أليس فيكم رجل رشيد؟؟ عثمان ميرغني كُتب في: 2007-10-23
ما كان أحد يتوقع من الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية.. وهو السياسي المتمرّس.. أن يقع في مثل هذا الخطأ الجسيم.. فيحمل السيف مع الحاملين وينزل المعركة الإعلامية بذات المفردات التي استهلكها قبله د. نافع علي نافع قبل أيام قلائل..!! عندما وُجهت الدعوة للوسائط الإعلامية لحضور المؤتمر الصحفي الذي عقده علي عثمان.. توقّع الكثيرون أن (المحترفين وصلوا..) وأن النائب سيبهر المراقبين بقدراته السياسية وخبراته المتراكمة في ملف الجنوب.. وينزع فتيل الأزمة ويعيدها إلى غرف التفاوض والسجال السياسي بين الشريكين.. لكن كانت المفاجأة مهولة.. وكأنما استلهم علي عثمان مفردات خطابه ممن سبقوه.. بل وكأني به يردد بالحرف ما كرره (فدائيو خلق) الذين تحدّثوا قبله.. امتشق السيف ولم يأت بجديد فكال للحركة الشعبية ذات الاتهامات التي حفظها الشعب خلال يوميات الأزمة.. أفضل وصف للمؤتمر الذي عقده الأستاذ علي عثمان.. ما قاله باقان أموم الأمين االعام للحركة الشعبية.. إن (علي عثمان.. صب الزيت على النار).. وكأنما البلاد ينقصها حريق.. أو كأنما حمالو الحطب في حاجة لمزيد من الحطب.. هذه البلاد ليست ملكاً للبشير أو سلفاكير أو علي عثمان.. والمعركة التي تجري على روؤس الأشهاد حالياً ليس فيها من مصالح الوطن أو المواطن درهم خير.. لكن مع ذلك فإن مؤسسة الرئاسة -من الجانبين- هي التي تنفخ في نار الخصام.. وخلفهم تجريدات من قارعي الطبول، وحملة المباخر.. الذين استأصلوا حروف كلمة (لا) من قواميسهم.. فلا يقدمون نصحاً ولا رأياً أو فكرة أخرى.. يحرسون مصالحهم بضخ الهتاف لكل ما يصدر من أعلى.. أليس في حزب المؤتمر الوطني رجل رشيد؟؟ يقول لقياداته، علام أشعلتم معركة في لا معترك بسبب تعديلات وزارية لو وافق عليها الرئيس من أول وهلة لما دخلت البلاد كلها في هذا النفق؟ أيهما أكبر خسارة.. أن يتولى د. منصور خالد وزارة الخارجية التي تولاها قبل أكثر من ثلاثين عاماً.. أم فداحة تعطيل البلاد كلها بإدخالها في نفق الأزمة.. وتهديد مفاوضات دارفور.. وأليس في الحركة الشعبية رجل رشيد.. ليقول لقيادتها.. إنها تلعب على حبل مشدود بين ناطحتي سحاب.. ما أسهل الإنزلاق منه -سهواً أو عمداً- إلى قرار سحيق.. وأن الأوجب أن تركّز الحركة على تنمية الجنوب وتوفير الخدمات الأساسية لإنسانه الذي ظل لنصف قرن يعيش في ميدان الحرب.. وأزهق فيها أجيالاً وأحرق منابت الحياة المدنية على شحها في مدنه وقراه.. راجعوا كل قصص الدول التي تعرضت لتقسيم.. كان الساسة دائماً هم صناع قرار التقسيم.. وكانت الشعوب دائماً تنتصر في النهاية وتستعيد الوحدة.. حدث ذلك في ألمانيا الغربية والشرقية.. فكان الشعب يهرب ويخترق الجدار العازل.. حتى حطمه.. ثم في فيتنام.. واليمن.. وأخيراً يحدث الآن في كوريا.. الشعب الكوري يضغط من الجانبين لاستعادة وطنه الواحد.. رغم أنف الساسة.. وربما الساسة في السودان في تقسيم الوطن.. لكن الشعب سيرجع مرة أخرى ويقهر الساسة ويستعيد الوحدة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة