كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: رفاق مصر .......... (الجزء السادس). (Re: عاطف مكاوى)
|
Quote: موضوع هجليج يا عاطفعلامة فارقة في تاريخ العلاقة ما بين الشمال والجنوب مغامرة غير محسوبة من جانب الحركة الشعبية بدلا عن الإلتفات ليناء القدرات الذاتية وتأسيس لبنات الدولة دخلوا في هذه المغامرة التي يعلمون سلفاً نتائجها قدرات السودان الشمالي العسكرية والبشرية أكبر ولابد من الوصول إلى هذه النتيجة في النهاية دعنا نقول أن الهدف تقوية الموقف التفاوضي حول أبيي |
اســامة لك السـلآم
اتفق مع كل ما قلت حول حرب هجليج و تداعياتها ولكن لا أظنها مغامـرة غير محســوبة , بل أعتقد انها محســوبة بدقـة لتحقيق هدف واحــد وهو الحصول على ابيي بامر المجتمع الدولي و ليس بالتفاوض , فالانسـحاب من هجليج بضغط المجتمع الدولي و امريكا ســوف يترتب عليه ذهاب أبيي جنوبا بضغط من هذه الدول ايضا, فقد كان قادة الجنوب يعلمون اسـتحالة البقاء في هجليج لمدة طويلة فخططوا للدخـول والانســحاب بما يبدو انه اسـتجابه لمناشـدات المجتمع الدولي كما أن إضعاف الانقاذ اقتصاديا ليس هدف لهم و لكنه جاء كعرض جانبي و ذلك بتطبيق قرار محكمة لاهاي الخاص بترسـيم حدود ابيي والذي قبلته الانقاذ و رفضـه اصحاب الشـأن ( المسـيرية ) نعـم ثمن ( هذه المغامرة ) باهظ جـدا و اعلى كثيرا من العائد ( ابيي ) برغم التوازنات في الجنوب , ولكن الحركة الشـعبية عودتنا أنها لا تحسـب أي حســاب لحلفائها, فهاهي تبيع تحالف كاودا وتضعف موقفه كما انها لا ترغب ( كما المؤتمر الوطني ) في إعادة توحيد السـودان
عاطف كيف حالك بالله اضف موضوع ( حول البرنامج ) لمواضيع النقاش و يا حبذا لو قدرت تنزل الوثيقة في هذا البوســت مقترنة مع اوراق المناقشـة العامة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رفاق مصر .......... (الجزء السادس). (Re: عبدالله احيمر)
|
بالله اضف موضوع ( حول البرنامج ) لمواضيع النقاش و يا حبذا لو قدرت تنزل الوثيقة في هذا البوســت مقترنة مع اوراق المناقشـة العامة
-----------------------------
يا عمدة إذا كنت قاصد البرنامج المجاز في المؤتمر الخامس سأقوم بإنزاله في الوقت المناسب أو عندما يحين وقت تناوله ... أما وثيقة (حول البرنامج) فلا أعتقد بأنني سأجدها في الموقع الأليكتروني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رفاق مصر .......... (الجزء السادس). (Re: عاطف مكاوى)
|
[U]جيش الجهاد ويين أنا قالواسافر كل شئ أصبح فيك مبتذلٌ ياوطني النصر مبتذل الهزيمة مبتذلة الغناء مبتذل الشعر مبتذل الألحان مبتذلة ياحليلك ياشبيكة عندما يغني الرفاق [U]قطر النضال ويين أنا قالوا لي سافر حتي ألحان غناء الديمقراطيين سرقها جيش عمرُ سلاماتي الحميمة جداً لكل ر فاق مصر تحياتي ليك ياعاطف مكاوي بقيادة قطار مصر مجدداُ كما نحي عبر بوست رفاق مصر رفيق مصر عاطف الزيين كما لسوف يكون لنا حديث عن ثورة الشباب القادمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رفاق مصر .......... (الجزء السادس). (Re: عاطف مكاوى)
|
سلام مربع للرفاق وأشواق كثيرة لهم اينما كانوا
أصدق التعازى للجميع فى رحيل أجمل أبناء الشعب السودانى .. لهم الرحمة والمغفرة
تذكرت الباسويرد بعد جهد ومشقة يا عاطف .. ولم أكمل قراءة البوست حتى الآن
فرحة كبيرة وسعادة غامرة بوصول الفرسان الصادق حسن و محمد جعفر
محمد طه يا رفيقى لك الأشواق الكثيرة وأجمل الأمنيات ... وقطر النضال سيستمر فى رحلته مرورا بكل المحطات
أمسية البارحة كانت فوق العادة ... سعدنا فيها كثيرا بقضاء أجمل الأوقات مع نعمات كوكو و بضيافة نعمات الجبل وعثمان تميم بمنزلهم العامر
و لنا عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رفاق مصر .......... (الجزء السادس). (Re: عاطف مكاوى)
|
مليار مبروك للابن مكاوي يا عاطف معقول تكتم الخبر دا مننا ياخ? انا كنت منتظر ايميل يجيب الاخبار الجميلة دي طيب بتسدى فيك! تهانيي لام مكاوي و ليك يا عاطف و لكل اسرتكم الكريمة مبروووووووووووووووووك يا مكاوي و ان شاء الله المنحة الكبيرة للدكتوراة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رفاق مصر .......... (الجزء السادس). (Re: بدر الدين احمد موسى)
|
رسالة عبر الإيميل من (د. محمد جعفر) :
Quote: أخوان مصر والسودان
لاشك ان الزملاء فى القاهرة كانت لهم صداقتهم ببعض اليساريين فى القاهرة وكان أن إستثمرت الجبهة الديمقراطية بمصر ذلك فكانت معارض الكتاب التى تصاحب اسابيع الجبهة الثقافية والتى كان لها الأثر الكبير فى إرتفاع مستوى الوعى بين الطلاب عموما وبين العضوية كما كان لها الأثر فى ارتفاع مستوى العضوية كما و كيفا .واذكر ان عم حسن ذهب معى العام 1984 إبان تولى منصب السكرتير الثقافى باتحاد المنصورة لدعوة الأستاذين الكبيرين الراحلين عليهما الرحمة محمود شندى وسمير عبد الباقى لاقامة ليلة شعرية ضمن إسبوع الاتحاد الثقافى. هذا لا يعنى أنه كانت هنالك علاقة تنظيمية .
لكن المؤكد أنه كانت هنالك علاقة وثيقة بين أخوان مصر والسودان كما هى علاقتهم الحميمة مع أجهزة الأمن وتبريرهم لتعسفه مع القوى الديمقراطية.ولا بد لى هنا من التاكيد على ضرورة تصعيد هذا الملف قانونيا وسياسيا والسعى لنصاف الشهداء وضحايا الأخوان السودانيين والمصريين والأمن المصرى وفى هذا لن نترك حقوقنا تهدر أبداً.
المهم انه تاكدت لنا تلك العلاقة الوثيقة خصوصا بعد هرولتهم وتناديهم من كل بقاع العالم بقيادة الممثل البارع القرضاوى لرأب الصدع بين الترابى وتلاميذه عقب المفاصلة وما زالوا يحاولون. لكنهم رغم هذا ورغم المغازلة التى تمت عقب 25يناير والزيارات المتبادلة فجأة توقفوا وتجاهلوا تلك العلاقة تسولاً للوصول الى مجلس الشعب. والآن رغم الرقص والطبل والزمر بتحرير القدس أقصد هجليج يتجاهل أخوان مصر ذلك كما لا يطالبهم أخوان السودان باعلان رأيهم لأنهم مشغولون بقضايا ديمقراطية منها إنتخاب رئيس الجمهورية والدستور ولا شك أن دعوة أخوان السودان لقطع رقاب المعارضين ودعوة النائب الأول لإعتبار كل من ينتمى للحركة الشعبية فرع الشمال أجنبيا ومصادرة الصحف وآخرها عدد الثلاثاء من جريدة الميدان والله يستر على عدد اليوم الخميس كل ذلك يدعو أخوان مصر للتبرؤ من أخوان السودان.
