الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقلم: طاهر محمد علي //

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 03:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-26-2015, 10:30 PM

مازن عادل النور
<aمازن عادل النور
تاريخ التسجيل: 07-07-2010
مجموع المشاركات: 712

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� (Re: مازن عادل النور)



    Quote:
    الأبيض عروس الرمال.. حينما تشّعُ ذكراها.. ((الحلقة السادسة))
    القطار المرَّ.. والمحطة.. وعبق الزمان
    =========================
    بقلم: طاهر محمد علي
    الأبيض .. قلب كبير.. وسعنا جميعاً.. وهذا حديث يا أصدقائي لا ينتهى.. وهنا أتحدثُ بذاكرة قديمة ترسم خطوط الطول ودوائر العرض.. ذاكرة معبأة بالتاريخ والجغرافيا، بالأحداث والتفاصيل والشجن، تاريخ البشر والشجر والحجر.. وحين حطّ أجدادُنا رَحلهم اختاروا مكان الماء والرمل والشجر، فكان الماءُ والخضرة والوجه الحسن..
    أتحدث بذاكرة الرصد والتوثيق، ساعدني في ذلك "الصحافة" على حفظ ما كتبت ورصدت، وأسعفتني الأيام أن عشت زمان المدينة البهي، من على شرفة صغيرة كنّا نسميها (المسطبة) تطلُّ على أهم شوارع المدينة، هذه (المسطبة) هي سري وتداعيات خواطري وذكريات المدينة الأجمل "الأبيض"..
    تُري ما الذي بقي للمرء غير هذي الكتابات؟؟ وتلك الذكريات شجوناً نقطرها على القادمين الجدد للمدينة علّهم يحيطون بتاريخٍ، أو يعلمون مكانةَ أرض سقاها الأفاضل بجهد وفكر وأدب، أولئك من جيل أقلّ ما يوصفوا به قول الشاعر:
    ((نَامُوا عَلى الوَجْعَاتِ والْعَوجَاتِ ما لاَنُوا.. ومَا هَانُوا
    ومَا ذَاقُوا أَسَى اللّيْلاتِ حِينَ تُفَارِقُ الدُنْيَا
    وَيَنْكَسِرُ الرِّجَالْ
    جَاءُوا إلَى عُنوَانِهَا يَسْقُون أَوْرِدةَ الْبَنَفْسَج
    وارْتِعَاشَات الظِّلالْ
    بالْعِشْقِ والصَّبَوَات والسَّمَرِ الأَنيقِ
    وبالْمَلاَحَةِ والجَمَالْ
    غَنُّوا.. فَكانَ غِنَاءُ مَنْ رَبَطُوا علىَ النَّجْمَاتِ أَعْيُنَهُم
    بخَيْطِ الْفَنِّ والْقِيَمِ الْنَّبيلَةِ .. والْحَيَاءْ)).. "مصطفي سند"
    وقطعاً سيعود المرء ما أمتد به العمر لينهل مما تبقي من فيوض الأمكنة التي كان يرتادها، سنعود إليها كما يعود الأهل إلى مورد الماء القديم. ومن حكمة وموعظة سادت على ألسنتهم :عندما نعود إلى موارد المياه القديمة لا نفعل ذلك من أجل الماء بل لأن الذكريات تنتظرنا هناك..
    سنعود للتلاقي، ووعد اللقيا في مقاصف المدينة، ومسارحها، ومكتباتها، وسوحها، وقبابها، وحلقات ذكرها، وأُنسها.. لأن كرنفالاتنا كانت موسم الخريف، ومن أمطاره كان غناؤنا، وليلها السادر البهيم موسيقانا وألحانها.. ومن حسن حرائرها كانت القصائد والقوافي باهرة الجمال، وتكفيك صورة واحدة من الطبيعة لتوقن أن هذه البقعة هبة إلاهية ألهمت طائفة من شعراء نسجوا علي نولها غزلاً، وعزف الموسيقيون روائع السيمفونيات ووقعوا علي أوتار الدهشة لحنهم الخالد. وكأنها الأبيض الهاماً عبقرياً في كل الأزمنة.. "مشتهيك ..وبحلم أحكي ليك.. عن سفن بالشوق بترسم في بحيراتك ضفافا".. ومشتهيك إلى أخر نبض وشهقة أنفاس.. فأنت العذبة والأحلام والآمال ما بقيت..
