وسوف تنتهى فيما بينهم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 10:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-26-2007, 06:01 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وسوف تنتهى فيما بينهم (Re: عبدالله عثمان)


    تأملات في «أفندية» الأفندي عبد الوهاب الأفندي:
    جلاوذة الإنقاذ السابقون: ما لكم كيف تحكمون؟!
    د. محمد وقيع الله
    لم التق بالاخ العلامة الاستاذ الدكتور عبد الوهاب الافندي الا لقاءين عابرين ما زدنا فيهما على كليمات المجاملة بعد السلام. ولكني اقرأ كتاباته الرصينة الناضجة منذ ان كان طالبا بمدرسة بربر الثانوية. ولو رجعت الى اوراقي القديمة لألفيت له مقالات منذ ذلك العهد البعيد. واني لمقدر جد التقدير لعلم الأفندي ولآرائه ولتقلباته الفكرية ولقلقه الكثير، وقد ظللت ادافع عنه في المجامع حتى عهد قريب. وفي الاسبوع الماضي عرفت انه يقرأ مقالاتي أيضا وان له في بعض رأيا حسنا، ذلك لأني لم اتخل عن قضية الفكر كما قال، ثم ذكر انه يأخذ علىَّ اشياء كثيرة خطيرة، قال اني اعلنت عن بعضها في معرض حديثي عن مناقب سيدي الشهيد مجذوب الخليفة. ويبدو ان ثنائي على الشهيد مجذوب هو الذي أثاره بالدرجة الأولى، لأنه أظهر في مقاله بعض ما يستبطنه من ضغن وغيظ على الشهيد العزيز. وآية ذلك أنه لم يزل يتجرأ- والناس بعد يقدمون العزاء في الفقيد الشهيد - على وصفه بالمكيافلية التي تعني في ما تعني عدم الالتزام بقيود الاخلاق..!!
    خلفية الأفندي:
    والاشياء التي ذكر الافندي انه يأخذها عليَّ، وقام بالرد عليها ردا عنيفا مشفوعا بالهجوم المتطرف والبذاءة اللفظية، هي اشياء تقولها علي ولم اقلها قط. ولكنه اراد من ذلك ان يواصل ادارة معركته «المتأخرة زمانا» مع نظام الحكم الإنقاذي، عبر مقالي، او عبر شخصي، وهذا امر ارفضه تماما، فأنا لا ادافع عن نظام الحكم الحالي، على علاته، ولا ارضى بممارساته السيئة. بل انتقدها نقدا شديدا. وارجو ان يكون الدكتور الافندي قد قرأ المقابلة التي استشهد بمقطع منها، وهي المنشورة على الموقع الإسلامي السوداني، بعينين اثنتين لا بعين واحدة، وإذن لاهتدى فيها إلى مواطن نقدي الصريح والعنيف- أحيانا- لبعض سياسات وممارسات الإنقاذ، حيث اتهمت هذه الحكومة، وهذا مجرد مثال، بأنها تكاد تكون أشد حكومات العالم في التقتير في الصرف على نظام التعليم العام. وقد ذكرت اشياء اخرى من هذا القبيل، ارجو ان يراها القراء اذا تكرمت احدى الصحف اليومية، واعادت نشر ذلك اللقاء. فأنا أستطيع ان انتقد الإنقاذ نقدا شديدا موجعا قد لا يستطيعه أمثال الأفندي، وذلك لاني صاحب قضية ومصداقية، ولست موظفا دبلوماسيا او اعلاميا «وقد جمع الافندي في تاريخه بين هاتين الصفتين معا» فأنا لا امتهن مهنة الدفاع عن النظام، ولا أزين اخطاءه، ولا أجعل رزقي يأتيني من هذا السبيل، كما كان رزق الأفندي يأتيه- في سالف الأوان - من هذا السبيل..!!
    ولم يسبق أن قلت ما قاله الأفندي على لساني من ان على كل مفكر إسلامي ان يقدم نفسه للتمام، وان تصرف له بدلة عسكرية، ثم ينتظر ان تصرف له الاوامر من الجيش والأمن عن كيفية التفكير، وموضوع التفكير، وألا يكتب الا بالاوامر العسكرية، وألا يصل الى نتائج تفكيره إلا بهذه الاوامر. فهذه صلابة وجه وجرأة «0» متهورة من هذا الأفندي في الدس والافتراء علي، يزيد فظاعتها انها جاءت وهو صائم.
    إن شيئاً مما اورده هذا الأفندي لم يرد في مقالي الذي كتبته في الحديث عن مجذوب الخليفة، ولا في المقابلة الصحفية التي اشار اليها، ولم يرد عني في اي معرض آخر، ولكن «أخلاق» الأفندي الكريمة، سوغت له ان يختلق كل هذا، وأن يتقوله على لساني، حتى يجد شيئا يهاجمني به، وحتى يطهر نفسه عن عقدة التلبس في خدمة الإنقاذ في التسعينيات، حين كان موظفا دبلوماسيا برتبة «حقيقة لا مجازا» في خدمة الإنقاذ، في عز أيام سطوتها وبطشتها الأولي، يدافع عنها، ويقدم لها الاستشارات عن أفضل الوسائل لمواجهة المعارضة. ولا يزال من زملاء الأفندي القدامى، من أهل الانقاذ الأوفياء، ممن لم يبدلوا أو يغيروا، من يروي من حكاياته، أنه كان يقدم لهم نصائحه، بضرورة التشدد مع المعارضين الى اقصى حد ممكن، وذلك حتى تفنى المعارضة، ويبقى نظام الإنقاذ الذي يفتئت عليه الآن!!
    كان الأفندي آنها يخرج على وسائل الإعلام بإفادات مضللة ينفي بها تعرض المعارضين للتعذيب، ويشكك في شكاواهم وشهاداتهم، وسجلات ذلك كله موجودة ومحفوظة، وكان يقول في معرض دفاعه عن نظام الإنقاذ إن وضع حقوق الإنسان في السودان أفضل من كثير من دول الجوار، وظلت تلك اللازمة هي حجته- وبئس الحجة- في الدفاع عن الإنقاذ.
    لقد كان الافندي حينها موظفا دبلوماسيا اعلاميا، وقد أوكلت اليه ادارة الحملة الاعلامية للدفاع عن النظام، وكان يتلقى اوامره المباشرة أو غير المباشرة، من نافع او من هو في مقامه، وظل يؤدي عمله هذا حتى اذا انقضت مدته، وطلب اليه ان يرجع إلى السودان، كما رجع زملاؤه المجاهدون الكرام، طلب هو ان يبقى في لندن- استثناء كأبناء الذوات! - ولما لم تكن اللائحة الدبلوماسية تسمح بذلك، دخل في مساومة مع اهل الانقاذ، عسى ان يخرجوا له العمل الإعلامي الخارجي من حوزة العمل الدبلوماسي، ويولوه أمره، ليديره بعيدا عن المنصب الرسمي، ولما يئست آخر محاولاته انقلب على الانقاذ هجوما مقذعا مستمرا حتى اليوم!!
    الوضع الاخلاقي الصحيح:
    لقد كان الوضع «الاخلاقي»، الصحيح الذي يليق بمثقف دبلوماسي شريف، يحتم على مثل الأفندي ان يبادر فيعلن استقالته المدوية، متى ما رأى اعوجاجا في النظام الذي يخدمه ويدافع عنه، لا ان ينتظر حتى تنتهي مدة خدمته الرسمية، ثم يطلب امتدادا لها، ثم ينكفىء بعد ذلك. فهذا تصرف يصعب تقديره او احترامه او ادراجه في ضمن التصرفات الوطنية «الاخلاقية» السليمة. ومن هذا يستبين لنا أن الافندي كان يطيع رؤساءه في الانقاذ، حتى آخر لحظة في مدة خدمته لهم، ثم طاب له أن يغدر بهم من ثم. وهذا الشخص هو الذي لا يستحي أن يقدم لي دروس «الأخلاق» اليوم، أنا الذي لم اتلق في يوم من الايام أي اوامر، من اي واحد من الذين ذكرهم في مقالته الوعظية العاصفة. ولا يجرؤ أي واحد منهم، ولا يحق له، ان يوجه الي أي امر او نهي.
