليل نجم الفرصة الاحلى
تماسك في حضيض الارتجاف
لا رعشة الخلق الصبي
تعاند الثمر اشتهاء ................. ولا عزاء
دفعتك من هرم التجاوز نجمتين
(( في الاولى ماسست العشم ، من هبّة الزيف
استعاد لونك قرايتوا ،
وما رضيت ....
ما انت عشمانة الجروف مستنياك ،
في التانية حاسست النغم ،
من نفحة الوتر استعاد طعمك مزاجو
.......... وما نسيت ...
ما انت بسّامة الجروف مستنظراك ))
يا ناشرا في الريح ثمر اللحظة الاشهى
تماسك في حضيض الارتعاش
ومن حضيض لا يخصك لا تقاوم
بذلتك كوكبة ستائرها ، توازن في الرياح
لا وقت عندك كي تضيعه هباء
يا آخر الناجين خلفك لا دموع
الامهات ، الحاجبات الخوف عن مدن العدم
ساومتها الاغنيات ........ ولا عزاء
لا اسم لك ..
(( هدهدتنا ، هللويا لا
هوبتنا يا هوبة الزمن الصعب
النوبة ما انشرخت هتاف
هدهدتنا ، هدينا لو تقدر .. حمام
هوبتنا يا هدهدي المذبوح .. اكاليلك نزيف
نجوتنا فيك شالت غيبتك خريف
والضل نبات رسمو الرغيف ))
لا رسم لك
لا اسم يعبرنا اليك جسارة .... لا تتئد
مرّت عليك قوافل الطعم المهجّن / من نزيف الشمس
في الارض الهجينة ، والمواسم لا تسر
م سيف الدولة 13/6/1999
|
|
 
|
|
|
|
ابنوس
Remo
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست