توثيق :جامعة أمدرمان الاهليه : منارة علم وقلعة صمود

Quote: :- سيرة عظيمة لرجل عظيم الأستاذ محمد علي حمد من أعمدة كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية في الجامعة الأهلية ...... قلما تجده فقط يرتدي قميص وبنطلون إذ كان في الغالب الأعم يرتدي فل سوت أو بذلة كاملة..... طويل القامة ما إن تراه حتى يقفز إلى ذهنك صورة اهلنا في الشمالية ويعزز من هذا الرأي الشلوخ التي تزيّن خداه ..... لونه أقرب إلى السمار الشديد يشدك حديثه عندما يتحدث عن الأدب الإنجليزي وعن شكسبير ويصر علينا أن ننطق الإسم صحيحاً ........ كانت صحبته لنا خير صحبة كان المعلم والصديق في آن واحد ....... لا زالت كلماته ترن في أُذنيّ " الناس ديل قفلو نادي الخريجين تاني منهم فايدة ؟ " في ذلك اليوم بكى استاذ محمد على ، بكى وطناً عشقه حتى الثمالة ... بكى كياناً كان من أعضائه منذ تخرجه ..... بكى وأبكانا معه وكانت آخر محاضرة نحضرها له فقد توفاه الله بعدها بأسبوعين ..... بعد وفاته نعاه الأستاذ الأمريكي أنطوني اسكولا في يوم تأبينه. قال سكولا عنه أنه لم يحظى معه بوقت طويل ولكنه شهد له بإجادته التامة للغة الإنجليزية ....... نهلنا منه العلم وأرشدنا إلى حب التعلم ..... أذكر قبل وفاته بيومين ذهبت لزيارته ومعي بعض الزملاء اذكر منهم الأستاذ عبد الله موسى ، وجدناه طريح الفراش ولكنه تحدث معنا كأنه بصحته التي عهدناها به . وأذكر انه طلب من عبدالله موسى قراءة إحدى قصائد شكسبير فلقد كان يعجب بطريقة عبد الله موسى في الإلقاء والقراءة. ولشكسبير معنا والمرحوم قصة طويلة فلقد كانت القصيدة الواحدة تأخذ أربعة محاضرات اي 8 ساعات يقراها استاذ محمد على قراءة متأنية ، ثم يطلب منننا ان نقرأها ويصحح أخطاءنا اللغوية ثم بعد ان يتأكد من أننا أجدنا قراءتها يبدأ في شرح القصيدة . وأذكر إحدى القصائد وهي بعنوان " أطوار الإنسان السبعة" شرحها لنا أستاذ محمد علي في ثلاث محاضرات كاملة .... كان عندما يقرأ إحدى القصائد يتلذذ بها وبكلماتها و بمعناها وبالمحاسن البديعية من تصوير وتشخيص وسجع و تشبيه و..... الخ كان أستاذ محمد علي رحمه الله مدرسة بل جامعة بحالها بكاه بعد وفاته حتى طلاب الكليات الأخرى الذين سمعوا به فقط ولم يروه .... كان هو المسئول عن معاينات ما قبل إعتماد القبول في كلية اللغة الإنجليزية ..... وأستاذ محمد علي من مؤسسين قسم اللغة الإنجليزية بإذاعة أم درمان وعمل مترجماً في ارامكو في ستينات القرن الماضي وأذكر انه قد قيل عنه أنه إدخر مبلغا من المال لكي يذهب ويشاهد اوركسترا فيينا ، ويزور منزل وليام شكسبير في انجلترا .... وكانت له مكتبة ضخمة من الإسطوانات لكبار الموسيقيين تبرع بها كلها للقسم الإنجليزي بإذاعة أم درمان ..... أبلغ ما قاله لنا عن التعلم " يمكنك بالقراءة وإستيعاب أكبر كمية من الكلمات الإنجليزية ، يمكنك أن تتقن اللغة الإنجليزية " وضرب لنا مثلاً بكوب فارغ تبدأ في ملاءه بالماء فإذا إمتلأ فإن الماء يخرج خارج الكوب وبيّن لنا أن الماء هو اللغة والكوب هو العقل والعلاقة هي التشبع ....... كان يشارك الطلاب في معظم النشاطات بل ويقدم لهم بعض الحلول والإقتراحات .......وكان اكثر شئ يكرهه لعب الضمنة والكوتشينة ويستغرب كيف يجلس الواحد اكثر من ساعة من غير أن يستفيد من وقته ..... تخصصه الأصلى كان الرسم أو الفنون الجميلة فهو رسام من الدرجة الأولى ..... وأذكر في مرة من المرات أنه قال أن المدرس الجيد لابد ان تكون لديه بعض المهارات في الرسم وخصوصاً مدرسيّ اللغة لمستويات المبتدئين.... وأيضاً كان من الذين يتداوون ويُداوون بالأعشاب الطبيعية ... كانت مهاراته متعددة تجعلك تحس بأنك بعيد جدأً عن هؤلاء العمالقة ..... كان محاضراً من الطراز الرفيع يحب اللغة ويحثنا على تعلمها بل وإتقانها ، وكنا جداً محظوظين إذ أنه واصل معنا في السنتين الأُول - اولى وثانية - وعن شكسبير أيضاً في مرة من المرات قال لنا أن بعض المؤرخين قالوا أن شكسبير هاجر من موطنه الأصلي ستراتفورد إلى لندن لكي يهرب من حكم عليه بسرقة غزال !! قال لنا استاذ محمد علي أنه سعيد جداً - إن كان ذلك الكلام صيحاً - أن سرقة غزالاً تسببتْ في ميلاد كاتب مثل شكسبير !!! حقيقة لو كتبت كتاباً كاملا عن استاذنا الراحل محمد علي حمد لن اوفيه حقه ولكنه سيجد حقه كاملاً عند مالك الملك وسيقتص له ممن تسببوا في شعوره بعدم الحيلة والظلم قبل وفاته .. * له مسرحية باللغة الإنجليزية إسمها " الرسائل الثلاث " لا أدري هل نُشرت أم لا ؟ " الهم ارحمــــــــه واغفر له واسكنه فسيح جناتك وألحقنا به في عليين...... لي عودة مع شخصية أُخرى اسامة الباز