    لقد اشتهى الدكتور الأفندي ان يحشد اسم الأخ الكريم الدكتور نافع، والاخ الكريم الفريق غوش في مقام التشنيع علي. ألا فليعلم الاخ الكريم الافندي أنني لا اعرف الاخ نافع «شخصيا» ولا هو يعرفني. وأما الأخ الفريق صلاح عبد الله غوش فهو الآخر لا اعرفه «شخصيا»، وان كنت قد التقيته قبل اشهر، فقال إنه يعرفني، وذكر أنه كان يحضر محاضراتي الإسلامية قديما. وقد التقيته لسبب خاص، لكي اشكو له تعديات وأضرار عديدة وايذاءات وتهديدات بالتعذيب والقتل جاءتني من قبل جهاز الامن والمخابرات الوطني.
    ومن هذا يتضح أن نظام الحكم الحالي الذي ادافع عنه، وسأظل أدافع عنه ما حييت، إذا استمر كما هو، هو النظام الوحيد الذي عاصرته وتأذيت منه على الصعيد الشخصي اشد الاذى وأبلغه، فلقد عارضت وعاديت نظام النميري في معظم سنيه، وما نالني منه كبير أذي، وعارضت نظام الصادق المهدي، طوال سنيه، وما نالني منه ادنى اذي. أما نظام الإنقاذ فهو وحده النظام الذي لحقني منه الأذي البليغ، ولكني مع ذلك لم أنقلب عدوا له، لأنني لا أحسب الأمور على المستوى الشخصي البحت، كما يحسب الافندي حساب الارباح والخسائر الشخصية «في الرتب والمرتبات..!!».. وإني وإن نالني من هذا النظام، ومن رويبضته وزعانفه المرذولة، اشد الاذى، فإنني لن اتحول عن مناصرته، التي لا القى منها مكسبا الا اذى هذا الافندي وشيعته. وهذا أمر لا يهمني كثيرا فالقضية عندي قضية مبدأ أؤمن به، إذ أؤمن بضرورة الاستقرار في حكم السودان، وهو ما ذكرته في معرض رثائي للشهيد مجذوب.
    سادتنا الأمويون:
    ولقد قلت حينها إن مجذوبا، رحمه الله، كان من انصار مبدأ الاستقرار السياسي، وهنالك ذكرت أني احب الامويين لأجل ذلك، وقلت إني معجب اشد الاعجاب بقيام سيدنا معاوية ببسط الامن وقمع الفتن، وهو الامر الذي جنب الحضارة الإسلامية مصائر الاندثار المبكر. فهذا هو فضل الأمويين على المسلمين وعلى البشرية. ولكن هذا الأفندي يسوغ له ان يشجب سادتنا الامويين، ويسوغ له كذلك ان يقيم تعارضا «وهميا» بين سيدنا معاوية وبين سادتنا الخلفاء الراشدين. وهذه محاولات لا يتجشمها الا من قصر في دراسة تاريخ الإسلام او قرأه باحدى العينين. لأن سيدنا معاوية كان مرضيا عنه وعن سيرته في السياسة لدى سيدينا ابن الخطاب وابن عفان عليهما الرضوان، وقد تركاه يحكم اقليم الشام، ولم يعزلاه عنه على كثرة ما عزلا من الولاة والحكام. ومنذ اول عهده في حكم الشام ابدى سيدنا معاوية تمام الفهم السياسي القويم. فحين قدم عمر إلى الشام وافاه معاوية بموكب عظيم انكره عليه ابن الخطاب قائلا: لم تفعل هذا؟! لقد هممت ان آمرك أن تمشي حافيا الى الحجاز! فرد معاوية رد السياسي المقتدر الأريب: إنا بارض جواسيس العدو فيها كثر، فيجب ان نظهر من عز السلطان ما يكون فيه عز للإسلام واهله، وما يرهب أعداء الإسلام، فان امرتني فعلت، وان نهيتني انتهيت! فأجازه عمر على تلك الخطة بقوله: لا آمرك ولا انهاك. ولما قال رجل لعمر: ما احسن ما صدر الفتى عما اوردته فيه، رد عمر قائلا: لحسن مصادره وموارده جشمناه ما جشمناه!! فهكذا كان معاوية مجازا ومرضيا عنه من قبل عمر، لا كما يزعم الأفندي في مقابلته بين معاوية والراشدين. وقد اثبت التاريخ ان سياسة القوة العادلة التي اتبعها سيدنا معاوية كانت مصدر خير عميم للمسلمين. وبالتالي فإن أكثر مسلمي اليوم مدينون لمعاوية بالفضل، وإذا كان هذا الأفندي لا يقر لمعاوية بالفضل، فإن أحبابه من الروافض ينكرون كذلك فضله وفضل ابن الخطاب ويسبونه وهو الذي أدخل أجدادهم في الإسلام!
