نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-20-2024, 04:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-08-2013, 02:10 PM

محمد قرشي عباس
<aمحمد قرشي عباس
تاريخ التسجيل: 03-19-2010
مجموع المشاركات: 3195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين (Re: مجدى محمد عبد الله)


    سلامات يا مجدي
    ياخ شكرا على الإنبساطة و معليش للمفاجأة :)
    بس الموضوع ده إتناقش كتير قبال كده، بحاول ألقى ليك روابط البوستات
    و رأيي كان واضح فيها : التطور صحيح علميا و لا يصادم الدين أبدا
    عموما سعيد بالتناقش معك مادمت منفتح على النقاش حوله ..

    و لنبدأ التفصيل بحول الله و قوته ..
    أولا : مقال الكاتب
    Quote: فإنه لا يكاد يخفى على أحد في هذا الزمان ما لنظرية داروين الموسومة (النشوء والارتقاء) من تأثير بالغ على أصول الفكر العلمي الطبيعي والفلسفي – بصورة عامة – في بلاد الغرب في زماننا، لا سيما في أوروبا، المتصدرة في بث أوحال الإلحاد في الأرض في كل مكان، والله المستعان.

    نظرية دارون إسمها Evolution theory أما فلسفة النشوء و الإرتقاء فهي تخص الفيلسوف هربرت سبنسر واضع مقولة (البقاء للأصلح survival of the fittest) و لا يتماهى الإثنان أبدا فالتطور الداروني على عكس الإرتقاء السبنسري لا يمتد لميادين الأخلاق و المجتمع لأنه يعتمد على العلم التجريبي فقط لتفسير التنوع الأحيائي و لا يؤسس على أفكار و مباديء فلسفية كنظام سبنسر الفلسفي.
    الخلط المريع بين سبنسر و داروين هو أساس سوء الفهم للتطور و تضميناته .. و لنقرأ :
    Quote:
    The basis for Spencer's appeal to many of his generation was that he appeared to offer a ready-made system of belief which could substitute for conventional religious faith at a time when orthodox creeds were crumbling under the advances of modern science. Spencer's philosophical system seemed to demonstrate that it was possible to believe in the ultimate perfection of humanity on the basis of advanced scientific conceptions such as the first law of thermodynamics and biological evolution.


    This attempt to explain the evolution of complexity was radically different from that to be found in Darwin's Origin of Species which was published two years later. Spencer is often, quite erroneously, believed to have merely appropriated and generalized Darwin's work on natural selection. But although after reading Darwin's work he coined the phrase 'survival of the fittest' as his own term for Darwin's concept,[6] and is often misrepresented as a thinker who merely applied the Darwinian theory to society, he only grudgingly incorporated natural selection into his preexisting overall system.

    فخلاصة هذه النقولات أن سبنسر تتعارض أفكاره مع تطورية دارون و هو من روج لرؤية للعالم تقوم على المادية بإعادة تأويل عمل دارون وفق أفكاره السابقة !!
    http://en.wikipedia.org/wiki/Herbert_Spencer
    Quote:
    ولا يبالغ في الحقيقة من يدعي أن علوما بأكملها – تخصصات علمية مستقلة – قد قامت على أساس تلك النظرية وحدها، لا سيما فيما بين حقلي علم الأحياء الطبيعي وعلوم البحث والتنقيب الحفري التاريخي (الأركيولوجيا).. علوما تقوم أصولها – بكل ما فيها من مباحث - على تلك النظرية، قيام البناء على الأساس! ويكفي أن نشير ههنا على سبيل المثال إلى ما يسمى بعلم (الإحثاء) أو Paleontology وهو ذلك العلم المعني بدراسة ما يسمى بالتاريخ الطبيعي (وهو تاريخ ارتقاء الكائنات بعضها من بعض بناءً على نظرية داروين)! فهذا العلم ربيب لتلك النظرية، فبقاؤه – كله بكل ما فيه من مباحث – مرهون ببقائها، وزواله بزوالها، والمطالع كذلك لفلسفات الغرب خلال القرنين الماضيين يلمس بجلاء ما لهذه النظرية من تأثير في كافة حقولها عندهم، ولا تكاد اليوم تقف على كتاب من كتاب الفلسفة الغربية المعاصرة – حتى فلسفة الأخلاق والأديان – إلا وترى فيه تقريرا – بالتضمين أو التصريح - لتلك النظرية وبناءا عليها!

    هذا كلام إنسان جاهل بالعلوم و تاريخها بلا أدنى ريب !! .. فعلوم كالتاريخ الطبيعي و علم الحفريات القديمة مثلا ترجع لقرون متطاولة قبل دارون و حتى تأسيسها الحديث لا علاقة له بالتطور من قريب و لا بعيد !!
    Quote: Paleontological observations have been documented as far back as the 5th century BCE. The science became established in the 18th century as a result of Georges Cuvier's work on comparative anatomy, and developed rapidly in the 19th century

    http://en.wikipedia.org/wiki/Paleontology
    القول بتأثير حقائق التطور على بقية العلوم حق لا مراء فيه و لكن الإيحاء بأن تلك العلوم قائمة على التطور و ستزول بزواله لهو لعمري كلام في غاية السذاجة و الجهل !!
    Quote: كانت سنة الله في هذه الأمة كما قررها سيد المرسلين بأبي هو وأمي، صلى الله عليه وسلم.. أن يخرج من يتبع سنن اليهود والنصارى في التعامل مع هذه النظرية (... شبرا بشبر وذراعا بذراع)! فمما يؤسف له أشد الأسف، أن نرى من عقلاء المسلمين من يضربه الوهن والهزيمة النفسية في مقتل، كما ضربت كثيرا من النصارى الغربيين من قبل، من علماء الطبيعيات والفلاسفة المتصدرين لمناقشة الملاحدة في دعاواهم المعاصرة، فإذا هم يتلمسون موطنا وسطا بين تلك النظرية وما جاءنا من خبر الخلق في نصوصنا، يرومون الجمع بين المتناقضين من حيث لا يشعرون!

    و الكاتب يتبع سنن المسيحيين الإصوليين شبرا بشبر (فكل ما أورده من نقد مأخوذ من مواقعهم!!) كما أن الكسل الذهني يصيبه في مقتل فلا يقرأ النظرية في إصولها و يروم تسويق فهمه هو للنصوص أو ما إستقر من فهم عام كأنه الحقيقة التي لا محيص عنها فيضل الناس بإفتعال صراع بين العلم و الدين لا يتواجد إلا في ذهنه هو فقط !!
    Quote: "لا مانع من قبول نظريات التاريخ الطبيعي بأكملها، والقول بأن آدم عليه السلام كان سليلا للقردة العليا، اصطفاه الله وذريته من جنس بدائي بائد، ليرتقوا إلى تلك المنزلة التي نراها الآن لبني آدم في الأرض"

    هذه أول مواضع الجهل بما تقوله النظرية فعلا !! .. فالبشر ليسوا سلالة للقردة العليا أبدا، بل يشتركون معهم في سلف مشترك عاش قبل ملايين السنين، فالقردة العليا و البشر متطوران evolved من كائن سابق !! فهم التطور كسلم تترتب فيه الكائنات الحالية و كأنها مشتقه من بعضها البعض هو من الأخطاء الشائعة في تصور النظرية و سأوضح هذا لاحقا.
    Quote:
    وراحوا يتلاعبون بها تلاعب النصارى وغيرهم من أهل التحريف والتبديل، وكأنما وضعهم هذا "الداروين" في مأزق وضيق عليهم الخناق وأحرجهم، فلم يجدوا إلى خروج من سبيل إلا بالرضوخ له

    يقول قائلهم – كما قالت النصارى من قبل: "ليس في نصوصنا ما يمنع من قبول أصل نظرية داروين وفكرة ارتقاء الكائنات من بعضها البعض بصفة عامة، فبوسعنا أن نقول إن ذلك كله إنما كان من تقدير الرب جل وعلا، مع استثناء خلق آدم عليه السلام لما جاء فيه من النص الصريح"!

    (يقلد في ذلك دعوى علماء النصارى المشتغلين بالرد على الملاحدة في أوروبا، حذو القذة بالقذة)
    ...
    ويجهل إخواننا أن تلك الطائفة المهزومة من النصارى قد أصبح المثقفون في أوروبا يسمونهم بالخلقيين creationists وكأنما صار الخلق – بسبب طريقة هؤلاء المساكين المفتونين في المنافحة عن معنى الخلق - لا يزيد على كونه "نظرية" قابلة للأخذ والرد، يُطلب التدليل عليها كما يطلب على غيرها من فرضيات العلم الطبيعي أو الفلسفي!!! ووالله الذي لا إله إلا هو، ما رأت البشرية انحطاطا للعقل كما رأت على أيدي هاتين الطائفتين جميعا، المتنازعتين على وجود الرب جل وعلا، يقولون "لأهل الدين (نظرية) في نشأة الكائنات على الأرض (ألا وهي الخلق)، ولأهل العلم نظرية أخرى، ولكل من الفريقين أدلته"!!!

    وسيظهر لكم بطلان ووهاء كثير مما أعجبكم من طرائق للنصارى الغربيين في الرد على هؤلاء الدراونة!

    رغم كل هذا التخليط العجيب، فالحقيقة هي : الموقف الرسمي للكنيسه هو قبول التطور بعد أن أنكروه ردحا من الزمان لتصادمه مع نصوص الكتاب المقدس، كل الهجوم الشرس على التطور يقوده مسيحيون إصولييون يسمون نفسهم Creationists (و الأمثلة بباقي البوست كلها تكرار أو نقل لما قالوه)، هناك قلة من العلماء الذين يناقشون علاقة التطور و الدين بشكل إيجابي و هناك قلة ممن يروجون للإلحاد عبر التطور (أبرزهم ريتشارد دوكنز) .. لذا فإن تصور المعركة و كأنها بين معتذرين مسيحيين و ملاحدة لهو تبسيط مخل بالواقع الفعلي !!
    Quote:
    فاعلموا حفظكم الله وسددكم أن نظرية داروين في أصل الأنواع إنما تقوم – في أصلها الفلسفي – على مطلب إيجاد آلية عشوائية – أي لا تحتاج إلى قوة خارجية لتوجيهها وحكمها وضبطها – لنشوء تلك الكائنات على سطح الأرض، بدءا من أصل الخلية الواحدة! (ولك أيها العاقل الكريم أن تتأمل في وصفي الآنف للآلية بأنها عشوائية، وجعل العشواء آلية، وتنعم النظر في هذا الوصف: ففيه أصل الفساد في نظرية داروين لو تأملته!) فما كان إلا أن وضع داروين تلك الآلية فيما يسمى بالانتخاب الطبيعي Natural Selection بالإضافة إلى ما يسمى بالطفرة العشوائية Random Mutation . ولهذا لم يسم داروين كتابه الأول (أصل الكائنات بالارتقاء) وإنما (أصل الكائنات بالانتخاب الطبيعي)! وهذه الآلية هي إضافته التي حولت تلك النظرية من مجرد فكرة فلسفية قديمة إلى نظرية في علم الأحياء على نحو ما نرى.. فما حقيقة الانتخاب الطبيعي هذا وكيف تعمل تلك (الآلية)؟

    كما توقعت تماما فإن سوء فهم المعنى العلمي/الرياضي للعشوائية Randomness و خلطة بالتأويلات الفلسفية و مساواته بالعبث و الفوضى هو أس البلاء كالعادة !!
    أولا لابد من التنبيه لأن التطور لا يستند على أصل فلسفي مزعوم، كما أن الإنتخاب الطبيعي و الطفرات العشوائية هما مفهومان متمايزان تماما في النظرية، الطفرات عشوائية نعم و لكن الإنتخاب الطبيعي ليس بالعشوائي أبدا !! هذا الخلط بينهما _الذي لا يقع فيه من له أدنى معرفة بالنظرية_ هو ما سوغ للكاتب إعتبار أن الإنتخاب الطبيعي هو الآلية العشوائية في صلب الأصل الفلسفي للنظرية !!
    ثانيا العشوائية في هذا السياق تعني فقط عدم القدرة على التنبؤ بالطفرة، و ليس لها علاقة بأي فكرة فلسفية عن العبث، بمعنى أنه كما أن ظهور وجه معين للنرد عند كل رمية هو حدث عشوائي (في حدود قدراتنا التنبؤية كبشر) فكذلك ظهور الطفرات هو حدث عشوائي لا يمكن التنبؤ به (إذا حسبنا ثقل و حركة النرد عند كل رمية لأمكننا التنبؤ به و كذلك لو حسبنا كل الآثار من إشعاع و تفاعلات كيمائية لأمكننا التنبؤ بالطفرة و لكن هذا مستحيل عمليا في الحالتين) .. من ناحية أخرى إن كنا بصدد تجريم النظريات العلمية دينيا لإحتوائها على العشوائية فعلينا رفض قائمة طويلة من النظريات الفيزيائية كالديناميكا الحرارية مثلا لإعتمادها على العشوائية (بنفس الفهم العلمي لها) و بالأحرى علينا رفض ميكانيكا الكم التي يقوم عليها عماد الفيزياء الحديثة لإحتوائها على عشوائية "حقيقية" و ليست "إجرائية" فقط في عمق معادلاتها التي تفسر حركة الذرات و الجسيمات !!
    Quote: تقوم فكرة الانتخاب الطبيعي ببساطة على افتراض أن التكيف مع الطبيعة شرط كان الأصل في سائر ما جاء إلى الأرض من كائنات هو العجز عن القيام به والتخلف عنه (على اعتبار أن تلك الكائنات ليست بمخلوقة ولا جاءت إلى الوجود بفعل فاعل مريد ذي قدرة وإرادة)، فكان مصيرها جميعا الهلاك والانقراض إلا ما كان منها سعيد الحظ بظهور جين جديد في خلاياه (بالطفرة العشوائية ونحوها) أفضي إلى ظهور عضو جديد أو وظيفة جديدة أو نظام بيولوجي جديد في ذلك النوع بعينه، أعانه على التكيف مع الطبيعة (كالمفتاح مع القفل على حد تشبيه دوكينز)، فلم يهلك ذلك الكائن، واستمر نوعه وبقي، وبهذا تكون الطبيعة قد "انتخبته" دون غيره من الكائنات ليبقى في الأرض، ولتنزل منه سلالة من كائنات أخرى، يهلك ما يهلك منها حتى تأتي الطفرة العشوائية السعيدة ليبقى منها ما يبقى، فكلها جاءت إلى الأرض بأمثال تلك الطفرات العشوائية التي وصلت بنا في النهاية – وبعد بلايين السنين – إلى هذا الحال الذي نراه على سطح الأرض!

    أصل الحياة تتناوله نظرية أخرى هي الـ Abiogenesis و لا علاقة للتطور به، فالإنتخاب الطبيعي يعمل في مجموعة من الكائنات الحية الموجودة سلفا، و التكيف مع الواقع أمر بديهي فلا يمكن أن يعيش مخلوق سيء التكيف مع واقعه، كما أن ذرية المخلوقات التي تعيش هي أقل بمراحل مما تموت، و الحياة و الموت هنا له علاقة بمدى تكيف الذرية مع واقع بيئتهم المتغير ببطء عبر الزمن، الطفرة لن تنتج جينا جديدا كلية و لا عضوا جديدا أبدا بل تضيف تحسينا بسيطا جدا جدا يساهم في تقويم تكيف الكائن الحي نحو الأفضل بالنسبة لبيئته (زيادة 10 ملم في طول عنق الزرافة مثلا)، و الطفرات شأن مستمر لدى الكائنات (أغلبها محايد و بعضها ضار و النافع منها نادر جدا) .. تراكم التغيرات عبر ملايين السنين بسبب تغير البيئات و إنعزال الكائنات من بعضها جغرافيا هو ما يقود آخر المطاف للتنوع الكبير بينها رغم وجود بصمات الأصل الواحد بينة فيها جميعا !!
    Quote:
    هذه أيها الموحدون الكرام، وباختصار شديد، حقيقة ما يسمى بنظرية داروين في أصل الأنواع. يؤمن هؤلاء السفهاء بأن الحياة يمكن أن تنشأ على هذا النحو البديع الذي لا تكاد تدرك عظمته عقولنا، من خلال تراكم طويل لخطوات من الإضافات العشوائية الكثيرة التي لم تلتزم نسقا معينا ولا طريقا مخصوصا، حتى وصلت في النهاية إلى هذا الحال المحكم تام الإحكام الذي نراه الآن من حولنا في كل مكان! فأين عقولهم هؤلاء إذ يصفون العشواء التي لا حاكم لها، بأنها آلية محكومة تنضبط بقوانين الطبيعة عبر بلايين السنين، وكيف يغفلون عن ذاك التناقض العجيب؟؟ وأين عقولهم إذ يصفون الكائنات بالنشأة العشوائية، ويغفلون عن ضرورة الإرادة والتقدير في صياغة تلك العلاقة البديعة – من الأصل – بين الطبيعة والمخلوقات، وبين المخلوقات وبعضها البعض، التي هي شرط لبقاء الكائن و"انتخابه" بالأساس، كتلك العلاقة بين المفتاح والقفل التي ضربوا بها المثل؟؟ هؤلاء أسفه أهل الأرض عقولا، ولا عجب في هذا! ولكن العجب كل العجب، والمصيبة كل المصيبة، فيمن افتتن بهم من عقلاء المسلمين وراح يقول إن الإسلام ليس فيه ما يمنع من قبول نظرية داروين بعمومها فيما عدا ما يتعلق بخلق آدم عليه السلام!! شيء مخجل والله، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

    من الواضح أن عرضه المبتسر للنظرية ليس صحيحا و لا عادلا فهو يركز فقط على نقطة خاطئة تقول بأن العشوائية هي أساس النظرية و أن العشوائية لا يمكن أن تولد النظام .. و في الحقيقة فإن العشوائية محكومة بالإنتخاب الطبيعي غير العشوائي و ما هو أكثر من ذلك فإن العشوائية تولد النظام حقا في العالم الفيزيائي !! ..
    خذ مثلا نردا و أرمه بشكل عشوائي ستجد أن إحتمال ظهور أي رقم هو السدس بالضبط كلما زاد تكرار الرمي (درجة أولى من النظام) .. الآن خذ نردان و ارمهما معا، ستجد أن مجموعهما معا سيكون أقرب للرقم 7 من أي مجموع آخر ببساطة لأن هناك عدة طرق للمجموع 7 (واحد و سته، إثنين و خمسة، ثلاثة و أربعه و بالعكس) بينما مجموع كـ 2 مثلا لا يمكن الحصول عليه إلا إذا كان النردان (واحد و واحد) فقط !! .. هذا مثال لكون أن الأحداث العشوائية يمكن أن تولد نظاما منضبطا بسبب من عشوائيتها نفسها، كما أن هناك نتائج كثيرة في علم الفوضى Chaos theory تنحو لتقرير أن العشوائية و التكرار يولدان نماذج تشبه أشكال الحياة على الأرض !!
    النقطة الفارقة هنا هي أن العشوائية مفهوم رياضي/علمي يعني عدم القدرة على التنبؤ بالأحداث رياضيا سواء بسبب تعقدها أو لأصالة ذلك في سلوكها (ميكانيكا الكم) و لا إرتباط له بالمعنى الفلسفي الدال على العبث بتاتا !! .. فمثلا يمكنني المحاججه بأن وجود إنتظام في قلب الفيزياء و الحياة قد يعني القدرة مبدئيا على التنبؤ بكل شيء و الخلوص لرؤية ميكانيكية للكون كالتي أتى بها لابلاس من ميكانيكا نيوتن، بينما تعني العشوائية في هذا المقام بأن خلق الله لا يمكن الإحاطة به ولا إستيعابه بشكل يمكننا من التنبؤ الكامل به و في هذا تنزيه و تفارق للخلق الإلهي عن مصنوعاتنا البشرية التي نخطط لها بالورقة و القلم أولا قبل أن نصنعها وفق قوانين واضحة لنا !!
    فعلا من المخجل أن ننتقد نظرية لا نعرف عنها شيئا تقريبا و نتمسك بآراء لا ندري مضامينها الفلسفية، هذه اللغة المستعلية لكاتب المقال تخفي وهنا كبيرا جدا.
    Quote:
    ن كانت تلك الطفرات الجينية في زعمك يا مسكين ليست عشوائية وإنما قدرها الله تقديرا، كل منها في وقتها وحينها، فقد أبطلت معنى الانتخاب الطبيعي رأسا، وجئت بما يناقض (آلية) داروين التي ما فرح بها الملاحدة إلا لأنهم عدوها أول بديل مقبول لمعنى الخلق، يغني عن وجود الخالق!! فإن كان الله تعالى قد قدر تلك الطفرات التي يسميها الداروينيون بالعشوائية، فهو كذلك – ولابد – قد قدر أي الأنواع يبقى وأيها ينقرض، وهذا يهدم معنى الانتخاب الطبيعي رأسا ولا شك!