    حين كنّا نقتات من المعرفة و الإحاطة بالمعالم التي أصبحت آثاراً تزار في ما بعد مثلت لنا محطة السكة الحديد "شرق المدينة" موعداً للفرجة المسائية، لم نكن ندري أن بعض الناس قد يطيقون بعداً عن الأبيض، ولكن في الجانب الأخر أيقنا أن البيت الكبير لابد أن يودع ضيوفاً ويستقبل آخرين بكل الأريحية، كما أن السفر يجلب للناس مصالح للمدينة، من غذاء وكساء.. وجئنا نحن أيضاً لنشرب من كأس السفر والمهاجرين..
    محطة القطار كانت ملمحاً زاهياً من أشجار اللبخ والنيم، وأسوارها الحديدية، ومكاتب المحطة المبنية بالطوب وعليها اللافتة المخطوطة بعناية "سكك حديد السودان"، والعتبات المرصوفة بالحصى والإسمنت من زمان الإنجليز.. بيوت المحطة أو تلك القطاطي المطلية باللون الأبيض والمبنية بالجالوص والطوب الأحمر، وحولها أشجار النيم الكثيفة التي ترمي بظلالها، وعشب الخريف المبسوط سندس الأرض الأخضر، ونادى السكة الحديد، ومخازن البضاعة، "والعتالة" بأجسامهم الفارهة وعضلاتهم المفتولة المعبأة من خيرات "الدُخن والقدقدو" يحملون جوالات السمسم والحَب والفول وجركانات الزيوت، وبالات القطن.. مشاهد تترى بلا عدد، ناظر المحطة، والمفتش، والعطشقجي، والكموسنجي، وعمال الدريسة، السيمافور، والصفارة، البابور والديزل والإشارة، الفانوس بضوئه الخافت والرتينة التي تجدها في المحطات الكبيرة تضوي، الدرجة الأولي والثانية، وقمرة النوم والممرات، التذاكر والتصاريح والكمساري أبو بطارية ثلاثة حجار، ومطرقة ينادي بها "تذاكر.. تذاكر"، الكراتين والقفاف والشوالات، الزوادة، والبوفيه، شاي المحطات وساندوتشات الطعمية، والفول والتسالي، والهالوك، والموية الصافية علي الأزيار.. الراديوهات والجرائد والمجلات، والخطابات والفولسكاب والظروف، والمناديل والعطور، وبعض تذكارات من صور الأهل والأحبة ذات الأبيض والأسود، صور من استوديو مواهب، أو غاندي، أو عمك حاج عبدو، وأسطوانات الريل، والفونغراف، ومن بعدها شرائط كاسيت نادرة من أصوات حنينة، دفيئة تجمل جدب الارتحال .. وهكذا سارت الاجيال.. تحلم دوماً بالهجعة، والملاذ الآمن في حضن الأهل والعشيرة، ذاك دفء لا يتسنى لأحد في غربة الديار، فيظل يحلم ويهجس حتى يعود إلى عروس الرمال ويلتقي الأحبة بتجمعاتهم والتقائهم المبهر بالأنس والحكايات..
    إنها رحلة القطار من لدن محمد عوض الكريم القرشي "القطار المرّ.. وفيهو مرّ حبيبي".. إلى أحمد المصطفي "سفري السبب لي عنايا"..و"القطار الشالك أنت.. يتكسر حتة حتة".. و "من بف نفسك يا القطار"، إلى "قطار الشوق متين ترحل. ترحل تودينا نزور بلداً حنان أهلا.. ترسى هناك ترّسينا".. والقطار كان وقتها أعجوبة الزمان، ألم يقل الشيخ فرح ود تكتوك أن أخر الزمان: "السفر بالبيوت والكلام بالخيوط".
    لوحة الوداع والاستقبال ولقاء المسافرين والقادمين صورها شاعرنا محمد المكي إبراهيم في بيت شعره الخالد الذي وصف فيه رحلته بالقطار من الأبيض إلى الخرطوم في النصف الأول من ستينيات القرن الماضي تحت عنوان "قطار الغرب":
    اللافتة البيضاء عليها الاسم))
    باللون الأبيض باللغتين عليها الاسم
    هذا بلدي والناس لهم ريح طيب
    بسمات وتحايا ووداع ملتهب
    كل الركاب لهم أحباب
    هذى امرأة تبكي
    هذا رجل يخفي دمع العينين بأكمام الجلباب
    سلِّم للأهل ولا تقطع منّا الجواب)).