أيضا إبان الثمانينيات تم إنشاء البنك العالمى للاخوان بقيادة التنظيم العالمى الذى يتجاهلونه أيضا وكان ذلك فى هونولولو الأمريكية إبان شهر العسل الذى إمتد من افغانستان الى البوسنة
ونواصل-
محمدجعفر |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رفاق مصر .......... (الجزء السادس). (Re: عاطف مكاوى)
|
Quote: يا عاطف معقول تكتم الخبر دا مننا ياخ? انا كنت منتظر ايميل يجيب الاخبار الجميلة دي طيب بتسدى فيك! |
العزيز بدرالدين
والله ما كنت عايز أعمل بوست ثالث لمكاوى وفي تلك اللحظة شعرت بالفرح وكنت وحدى في البيت فقلت لأعلن فرحي أمام رفاق مصر (فقط) .. ليُشاركوني هذه الفرحة
ولكني كنت سأرسل لك أو أتصل عليك مكاوى لم يكُن مبسوطاً لأنه لم يُقبل في (إم آى تي) .. رغبته الأولي .. وما كان متوقعاً ذلك وكل المؤشرات الإحصائية كانت تقول بقبوله .. ولكن لشئ لا نعلمه لم يكُن ضمن المقبولين في هذه الجامعة.
المهم : في إنتظار مساهماتك في (الجند الأول) المتخصص فيه .. الدولة المدنية الديمقراطية/ العلمانية الديمقراطية ونحن في منبر (رفاق مصر) بالنا طويل ... وهذا مريحاً بالنسبة لك علي ما أعتقد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رفاق مصر .......... (الجزء السادس). (Re: عبدالله احيمر)
|
رسالة من د. محمد جعفر
Quote: من ذكريات الانتخابات فى المنصورة انه فى العام 1983 وكنا متشددين فى عدم كتابة بسم الله الرحمن الرحيم على بيانات التجمع وكان البعثيين يصرون على كتابتها وكنا نعتمد على افحامهم ان احد مرشحيهم هو جورج اخو جانيت التى تزوجها ادمون منير وهو مسيحى فما كان من البعثيين الا ان اتو بجورج الذى اكد انه يقبل بكتابة بسم الله الرحمن الرحيم فاسقط فى ايدينا ووافقنا على كتابتها.
لماذا هذه الذكريات كل ذلك لانى اتيت من الحرم النبوى عقب صلاة الجمعة اليوم لاتغدى امام التلفزيون كما هى عادتى واتفرج على خطبة الجمعة او ركن النقاش الذى ابتكره الكارورى فما وجدته ووجدت احد الجهاديين الذى كاد ان يحول صلاة الجمعة الى هتافات-وكان مما قاله ان على المجاهدين ان يقفوا ضد اى من كان اى والله اى من كان يقبل بالاتفاق وهو يقصد قرار مجلس الامن الاخير وانهم يقولون بانه دين ودولة-فما كان منى الا ان تذكرت جانيت واخوها جورج والبعثيين لانى كنت اتفرج على قناة حسين خوجلى اى ام درمان وكانت قد تحولت بقدرة قادر بعد هجليج الى استنفار قواها والباس مذيعيها الكاكى وحثهم الجميع على الجهاد الى ان يتم تحرير جوبا اى والله جوبا.
طيب نرجع مرجوعنا كان الضيوف هم د مضوى الترابى وكنت اتابعه حتى وقت قريب وكان يصحح من يناديه بانه لا يحمل الدكتوراه ولكنى اظنه قد لقطله واحدى.
وثانى الضيوف كان هو د صفوت فانوس المسيحى ولكن لا بد ان تكون ذو معرفة دينه والا ستظنه من الشيوخ الجهاديين لحماسه من اجل اعلا شان الجهاد.
طيب يا زملاء الحكاية جاطت والقيامة قامت وتماها الرئيس الراقص بان الحلو قد تمرد لانه لم ينل منصب الوالى وتساءل اى الراقص هل من اجل منصب يهلك العباد وتتوقف التنمية ونسى الراقص انه هو منسعى الى المنصب وناله عبر الانقلاب والتزوير.
