مقال فريد و مهم للدكتور حيدر ابراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-02-2013, 04:25 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقال فريد و مهم للدكتور حيدر ابراهيم

    حيدر ابراهيم علي


    يكون السُخط في بعض الاحيان شعورا ايجابيا ولكنه هروبي في نفس الوقت .فهو أقرب إلي تطهير الروح(catharsis) وينقذ الإنسان من شعور **** يسمي الإحباط يقود إلي الانسحاب الكامل وعدم المواجهة،والتراجع عن المقاومة،ورد العدوان سواءا كان ماديا أو معنويا بمثله.فالساخطون قوم أذكياء وشديدو الحساسية،ونبلاء،وجادون،والأهم من ذلك كونهم صادقين.وللمفارقة يجئ تأزمهم المؤدي للسخط بسبب تحليهم بهذه الفضائل!وهذا وضع مفهوم حين يتدهور المجتمع ويبتعد ناسه عن تمثل هذه القيم،ويصير الأدني هو الأعلي والعكس. ويكون السفلة هم الأغلبية والسادة.وهنا يشعر نبلاء البشر وأصحاب القيم بأنهم غرباء في هذا الوسط الذي يسود فيه السفلة والمنحطون،وينقلب سلم القيم،ويطفو البغاث،ونحسب الشحم ورما.وهذا الاغتراب هو الذي قصده :شيخ الساخطين –أبو الطيب المتنبئ،بقوله:-

    أنَا في أُمّةٍ تَدارَكَهَا اللّـ ـهُ غَريبٌ كصَالِحٍ في ثَمودِ
    وفي نفس المعنى يقول(صالح عبدالقادر):- سبقت أواني كالمسيح بن مريم فانكرت في دنيا المهازل ذاتي
    خلقت غريبا في بلاد عجيبة إلي العزم ما متّت بأي صلات
    وما عرفت إلا بجهل وفاقة وما اتسمت إلا بطول سبات

    تميز مثقفو السودان بشعور واضح بالاغتراب النابع من غربة عن مجتمع شديد المحافظة وعنيد في مقاومته للتغيير والتحديث.ولديه آليات شديدة الفعالية في تدجين المجددين المتمردين، والذين يتحولون بسبب الخوف،والسطحية،وعدم الصدق،هم أنفسهم الي جزء من آليات التدجين والمحافظة لائذين بحضن التقليدية والماضوية الآمن.ويردد لسان حالهم:جنا تعرفه أخير من جنا ما تعرفه!ولذلك،استحق السودان لقب بلاد الآمال المؤودة ،وليس بلاد الشمس المشرقة-كما تقول سفرياته الجوية,فقد انطفأت كل شموسه(مالو في االافلاك في ظلام؟)بل هو بلاد الأعمار القصيرة وغير المكتملة:التيجاني يوسف بشير(1912-1937)أي25سنة فقط،ثم (الامين علي مدني)من1900حتي1926 أي عاش26 عاما،ثم معاوية نور(1909-1942)أي عاش33 عاما فقط.ظاهرة الموت المبكرة وترافقها المعاناة :المرض،العزلة،الفقر:-

    كذاك بلادي كلما ذر شارق علي الأفق لم يعدم من الدهر راميا

    وقد يمكن تتبع ظاهرة الموت المبكر ،ولكن هناك ظاهرة الانتحار العقلي حيث يتراجع المرء عن كل مواقفه ومبادئه التي عاشها سابقا،ويتبول علي تاريخه.وتظهر "أزمة منتصف العمر"في تغيير أفكاره أو يتوب وكأن كل عمره كان حراما ويستحق التوبة والمغفرة.وال‘نسان بهذا الاسلوب يدين كل ما فعله، وتتحول كل حياته الماضية إلي هباء وآثام.فهو إنسان بلا ظل بلا تاريخ،ويبدأ خرفا مبكرا ويعيش في خسران كامل،لأنه ليس له ماض ولا يعرف شيئا يسمي المستقبل علي الأرض.هذا من قصده القائل:-

    ليس من مات فاستراح بميت
    إنما الميت ميت الاحياء
    إنما الميت من يعيش كئيبا
    كاسفا باله قليل الرجاء

    المثقف السوداني التائب هو صورة مقلوبة لدكتور(فاوست)لأنه يقايض ما تبقي من حياته ولكن مع شيطان يظنه ملاكا.وكيف يكون ملاكا وقد اشتري منه كل عمره الفائت وتاريخه بثمن بخس أو بشيك مؤجل؟