    ولما كان مجالنا لا يتسع للتفصيل في فضل سادتنا الأمويين الآن، فإن ما يهمني هو الحديث عن أمر الإستقرار السياسي الذي بسطوه. ويهمني ان أقول إن الاستقرار السياسي امر لازم لكل نظام سياسي او اقتصادي. ومبحث الاستقرار السياسي دار عليه القول في كثير من نظريات الفلسفة السياسية الوسيطة والحديثة. وإذا اشرت الي كتاب هوبز الشهير «التنين» فسيسارع الأفندي بلهجته الوعظية «الأخلاقية» الجديدة ليقول إني معجب به وبفلسفته، ولكني لا يمكن ان اعجب بإلحاد هوبز أو لادينيته، ولا بتفضيله لحكم الطغيان، وإنما أشير إلى بنائه الفلسفي المنطقي المهيب الذي شاده لاقناع الناس في عصره - المائج بالحروب الأهلية- بضرورة بسط الأمن، وقد تنبه الغرب لأهمية ذلك الهدف، الذي بتحقيقه بدأت نهضة الغرب الحديث.
    وهذا المعنى الذي تعب في الوصول اليه هوبز هو الذي ارشدنا اليه الشرع الحنيف بنصوص محكمات، وشرحه لنا سيدنا الماوردي في كتابه المعجب «الأحكام السلطانية»، كما شرحه لنا سيدنا ابن خلدون في «المقدمة» الفذة لتاريخ لإنسان، فنحن اتباع هؤلاء السلف الصالح، ومادة اهل السنة والجماعة، لا ننازع الحكام، ما اقاموا فينا الشرع وأقاموا الصلاة، بل نطيعهم ولا نتمرد عليهم، حتى ولو ظلمونا، وهذا ما يبين عنه بعض ملامح وضعي الشخصي المتأزم مع جهاز الامن والمخابرات الوطني، فإنني لا اميل قط ولا ارتضي ان اتمرد على النظام أو أن ادعو إلى تقويضه أو تبديله لمجرد اني اختلفت معه في شأن من الشؤون، او لمجرد أنه ظلمني، او منعني عطائي «كما في وضع الافندي» الذي حرم العطاء. وإلا فلو كلما اختلف المرء مع نظام الحكم «لسبب شخصي محض» ثار عليه، وافترى عليه الكذب، وعمل على تقويضه، لما ثبت نظام اصلا، ولعمت الدنيا الفوضى وساد البوار».
    من يقود من؟!
