بالدرب التحت تجاه ربوع هنده... على ابراهيم (عود)

Quote: تحية ود عثمان والرحمة والمغفرة للشيخ العبادى .. من حسن الطالع أختفظ بتسجيل لحوار الطيب صالح مع العبادى فى الاذاعة السودانية نهاية ستين القرن الماضى وقد سأل الطيب صالح شيخ العبادى عن تفاصيل (سايق الفيات ) فأسهب العبادى عبر الذاكرة وقد أتفق مع الطيب صالح أن الأغنية تحولت لأسطورة وصار الكثير يضيفون إليها من نسج الخيال وإليك رواية العبادى بنفسه من الحوار المذكور : 1 - العبادى كان فى زيارة لسنجة بدعوة من صديقه أمين نابرى (أشار إليه فى القصيدة بعبارة أمين السر والناس على الإطلاق ) وكان ثالثهم صديق مشترك إسمه زين العابدين (أشار له العبادى فى القصيدة بعبارة زين الشباب ) عموما اتفقوا على الخروج فى نزهة على نيل الرماش والشلال وهى قرى سكانها من التعايشة بين السوكى وسنجة وبها جمال خلاب جدا ومنظر بديع للنيل الازرق وهو يتلوى على كالافعوان (أشار له العبادى فى القصيدة بعبارة (شوف النهر فى خشوع كيفن مار مر النسيم فى مقلة النعسان ) وحين قرأ العبادى هذا البيت قال الطيب صالح : الله أكبر 2- مشهد لقاء الفتيات محور الجمال والإلهام صحيح جدا وكذلك حديث العبادى معهن وقد ترجل من الفيات وذكر العبادى ان الفتيات حين عرضن عليه (تشرب بكفوفنا لما تتكفا ) انه أحس بفزع وخوف شعورى لم يحس به من قبل !!فسأله الطيب صالح ليه ؟ قال العبادى من روعة الجمال والتقائية ... 3- العبادى ذكر ان سايق الفيات فى تلك الرحلة ليس هو سرور لكن شخص اخر لكنه ذكر ان سرور جاء صباح اليوم التالى رغم ان نابرى رفيقه فى الرحلة يصر أن سرور هو سايق الفيات وهنا إضطراب فى ذاكرة العبادى ... 4- العبادى ذكر أن حفظ الصور الذهنية للرحلة فى ذاكرته وخياله ثم أكمل القصيدة صباح اليوم التالى ولم تكن مرتجلة خلال الرحلة تلقائيا . 5- إسم الفتاة الحقيقى ليس (هندة ) وكذلك ( عبدة ) المذكورة أسماء حركية خاصة أن من تقاليد شعراء الحقيبة عدم ذكر إسم الملهمة بل الترميز له وذكر حدباى فى حوار مع عبدالمنعم شيبون فى الرادى (أحتفظ بنسخة منه ) أن شاعرالحقيبة إن تم قتله لن يقوم بذكر إسم محبوبته وملهمته لذا يعمدون لأسماء مهاجرة من الشعر العباسى والاموى لنساء ملهمات مثل : مى ، هند ،عبدة وغيرهن .. 6- الشروح لمفردات العبادى التى جاء بها الأخ خالد محجوب صحيحة جدا مقارنة بغيرها خاصة فى كلمة (أضرع ) وغيرها. 7 - شيخ العبادى كان بحكم العمل كتاجر محاصيل فى فترة من عمره كثير الحركة فى مثلث إنتاج مثل كوستى ،سنجة عبدالله ،مكوار والحاج عبدالله لشراء المحصولات وجل شعره مكتوب بهذه الاماكن وله صداقات أنعكست فى شعره مع الكثير من الأفندية بهذه المدن ..