    أما الساخط فهو متمرد رافض قلق ولكن ينقصه الفعل،ولذلك يشقي ذو العقل والوجدان الطيب كثيرا،بعقله وقلبه.فهو يعرف الخطأ والاعوجاج ولكنه عاجز عن التغيير بيده،ويكتفي بالتغيير بلسانه وقد اختار أضعف الإيمان طواعيه.لذلك، فقد انتج السودان كثيرا من الشعراء الساخطين لأنه بلد قليل الجمال والحرية كثير القيود والممنوعات والمحرمات.وبالمناسبة تواطأت الطبيعة مع المجتمع وحرمته من عطاياها من مناخ، ونبات، وطيور،ونساء. وقد خبرأصحاب(موت دنيا) ذلك الوضع القاسي،ولكن بحثوا عن سبل غير السخط.يكتب (المحجوب)و(حليم):-"لقد عدنا من جديد نبحث عن العلل الدفينة في المجتمع،ونفكر في العلاج حتي لا نجرم من نعمة التفكير والعلاج.إنها حياة السأمة والملل هي التي أخرت ومازالت تؤخر الآداب والفنون"وبعد زيارة للقاهرة التي وجد فيها"مرح المدنية المنظم،وجمال العمارة وجمال البشر"يثور صائحا:-"أمّا هذه الحياة التي خلت من جمال الطبيعة ومن إبداع الانسان،فما افسدها من حياة يذبل فيها الفكر ويفني كما يذبل ويفني النبات في الجو غير الملائم".(ص،102-103).وهربوا الي مجراب الفن والأدب:-" وإذا كنا نحن محرمين من مباهج الحياة ومقوماتها فلا أقل من أن نعني بما يخفف بعض الشئ من مرارة الحرمان،وإذا لم يكن في ميسورنا ان ننشئ(نادي الفنون والآداب)نظرا لقلة الذن سيقبلون علي الانتساب إليه،ولان بيئتنا لم تنته بعد إلي هذا اللون من اللذات المعنوية".(ص104).واكتفي جيلهم بتكوين جماعات صغيرة لتذوق الآداب والفنون،وتهذيب الاذواق.ويتحدث بمرارة عن هذه التجارب التي لم تستمر طويلا"حيث دب الفساد إليها،وأرسلت الرجعية الاشاعات عنها،وأخذت معاول الهدم تعمل فيها،وضعفت نفوس وخارت عزائم،فأذن مؤذن الخراب،وانفرط العقد،وعدنا إلي حياة السآمة والملل ولكن إلي حين".وكان هذا الحين حتي قيام مؤتمر الخريجين.

    هذه الرجعية كانت تمثلها في الريف القبلية، أما في المدينة فقد قامت المؤسسة الدينية بالمهمة.فقد لعبت المؤسسة الدينية دورا كبيرا في تضييق الحياة وتصحر الروح وتخفيفها - للمفارقة! وكانت هذه المؤسسة بمعاهدها الدينية،وقضاتها الشرعيين،واخيرا أحزابها السياسية الطائفية؛تمارس وتجيد صناعة الموت والبؤس. وهنا يذكرنا(جماع)بأصلنا ونظرية "تطور" الإنسان السوداني:-

    خلقت طينة الأسى وغشتها
    نار وجد فاصبحت صلصالا
    ثم صاح القضاء كونى فكانت
    طينة البؤس شاعراً مثالا

    ليس البؤس والكآبة فطرة أو طبيعة سودانية،ولكنها ثقافة رسختها تلك المؤسسات بمثابرة وصبر.عندما يجد السوداني الظروف المواتية،يمكن ان تفتح قدراته،وقد
    أحست المؤسسة وأخواتها بالخطر.لذلك،كان عليهاأن تزيد شراسة وعنفا.وهذه القصة كثير الدلالات لمن يبحث عن اسباب خمود شعلة الحياة والعقل في دواخلنا،وضياع الامكانيات المفتوحة والتي لا تحد:
    "سأل مندوب بال مال جازيت،الشيخ محمد عبده،في العدد الصادر17/8/1884 عن العصبية بين السودانيين،فكان جواب الإمام:-"ليس السودانيون أكثر تعصبا منّا فحينما كنت اعلم الفلسفة في القاهرة كان كثيرون من الطلبة المصريبن يخشون حضور دروسي متعصبين".(عبد العزيز عبدالمجيد،تاريخ التربية في السودان،ج2 ص97).

    كانوا يقبلون علي المعرفة ولا يخشونها.ولكن عند العودة ،يبدأ الانطفاء وثقل تقليدية المجتمع في الداخل،يعمل عمله.وعندها يظهر الساخطون والمتمردون،بعد أن أخمدوا يقظة النفوس فاحاطها نوم-موات بعيد من الحياة والحيوية.يقول(التيجاني):

    ونفوس سجي الكري في حواشيها ودب الفتور في الأرواح
                  

العنوان الكاتب Date
مقال فريد و مهم للدكتور حيدر ابراهيم طه جعفر02-02-13, 04:25 AM
  Re: مقال فريد و مهم للدكتور حيدر ابراهيم طه جعفر02-02-13, 04:27 AM
  Re: مقال فريد و مهم للدكتور حيدر ابراهيم طه جعفر02-04-13, 02:14 AM
    Re: مقال فريد و مهم للدكتور حيدر ابراهيم طه جعفر02-04-13, 04:05 AM
      Re: مقال فريد و مهم للدكتور حيدر ابراهيم طه جعفر02-04-13, 04:44 AM
        Re: مقال فريد و مهم للدكتور حيدر ابراهيم محمد سنى دفع الله02-04-13, 05:00 AM
          Re: مقال فريد و مهم للدكتور حيدر ابراهيم صلاح شعيب02-04-13, 05:19 AM
            Re: مقال فريد و مهم للدكتور حيدر ابراهيم طه جعفر02-04-13, 06:03 AM
              Re: مقال فريد و مهم للدكتور حيدر ابراهيم محمد الكامل عبد الحليم02-04-13, 09:17 AM
              Re: مقال فريد و مهم للدكتور حيدر ابراهيم عبدالله احيمر02-04-13, 10:42 AM
        Re: مقال فريد و مهم للدكتور حيدر ابراهيم Yassir Tayfour02-04-13, 12:22 PM
          Re: مقال فريد و مهم للدكتور حيدر ابراهيم طلعت الطيب02-04-13, 10:40 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de