    مصدر الطفرات لا علاقة له بالإنتخاب الطبيعي !! .. يمكننا حتى القول بأن هناك مخلوقات فضائية تزرع الجينات كل آن و آخر بالكائنات الحية !! ثم لا يضار الإنتخاب الطبيعي من العمل رغم ذلك !! .. القضية ببساطة تتلخص في وجود تنوع بسيط بين الآباء و الأبناء، مجرد إختلافات بسيطة في الصفات تخلق مجالا للإنتخاب الطبيعي للمحافظة على الصالح منها للبيئة (الأكثر تكيفا) و إستبعاد البقية ثم يتكفل تراكم التغيرات البسيطة مع الزمن المتطاول لظهور أشكال حياة جد مختلفة.
    من جهة أخرى نحن نقبل أن قوانين الفيزياء هي ما صاغ تكون الكرة الأرضية و المجموعة الشمسية و نسمي هذا تقديرا إلهيا ،فلم إذن نرفض آلية الطفرات العشوائية (لصناعة التنوع) و آلية الإنتخاب الطبيعي (لصقل المفيد من التنوع) في صياغة تكون الكائنات الحية و لا نسميها تقديرا إلهيا أيضا ؟؟ هل لوجود العشوائية ؟ هي موجودة في الفيزياء كما الأحياء !! ، عموما سيبين الأمر أكثر بعد قليل ..
    Quote:
    ومع أننا لم نر مثل هذه الطفرة قط في تاريخ وجودنا على هذه الأرض (رأينا تكيفا للكائنات وتحورا لها جينيا، نعم، ولكن لم نر نشأة عضو جديد لوظيفة جديدة في كائن حي أبدا!!!) إلا أن من إخواننا من لا يرى مانعا من قبولها كطريقة يخلق الله بها الأنواع الجديدة على الأرض، من أنواع أخرى مشابهة!!

    يبدو أن المؤلف يظن أن الطفرة هي تغير مفاجيء يتم في جيل واحد يتم فيه ظهور وظيفة أو عضو جديد تماما !! الحقيقة هي أن الطفرة ماهي إلا تغير في حرف واحد من بلايين الحروف التي تكون جينوم الكائن الحي، و الطفرة تقع في الجين فلا تفقده وظيفته في الغالب (طفرات محايدة) و تقع فيه فيتوقف عن العمل (العيوب الخلقية مثالا) و تقع فيه فتزيد نشاطه أو تمنحه وظيفة جديدة (طفرة إيجابيه) و هذا هو عين ما عبر عنه الكاتب بـ "التحور الجيني" .. النظرية تقول بأن تراكم التحورات الجينية التي تمنح كل جيل قدرة تكيف أفضل مع بيئته هي ما يصنع العضو الجديد و الوظيفة الجديدة عبر ملايين السنين و يتبقى أثر العضو القديم كعظام اليد الباقية في زعانف الحوت مثلا !! .. أما الهراء عن عدم وجود وظائف جديدة فهي موجودة بكثرة و منها تطور قدرة البكتيربا على إستقلاب النايلون و هضمه.
    و الأغرب أن الكاتب نفسه إعترف بظهور ما أنكره في الفقرة التالية مباشرة !!
    Quote:
    وأنا لا أقول إنه يمتنع عقلا أن يخلق الله بعض الكائنات الجديدة والأنواع الجديدة من خلال التغيير الجيني (وهذا نراه واقعا بالفعل)، بل ولا يمتنع عقلا ولا شرعا أن ينشئ الله جينات جديدة في نوع ما فتصير نوعا آخر (وإن كنا لم نر هذا من قبلأ)! لا يزال الله قادرا على ما يشاء، فعالا لما يريد وقتما يريد

    فالتغير الجيني الذي ينتج عنه الأنواع الجديدة عبر التكيفات المتراكمة عبر ملايين السنين هو جوهر فكرة التطور الأحيائي !!
    Quote:
    فإن قالوا إننا نرى بجلاء ظاهرة التكيف في الكائنات، والتغير الجيني الذي يفضي إلى ذلك التكيف، فهذه حقيقة "الارتقاء"، قلنا لهم ليس التكيف ارتقاءا! وإن كان التكيف حقيقة نراها فليس الارتقاء بحقيقة!! التكيف Adaptation إنما هو انتقال من حالة سابقة لمخلوق بديع الصنع تام الإحكام والتقدير في بيئته التي كان يعيش فيها، إلى حالة جديدة يكون بها تام التوافق مع بيئة أخرى جديدة صار الآن يعيش فيها، كيفا بعد كيف، وتوافقا بعد توافق، واتزانا محكما من بعد اتزان! أما الارتقاء evolution فانتقال عشوائي من وضع منحط ناقص، إلى وضع تصادف أن صار يرقى للبقاء والتوافق مع البيئة، فكان الانتخاب والبقاء لما هكذا صفته!