    واتساقا مع حرصي هذا على الاستقرار وعدم التنازع مع حكم الإنقاذ دعوت إسلاميي السودان قاطبة لدعمه، وهذا ما أضرم غيظ الأفندي وفجر غضبه، وقد قلت ذلك لما سألني السائل: من يقود الآخر في السودان: الحركة الإسلامية تقود الإنقاذ أم العكس؟! فقلت: إن الذي يدرك دواخل الأمور يعرف لا محالة أن الدولة الإنقاذية تقود الحركة الإسلامية. فهي أقوى من الحركة الإسلامية، وهي تؤدي من وظائف الحركة الإسلامية حتى على المستوى التربوي أكثر مما تؤديه الحركة الإسلامية. ومن ناحية عامة يمكن أن أقول باطمئنان إن الحركة الإسلامية لا سلطان لها على الإنقاذ، ولا يوجد لديها خيار إلا أن تقوم بدعم الإنقاذ. هذا هو خيارها الوحيد ولذا فإن على منظري الحركة الإسلامية الصغار أن يكفوا عن لغوهم ومزاعمهم أن الحكومة والمؤتمر الوطني قد سلباهم القياد، وعليهم أن يدركوا أن الحركة الإسلامية الحقيقية هي الحكومة وجيشها وقوات أمنها لا هم.
    هذا نص ما قلته، وإني إذ قلته فلم يكن ذلك في صيغة دفاع عن هذا الوضع الغريب الشاذ لواقع الحركة الإسلامية السودانية. وإنما جاء قولي وصفا لذلك الواقع، واستنتاجا منه، ومحاولة لمعالجته، وهو على علاته واقع غير مثالي، وإني لست عنه براض ولا اشيد به. فهو الواقع المهزوز هو الذي خلفه الامين العام السابق للحركة الإسلامية، بعدما قام بحل اجهزة الحركة، وابقى مع ذلك على نفسه امينا عاما لها، ورئيسا مستترا على البلاد، وذلك من دون ان ينتخبه احد او يعينه في ذلك المنصب. وهذا وضع خاطئ سواء بمقاييس السياسة الشرعية أو الوضعية. والمحاولة التي جرت من قبل حكومة الانقاذ، هي محاولة لتصحيح هذا الوضع قدر الامكان، وتبعا لذلك اندمجت كثير من عناصر الحركة الإسلامية الإيجابية الفاعلة ذات الخبرة والإخلاص، مع جهاز الحكم والجيش والامن. وإذا اطلقت أنا اسم الحركة الإسلامية على هؤلاء، فهذا إنما يأتي من قبيل إطلاق صفة الحركة الإسلامية ووظيفتها عليهم. وأما من أرادوا ان يبقوا في حطام التنظيم القديم، فهؤلاء هم الحائرون الذين اطلقت عليهم تسمية المنظرين الصغار، وهؤلاء هم الحالمون الواهمون الذاهلون الذين ما برحوا يظنون ان هنالك تنظيما قويا للحركة الإسلامية السودانية، كما كان الامر في قديم الزمان، وسالف العصر والأوان، ولذلك فهم لا يكفون عن بث الشكوى وتفجير التساؤلات، وهؤلاء هم الذين خاطبتهم ودعوتهم للكف عن كل ذلك، وللتوجه العملي الجدي لدعم الانقاذ, وهؤلاء جميعا هم ضحايا تسرع الامين العام السابق، الذي بادر بحل التنظيم من اجل ان يحكم هو قبضته بمفرده على مفاصل الحكم، وحتى اذا عجز عن ذلك، وهزم في مقارعته لتلاميذه، عمد الى خطة المكر، ودعوة شمسون، لتحطيم النظام، ونشر الفوضى، يناصره في ذلك ويشايعه بدعواته هذه التخريبية الضاربة في التشاؤم والعدمية هذا الأفندي الهمام!
    إن هذا التوجه الذي يقوده بعض دعاة النقمة والخراب، هو الذي يزعجني أشد الإزعاج، ويدعوني لكي أمعن في تأييد هذا النظام. وهنا يطيب لي أن أقول إنه إذا كان نظام الإنقاذ الذي يحكم السودان الآن نظاما علمانيا «يكتفي بفصل الدين عن الدولة ولا يحارب الإسلام ودعاته» لدعمته كذلك، طالما انه نظام قوي يبسط الامن، ويمنع الفتن، ويحقق الاستقرار، ويمهد لنهوض الاقتصاد. أما وقد اصبح نظاما إسلاميا صميما فقد اصبح دعمه حقا على أولي الألباب.
    هل أمسى شيعيا؟!
