|
Zahira (Re: osama elkhawad)
|
ظهيرة سعدي يوسف
بين ان نشتهي وان نتمشي معا ساحة للتردد او للتأمل او للملال دائما ما يقذف الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف بقارئ قصيدته نحو ذلك الغامض المفضوح او الفاضح الغامض انها تلك المتاهات الممتعة في سراديب القصيدة التي تتشابك فيها العلاقات و يتجادل فيها الداخل و الخارج وتحتشد فيها التفاصيل و التساؤلات هذه القصيدة لسعدي يوسف من ضمن طريقته و اسلوبه في كتابة القصيدة القصيرة المكثفة هي قصيدة لم املك تجاهها حين قرأتها من ضمن قصائد عديدة له لم املك الا ان احرض ذاكرتي علي حفظها كان ذلك في نهاية الثمانينات في عصر يوم ممطر من ايام سكني بالجميعاب ذلك البيت الاليف الذي منحني الفة من الاصدقاء في ايام العزوبية و ظللني بالمحبة حين اصبحت في مقام من سجنوا في سجن الاسرة العذب بيتي في الجميعاب بيت روائي التفاصيل تلك التفاصيل التي تتراوح بين فوضي العزوبية و عذوبة ان تكون زوجا و ابا صادفتني قصيدة سعدي يوسف في ذلك العصر الممطر فحفظتها عن ظهر قلب تري هل لازال للقلب ظهر؟ بالمناسبة وانا استعد للهجرة الي كندا تعرضت لعملية رسم قلب هذه الجملةـ رسم قلب ـ اتأملها بكثافة شعرية مع انهاـ الجملةـ صارمة ومحددة و مشروطة بذلك الخوف الازلي من مغبة الاقتراب من الموت لا سيما و قد ترسخ لدينا ان الموت يبدأ دائما من القلب ما علينا قرأت تلك القصيدة لسعتني هزتني , بدلت ما كان يعتريني وقتها من احاسيس و مشاعر , كنت وحدي لكنهاـ القصيدة زحمتني بالتألف مع كل العالم الذي حولي , اكاد اجزم انني اصبحت كائنا اخر غير الذي كنته قبل قراءة القصيدة اليس ذلك مدهشا؟ ان تغير قصيدة كياني؟ لم اقرأقصيدة اخري من ديوان سعدي يوسف وقفت عندها قرأتها مرة اخري و كأنني اتحسس ملامحي , ملامحي الداخلية تلك التي ضجت بالشفيف من التأملات بين ان نشتهي و ان نتمشي معا ساحة للتردد او للتأمل او للملال فكري انت هل نستطيع التحدث في مطعم؟ ام نراود نهر فنغمس راحاتنا فيه؟ ام نكتفي بالتنفس؟ ام ننطفئ في الظلال؟ غير اني سابقي اذا ما رأيتك مضطربا خجلا ممسكا اول الخيط منتظرا في الظلال هذه هي القصيدة التي ازعم انني تغيرت و اصابني ذلك المس من الطرب حين قرأتها هي قصيدة قصيرة جدا و لكنها كثيفة المعاني و ما اصابني بنوع من تلك المتعة هو عنوان القصيدة لان العنوان هنا بالذات يلقي بظلال من التأمل علي النص يرتبط العنوان بذلك الجدل الشفيف و التلقائي مع هذا النص المتأمرعلي التبلد و المحرض علي التأمل كان عنوان هذه القصيدةـ ظهيرةـ هكذا ظهيرة بدون الف ولام وهي ظهيرة محتشدة بالقول الشعري النقي هي ظهيرة تفضح تساؤلات العاشق فكري انت هل نستطيع التحدث في مطعم؟ ام نراود نهرا فنغمس راحاتنا فيه؟ ام نكتفي بالتنفس؟ ام ننطفئ في الظلال؟ هزني الشاعر سعدي يوسف بهذه التلقائية العذبة في اجتراحه الشعري لهذه التساؤلات و خرجت في ذلك العصر الممطر و انا امرن ذاكرتي علي حفظ هذا النص الشعري الجميل خرجت من البيت و خطواتي تتحسس شوارع و ازقة الجميعاب بتسكع شعري حميم و كنت احاول تفكيك هذا النص الشعري محاولا الدخول الي تلك الظهير ظهيرة سعدي يوسف كنت اتسأل هل بالامكان ان تمتعني العلائق في هذا النص الشعري لو تخلي النص عن هذا العنوان ـ ظهيرة؟؟؟ لا اظن ذلك و هذه جدارة هذا الشاعر الشفيف الكثيف و الذي يملك قدرة ان يختزل عالما كامل التفاصيل في قصيدة قصيرة جدا و دعوني اكثف خاتمة هذه القصيدة فهي خاتمة تراهن علي الامتاع غير اني سابقي اذا ما رأيتك مضطربا خجلا ممسكا اول الخيط منتظرا في الظلال تري اي ظهيرة تلك التي يمسك فيها شاعر كبير مثل سعدي يوسف باول الخيط و ينتظر في الظلال؟؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|