    هذا بالضبط هو ما تقول به نظرية التطور !! .. فكل كائن حي هو كائن متكيف مع بيئته و كلما تغيرت البيئة أو هاجر الكائن لبيئة مختلفة عمل التطور على التنوع لصقل تكيفه مع بيئته و لا وجود في التطور لفكرة "الإرتقاء" من كائنات أدنى لأعلى فالخلد الذي فقد البصر مثلا يعتبر أكثر تكيفا لحياة باطن الأرض من سلفه المبصر !! .. فكرة تقسيم الكائنات على سلسلة تطور من المنحط للمترقي أو ما يسمى بـ THE GREAT CHAIN OF BEING هي فكرة قديمة من الأفكار القديمة
    السابقة للتطور العلمي (واضحة في مراسلات إخوان الصفا كمثال) و هي في تضاد مع مفهوم التطور لشجرة الحياة حيث لا توجد تراتبيه من التفضيل بل تفرعات من التغيرات و التكيفات لا أكثر !!
    Quote:
    The idea of the Great Chain as well as the derived "missing link" was abandoned in the early 20th century science, as the notion of an ordering of living organisms is antithetical to modern biological classification.[9] The idea of a certain sequence lingers in practice though, as entry level textbooks and courses in general biology still usually teach plants before starting on animals, and go through the invertebrates before starting on vertebrates, typically finishing with mammals.

    http://en.wikipedia.org/wiki/Great_chain_of_b...naturae_in_evolution
    Quote:
    وفي الحقيقة فإن خير ما يوصف به دعاة الداروينية أنهم يؤمنون بذلك الخالق الذي سماه إمامهم في العصر الحديث ريتشارد دوكينز "بصانع الساعات الأعمى" The Blind Watchmaker معارضة لمثال ويليام بالي الذي ضربه لدقة الخلق بعمل صانع الساعات. ذلك بأنهم في الحقيقة لم يبطلوا وجود الخالق جل وعلا ولا يستطيعون، وإنما غاية ما فعلوا أن جعلوه خالقا أعمى ناقص العلم مسلوب الإرادة، وضع نظاما للحياة من طبيعة وكائنات تعيش فيها، وضبط متغيرات الكون كلها بما يناسب الحياة على الأرض، ثم راح يتخبط خبط عشواء في إنشاء تلك الكائنات، لا يدري أيها سيبقى وأيها سيفنى ومتى ولماذا!! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. فهذه حقيقة ملة الداروينيين: صانع الساعات الأعمى!

    نقصان العلم و عدم القدرة على التنبؤ (العشوائية) تخص معرفتنا بالتطور و لا تنطبق على إيماننا بتقدير الله تعالى للأشياء !! .. دوكينز ملحد و ينافح عن تأويلاته للحقائق العلمية و هذا من حقه و لكن ليس من حق أحد أن يعتبر أن كلامه حق منزل، فهو في نطاق العلوم حجة و لكنه في نطاق آرائه الشخصية فرد يرد عليه و لا تلزمنا آرائه (تماما كما لا تلزمني قناعة نيوتن بالتنجيم رغم إقتناعي بقوانينه للحركة) .. مسألة الساعة هي مثال حي على الحجة القديمة أن النظام لا يمكن أن يتولد من العشوائية المحكومة بقواعد بسيطة و دوكنز على حق في كون أن إنتظام أجساد الكائنات الحية إنما هو نتاج لتغيرات طويلة الأجل تمت عبر تراكم طفرات صغيرة إنتخبت عبر ملايين السنين ..
    أجمل توضيح لمسألة الساعة هذه تجدونه في هذا الفيديو :

    وصف صانع الساعة بالعمى يناسب دوكنز في سياق حججه الإلحادية و لكنه في نطاق العلوم لا يعني سوى عدم قدرتنا عمليا على التنبؤ بآثار الطفرات و لا بحدوثها من الأساس و في هذا حجه علينا و ليس له تضمينات حول ما نؤمن به من معنى الخلق كله بمادته و حياته و وعيه. فالمسألة بسيطة : طفرات لا يمكن التنبؤ بها تصنع تنوعا بين ذرية الكائنات الحية، بعضا من الذرية يكون أكثر تكيفا من البعض الآخر، يعيش الكائن المتكيف و يموت الأقل تكيفا، تعاد الدائرة من جديد و عبر ملايين الأجيال تنتج أنواع حية مختلفة تماما بسبب التغيرات البسيطة جدا و المتراكمة عبر هذه العملية .. من شاء أن يرى في هذا عبثا و عدم حكمة فله ذلك و لكنه بالنسبة لي إبداع لا يوصف و جمال متجدد يجعل من الخلق عملية حية و متجدده لا نستطيع الإحاطة بها (و يخلق ما لا تعلمون).
    Quote:
    وهم ينافحون بشدة ضد من يقول إن نظريتهم مفادها أن الحياة نشأت نشأة عشوائية، يقولون الانتخاب الطبيعي ليس عشوائيا، ومن قال بهذا القول فلم يفهم الانتخاب الطبيعي! إنما هو آلية ونظام مستمر، متقيد بقيود قوانين الطبيعة! فإن جئت تلزمهم باللازم الواضح لهذا التقرير منهم، وهو الضرورة العقلية لوجود قائم على ذلك النظام يضبطه ويقيده بذلك القيد من أوله إلى آخره، حتى وإن كان خالقا يعبث بالطبيعة ويضرب ضرب العشواء فيها على حقيقة اعتقادهم (تعالى الله عن ذلك كله علوا كبيرا)، قالوا كلا إنما هي صدفة بعد صدفة، وحدث عشوائي بعد حدث عشوائي، ومثل هذا لا يوصف بأن له منظما أو ضابطا يضبطه من الخارج!! فلا سبيل لمجادلة من يضاد عقله الذي في نفسه على هذا النحو، ويقلب ثوابت المنطق واللغة رأسا على عقب، يروم الاستدلال لإثبات المعاني الواضحة التي لا يماري فيها العقلاء، تلك المعاني التي لو اختلف في مثلها اثنان لم يبق لأداة العقل عند أي منهما كبير فائدة!

