الحزن فى الاغنية السودانية -الجزء الاول - الدموع التى تبلل اغانى الحقيبة وتطفئ نار العشاق

Quote: الأخ العزيز / ابوبكر انه من ناسنا فعلا فلقد سيطر على الوجدان واحتل مساحة كبيرة في القلب لذلك كان في الذاكرة دائما لان هذا الرجل الفن عنده قضية ومسئولية ..بادي محمد الطيب كل من عرفه أحبه واحترمه لأنه رجل يحترم فنه ووهب حياته لهذا الفن فلذلك يجبر كل من يعرفه ومن يستمع له أن يحبه ويقدره ويحنى هامته له ... حقيقة يا ابوبكر لقد هيجت علىّ الذكرى كما تغنى إبراهيم عوض من كلمات عبدالرجمن الريح.... اذكر اخى ابوبكر انه في نهاية سنة 2000 كان معي هذا العظيم في شقتي المتواضعة بسلطنة عمان فزارنا المقدم معاش محمد عثمان محمود وطلب من بادي أن يغنى له واحدة من أغانيه وكان بادي يلبس ملابس البيت العادية فقال لنا يجب أن أتميز فدخل إلى الغرفة فلبس جلابية نظيفة وكذلك عمته وشاله فقال له الاستاذ محمد عثمان نحن فى البيت يا بادى ومافى داعى لذلك فقال بادى انى لا اغنى الا كذلك وبعد ذلك بدأ في الغناء ارايت اخى ابوبكر كيف يحترم هذا الفنان نفسه وفنه .. أما إنسانيته فمواقف هذا الرجل تحكى عنها فلقد ذكر لي الأخ الأستاذ عوض بابكر بان احد الأشخاص اعتاد على سرقة أموال بادي الموجودة بدولابه بمنزله بالعباسية وفى إحدى المرات تم القبض عليه بواسطة أهل بادي الذين كانوا يقيمون معه في المنزل وأرادوا ضربه وتسليمه إلى الشرطة وكان السارق من أبناء حي العباسية الذي يسكن فيه بادي ولكن بادي رفض تسليمه إلى الشرطة وقال لهذا السارق وسط دهشة الحضور اذهب يا ابني ولا تفعل مثل هذا مرة أخرى .. وقال للحضور كيف سيقابلني أهل هذا الشاب في هذا الحي إذا عرفوا إن ابنهم كان يسرقني لا أريدهم أن يخجلوا منى ويطأ طئوا رؤوسهم عندما يروني... أما الموقف الثالث فكان في سلطنة عمان أيضا في بداية رمضان في بداية حضوره حيث أعطى بعض المتسولين من الجنسية الباكستانية دخل حفلة أقامها في السلطنة ولم أكن موجودا معه في تلك اللحظة فاستغربت كثيرا فقال لي انى مصاب بالسكري وهذه كفارة عن هذا الشهر فقلت له يا بادي ما دفعته لهم كفارة عن سنة كاملة وليس شهر واحد وما كان يدرى قيمة الريال العماني لأنه لايحدد أسعار حفلاته بل يقبل باى شى يعطى له .. ومن ذلك اليوم قررت استلام كل دخل حفلاته لأعطيه له في نهاية رحلته تلك .. أما الموقف الرابع فكان في مايو 1997 حيث كان بادي معي في بارا والأبيض ليشاركني في زواج ابن خالتي عثمان إسماعيل مكي فتوفيت والدته في نفس يوم مغادرته الأبيض فلحقته ومعي الأخ خالد الشيخ حاج محمود فوصلنا إلى حلة عباس مساء ذلك اليوم فتأثر بادي كثيرا وقال لي لماذا تركتم بقية مراسم الزواج وأتعبتم نفسكم بالحضور كان يمكنكم الحضور في اليوم الثاني وقال لي بالحرف الواحد أكرمكم بشنو يا احمد لو ما امى ميتة كنت غنيت ليكم... رحمك الله رحمة واسعة يا بادي الأعزاء / محمد المرتضى وابوبكر كل ما حاولت الكتابة عن بادي أقول إن الوقت ليس مناسبا ولكن هذا البوست ومداخلة الأخ ابوبكر جعلتني أن اكتب هذه الأسطر كشهادة للتاريخ بعظمة وإنسانية هذا الرجل .