    وهكذا فإني أؤيد نظام الإنقاذ لسبب مبدئ وجيه، لا علاقة له بشخصي ولا بالأشخاص الآخرين، فمهام هذا المشروع الكبير تعلو- في نظري- على شؤون الأشخاص الفانين، فكلنا عابرون في هذه الدنيا، وقد انقضت معظم آجالنا، ولذلك فلا هم لي سوى على الصعيد الشخصي سوى أن أستثمر بقية عمري في خدمة الإسلام. ولذلك فقد استسخفت حديث الأفندي بأني أسعى لخدمة أشخاص سماهم، فقد سمح له حسن تأدبه أن يقول عني إني ازمع ان اؤسس فرقة سياسية مذهبية باسم نافع او غوش، وهما شخصان يعرفهما هو اكثر مني، وسبق له ان عمل تحت أمرتهما او في خدمة من كانوا تحت أمرتهما. وشاء للأفندي حسن خلقه كذلك أن ان يصمني بالتعبد في محراب الأمن، كما شاء له حسن ديانته ان يصفني بالشرك، ويزعم اني اتخذ من قادة الأجهزة الأمنية أحبارا ورهبانا من دون الله.
    وأعجب من ذلك فإنه قد اتهمني بالنصب، «والنصب مصطلح شيعي ذميم صكوه لوصف من زعموا أنهم يكرهون سيدنا علي بن ابي طالب وأبنائه وآل بيته، أو لمن رفضوا نصب علي للخلافة قبل أبي بكر، وعمر، وعثمان، والنواصب ملعونون في أدبيات الرافضة ودينهم وموصوفون بأنهم أكفر من اليهود والنصارى». ولا أدري أين قرأ لي هذا الأفندي، أو سمع مني قولا اشتف منه كراهيتي لآل البيت، فأنا فرد من أهل السنة والجماعة، الذين يفوق عددهم المليار إنسان، ولم تبدر من أحدهم كلمة واحدة في الحط على آل البيت، فإننا نوالي صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جميعاً ونَمحَضُ آل البيت مزيد تمجيد، وتكريم، وولاء. ومصطلح النصب لا يستخدمه أهل السنة والجماعة لوصف بعضهم بعضا، ولكن هاهو الأفندي يحشره في دائرة أدبيات أهل السنة والجماعة، وأرجو أن يكون قد استخدمه عن جهل بدلالته، اما إن كان الأفندي قد أمسى «شيعيا» بعد أن أصبح «شعبيا» فذلك انقلاب آخر ضمن انقلاباته الفكرية الكثيرة التي لا تدهشني في شيء.
    إن جميع ما سبني به الأفندي في العبارات السابقة إنما هو تلفيق فاضت به سخائمه المشتطة، ورشحت به عدوانيته الفائرة. ولا أحتاج إلى أن أدافع عن نفسي أمام القراء إزاء تلك المفتريات، إذ لم يقرأ أحد منهم شيئا مثل ذلك بقلمي، وهي مفتريات لا يصدقها إلا الأفندي الذي افتراها ومن كان على شاكلته وشيعته، ومن كان مدفوعا بدوافعه الوخيمة. وفي حالة الأفندي بالذات فقد تراكبت عده عوامل دفعت به إلى هذا النـزق، أولها ما أسلفت الإشارة إليه من كراهيته الشديدة للشهيد مجذوب، رحمه الله، وقد أبدى الأفندي هذه الكراهية عندما قال إنه قد انزعج لكثرة ما مدح مجذوب بعد وفاته، وكان قبلها بسطر قد قال إنه لم يكتب عن مجذوب لأنه لا يعرفه، فإذا كان لا يعرفه فلماذا ينزعج من مدح الناس له؟! وما أدراه إن كان ذلك المدح صحيحا أم لا ؟! وثاني تلك العوامل عداوة الأفندي المستعرة لنظام الإنقاذ الإسلامي ومن يدافعون عنه من أمثالي، وهي عداوة ستعمر قلبه طويلا فيما يبدو. وثالثها، وهو الأم، والأهم، سعيه الحثيث لتنظيف ملفه الشخصي من عقدة دعم الإنقاذ، ولكني أطمئن الأفندي أنه مهما فعل في عداء الإنقاذ، فإن زملاءه من أساتذة الجامعات البريطانية، شديدي الحساسية من ممارسات أنظمة الحكم في دول العالم الثالث، وغير شديدي الحساسية من ممارسات حكومتهم هم، لن ينسوا له سابقته في دعم الإنقاذ!
