|
Re: يـوم الـقـيـامــة (Re: فيصل محمد خليل)
|
الـشــوت ضـفـــارى
شـهــب ونـيــــازك
كـمــال كـــرار
زمن الصناعة الجميل في السودان ولي بأمر الإنقاذ عشان خاطر سواد عيون ناس تستورد الشوكولاتة وتمسح عشش فلاتة .
وعلي أيام الماكينات التي كانت تدور لتحرك عجلة الإقتصاد ، كانت هنالك دعاية في التلفزيون الرسمي تقول ( باتا يفهم الأحذية ) ، والأحذية نفسها صنعت من جلود سودانية بأيدي سودانية .
ولأن باتا فهمت الأحذية لحقت ( امات طه ) ، ولحقت بها مصانع النسيج والأغذية بما فيها مصنع بابنوسة للبن المجفف .
أما اللبن ( المزيود موية ) فسعر الرطل الواحد يساوي اتنين ونص جنيه قابل للزيادة .
والخروف السوداني الحايم بي كرعيه من نيالا للخرطوم عندما يعلق في الجزارة يباع الكيلو الواحد منه ب 45 جنيه .
وكيلو السكر ( المسيخ ) من مصانع سكر محلية يباع الآن ب 7 جنيه في معظم نواحي السودان .
ورطل الشاي وصل إلي 20 جنيه في أقاليم السودان الفقيرة .
والرغيفة وزن الريشة ب 30 قرش ( تتلحس ) في دقيقة ونص .
والزيت قدر ظروفك ( الجغمة ) الواحدة منه بي واحد جنيه .
والبصلتين بي واحد جنيه ، وكيس الفحم عبوة خمسة فحمات بي جنيه ونص .
والمواصلات غالية ، والعلاج بي قروش والكلام دخل الحوش .
وتمن وجبة واحدة في اليوم – يعني صحن واحد - لأي أسرة من دون أي سلطة تكلف 30 جنيه قابلة للزيادة ، ومعناها 900 جنيه في الشهر .
ويصرف العامل 270 جنيه في الشهر لأن الحكومة ما عايزة تزيد المواهي ، وهي ثمن 9 وجبات من 30 وجبة .
ويشتغل ( اوفر تايم ) لما تجيهو سوء تغذية ما يلقي 100 جنيه زيادة .
ويسوق رقشة جارو ( شدة ) بعد عشرة بالليل ، عشان حق فطور العيال ومواصلات المدرسة .
وفي ناحية أخري من المدينة ، يصرف سادن من شباك الصراف 40 ألف جنيه في الشهر ، ومخصصات مجلس إدارة 8 ألف جنيه ، وبدل سكن ورفاهية ونثرية 10 ألف في الشهر طبعا والجملة 58 ألف جنيه بواقع 1933 جنيه في اليوم .
ولا يشتغل التنابلة الأوفر تايم ولا يسوقون الرقشة ولا يحزنون ، لكنهم لا يوقعون علي أي ورقة إلا بعد استلام الرشوة ، ويسترزقون من العطاءات ولجان المشتروات .
ومن خلف كرسي المكتب يعلقون الآيات القرآنية ، ولا يتورعون عن إمامة المصلين عند كل صلاة .
ثم يجتمعون وينفضون ، ويملأون الدنيا ضجيجاً عن التقشف ونقص الأموال العامة ، والاستهداف الخارجي والتحديات الأمنية .
وفي الأمسيات يتحلقون حول موائد الطعام الفارهة ويحكون عن مغامراتهم مع الجنس الآخر .
هؤلاء هم أصحاب المشروع الحضاري ، في المدن والبراري .
اكنسوهم وامسحوهم ولا تنسوا أن تشوتوا ( ضفاري ) ولا ترهبكم السواري ولا قانون الطواري .
|
|
|
|
|
|
|
|
|