    الرحلة تمضي من الأبيض في اتجاه العاصمة، وأولي المحطات "العين"، ومن ثم الرهد أب دكنة "مسكين الماسكنا" حيث الطبيعة جبل و"تردة"، أم روابة، الغبشة، ود عشانا، ويمضي القطار وكأنها رحلة نحو المجهول ينهب المسافات على القضبان، تندلتي، ربك ومصنع الاسمنت بمدخنته الشامخة، كوستي وبينهما الكوبري القديم والكوبري الجديد "أب طرادة" والذين لا يعرفون الطرادة هي العملة الورقية ذات الخمسة وعشرون قرشاً التي صدرت طبعتها أيام الرئيس الأسبق جعفر نميري وعلى احدى صفحتيها كوبري كوستي الجديد، ويمضي القطار برزم وأصوات تعن لك كالخيال ليدخل جبل موية، وسنار التقاطع، باليوم واليومين، وفي النهاية محطة الحاج عبد الله، ومن هناك تلوح خرطوم الفيل، والخرطوم بالليل، "محل الرئيس بنوم والطيارة بتقوم" تلوح بزينتها ونظافتها وأناقتها قبل ان تتسخ وتترهل وتتمدد..
    ولكن.. أه من جور الزمان، فالمحطة التي تختزل كل هذا السيناريو وتلك القصائد والأغاني وتذكارات الأحبة جار عليها الزمان، أضحت بيوت موظفي السكة حديد أطلال من الماضي، وطٌمست اللافتة البيضاء، وزالت أشجار اللبخ العريقة، كما جار على بقية الأمكنة، ومن عجب زُرت المحطة فوجدت في مساحاتها مطعم لبيع الأسماك، ومن أمامها مثلث أنشئ كملتقي لتخليد ذكري فنان المدينة عبد العزيز العميري ولكنه أغلق بدعاوى تشكك في غرض ونوايا أصحابه.. والله أعلم أن يكون ملتقي إبداعي في الهواء الطلق لممارسة أي نوع من النوايا السيئة أو المناهضة أو غيرها من تلك الاتهامات..
    على أيّ، لايزالون يهتفون أنه لابديل للسكة حديد إلاّ السكة حديد.. شعارات سياسية وكلام جرائد.. ماتت السكة حديد وشبعت موتاً.. ولاتزال اللواري والبصات السفرية التي كانت تشارك القطارات مهمة ربط المدينة بالأرياف والمدن ماثلة وحية تسعى، التيمس والفورد والصاجات ورحلة الأودية والرمال، واللواري هي الأخرى وجدت حظها من الرسم والتوثيق الفني عندما غنانا عبد القادر سالم:
    اللوري حل بي
    دلاني في الودي
    جابني للبرضاه
    العمري ما بنساه
    حبيبي ود الناس
    ببقى لي وناس
    وربما جاء من بعد اللواري الطيران ومطار الأبيض..
    عرفنا مجتمع السكة حديد عن بعدٍ وعن قرب، وكان من أبرز شخوصه عمنا الشيخ سلامة ناظر محطة الأبيض الذي يعتبر من أنزه الموظفين في القطاع برمته، وعلمت من كتابات ابنته الكاتبة والصحافية المبدعة سلمي الشيخ سلامة أن بدايات الشيخ سلامة كانت قبل محطة الأبيض في القضارف، حيث عمل الرجل في وظيفة كمساري ومن ثم تمت ترقيته إلى درجة "ناظر محطة"، ومن ابنائه مستر طارق الشيخ سلامة وشقيقه معاوية، وحفيدته عزة بت سلمي، حيث استقر بهما المقام "سلمي، وعزة وزوجها في الولايات المتحدة الامريكية، وقد التقيت عزة وزوجها في اديس أبابا وهما يقضيان شهر العسل في العام 2010م، وكنت التقي علي الدوام بسلمي سلامة أيام كانت في جريدة الخرطوم وأحياناً عبر الأسافير.. ذكرهم الله جميعهم بالخير أين ما كانوا وحلّوا.
    من الشخصيات المهمة الأخرى التي ارتبطت بالمجال وتركت أثراً عند الناس السيد عبد اللطيف دبلوك "رحمه الله" الذي التحق بمصلحة السكة الحديد في العام 1958م في وظيفة معاون إدارة وتدرج في السلك الوظيفي في مختلف أقسام الإدارة ابتداء من وظيفة مفتش ومأمور إدارة.. وعمل دبلوك في أغلب المحطات شأنه شأن كل موظفي السكة الحديد، فقد عمل في بابنوسة، كوستي، عطبرة، وكسلا، ومدينة واو في الجنوب التي امتد اليها خط السكة حديد ..
    ولكن ارتبط اسم دبلوك بوظيفة الوكيل التجاري في الأبيض حتى أن البعض ينادي بعض أبنائه بأولاد الوكيل.
