|
Re: شهادات عن المغفور له بإذن الله الأستاذ حسن ساتي ..... (Re: Dr Salah Al Bander)
|
الرحيل الموجع .. حسن ساتي .. وداعاً ياملك !! نادية عثمان مختار
ليس من صاعقة تقع فوق رأس المرء دون سابق إنذار كموت الفجاءة !! أو أن تسمع موت عزيز عليك أو إنسان تعرفه والتقيته لمرات عديدة دون أن تعرف تفاصيل موته الذي سيكون بالنسبة لك مفاجئا وصعباً تصديقه للوهلة الأولى وقد مررت بهذه التجربة المريرة عند سماع أسوأ نبأ في حياتي برحيل زوجي الحبيب محمد الحاج دون أي علّة ولا مرض بعدما ودعني في مطار القاهرة وأنا متوجهة الى السودان وبعدها بثلاثة وعشرين يوماً سمعت أنه قد (فض الشراكة) بيننا بأمر الهي وبتوقيع عذرائيل ملك الموت الذي يأتي دون سابق مواعيد ولا نقول له إلا مرحباً رغم الفجيعة فهو مكلف من رب العالمين العظيم !! وعبر موقع (سودانيز أون لاين) تلقيت الصدمة الكبرى بقرأتي لنبأ رحيل أستاذ الأجيال الصحافي المخضرم الأستاذ حسن ساتي رئيس مجلس إدارة صحيفة آخر لحظة الغراء والذي قد فُجعت فيه قبيلة الصحافيين وبكته بثخين الدمع الهتون !! الآن قد صار يسبق إسم الأستاذ والرجل البشوش حسن ساتي لقب ( المرحوم) والذي سنناله جميعاً صغارنا وكبارنا حين إكتمال آجالنا في هذه الفانية !! التقيته في القاهرة عدة مرات ولم أتشرف بمعرفته عن قُرب إلا في زيارتي الآخيرة للخرطوم في إبريل الماضي حين زيارتي لمكتب الصديق الأستاذ عز الدين الهندي فحادثته يومها ووجدته رجلاً دمث الأخلاق ، بشوش الوجه دائم الإبتسامة ، غزير المعرفة وعلى درجة عالية من الثقافة والعلم ، وهو من نوع البشر الذين يرتاح المرء لرؤيتهم ويطمئن لحديثهم منذ الوهلة الأولى وكان أن حدثني بأن أراسل صحيفته الفنية التي كان بصدد إصدارها ولا أدرى أن أمهله القدر لتحقيق حلمه أم أن الموت داهمه قبلها !! ومرة أخرى التقيت الراحل في منزل الصديقة منال عوض خوجلي في حفل عائلي فوجدته ذلك الرجل الأنيق بلباسه المتميز و(إستايله) الفريد وكعادته كان مرحاباً وهاشاً في وجه الجميع في تواضع كبير .. وفي يوم تكريم العملاق محمد وردي بتنظيم من الراحل الذي عشق فن وردي وكرمه كأعظم وأفخم مايكون التكريم كان هناك حسن ساتي على خشبة مسرح قاعة الصداقة وفي ممراتها كالنحلة في نشاطه وحركته وحيوته وقد علت وجهه إبتسامة ( طفل) صغير وهو في غاية السعادة بتكريمه للـ ( فرعون) محمد وردي الذي عشق فنه حد الثمالة !! هاهو فارس من فرسان بلاط صاحبة الجلالة قد ترجّل تاركاً خلفه فراغ لن يملؤه غيره بسهولة .. وتاركاً ورائه سيرته العطرة ورصيده من الحب في قلوب كل من عرفوه عن قرب وعاشروه أو من التقوه ولو للقاءات عابرة !! العزاء موصول لأسرته الصغيرة والكبيرة ولزملائه بالزميلة الغراء آخر لحظة وعلى رأسهم رئيس التحرير الأستاذ مصطفى أبو العزائم ونائبه الأستاذ الهندي عز الدين وكل الفريق العامل بالصحيفة وللوطن كل العزاء .. ووداعاً ياملك !!
|
|
|
|
|
|
|
|
|