العنصرية والهجوم على الشايقية والجعلية والدناقلة في مقال: شارون الشايقي لخلف الله التعايشي

Quote: في العامين الماضيين وقعت مذبحتان واحدة في سوبا حيث تم استفزاز مواطنين أبرياء عزل يعيشون في خرابات وملاجئ كرتونية حول العاصمة. وعندما حاولوا الدفاع عن أنفسهم أطلقت الشرطة عليهم الرصاص الحي فقتلت بعضهم وجرحت آخرين. ثم وقعت مذبحة أخرى في الشرق في مدينة بور سودان حيث كانت هناك مظاهرة سلمية تطالب الحكومة المحلية بتوفير بعض الخدمات فأطلق عليها رجال الشرطة الرصاص الحي ومات أيضا خلق كثير وجرح غيرهم. في الفترة التي وقعت فيها المذبحتان كان عبدالرحيم محمد حسين الشايقي وزيرا للداخلية، وهذا يعني أنه هو الذي فوض رجال الشرطة بإطلاق الرصاص الحي على المواطنين الأبرياء العزل فاستحق بذلك عن جدارة لقب شارون الشايقي جزار المذبحتين، قياسا على اليهودي أرييل شارون جزار مذبحتي صبرا وشاتيلا في لبنان. في سياق تبريره لمذبحة بور سودان صرح شارون الشايقي بصفاقة للصحفيين بأن المتظاهرين كانوا في طريقهم إلى مهاجمة خزانات البترول والبترول خط أحمر. وهذا التبرير هو نوع من التزيد لأن أهل الشرق لو أرادوا أن يحرقوا البترول فلن يستطيع أحد أن يمنعهم لأن أنابيب البترول تمتد على طول أكثر من ألف وستمائة كيلو متر ولن تستطيع الحكومة أن تضع حارسا دائما في كل خمسمائة متر مثلا. وعندما اقتربت مسرحية مفاوضات نيفاشا من نهايتها تم اصطناع أمر استقالته من وزارة الداخلية، وفي محاولة لصرف انتباه الناس عن مذبحتي سوبا وبور سودان ذكر في حيثيات طلب الإستقالة أنها جاءت نتيجة لمسئوليته عن سقوط عمارة وهي ما تزال تحت الإنشاء ضمن استثمارات وزارة الداخلية. وكان قد عمل شارون الشايقي على أن يرسوا عطاء إنشائها على شقي آخر من قومية الشايقية هو المقاول الذي غش في مواد البناء لكي يستولي على أكبر قدر ممكن من ثمن البناء الذي دفع من ميزانية وزارة الداخلية، فأدى غشه إلى سقوط العمارة قبل اكتمال بنائها. ونشرت الصحف طلب الإستقالة الذي قدمه للرئيس عمر البشير الجعلي، وكان خطابا قصيرا مصاغا بأسلوب عسكري وقد يكون كتبه بنفسه فعلا. أما خطاب الرد على الإستقالة وقبولها فقد كان خطابا طويلا مصاغا بأسلوب أدبي رفيع، أرجح أن يكون وزير الإعلام في ذلك الوقت الشاعر عبدالباسط سبدرات هو الذي كتبه وليس الرئيس عمر البشير. والخطاب فيه إطراء كبير لشارون الشايقي والغرض من ذلك هو الإمعان في التغطية على مسئوليته على مجزرتي سوبا وبور سودان من ناحية، ومن ناحية ثانية تهيئة الرأي العام لتقبل ترقيته إلى رتبة فريق وتعيينه وزيرا للدفاع بدلا من بكري حسن صالح الجعلي. B]وهذا دليل على أن هناك ابتزاز يمارسه الشايقية على الجعليين في ما يتعلق باقتسام الوزارات السيادية وأن هذه المقدرة على الإبتزاز تقتصر على الشايقية دون الدناقلة. عقب استقالة شارون الشايقي حيث صار من الناحية الرسمية خارج الحكومة أجرى كمال حسن بخيت رئيس تحرير صحيفة الرأي العام مقابلة مع الرئيس عمر البشير الجعلي. وعندما نشر نص المقابلة في الصحيفة كان مضمونها إطراء لشارون الشايقي أكثر من كونها مقابلة مع الرئيس. فقد ذكر كمال بخيت أن شارون الشايقي هو الذي تولى ترتيب الأمور البروتوكولية الخاصة بمقابلة الرئيس، كما أشار إلى دوره في تنفيذ انقلاب يونيو والمناطق التي أمنها داخل العاصمة وهو أمر ليس له أي علاقة بسياق المقابلة. وذكر أيضا أن الرئيس قال له إن شارون الشايقي الآن يقضي في استراحة محارب وسوف يعود إلى الحكومة، وذكر له أيضا بعض الطرائف التي تصادفهم عندما يتنقلا معا بالسيارة خفية في شوارع الخرطوم، وأن شارون الشايقي كان يتولى قيادة السيارة بنفسه. وفي ذلك إشارة غير مباشرة إلى مدى قرب شارون الشايقي من الرئيس عمر البشير الجعلي، وبشكل عام كان أسلوب نشر المقابلة إطراء وتسويقا لشارون الشايقي أكثر من كونه أي شئ آخر. كتبه: خلف الله آدم التعايشي