New Page 1الأخ محمد علي عبد الرحمن ...
عبر الايميل:
Quote: الاخ عثمان واصل لك الموضوع حسب وعدي اياك و انت مفوض في ان تضيف او تحذف منه ما تشاء محمد علي |
بعتبر من مخضرمي الحي وله ذاكرة خصبة وقصص طيبة في الحديث عن ذكرى حي البترول أتمنى أن لا يتوقف عند هذا الحد وكثيرا عند زيارتنا له في صنعاء في بيته يكرمنا كثيرا ويتحفنا بقصص رائعة عن الناس - أشكره بالانابة عن صاحب البوست الأخ أحمد القرشي على حديثه الطيب وعلى مروره الذي سيسعد الكثير من القراء وحضورك أسعدنا أخي محمد ...بارك الله فيك أخي الحبيب محمد وأشكرك على كلامك الطيب وعلى مجهوداتك الرائعة واليكم ما كتبه الأخ محمد علي .
------
الاخ عثمان محمدين
تحية طيبة
وفاء لوعدي عند اتصالك من مدينة تعز بالكتابة عن حي البترول فاني اكتب هذه الاسطر التي لا اظن انها تفي "حي الاحياء" - كما سماه الراحل زين العابدين محمد احمد عبد القادر- حقه.
علاقتي بالحي مذ نشا في ستينات القر ن الماضي و لم تنقطع منذ ذلك الوقت الى حين مغادرتي السودان في اوائل التسعينات.
ان الحي يمثل قصة تمازج و نجاح منذ نشاته, فقد انتقل اليه ساكينه و هو لم يتعد الحيطان التي اقاموها فقد كانت تنعدم فيه الخدمات الاساسية و لكنهم تمكنوا عبر التكاتف و المثابرة من اعماره و تنظيمه مما حدا بعض مجلس فيادة ثورةنميري ان يطلق عليه هذا الاسم الموحي.
المنطقة التي سكنتها من الحي كانت بمثابة القلب ان جاز لي ان اعبر عنها بهذا الاسم ففي محيطها يقع السوق و المسجد و الفرن الالي و المستوصف و الحديقة و التي كانت في يوم من الايام غناء كحال السودان. و يصدق ادعائي هذا انك بالامكان ان تجد معظم اهل الحي في هذا الموقع في الصباح الباكر للحصول على مقاضيهم او لاخذ المواصلات من محطة البصات الموجودة في هذا الموقع.
كان يجمعنا في محيطنا تجمع الافطار في رمضان:كعادة اهل السودان و الذي يجمع في هذا المحيط الحاجاسماعيل محمد صالح ،( امامنا )عبد الرحمن عبد الماجد، العم عربي و ابناءه سليمان ابراهيم ،عمر الحكيم و العم احمد محمد علي .
اما في الامسيات العادية فيجمنا دكان مكي احمد البشير الواقع امام باب منزلنا ويغشاه بصورة دائمة الطلاب حينها عبد المنعم عثمان حامد- هاشم عثمانحامد -حسن ابنعوف-فاروق يس صغيرون- احمد محمد احمد الفضل- و ايضا في بعض الاحيان حامد آدم – عمر الحكيم – و بخاري من اهالي السعاتة والذي نادرا ما يغادر كرسيه امام منزله.
في اوائل السبعينات تم انشاء النادي في المنزل المقابل للركن الجنوبي الشرقي للسوق و قد تصادف قيامه مع ثورة مايو و كان يعج بالنشاط و لا ابالغ ان العمل كان يستمر على مدار الساعة و على مدار الاسبوع. و كان ذلك قبل قيام المنشآت من مستوصف و فرن ألي و غيرها و تحول النشاط فيما بعد لما كان يعرف بكتائب مايو . و من الطرائف ان مظاهرة قد جاءت ليلا من داخل المدينة عقب انقلاب هاشم العطا كان يقودها انور محمد عبد الحميد (الباسطرمة) تهتف أين اين كدايس مايو وهو اسم اطلقوه علي تلك الكتائب التي كانت نشطة و على راسها عدد من شباب الحي اذكر منهم طه حسين. و لكن عندما عاد نميري اخرجت الكتائب صور النميري و قادوا مظاهرة الفرح من داخل الحي و اتجهوا صوب مركز المدينة.
