مَنْ قَتَلَ قرنق ؟ و لِماذا ؟

Quote: تقرير/ أسامة عبدالماجد عندما قالت أرملة د. جون قرنق.. ربيكا قرنق.. لكبير مراسلي قناة ) ABC)جوناثان كارل »إن الحوادث مقدر لها أن تقع ولكن حادث طائرة قرنق كان غريباً ومثيراً«، كان حديثها هو الأكثر غرابة وإثارة وادهشت الرأي العام عندما أضافت .. »كان الأحوال سيئة، ولكنها لم تكن بذاك السوء الذي يحطم تلك المروحية العسكرية«!! وقذفت بحممها البركانية في وجه كارل، »أريد ان اعرف ماجرى داخل الطائرة، وهل هو خطأ ميكانيكي حقاً«؟! وليست ربيكا قرنق وحدها التي تشعر بشكوك كثيفة حيال حادثة تحطم الطائرة التي كانت تقل زوجها د. جون قرنق قبل ثلاث سنوات اثناء انتقاله من كمبالا مروراً بمدينتي عنتبي اليوغندية إلى ضاحية نيوسايت بالجنوب!! بل ان الوزير الأسبق أبرز قيادات الحرس القديم بالحركة اليو أيانج هو الآخر كانت شكوكه أكثر عمقاً بان قرنق لم يلق حتفه بل أغتيل حتى ان مظانه هذه قذفته خارج أسوار الحركة الشعبية!! وسار على هديه قائد القوات الخاصة بالجيش الشعبي المقدم هاشم بدرالدين فالرجل ذهب أبعد من ذلك عندما أشار في العام المنصرم إلى ان ايادي المخابرات الأمريكية ملطخة بدم قرنق!! ولخّص بدرالدين في سياق حديثه لـ »العربية نت«، الأسباب التي تدعم اتهامه للأمريكيين باغتيال قرنق في المصالح النفطية التي قال انها أمريكية صرفة في السودان حالياً !!! بعكس المعلن بان الشركات العاملة في السودان كندية وصينية وماليزية. وأكد هاشم بان اغتيال قرنق بواسطة الامريكيين ليس سراً في أوساط الحركة الشعبية ومضى للقول ان قيادات الحركة تمتنع عن الادلاء بأية أحاديث حول الأمر أما خوفاً أو لرغبتهم في الحفاظ على مصالحهم. وسبق لي العام المنصرم اثناء حوار أجريته مع القيادي بقطاع الشمال وليد حامد استفساره عن مصرع قرنق وشكك حامد في التقرير تلميحاً لكنه رفض الخوض في المسألة معللاً بان الحوار اجتماعي. لكن للذين لايعلمون فوليد طيار بل من أمهر الطيارين إذ كان أول دفعته بجنوب إفريقيا وسبق له ان قاد طائرة قائده د. جون وفعل ذات الشيء مع الفريق سلفاكير!!! إذاً هناك شبه اجماع وان لم يكن بشكل معلن بان التقرير الذي خلصت إليه لجنة التحقيق التي شكلها الرئيس البشير لم يفك طلاسم الحادثة!!! فاللجنة الفنية الدولية أكملت مهامها ومنها زيارتها لموقع تحطم الطائرة وحصلت على الصندوق الاسود وخلصت في تقريرها إلى ان الاخطاء الفنية أدت إلى تحطم المروحية!!! فيما قالت اللجنة الدولية في تقريرها ان الطائرة كانت مليئة بالوقود أكثر مما يجب في اثناء تحركها من عنتبي إلى نيو سايت!!! وإذا عدنا إلى تقرير اللجنة الفنية التي ضمت خبراء سودانيين ويوغنديين وكينين وامريكيين الذي أشار إلى وجود اخطاء فنية قد أدت إلى تحطم المروحية فكبير خبراء التحقيق مدير الامن التقني للجنة الطيران في موسكو دحض ماورد في التقرير وقال انه »لم تكن هناك مشكلة فنية في الطائرة نفسها، الطائرة كانت سليمة«. ودعم الخبير الروسي ويدعي بدوف حديثه بالمحادثة التي رصدت في كابينة