على ما بى من حزن زاد حزنى وأسفى يـــــــــــــــــــــــــــــا بورداب

Quote: لأنـنـى مُـبْـدِعُ وتهمتى أننى مُبْدِعُ لأنَّ ضميرى ناصعٌ راجحُ وأنَّ خيالى مترفٌ جامحُ .. لأننى مبدعُ أسافرُ طوعاً إلى المستحيلْ أحجُّ إليهِ أفتـشُ عن عاصياتِ القبولْ فأجثو لديها وأحنو عليها ومابيننا شاهقٌ مترعُ .. لأننى مبدعُ فقدتُ جوازَ اختيارى وبوحَ قرارى نُفِيتُ شريداً وعدتُ طريداً أساكنُ طيفى أعاقرُ خوفى تئن جراحُ الكلامِ وتبكى فلا من يُحسُّ ومن يسمعُ فنحن المبدعون عصاةٌ بعصرِ التوجسِ والإكتئابْ ونحن حفاةٌ بأرضٍ تُـنَـَبـِّتُ شوكاً وتبنى خرابْ ونحن بعصرِ الذئابِ اللئامِ ....كلابْ لأننى مبدعُ برسمِ حقولِ الضياءِ هزمتُ كهوفَ الضبابْ لأننى مبدعُ رثيتُ بلحنِ التفاؤلِ من يحلمون بذُلِّى وشيعتُ بالصبرِ من ضيعونى بعزلى وأسرجتُ من ظلمةِ الظلمِ نشيدَ السلامْ وناديتُ كلَّ المساكينِ مثلى لكى ما يفيقوا من سرابِ السرابْ لأننى مبدعُ تمردَ صوتى ونادى مواجعَ صمتى وايقظ فىَّ مشاعلَ فجرٍ تخفَّى وراءَ جدارِ الظلامْ فكيفَ بمن عادهَ الوجد من منافى التجلِّى يعانقُ كلَّ العيونِ التى أطفأتها الدموعْ لأن زماناً كئيباً تغشَّى صروحَ الجمالِ بسيفِ الخضوعْ فيُجْهِشُ صوتُ العذاب خواءً بيتمٍ وجيعْ وكلُّ نداءٍ إذا ما تعالى فوق إصطخابِ الحريقْ هو النفىُ والسجنُ والمقصلهْ فلما نويتُ الهروبَ لعلىِّ أفيقْ نداءٌ خفىٌّ أتانى بسحرِ المقالْ أسرَّ إلىَّ بحكمة مذهلهْ وقال تقدمْ وعانقْ شموسَ المنافى العنيدهْ ولو سجنوها خلف سدولِ الظلامِ .. غداً تطلعُ وتزهرُ كلُّ حقولِ الضياءِ بعرسِ القصيده لأننى مبدعُ ما أروعَ الفجرَ حين يفيقُ طليقًا من عتمةِ الفقدِ والإنتظارْ وما أجملَ الحلمَ حينَ يبشرُنا باندحارِ التخَوُّفِ والإنكسارْ فيا أيها المبدعون أفيقوا فلم يبقَ إلا أن نستظلَّ بضوءِ النهارْ وإما إنتظارَ الهزيمةِ والإنتحارْ تعالوا إذنْ تعالوْا لنزرعَ فوق يبابِ الزمانِ وروداً بلونِ الجراحْ وشِعْراً بطعمِ الدموعِ وطهرِ المحارْ تعالوا لنغسلَ ثوبَ الظلامِ بعطرِ الصباحْ ونفتحَ بابَ السكوتِ العتيمِ لشمسِ الحوارْ فنحن الذين نحيلُ النشازَ غناءً شجيَّا وساداتنا يا أخوتى لا يسمعونْ ولا يطربونْ ولا يقرأونْ ولا يكتبونْ ولا يفهمونْ ولا ولا ولا يحزنونْ فهم أبعدونا خلفَ ظلامِ التوجسِ كى لا نكونْ فنحن المبدعون إذا ما إبتسمنا يغضبونْ ونحن المبدعون إذا ما بُـكِـيْـنا يمرحونْ وحارقو البخور والمنافقون يرقصونْ لايسأمونَ مطلـقاً ولا يخجلونْ ونحن المبدعونَ مبدعونْ حتى النخاعِ مبدعونْ تاريخَنا يريدنا لأجل هذه الحياة أن نكونْ نموتُ لنبقى نعيشُ لنشقى ومن لجةِ الخوفِ نسرجُ كلَّ القصائدِ بوحاً عفيَّا يصادحُ فينا نضارَ البراءةِ والإنبهارْ نُجَمِّلُ هذى الحياةَ ولا نستكينْ ومن كلِّ دمعةِ حزنٍ وبؤسٍ ويتمْ يشبُّ الرجاءُ بزهوِ القرنفلِ والياسمينْ ومهما يكونْ سنغسلُ كلَّ افتراءٍ وظلمْ نهيلُ الظلامَ على الظالمينْ ونمسحُ آخرَ سطرٍ من كتابِ التـنطعِ والإنزواءْ وآخرَ حرفٍ بعصرٍ تَأخَّرَ بالجهل والخوفِ والإنكفاءْ نفكُّ قيودَ التخلفِ والإنطواءْ فماذا نقولْ وكيف نقولْ ونحن فى ساحةِ الفكرِ والطهرِ أساسُ البلاءْ ونحن الذين نبثُّ سمومَ الجمالِ وقبحَ التقدمِ والإرتقاءْ يريدوننا كى نشترى بانكسارِ الهزائمِ نصرَ التنطعِ والإنحناءْ لكننا مبدعونْ والمبدعُ الحقُّ فى عصرِنا حقير ذليلٌ بعصرٍ يُصَادَرُ فيه الكتابُ وتنحرُ فيه العقولْ يخاتلُـنا من كبَّـلونا بالكلامِ العسيلْ ومن حجبوا عنَّا رفيفَ الحروفِ وسحرَ الغناءْ ومن ضيعونا بالهتافِ الكليلْ ومن خدَّرونا بأقلِّ القليلْ ومن سرقوا اللقمةَ من أفواهِنا ومن حفروا الذلّ واليتمَ فوقَ جباهِنا ومن وسموا الشعرَ دَجْلاً ومن صيروا الظلمَ عدلاً ومن وصموا الحبَّ عِهْراً ومن جعلوا الفنَّ كفراً ومن أسكتوا كلَّ صوتٍ جميلْ ومن صادروا أىَّ معنىً نبيلْ ومن أرغمونا للتقدمِ خلفِ الوراءْ ولم يبقَ إلاَّ أن يحرمونا الهواءْ فقط لأننا مبدعونْ نعم لأننا مبدعونْ مبدعونَ مبدعونَ .مبدعون بالحرية مبدعون للحرية مبدعون لنهاية التاريخ مبدعون وليكن ما يكون ................!!!!