    بالإضافة لما سبق من توضيحات فالنقطة الأساسية هنا هي إعتقاد الكاتب أن العشوائية و النظام لا يجتمعان أبدا !! و قد أسلفت بأن هذا غير صحيح، بل إن هناك تجارب فيزيائية تستخلص النظام بشرط العشوائية التامة !! .. فعشوائية الطفرات و إنتظام الإنتخاب في تحديد ما يبقى و يستمر منها لا يتعارضان أصلا !! .. فالعشوائية ليست بخارجه عن نظام الطبيعة، فهي حالة تتساوى عندها الممكنات (كظهور أي وجه للنرد عند رميه) و الإنتخاب الطبيعي مختلف عن الطفرة العشوائية تماما فهو ينتخب الممكنات التي ظهرت ليبقى أنفعها ببيئة معينة و ينفي البقية لا أكثر !! .. الخلط بين عشوائية الطفرات و إنتظام الإنتخاب هو آفة هذه المحاكمة اللاعقلانية، و بهذا التفريق يزول الإعتراض تلقائيا.

    سأتجاوز بعض الكلام الفارغ المليء بالشتائم و إدعاء أن ما يعرفه الكاتب هو الدين لا غير !!
    و نأتي لهذه الطامة :
    Quote:
    ينبغي أن يكون واضحا لدى المسلمين جميعا أن هذا الحدث الفريد، حدث الخلق الأول، لا يمكن – عقلا – أن يستدل على شيء من أحداثه بالنظر فيما نراه الآن من حولنا في السماء والأرض! إذ هذه الأحداث التي نراها في الكون إنما بدأت بعد الحدث الأول الذي خلقت به ولابد! وكذلك الدواب، ما نراه اليوم من أحداث تجري بين أنواعها، لا دخل له بما جرى في حدث خلقها الأول، ولا يستدل بهذا على ذاك! فمن القضايا الفلسفية التي يأخذها الدراونة مأخذ المسلمات، وكأنها غير قابلة للنقاش = قضية الاستمرارية الكونية Uniformitarianism وهي الآن معدودة من أركان علم الجيولوجيا التي لا خلاف في صحتها. وفي الحقيقة فإن علماء الجيولوجيا لو لم يفترضوا استمرارية العمليات والأحداث التي تجري الآن على الأرض كما هي في الماضي فإنهم لن يمكنهم الخروج بشيء ذي بال فيما يتعلق بتاريخ للأرض وطبقاتها الظاهرة! ونحن لا نمانع من قبول ذلك الاقتراض فيما لا يظهر لنا – بالدليل الحسي أو العقلي أو النقلي – ما يمنعه.. فنقول مثلا: بما أن الطبقة الفلانية على سطح الأرض تتكون اليوم حيث تتكون بمعدل كذا، فإن هذا يعني أن الطبقة المشابهة التي سماكتها كذا التي نجدها في موضع كذا، يكون عمرها – بالقياس – كذا وكذا.. هذا المنطق في القياس مقبول بالجملة لا نرفضه، وهو يفضي إلى استنتاج ظني بشأن تاريخ تلك الطبقة.. ولكن إن جاءنا دليل آخر أقوى من هذا، يفيد بأن هذه الطبقة كانت أقصر عمرا مما دل عليه ذلك القياس، قدمنا الدليل الأقوى، وخرقنا مبدأ الاستمرارية هذا ولم يلزمنا إطراده! فإن القائلين به – وهو محل إجماع عندهم – لا يمنعون من ظهور ما يخرقه في تاريخ الأرض من كوارث أو نحوها..