القيادة بين قائد الطائرة وبرج المراقبة والتي لم يستشف منها وجود مشكلة تقنية أو حتى مجرد التلميح بوجود عطب فنى حتى لحظة تحطم الطائرة!! وكل هذه التناقضات حطمت مسألة الموت الطبيعي لجون قرنق جراء حادث هو الاخر طبيعي!!! ولذلك لم تمح السنوات الثلاث منذ مصرع قرنق السؤال الأكثر بداهة من قتل عراّب الحركة الشعبية؟!! بعد نحو شهرين من تحطم مروحية زعيم الحركة الشعبية فجّر عضو اللجنة الوطنية السفير سراج الدين حامد مفاجأة من العيار الثقيل عندما كشف عن اختفاء بعض أجهزة الطائرة عن مسرح الأحداث!!! وقال حامد: إن من بين الاجهزة المختفية جهاز يوضح ان كانت الطائرة مزودة بجهاز للخرائط أم لا؟! وهنا الشبهة تحوم حول الامريكان!!! فالانباء التي راجت حينها ان الولايات المتحدة هي من ابلغت الحركة الشعبية والحكومة اليوغندية بموقع حطام الطائرة!! وقال هاشم بدرالدين الذي ذاع صيته عقب اعتدائه الشهير أوائل التسعينيات على د. الترابي انهم في الحركة الشعبية كانوا يعلمون ان مروحيات وطائرات امريكية كانت تبحث عن طائرة قرنق لا طائرات الأمم المتحدة كما ورد في الأخبار سيما وان الامم المتحدة لا تملك طائرات أو مروحيات في تلك المنطقة!! وعلى الرغم من ان هاشم بدرالدين وهو من القلائل الذين يحفظون سر جون قرنق لا يملك ادلة دامغة بشأن ماساقه من اتهامات في حق المخابرات الامريكية. إلا ان حديثاً كثيفاً دار عقب توقيع اتفاقية السلام الشاملة مفاده ان قرنق بدأ يخرج عن طوع الادارة الامريكية وبدأ وكأنه ليس في حاجة لمساندة البيت الأبيض له وبدأ هذا الرأي يتعاظم عند الخبراء والمحللين السياسيين مما يعني انه أصبح ابناً عاقاً للولايات المتحدة. والملاحظ ان الولايات المتحدة تواجدت وبسرعة في مسرح الاحداث فهاشم اوضح انه كان مفاجئاً بالنسبة لهم في الجيش الشعبي ان الامريكيين اقحموا انفسهم في التحقيق بعد تحطم الطائرة واستولوا على اجزاء من الحطام وأضاف بان الامريكان لم يكونوا جزء من لجنة التحقيق ولم تتم دعوتهم. وإذا صدقت تحليلات بدرالدين بشأن تورط المخابرات الامريكية في مقتل قرنق فيبدو التوقيت يعقد ميقاته فقرنق لم يهنأ بالسلطة وثلاثة اسابيع فقط هي التي عاشها مسؤولا حكوميا رفيعا التفسيرات التي رشحت ان للتوقيت دلالة تتمثل في ان قرنق بدأ ينظر للسودان ككل وليس للجنوب وبأكثر توضيح ان الحركة الشعبية كسبت في نيفاشا ما لم تكن تتوقعه حتى ولو في الحلم!!! وقيادات منبر السلام العادل أكثر ما يعضدون هذا القول أبرزهم الأمين العام للمنبر المهندس الطيب مصطفى. ولذلك نظرة قرنق وحديثه لنفسه، »ولماذا ننظر للجنوب فقط وليس السودان«، مثل هذا التفكير يجعل الادارة الامريكية تنظر له بنظرة مختلفة بعد كانت سياستها ترمى لحصر الحركة الشعبية في الجنوب فقط!! وهو الواقع الذي أراد قرنق التمرد عليه. لكن احتراق الطائرة بالكامل يفتح الباب امام كافة الاحتمالات وسيجعل الذين يضعون (الخمسة على الاثنين) يكشفون الحقيقة يوما ما حتى وإن اصرّت الاطراف بما فيها تلاميذ قرنق على تمسكها بالتقرير