|
Re: حوار صحفي نادر للأستاذ محمود محمد طه 1976 م (Re: طارق عمر مكاوي)
|
الجزء الثالث سؤال أخير ، ودا الخاص ببعض التلفيق الذى لازم شخصك كمفكر ، وهو الخاص بقولك بإسقاط بعض الشرايع ، والوصول إلى درجة الكمال ، و إلى آخره ، من هذه المسميات المحفوظة ، شكراً ؟ هو دا زي ما سميتو إنت تلفيق ، تلفيق يعنى مُزعج ، و فعلاً أشاع كتير جداً من سؤ السمعة فى ما يخص شخصى ، وناس كتيرين ذهبوا مذاهب فيها ، لكن برضو جانب الخير كان فيها ، بمعنى أنو أثارت كثير من إهتمام الناس بأمر قد كان يكونوا فيهو سلبيين ، ناس إنتقلوا من السلبية لجانب الجدية فى الموضوع دا ، لأنهم سمعو القولة دى ، سمعوا الغرابة دى ، وبجوا يحضروا المحاضرات ليسمعوا الحقيقة اللِبتُقال شنو ، والزول كيف قال فى الأمر دا . الصورة هي دى ، أنو العبادات أو أركان الإسلام الخمسة ، قولك لا إله إلا الله وأن محمدٌ رسول الله وإقام الصلاة وصوم رمضان وإيتاء الزكاة وحج البيت ، دى مُش هيَ نهاية ما يطلبو مننا الدين ، هي فى الحقيقة بدايتو ، يعنى دى الحد الأدنى ، ما فى دخول فى الملة إذا كان أسقطنا أي واحد من ديل ، إذا انت قلت يعنى الصلاة ما واجبة عليَ لكن أشهدُ ألا إله إلا الله وأن محمدٌ رسول الله وبصوم وبزكى وبحج دا خروج عن الملة ، أي واحد من الأركان الخمسة إذا جحدوا إنسان خرج من الملة ، المطلوب فى الحقيقة هو أنو من النقطة دى نسير لى فوق مُش ننزل لى تحت ، دا الكلام القبيلك نحن قلناهو ، الجماعة لمن نحن بنتكلم عن تطوير الزكاة ، إفتكروا انو نحن بننقض الزكاة ، أآه انت إذا كان قلت للناس المال دا والله مالكم ما تدوا منو إبقى انت نقضت الزكاة ، لكن لو قُلت للناس النبي كان يزكى بكل ما زاد عن حاجتهُ الحاضرة ، وربنا قال : ( إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله) . إنت مندوب لأن تتبع النبي ، فإذاً أنت فى الحقيقة شريعتك يجب أن تكون ما تستطيع أن تعملو نحو التأسى بالنبي ، وكان ابو بكر ينزل عن مالو كلما إجتمع ليهو مال ، لأنو كان عايز إقلد النبي ، هو بيعرف انو الزكاة ذات المقادير بتزكيهُ ، لكن تفاوتوا الأصحاب ، كانما بتنافسوا فى أللحاق بالنبي ، أآ دا المطلوب النحن بندعوا ليهو ، إنك انت ترتفع من آية فرعية إلى آية أصلية ، فى كل إمورنا نحن ادخل فى الدين من الوضع العليهو الحد الأدنى ، الناس لو كانوا عرفونا نحن بالصورة دى لايمكن ان تتوجه لينا تُهمة أننا بننقض الدين ، إذا إنت جيت للصلاة ، ما فى كلام بقول انو أنا إنتهيت عن الفحشاء والمُنكر ولذلك ما بصلى ، أصلوا دا كلام ما ورد ، ولا بيُتصور أن يرد ، بل نحن حقيقة بنعتقد أنو إنسان عاقل ما ممكن يقول عن نفسو تزكية بالصورة دى ، إقيف وسط الناس وإقول أنا إنتهيت عن الفحشاء والمُنكر ، ثُم أنو قرض الصلاة مُش عشان تنهى عن الفحشاء والمنكر – قرض الصلاة مُش عشان تنهى عن الفحشاء والمنكر - الإنتهاء عن الفحشاء والمنكر حد قريب ، لكن الصلاة هي أن تصِلك بالله فلا تنفصل ، لكن طبيعتك أنك بتعيش فى الغفلة ، فكانك إنت بترتفع بالصلاة لتتصل ، وبتهبط بالغفلة ، تنفصل ، تِحتاج للصلاة لترفعك مرة تانية ، وتجى العبارة ( إليه يصعد الكلم الطيب – اللَهوَ لا إله إلا الله - والعمل الصالح يرفعهُ ) ، ودا سير سرمدى . فالصلاة غايتا أنك إنت تكون حاضر مع الله زي ما الله حاضر معاك ، ودى ، بالصورة دى أصلو ما بتنتهى بل نحن عندنا بتقوم فى الدنيا وبتقوم فى المقابر ، أهل البرزخ فى البرزخ عندهم صلتم ، وأهل الجنة فى الجنة عندهم صلهم ، وأهل النار فى النار عندهم ، والسير لىَ الله سرمدى (يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقيه ) الكلام البنقولوا أنو فى شريعة جماعية بسير فيها القطيع كُلو - شريعة جماعية بسير فيها القطيع كُلو – و فى شرايع فردية ، هيَ لمن انت تنضج فرديتك ، بتُعطى صلاتك الإنت فيها أصيل من الله بلا واسطة ، النبي بِسيِِّرك من القطيع ليوصِّل كُل واحد لى الله ، وعند الله ، السير لى الله إقولوا الصوفية دايماً بِعد أنفاس الخلايق ، ما فيش هِناك ذرتين أو عقلين - يمكنك ان تقول – بيعرفو الله معرفة واحدة ، الله بتجَّلى لى كل ذرات الوجود تجلى مُختلِف ، ودا عندهم مِن سِعة الإلوهية ، الإلوهية لا تُكرر نفسها ، أنا وإنت مُش صورة واحدة حتمية من جميع الوجوه ، مهما إتشابهنا نختلف ، لأنو ظهور الله لينا يختلف ، لأنو عقلنا وإدراكنا يختلف ، فالشرايع الفردية هي الأصل ، والشريعة الجماعية هي المرحلة نحو الشرايع الفردية ،فإذاً فى طلايع البشرية فى الأنبياء وفى الرُسُل، الأنبياء أصحاب شرايع فردية ، وعندك انت فى التعريف الظاهر أنو النبي رجُل من البشر أُوحيَ إليه بشرع ولم يُؤمر بتبليغو ، بمعنى آخر النبي رجُل من البشر أوحيَ إليهِ بشرع وأُمر أن يعمل به فى خاصة نفسو ،ونحن عندنا نبينا صاحب شريعة فردية كنبى ، بعدين عندو شريعتو الجماعية على قدرِ أُمتو كرسول ، فتنزَّل من نبوتو إلى رسالتو ليخاطب الناس على قدر عقولهم ، يقول : نحن معاشر الأنبياء أُمرنا أن نُخاطب الناس على قدر عقولهم . فالنبي صاحب شريعة فردية كنبي ، ومُعلِّم لِشريعة جماعية كرسُول ، هو مُعلِم لأمتو ،نحن عندنا تأسى بالنبي ، فالنبي إذا سِرنا وراهو بإتقان ياخدك إنت لمقام شريعتك الفردية ، فتصبح إنت صاحب شريعة فردية يسقُط عنك تقليد النبي ولا تسقُط عنك الصلاة ، إنما تُؤتى صلاتك الإنت فيها فرد تأسِّياً بالنبي اللهو صاحب صلاة وفيها فرد ، فالشرايع الفردية إذاً هيَ أساس الدين ، (يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربِك كدحاً فملاقيه ). ملاقاة الله ما بتكون إلا بالعقول ، يعنى نحن فى الشريعة بنمشى لىَ الله فى مكَّة - فى الشريعة - لكن هل فى الحقيقة الله فى مكَّة ؟ هل هوَ فى بيت الحجر الهِناك ؟ لا ،قال : ما وسعنى أرضى و لا سمائى وإنما وسعنى قلب عبدي المؤمن . فنحن بنمشى لىَ مكَّة كمرحلة فى التمرُّس بالعبادة وفى المناسِك البندخُل فيها لِنتهيأ لأِنلقى الله فينا ، بى عقولنا ، وملاقاة الله بالعقل ، فإذاً الشرايع الفردية هيَ أصل مُلاقاة الله ، لأنها بتعدنا لأن نعلم . وإجى إقول : أتقوا الله ويُعلِمكم الله . إذاً العبارة ، إذاً هيَ أنو يسقُط عنك التقليد ولا تسقُط عنك الصلاة ، لكن تكون صاحب شريعة فردية حسب حقيقتك الفردية ، ومنها إنت تسير فى مسار فوق مستوى شرايع الجماعة ، ودى فى الحقيقة قيمة الإسلام - دى من دقايق النظر – قيمة الإسلام اللِإستطاع بيها أن يوفق بين الفرد والجماعة ، إذا نحن قارنا الإسلام بالماركسية . الماركسية لمن وجدت الصِراع المُستمِر بين الفرد والجماعة ، أنو الفرد الجاهِل لو وجد فُرصتو فى الحُرية عملوا قد يكون تخريبى للجماعة ، لأنو الجماعة اهمَ من الفرد للإعتبار الزي دا ، أهدرت حُرية الفرد ، إهتمت بالنظام الإقتصادى البنظم المجتمع فى العدالة الإجتماعية ، والفرد حُريتو ما ضرورية ، حُرية الفرد أن يجد حاجة معِدتو وحاجة جسَدو وحاجة تعلِيمو وحاجة فرَاغو ، فى مسائل زي دى ، لكن الفرد يذوب فى الجماعة ، ونحن عندنا هِناك فى النظام ، دا يسوقنا للكلام عن اليسار واليمين القبيل كان فيهن كلام ، فى الجانب دا حرية الفرد أُهدرت ، فى الجانب دا أُعتبرت حرية الفرد لكن إعتبار حبر على ورق ، لأنو ما دام أُهمل حقو فى الإقتصاد أصبحت حريتو فى ورقة الإنتخابات حرية ممكن وتزييفا . فالنظام اللِبيوفق بين الفرد والجماعة فى جهاز واحد ما جا ، فالإسلام وسط بالمعنى دا ، الإسلام جعل الفرد غاية الجماعة ، الجماعة وسيلة والفرد غاية ، ويجب أن ننظم مجتمعنا بصورة تجعل الفرد ممكن ، الفرد الحر كامل الحرية ممكن ، بمعنى أنو نديهو حريتو فى الجماعة فى النظام الديمقراطى، نديهو حريتو فى الإقتصاد فى النظام الإشتراكى ، نغذى الراي العام ليكون حُر ومتسامح فى الأنماط المختلفة ، بعدين نديهو المنهاج البممارستو إبرُز إلى مقام فرديتو ، دى قيمة الإسلام . أآ نحن لَمَن أصرينا على أنو الشريعة الفردية فى الإسلام هي الأصل ومارسناها لِنوكِّدا ، عشان نُبرِز قيمة الإسلام البيها يوفق بين الفرد والجماعة ، بدل ما الماركسية ظنت الفرد والجماعة بتعارضوا . نحن عندنا الفرد إمتداد للجماعة ، الجماعة وسيلة والفرد يمشى بعَدا إلى مقام فرديتو ، عندو حريتو فى الجماعة وعندو حريتو الفردية ، فإذا نحن حققنا ليهو حريتو فى الجماعة وأديناهُ المنهاج أصبح يُمكن أن يبرُز لى مقام حريتو الفردية ، حريتو الفردية ضدها مسائل موروثة ، ضدها الخوف مثلاً، الخوف النحن ورثناهُ من نحن كُنا حياة رِخوة ، من