و اذكر موقف حدث لنا و هو على طرافته كان من الممكن ان يؤدي الى كارثة . كنا مع الاخ فاروق يس لم يكن لنا انحياز لاي جهة فقررنا ان ناحذ بص العم يوسف بدوي العمدة لاستطلاع الوضع داخل المدينة و عند وصول البص الى منطقة سوق ابو جهل كانت الفوضى تعم كل شئ خاصة بعد خطاب نميري الذي صرح فيه بضرب الشيوعيين فاستغلها البعض لتصفية الحسابات. قابلنا حشد يجري خلف شخص و يصيحون حرامي حرامي و البعض شيوعي شيوعي فتوقف يوسف و طلب منه الدخول معنا في المقعد الامامي و لكن الناس تابعوه و خرج من الباب الاخر من ناحية السائق وقد تمزقت ملابسه في ايدي من كانوا يحاولون الامساك به. و عندما حضر المتاخرون من الناس و كانوا لا يعرفون صاحبهم قاموا بمد ايديهم الينا و لم يفلح السواق في اقناعهم و بداوا في ارجحة البص لقلبه و لكن ظهرت مجموعة من اهل الحي و حالت بينا و بينهم . الطريف في الامر ان الشخص كان يصيح انا حرامي انا ما شيوعي.
و اذكر من بين من حالوا بيننا وبين هؤلاء الرجل الشهم الذي لم يكن من اهالي الحي لكنه لا يبالي بالمخاطرة بنفسه في سبيل الاخرين العم سلمان راشد فقد شهدت له عدة مواقف مشابهة تدل على نبله و دفاعه عن اناس لا يعرفهم من قبل و لا بعد الحدث.
اهالي الحي جاءوا من اماكن شتى و يمكن ان يعتبر الحي نموذجا مصغرا لتعايش اهل السودان ففيه تجد من السكان من هم اقاصي الشمال مثل ابو سكين من حلفا و الغبش من بربر مثل العم ابشر حاج الشيخ و عبد الرحمن عبد الماجد و حاج مهدي بشرى و منهم اهالي منطقة الجبلاب كالعم و الصديق عبد الرحمن محمدين والحاج عباس ومهدي إمام. هنالك ايضا اهالي مناطق كردفان من بارا كالطيب مهدي و اخوانه و ام روابة و ودعشانا مثل العم اسماعيل محمد صالح و من الجبال شرقيها و غربيها و من الشرق مثل الجنرال محمد طاهر، بل ان انجلو سائق البص و هو من ابناء الجنوب كان من معالم الحي و صديق للجميع بلهجته الطريفة التي كان يمازح بها الركاب.
الحي كان مكتفيا ذاتيا فحتى البصات كان اصحابها من داخل الحي و كان من اعمدتها العم رحمة وحاج حامد و ابراهيم جميل قبل ان تغطي عليهم مواصلات القلعة و كريمة
الحي كان خليطا من الانماط من حيث حرف اهله فمنهم التجار على سبيل المثال في الجهة الغربية الطيب مهدي و العم محمدين و ابشر حاج الشيخ و دفع الله سيد احمد واخوانه ومحمد الحوري و حرفيي المنطقة الصناعية و تجارها و منهم كنين وسعد محمد عبد الله ومحمد بلل و المرحومعباس العبيد و برجل و حيدر و هنالك تجار المنطقة الصناعية و منهم الخال ابراهيم علي و الراحل الامين عباس و ابن عوف و الموظفين باختلاف وظائفهم من معلمين و موظفي البريد و الشرطة و الجيش. كما كان هنالك العم جمال الدين صاحب المطعم المشهور.
في كل ركن من اركان الحي تجد هنالك شخصيات لها طابعها فعند مدخل الحي من الناحية الجنوبية كنا تجتمع في منزل الاخ عبد الرحيم محمد احمد و هو كان بمثابة المنتدى للاخوان الجمهوريين و قل الا تجد احدا عنده من اهالي الحي فكان يغشاه العم ميرغني ابراهيم شوة و الاستاذ محجوب القرشي ابن اخ الشاعر محمد عوض الكريم القرشي و الامين عباس و قد يغشاه في بعض الامسيات العم محمد الحوري. و امام منازلهم كان يجلس العم احمد القرشي رحمه الله و العم حسين مصطفى ابو الدهب و قد ارتبط من قبل بقرية خورطفت حين كان يعمل في محطة مياهها و هي محطة كانت تمد كل المناطق شرق الابيض بالمياه فلا يوجد دونكي مياه غيرها الى حدود منطقة الجوامعة و شمالا الى حدود مناطق بارا و كان يعرف عند الاهالي في كل القرى بافندي حسينو كنا نسمع و نحن اطفال اغاني البنات و توية التي يرددها الاعراب الذين يرتادون الدونكي عن افندي حسين.