    وتأتي أهمية المنصب لكونه يستمد أهميته من الأبيض كمدينة تجارية منذ سنوات الستينيات والسنوات اللاحقة، وكانت السكة الحديد الناقل الوطني لكل البضائع والمحاصيل والمواشي..
    ارتباط السيد عبد اللطيف دبلوك بالسكة حديد يعود إلى والده عثمان حمد دبلوك الذي عمل بذات المصلحة في عهد الانجليز وحتى تقاعده للمعاش أواخر الخمسينيات ومطلع الستينيات، ويشير إلىّ نجل السيد عبد اللطيف دبلوك "عثمان" بأنه ومن تصاريف القدر أن جدّه عمل أيضاً في الأبيض وسكن في منزل الحكومة التابع لمصلحة السكة الحديد والذي سكنه والده ايضاً..
    والذي أعرفه أن أشقاء عبد اللطيف دبلوك هم مولانا حسن عثمان دبلوك الذي عمل قاضياً في دولة الإمارات العربية المتحدة لأكثر من ثلاثين عاماً ومن ثم تقاعد وعاد إلى السودان، ومحمود عثمان دبلوك وهو رجل أعمال وصناعة، وعبد الوهاب عثمان دبلوك الذي كان يعمل في مراسم القصر الجمهوري، ومصطفي عثمان دبلوك وهو رجل أعمال، وله أربع شقيقات.. أما ابنائه فهم ربيع الذي عمل بالبنك السعودي السوداني فرع الابيض، وفرع السجانة بالخرطوم، وترك ربيع العمل المصرفي واتجه للعمل الخاص، ومن أبنائه ايضاً عثمان عبد اللطيف الذي يعمل في المجال الزراعي والأعمال الحرة، ووليد الموظف بمصنع عمه بالخرطوم بحري، وجميعهم درسوا بكليات القانون، وللراحل بنتان هما أميمة وأبية، الأولي درست علم النفس، في ما درست الثانية مختبرات طبية.. وآل دبلوك أسرة ممتدة منهم محمد عثمان دبلوك التاجر المعروف في المدينة، وهو عمّ عبد اللطيف وأبنائه يوسف، وحسن، ومعتصم، وعمر، والصادق، وفيصل، إلى جانب ثلاث بنات احدهما زوجة الراحل عبد اللطيف دبلوك.. وسكنوا حي الربع الأول بشارع سوار الذهب، وبعد وفاة عبد اللطيف دبلوك وإخلاء الأسرة منزل الحكومة في العام 1988م، سكن أبناء الراحل في منزل الأسرة الكبير.
    من الذين عملوا في السكة الحديد وكانوا منارات في مجتمع الأبيض الشيخ الورع محمد عبد الرحمن "أبو دقن" وشقيقه التجاني عبد الرحمن، وهما أشقاء النطاسي البارع الدكتور علي عبد الرحمن أشهر اخصائي للأطفال وخريج كلية الطب بجامعة عين شمس المصرية، وعيادته كانت غرب منزل آل التجاني فضل الله مطلة علي شارع النهود أو "شارع الدكاترة". وعمنا محمد عبد الرحمن يعتبر من أجمل أصوات المؤذنين في جامع الأبيض العتيق، وكان صوته محبباً بالنسبة لنا لدرجة أن بعض الصلوات التي كنّا نؤديها في الزاوية التجانية نتركها لنذهب للصلاة في الجامع العتيق..
    من الأسماء الأخرى علي عمر ملاحظ ورشة السكة الحديد الذي خلفه جعفر وداعة الله، والعم كبوش، ومحمد الحسن، والناظر دريج الذي خلفه محمد الفكي الصادق وهو من الشمالية، ومن ثم عبد الرحيم المكي، وعبد الله الاطرش، والعم محمد جاد كريم.. كذلك يتبادر إلى الذهن اسم الراحل دوليب أحمد عيسي عميد أسرة الجابرية الذي عمل بالسكة الحديد لزمان طويل وصل خلاله إل ناظر محطة، وأنهي عمله بمحطة تندلتي ومن ثم عاد إلى مدينة الأبيض متصلاً بعلاقته بالمجال بعد افتتاح توكيل للسكة حديد بسوف المدينة مسوقاً لخدمات الحجز والتذاكر مختصراً مشوار الحجز إلى مبني المحطة البعيد شرق المدينة، ووفر للقادمين من جبال النوبة جهد السؤال والاستفسار عن مواعيد القطار ورحلاته..