حيوان الخلية الواحدة إترسب فى عقولنا الخوف ، الخوف دا ما بنتحرر منو إلا إذا إطلعنا على الغيب ( قُل لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء )بالصورة دى نحن لمن نحررو من الحاجة لىَ الطعام والكِساء والسكن ، ونحررو من الخوف فى المِضمار الممكن نحررو بالقوانين الديمقراطية العادلة فى حريتو ، ونرفع ضدو التمييز إذا كان إمراة ونديها فُرصتا ، بعد داك هو بمارستو للعبادة فرغناهُ ليعبُد ، بممارستو للعبادة يصل إلى تحرير مواهبو اللِقسمتو بين عقل باطن وعقل واعى ، ورسبت فى عقلوا الباطن المخاوف والأوهام الطويلة فى ميدان الموروث ، فأصبحت المقدرة الإسلامية البمتاز بيها عن كل الفلسفات الأُخرى هي التوفيق بين الفرد والجماعة ، لِتركيزو على القيمة الفردية ، فمن هِنا نحن ركَّزنا انو الإسلام شريعتو الفردية قايمة لىَ كُل واحد مننا ، نحن بنسير فى القطيع لننضج ونتعاون مع القطيع لِنوجد الفراغ اللِبيهو نستطيع أن نحقق فردياتنا ، المابتشبه الفرديات الأُخرة ، نحن نقلد النبي كمرحلة ، لكن كمالك إنت مُش أن تكون النبي ، ان تكون حسن ساتى ، أن تحقق فرديتك ان تحقق الظاهر والباطن فيك ، سيرتك وسريرتك إتحَدو ، توحِّد القوة المودعة فيك ، اللِهيَ عقلك وقلبك ، بالصورة دى تظهر قيمة الإسلام ، ودا المعنى النحن أصرينا بيهو ، إتعرضنا لِسؤ السمعة الطويل ، لكن كان لابُد مادام نحن بنعلمو نعيشو ، وفى آخر الأمر رايح يبقى قديم الكلام النحن بنقولو هسع ومُستغرب ، كان مُستغرب بصورة أوسع لكا بإستمرار بدأ الناس يفهموهُ ودا أصل الدين ، نحن دُعاة لِأصل الدين ، اللهو قيمة الفرد كفرد ، تُحقق فرديتك بالمنهاج الدينى ، وفى المرحلة دى يسقُط عنك التقليد ، تقليد النبي ، لأنو المُقلد كذاب ، المُقلد ناقص ، والتقليد مرحلة للأصالة ، فإذا انت جيت للأصلاة أصبحتَ بتتلقى مِن الله ما بتتلقى مِن النبي ، النبي يوصلك إقوليك ها أنت وربَك ( أتقوا الله ويُعلمكم الله ) . والنبي يقول : إنما انا قاسم واللهُ يُعطى ومن يُرد اللهَ به خيراً يُفقهه فى الدين . دى العبارات اللِواردة فى أصل دينا وهي الواردة فى أصل الدعوة الجمهورية ، لكن ما فُهمت لأنو ما سبق بيها عهد بالمَرَّة وماقيلت ، ونحن بنقولها لأنو الوقت وقت تتويج الفكر الدينى كلو ، دعوتنا نحن دى القايمة على أصول القرآن هيَ ما دعوا ليها الأنبياء والرُسُل والأولياء والمُصلِحين من لدُن آدم ، وهيَ تتويج الفكر الدينى والفكر العلمانى البشرى من لدُن السعى من حياة الإنسان الأول ، إجى إتَوَّج بتحقيق فردية الإنسان ، وتحقيق فردية الإنسان بجى لمن تحقق أنت الوحدة بين الإنقسام الظاهرى والباطنى ، لمن تحقق السلام الداخلى فى نفسك ، لمن إنتهى الصِراع الداخلى بين العقل الواعى والعقل الباطنى ، بإحلال السلام فى النفس البشرية
|
|
|
|
|
|
|
|
|