في اقاصي الناحية الجنوبية الغربية تجاه الاسفلت يوجد منزل العم عربانالذي كان رئيس السواقين في خورطقت منذ نشاتها. و في تلكم الناحية بوجد منزل العمالجزولي إدريس و العم حسن الشيخ والد جعفر و حسن مقدم و دفع الله سيد احمد .
و ميرغني شوة و جعفر المؤذن . اما من الناحية الاخرى و من الجانب الذي يقابل منزل الحوري فهنالك منزل ابراهيم على و حاج السيد .كما ان كنين يسكن في هذا الحي و قد اشتهر بانه زبون لناس الامن في كل الاحداث السياسية على ايام مايو ما ان يقع حدث الا و ترى سيارات الامن امام منزله لاعتقاله. و قد كان المرحومعباس العبيد يقاسمه هذا الشرف الاخ الامين عباس ايضا من ساكني هذه المنطقة ربطتنا به علاقة مذ كنا طلابا في المدرسة الشرقية و الاهلية اذ ان كل الطلاب في هذا الحي الذي يسمى حي المعارف، يعرفون متجره الذي كان يعرف بالشباك، لان تعامله كان ينم من خلال نافذة هي التي منحته هذا الاسم و قد تحول هذا المتجر فيما بعد الى مسجد. وقد ربطتني بالراحل فيما بعد علاقة الفكرة الجمهورية، كان رجلا عصاميا مكافحا ربى اخوته و ابناءه بكده و جهده و قد توفي هو و زوجته في نفس اليوم في جو حزين خيم على اهل الحي. في نفس الحي هنالك ايضا منزل صاحب دكان الغسيل منزل الذي ارتبط بالحي منذ قيامه . المساكن التي تحيط بالمسجد كان بها العم العتيبي و ابناءه و العم الامين الجبيل و حاج حامد و محمد توم و العم رحمة اصحاب البصات و حاج النور و العم على محمد ادريس و عباس عبد الماجد الذي يعرفه كل اهل المدينة لانه اشتهر بتوزيع جاز شركة اجب منذ زمن طويل. هنالك ايضا ابوكندي صاحب الطاحونه . كما ان هنالك ايضا منازل نصر الدين و تاج الدين المريود و عدنان انجلو و الذي كان بمثابة طبيب الطوارئ في الحي هو و موسى محمد حسن في اقاصي شمال الحي. كفاني الاخ صلاح يس بايراد سكانه و لكني اضيف خلف الله العبيد و ارباب الامام و احمد البدوي و ابناءه و الذين ارتبطوا بالعمل بالقرى بلواريهم التي كانت ترتاد تلك الاماكن. و في الجزء الذي يفتح الى الداخل. العم يس صغيرون و ابناءه ايضا يعدون من ساكني الجزء الشمالي و يجاورهم ابنعوف و محمد ادم والاستاذ الراحل عوض الذي كان يعرف بعوض طويلة لارتباطه بالعمل فيها حتي صار من قادة التعليم فيها. و في الاتجاه الاخر منزل آلالفضل و الجنرال محمد ادريس و الذي كان يرابط بكرسيه امام المنزل بعد التقاعد و يعمل على ضبط الشارع و خاصة ضبط شقاوة الاطفال.
في الجهة الشرقية الوسطى كان هنالك العم التجاني المرضي و عطا المنان المستريج و بالجانب الداخلي كان هنالك مزمل ابكر و الشيخ حماه الله و عبد المجيد حسين جعفر و عبد الله التجاني و اسف لنسياني العديد من الاسماء لتطاول المدة و هذا ليس احصاء لاهل الحي و لكن اضاءات يمكن ان يضيف اليها اخرون. و لا انسى منطقة زميلنا الربيع محمد زين و اخوته و معهم الجنرال محمود الصادق و طبعا انا استخدم هذا اللقب ليست لان هذه رتبهم و التي لا اعرفها بالضبط و لكن لمعزتهم عندنا فهم في هذا المقام.
المغفرة و الرضوان لمن رحلوا في الفترة الاخيرة كهول الحي العم فضل السيد عمر الذي توفى قريبا و من شباب الحي منهم صلاح غانم و سفيان ابو حراز و احمد الامين الجبيل و عبد المنعم جمال الدين و عبد المنعم عثمان حامد و نسال الله ان ينزلهم خير المنازل و العزاء لكل اهلهم و اصدقائهم.