    من الموظفين ايضاً ميرغني مصطفي الذي كان المسؤول الأول عن الحجوزات للمواطنين، وهو قريب أسرة المقدم الشهيد حسن حسين، وبعد تقاعده افتتح مكتبة عند الجدار الغربي لبنك السودان، ويصفه صديقي عصام دهب بأنه كان منضبطاً مثل انضباط مواعيد القطار، ولعله فارق الحياة الدنيا قريباً "رحمه الله"، ويضيف عصام دهب اسماً أخراً من الأسماء التي يبدو انها سقطت من حواف الذاكرة ألا وهو الكمساري والناظر لعدّة محطات بين كوستي والأبيض "محمد طاهر محي الدين" وهو من أهالي مدينة الدامر لكنه استقر اخيراً في الأبيض ..ومن الشخصيات الأخرى حسن عبد الله من أهالي الباوقة، وهو قريب السيد خضر كنون الذي عمل موظفاً بالبنك التجاري السوداني ومن ابنائه معتصم خضر صاحب فنادق كنون في الخرطوم الذي كان لفترات طويلة في لندن، وأشقائه عصام وعثمان خضر..
    أسماء اخري استعنت فيها بالأخ بشرى شبور أفادني فيها باسم مجذوب حسن الذي كان مسؤولاً من شباك التذاكر، وحجوزات الدرجة الأولي والنوم، وظل في الأبيض لما يقرب عن الثلاثين عاماً رغم أنه لم يولد فيها وتوطدت علاقاته بالوسط الرياضي وأصبح معروفاً لمجتمعها.. الاسم الاخر الذي ارتبط بالسكة حديد والوسط الرياضي اللاعب محمد حبيب الذي اشتهر بلقب "أبو حجاب" ولعب للأهلي الأبيض ومن ثم مريخ كادوقلي، والمريخ العاصمي، وهناك سائق القطار طه حسين طه، شقيق يوسف، وبابكر، وياسر وأسامة حسين طه، الأسرة الرياضية المعروفة.. كذلك عمنا الراحل الوقيع مجذوب والد مجذوب، وعادل، ومحمد، وأحمد، والاستاذة والمعلمة عواطف الوقيع وشقيقاتها الفضليات، وعمل الوقيع مجذوب بقطاع السكة الحديد في عدّة وظائف منها كاتب بضاعة وهي وظيفة بمخازن السكة حديد، ومن زملائه في القطاع أيضاً حامد بشارة الوهابي صاحب مقهي التبلدي فيما بعد، إلى جانب حسن أبّو، وعمل الوقيع مجذوب بحسب شهادة ابنه عادل في كوستي إلى أن تقاعد، وجاء للأبيض ليعمل مع رجل الأعمال محمد اسماعيل موسي الحدربي حتى توفاه الله في العام 1981م، وكان منزلهم في الربع الأول جوار الزاوية التجانية. ويبدو أن علاقة الوقيع مجذوب بالسكة حديد ممتدة ايضاً إذ أن شقيقه عوض مجذوب كان ناظراً لمحطة كوستي، ومن أبنائه الذين عرفناهم قبل سنوات الضابط أحمد عوض..
    الغريب في الأمر أن خط السكة الحديد أو المحطة هي المؤشر علي تقسيم الأبيض شرقاً وغرباً، فمعظم الأحياء القديمة تقع غرب السكة الحديد، أما القسم الشرقي فيضم الأحياء الحديثة والتي نشأت في سنوات لاحقة.
    قبل الختام دعوني أعتذر إذا سقط عن الذاكرة اسم له علاقة بالسكة الحديد في الأبيض، وبعدها دعوني أهدي هذا المقال إلى روح الراحلين (الناظر الشيخ سلامة، والوكيل التجاري عبد اللطيف دبلوك.. منارات السكة الحديد في عروس الرمال) وإلى من وسموا حياتنا بالجمال والذكريات العذبة.
    ((نواصل في حلقات أخري)).

























                  

العنوان الكاتب Date
الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقلم: طاهر محمد علي // مازن عادل النور11-14-15, 11:15 AM
  Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� مازن عادل النور11-14-15, 11:30 AM
    Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� مازن عادل النور11-14-15, 11:36 AM
      Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� مازن عادل النور11-14-15, 11:39 AM
        Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� مازن عادل النور11-14-15, 11:51 AM
          Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� مازن عادل النور11-26-15, 10:30 PM
            Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� مازن عادل النور11-26-15, 10:35 PM
              Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� مازن عادل النور11-26-15, 10:50 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de