|
Re: احمد الطيب يا سلمي الشيخ (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
تعبنا من البكاء يا سلمي تعبت منا الاحزان يابت امي احمد لم يكن رجلا عابرا ولا مثقفا هشا قال حين اجري معه لقاء في هولندا قبل انفصال الجنوب عن موقف المثقف (للأسف واقع الانفصال قد أصبح حقيقة بالرغم من أن عملية الاستفتاء نفسها ما زالت على بعد بضعة شهور. هذا الخيار كان متوقعا منذ خمسة سنوات لكن لم يتعامل معه احد بجدية نتيجة لتناقضات الخطاب السياسي بين الطرفين الحاكمين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وهكذا أصبح خيار الانفصال هو الأكثر جاذبية بالعكس مما وعد به الطرفان عند توقيع اتفاق السلام عام 2005." كيف يواجه المثقفون والحركة الثقافية هذا الواقع؟ ربما ليس من شأن الثقافة والمثقفين، تعريفا، أن يرسموا البرامج السياسية ولا أن يحددوا الخيارات السياسية المباشرة للسلطة، لكن أمر الوحدة والانفصال ليس شأنا سياسيا يوميا عابرا بل هو أمر مرتبط أساسا بأزمة تقع في قلب حقل الثقافة، فالحرب التي دارت رحاها لخمسين عاما وقد تتجدد الآن، يمكن أن يطلق عليها حرب هوية وثقافات دون تعسف. يرى احمد عبد المكرم أن المثقفين ليس اقل حيرة وعجزا من الساسة الذين قادوا الجميع لهذا الوضع: "آلام كبيرة جدا تجتاح كل الوسط الثقافي ... علاقة الثقافي بالسياسي كانت أصلا متوترة وملتبسة وليس للمثقفين قدرة سوى طرح رؤاهم من مواقع مستقلة عن السلطة، المثقف يمتلك أداة التعبير لكن فعل التغيير السياسي المباشر يتعدى الحقل الثقافي بكثير .. المثقفون الذين اقتربوا من مواقع صنع القرار كانوا خلف السياسي دائما" هل يتنصل المثقفون السودانيون من أية مسئولية تجاه يحدث الآن؟ "بالعكس تماما" يقول عبد المكرم ويضيف " النشاط الثقافي السوداني في المركز ارتبط ماضيا وراهنا بأزمة أساسية هي أزمة التنوع الثقافي. ذلك التناقض الذي نشأ من محاولة بناء ذات وهوية وطنية على أساس واقع التنوع الثقافي الملموس وخط السياسة الحكومية الرسمية التي قامت على مرتكز ايدولوجي واحد قائم على إنكار التعدد إقصاء الأخر. منذ عشرينيات القرن الماضي كانت الحركة الثقافية السودانية تعاضل هذه ألازمة، التي عبرت عن نفسها بحرب الخمسين عاما." يرى عبد المكرم أن الحركة الوطنية التي نهضت على تراث مؤتمر الخريجين وصنعت الدولة الوطنية السودانية كما نعرفها الآن تأسست على ايدولوجيا عربية إسلامية ولم تعتد بالتنوع الثقافي والعرقي والديني في الوطن الواحد ولم تستوعب الأخر الموجود في الوطن الواحد وبذلك حملت بذرة ما نراه في أحشائها. بالطبع لا يمكن أن نغض الطرف عن الأصوات المتفردة التي تصدت لهذه الظاهرة بحس نقدي متقد وبصيرة نافذة لكنها ظلت محدودة التأثير على الرأي العام وصنع السياسات العامة في شمال السودان المهيمن وتعرض لقمع فظ وقاس وبقي التيار الرئيسي الذي صنع السياسات العامة في كل الحقول طوال خمسة عقود أسير هذه الأحادية الأيدلوجية التي كرست تغييب الأخر وهو العنصر والمكون الأفريقي في السودان وهكذا أصبح الجنوبيون الذين سيصوتون على الوحدة أو الانفصال مغيبون تماما إلى حد بات فيه من غير المعقول أن نتوقع منهم أن يختاروا التغييب طوعا إذا اتيح لهم الاختيار. الجهود العجولة الصاخبة التي تبذلها السلطة السياسية الآن لتعزيز خيار الوحدة، too late .. too litte تأتي في ربع الساعة الأخيرة من زمن المباراة ويصعب أن يعول عليها في الظروف المحلية والدولية الراهنة، وفضلا عن ذلك فهي مدفوعة بحسابات سياسية واقتصادية آنية ولا تعبر عن تغير في الذهن الذي قاد البلاد لهذا المآل حسب عبد المكرم. ولا يبقى سوى الانتظار
|
|
|
|
|
|
|
|
|