    هنا يتبدى الجهل بالعلوم في نصاعةٍ بينةٍ !! .. الكاتب يظن أن العلوم في منهجها تقوم على شيء شبيه بالمنطق الأرسطي و القياس الفقهي (مباديء تعمم بالإستقراء أو الإفتراض) !! .. و في الحقيقة فإن تحديد الطبقات و تقديرات عمر الصخور و التاريخ الجيولوجي للكرة الأرضية و نشأتها مرتبط بالتجربة و بالعلوم الفيزيائية المضبوطة و من الجيد أن الكاتب متسق مع نفسه و يرفض الفيزياء كذلك بعد رفضه لعلوم الحياة فيشكك في نظرية الإنفجارالعظيم Big Bang Theory و يعيب على المسلمين قبولها و يعترف بأن بها عشوائية !! فما قولك في هذا ؟
    Quote:
    نحن المسلمون نرفع أخبار الخلق عندنا فوق ما يتبعون من الظنون، ولا يعنينا اتفقاهم على خلاف ما عندنا إن اتفقوا، ولا يرهبنا ذلك ولا نتهيبه! وكذا لا يحملنا ما قد يظهر في بعض نصوصنا من موافقة لشيء مما افترضوه في نظرياتهم على الاندفاع إلى قبوله منهم وجعله آية من آيات صدق النبوة دونما تمحيص وتحقيق لمراتب الاستدلال العلمي المتبع في القول بتلك النظريات! وأصلنا الأصيل وركننا الركين أنهم مهما قالوا ومهما استدلوا، فلا شيء من استدلالاتهم يمكن – عقلا – أن يرقى لرد أو إبطال ما لدينا، بالنظر إلى قوة أدلتنا في الدلالة على ما عندنا في مقابل أدلتهم.. ولا يحملنا – وهو المعنى المهم في هذا المقام – على مثل ما حمل عليه النصارى من تحريف لمعاني النصوص في الكتاب كما صنعوا بسفر التكوين إذ قلبوه بأكمله إلى ضرب من المجاز حتى لا يقال إنهم ردوا ما جاء به العلم الحديث وتمسكوا "بأساطير الأولين"!!!

    ما أخبرنا الله به في نصوصنا هو الحق كما أخبر، ولا يملك أحد من الخلق من الدلائل ما يمَكِّنه من معارضة تلك الأخبار أو إبطالها بحال من الأحوال! ونحن نتحدى أعلم فلاسفة الأرض جميعا أن يأتينا بدليل واحد يرقى – عقلا – لمخالفة ما صح به النص عندنا من أخبار الخلق الأول، سواء خلق السماوات والأرض أو خلق الدواب والحياة على الأرض!!

    هذا هو زبدة فهم الكاتب و أصل مقولاته كلها، و المشكلة البينه في فهمه هذا هو أن التعارض هنا ليس بين النص و العلم بل بين فهمنا للنصوص و معرفتنا العلمية، فإما أن نرفض كل المنهج العلمي و نتائجه تمسكا برؤيتنا للنصوص (رؤية أحادية لا ترى سوى فهمها هي لمراد الله تعالى من كلامه) أو نمحص فهمنا للنص و إستدلالاتنا العلمية على فرض أن الإثنين معا يخرجان من مشكاة واحدة لا تناقض فيها !! .. هذه القضية تشبه من نواح كثيرة قضية جاليليو مع الكنيسة !! و رغم أننا نحب التشدق بأن الإسلام عقلاني و علمي و ليس فيه كنيسة إلا أن مسألة التطور هذه ستكشف مدى نفاقنا في مقولاتنا و تهربنا من الفهم السليم للدين و العلم معا !! .. ترى هل سيشفع لأمثال هذا الكاتب غيرتهم الدينية و حماسهم المخلص و هم ينفرون عن الإسلام بمصادمته مع حقائق العلوم ؟؟ ألا يتعظ الناس من الخوارج و سوء فعلهم مع إخلاص نيتهم ؟؟ يا ريت الكاتب يتريث و هو يصف المسلمين بالإنهزام الفكري و ضعف التدين لينظر في موقفه بتجرد فضرره و الله أكبر من أي نفع !!

    هذا ما كان من أمر المقالة الأولى .. و أتوقف قليلا قبل المواصلة لنقاش ما جئت به من ردود
    و الله ولي التوفيق
                  

العنوان الكاتب Date
نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-03-13, 01:29 AM
  Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين Abureesh03-03-13, 02:09 AM
    Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-03-13, 02:30 AM
      Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-03-13, 03:07 AM
        Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-03-13, 03:14 AM
          Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-03-13, 03:26 AM
            Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-03-13, 03:31 AM
              Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين Abureesh03-03-13, 09:45 PM
                Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-04-13, 01:29 AM
                Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين HAYDER GASIM03-04-13, 02:58 AM
                  Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين سيف النصر محي الدين03-04-13, 03:43 AM
                    Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين الشفيع وراق عبد الرحمن03-04-13, 05:08 AM
                      Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-05-13, 04:15 AM
                    Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-05-13, 04:11 AM
                  Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-05-13, 00:11 AM
                    Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-05-13, 01:12 AM
                      Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين سيف النصر محي الدين03-05-13, 05:30 AM
                        Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين هشام المجمر03-05-13, 06:10 AM
  Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين الصادق عز الدين03-05-13, 07:23 AM
    Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-05-13, 08:28 PM
      Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين الشفيع وراق عبد الرحمن03-06-13, 02:51 AM
        Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين الصادق عز الدين03-06-13, 04:53 AM
          Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-07-13, 04:58 PM
            Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-07-13, 07:36 PM
              Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين وليد فتح الرحمن03-07-13, 07:51 PM
                Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-08-13, 06:29 AM
                  Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-08-13, 06:39 AM
                    Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-08-13, 07:19 AM
                      Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-08-13, 07:30 AM
                        Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين محمد قرشي عباس03-08-13, 08:45 AM
                          Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-08-13, 08:54 AM
                            Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين مجدى محمد عبد الله03-08-13, 08:58 AM
                              Re: نصيحة لمن يقول ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين محمد قرشي عباس03-08-13, 02:10 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de