    وأما رابع الأسباب التي حدت بصاحبنا إلى اجتراح هذا الردح والسباب، فهو ائتمار الشرذمة العقلية المتبقية في حزب المؤتمر الشعبي على شخصي، وقد بلغني من حين خبر يقين يفيد بأنهم على وشك أن يشنوا حملات إشاعات واتهامات مبطلات على شخصي، وما هذه المقالة الحمقاء التي سطرها يراع الأفندي إلا طليعة هذه الحملة الباغية. ولهذا الأفندي ولشيعته من الشعبيين أٌقول إني في انتظار ما تتقولونه وتختلقونه من إفك، ولن أتوانى في الرد عليه ودحضه، وسألقاكم، أقوى لقاء. سألقاكم وظهري مستند تماما إلى الحائط، ويداي نظيفتان، لم تتلوثا بعطايا، ولاهدايا، من حزب، أو شركة، أو سفارة، أو نظام. سألقاكم وسأُنفِذ إلى أسماعكم، وقلوبكم، كل ما في كنانتي من حديد سهام الكلام.. وعلى المتقين السلام.


    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147510756
                  

العنوان الكاتب Date
وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-26-07, 05:57 PM
  Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-26-07, 06:01 PM
    Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-26-07, 06:15 PM
    Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-26-07, 07:17 PM
    Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-27-07, 11:24 AM
  Re: وسوف تنتهى فيما بينهم kamalabas09-26-07, 06:15 PM
    Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-26-07, 06:21 PM
      Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-26-07, 07:44 PM
    Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-26-07, 07:19 PM
      Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-26-07, 07:41 PM
        Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-27-07, 07:36 PM
      Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-26-07, 07:58 PM
        Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-26-07, 08:01 PM
          Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-26-07, 08:08 PM
            Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-26-07, 08:31 PM
              Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-26-07, 08:50 PM
              Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-26-07, 09:21 PM
              Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-28-07, 04:32 AM
                Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-28-07, 02:36 PM
                  Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-28-07, 07:24 PM
                    Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-28-07, 07:27 PM
                      Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-28-07, 07:29 PM
      Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-28-07, 07:32 PM
  Re: وسوف تنتهى فيما بينهم abubakr09-28-07, 09:30 PM
    Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-28-07, 09:56 PM
      Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-28-07, 09:59 PM
        Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-28-07, 10:03 PM
          Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-28-07, 10:07 PM
          Re: وسوف تنتهى فيما بينهم abubakr09-29-07, 05:11 AM
        Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-30-07, 05:16 AM
        Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-30-07, 05:21 AM
      Re: وسوف تنتهى فيما بينهم abubakr09-28-07, 10:15 PM
  Re: وسوف تنتهى فيما بينهم Omer Abdalla09-29-07, 04:42 AM
    Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-29-07, 06:51 PM
      Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-30-07, 04:19 AM
        Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-30-07, 02:42 PM
          Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-30-07, 02:52 PM
            Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-30-07, 05:03 PM
              Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-30-07, 05:06 PM
    Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان10-01-07, 02:27 AM
  Re: وسوف تنتهى فيما بينهم على عمر على09-30-07, 05:06 PM
    Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-30-07, 05:08 PM
      Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-30-07, 05:10 PM
        Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-30-07, 05:11 PM
          Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-30-07, 08:39 PM
            Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-30-07, 08:40 PM
              Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان09-30-07, 08:41 PM
                Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان10-01-07, 04:45 PM
                  Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان10-02-07, 05:41 PM
                    Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان10-02-07, 06:18 PM
                      Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان10-18-07, 04:35 PM
                  Re: وسوف تنتهى فيما بينهم عبدالله عثمان10-18-07, 04:55 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de