كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: كأول امراة في قيادة حركة سياسية سودانية (Re: انعام عبد الحفيظ)
|
عزيزى همّت .. سلامات ..
لقد كان يملأؤنا الأمل - ونحن نقبل على إنعقاد مؤتمرنا الثالث - أن تكون حركتنا قد إستوعبت تجارب الماضى المريرة، ماضى الحركة السياسية فى السودان عموماً، وماضيها هى على وحه الخصوص ..
لقد عانت حركتنا ومشروعها الذى تطرحه من ضيق الأفق والسلوك الغير ديمقراطى من قبل تنظيمات السودان القديم ردحاً من الزمن، مما ساهم فى تأخر إنطلاقتها وتقوقعهافى خندق لملة الأطراف والإنشغال بالذات منذ تأسيسها وحتى اليوم ..
إلا أن الذى وضح لنا تماماً هو أن الحركة تقوقعت بفعل عقلية من هم على قيادتها فى المقام الأول .. فهم يعانون من ذات الأفق الضيق ويمارسون نفس السلوك الغير ديمقراطى على المستوى الداخلى للحركة ..
أنا أعتقد أن تولى المرأة فى بلادنا لزمام المبادرة القيادية لهو أمرٌ غاية فى الرفعة والرقى .. لكن ما يجب أن نطرحه على أنفسنا من سؤال هو: "كيف؟" ..!!
ألا يجب أن تتولى هالة عبد الحليم قيادة الحركة بناءاً على الترتيبات الديمقراطية؟ إذا كانت الإجابة الموضوعية التى أنتظرها هى: "نعم"، فإن الأخت هالة أبعد ما تكون عن كونها مناضلة جسورة كما وصفتها، فالنضال هو فى الحقيقة من أجل القيم والمبادئ، وليس بإعتلاء الكراسى القيادية غض نظر عن الوسيلة، وإلا لوجب علينا أن نصف مهاويس الحركة الإسلامية بـ "المناضلين الجسورين" أيضاً ..
لقد إنسحب من الجلسة الإجرائية للمؤتمر عدد 35 عضو من أصل 67 هم حضور الجلسة ..!! وهذا كفيل بإسقاط شرعية المؤتمر المزعوم .. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن جدول أعمال المؤتمر لم يكن فيه أى إشارة لا من بعيد أو من قريب لأى نوع من أنواع التقارير، فقد إنعقد المؤتمر المزعوم وإنفض دون أن يقدم خطاباً للدورة أو تقريراً عن الميزانية ..!!
أى حركة هذه التى ترأسها هالة عبد الحليم ..!!؟ لقد كانت تعلم السيدة "هميمة" بأن أغلبية أعضاء الحركة علموا بمكان المؤتمر وزمانه قبل ساعات من إنعقاده، أما عن الأوراق المقدمة والتحضير والورش الداخلية والنقاش حول القضايا الأساسية فحدث ولا حرج ..!! ما أحب أن أوضحه يا عزيزى، أن ما نفهمه من مشروع حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) فى هذا السياق، أن الوسيلة من جنس الغاية .. فإذا كانت وسيلتك فى العمل السياسى هى العمل الغير ديمقراطى، فإنك لن تستطيع أن تقنع الناس بأن لك مشروعاً للنهضة الوطنية إلا إذا كنت مخادعاً كبيراً .. وهذا فى الحقيقة ما حدث فى أضابير "المؤتمر" الثالث للحركة، فهو برمته لم يكن سوى مهزلة كبيرة لا تربطها أى صلة بالعمل السياسى الديمقراطى الجديد.
أما عن إشارتك للراحل الأستاذ الخاتم عدلان فأقول: إن الذين سمحوا لأنفسهم بأن يكونوا جزءاً من تلك المهزلة، فقد سمحوا لأنفسهم- فى ذات الوقت- أن يساهموا فى تقويض المشروع الذى أفنى الرجل حياته من أجله، وهم - من ثم - يغتالون الرجل ويطعنونه فى الظهر دون أن تهتز لهم شعرة ..
وللحديث بقية .. عبد العزيز الكمبالى عضو مكتب الطلاّب بالحركة
|
|
|
|
|
|
|
|
|