احيرا واحد اسمه خضر على محمد على فى دبى قال انه السودان سيكون دولة عظمى ولله فى خلقه شئون محمد جعفر |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رفاق مصر .......... (الجزء السادس). (Re: نورالدين بابكر بدري)
|
الأعزاء رفاق مصر غيابكم طال لكن بي صراحة عذركم معاكم المنافي والمهاجر ليها متطلباتها والغربة مهما كانت فهب ظرف استثنائي وتفرض بالتالي استثنائيتها على جميع تفاصيل الحياة لكن نصر على إبقاء هذه النافذة التي ابتدعها ود مكاوي نفاجاً للتواصل والترابط بيننا
تسلموا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رفاق مصر .......... (الجزء السادس). (Re: عاطف مكاوى)
|
حسب الرسالة التي وصلتني من الشاذلي الحضور من رفاق مصر من شمال الوادي في الإحتفال الخاص الذي نظمه رفاق مصر جنوب الوادي في منزل إحدي رفيقات مصر جنوب الوادي هم صلاح عدلي سكرتير عام الشيوعي المصري حسين عبد الرازق عضو قي ادة حزب التجمع صفاء زكي مراد تحدث مع الشاذلي و معتصم الحاج و الأخير كان متشرشح في غاية الإنبساط أصلو صفاء زكي مراد دفعته و دفعة سميرة عبد الله الحسن و كانت أشطر منه و كان زمان مجننا بأنه يخلق من الشبه أربعين لصفاء زكي مراد و شخص آخر لا داعي لذكر إسمو ،،، أذكر أننا يوما زهبنا لمنزل المناضل زكي مراد و سعدنا بحديث شيق و كرم فياض من قبل أرملته فتحية سيد أحمد و إبنته التي سارت علي الدرب صفاء زكي مراد
أيضا كان من الحضور حسب كلام شاذلي الدكتورة إحسان فقيري و كانت سعادتي أن عرفت أنها أيضا من رفيقات مصر ،،،
تحياتي للجميع و ألف مرحب برفاق مصر جنوب الوادي في بلدهم و دارهم و حبابهم عشرة بلا كشرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رفاق مصر .......... (الجزء السادس). (Re: عاطف مكاوى)
|
قبل أرشفة البوست رأيت أن أرفق مقال الأستاذ (حسين عبدالرازق) عن زيارته للسودان :
Quote:
أربعة أيام في الخرطوم السودان يؤبــــــــن «التيجاني الطيـــــب» 94% من الشعب السوداني يعيشون تحت خط الفقر!! الأربعاء 13 يونيو 2012 0
حسين عبد الرازق يكتب من الخرطوم
هبطت طائرة الخطوط الجوية الكينية التي حملتني من القاهرة إلي الخرطوم في المطار، وكانت الساعة تشير إلي الثالثة فجر السبت (19 مايو)، وبمجرد خروجي من باب الطائرة فوجئت بحرارة الجو وبالرياح الساخنة تصفعني، وازداد إحساسي بسخونة الجو وقسوته بمجرد استيقاظي من نوم متقطع لعدة ساعات وتحركي لبدء برنامج الأيام الأربعة المفترض قضاؤها في السودان للمشاركة في تأبين القائد السوداني الشيوعي الراحل والصديق «التيجاني الطيب».
لكن حرارة الاستقبال واللقاءات مع قيادات وكوادر الحزب الشيوعي السوداني وقيادات أحزاب الأمة والمؤتمر الشعبي السوداني والكتاب والصحفيين وأسرة تحرير صحيفة «الميدان» التي تصادر كل يوم (!) والجبهة الديمقراطية للمحامين انستني والصديق صلاح عدلي السكرتير العام للحزب الشيوعي المصري ورفيقي في هذه الرحلة سخونة الجو وحرارته. لقد احاطونا بمحبة غامرة لشخصينا وحزبينا ووطننا مصر. ولم يفارقنا الاصدقاء «الشفيع خضر» و«علي سعيد» و«فريد ادريس» و«علي الكينين» دقيقة واحدة.
والتيجاني الطيب نموذج فريد من المناضلين، ورغم إنه سوداني حتي النخاع فهو مصري أيضا بالتاريخ والعيش في مصر والتنقل بين جامعاتها وشوارعها وحاراتها وسجونها. فبعد إتمام دراسته الثانوية في مدرسة أم درمان ومدرسة جوردون بالخرطوم شد رحاله للقاهرة للدراسة في جامعة فؤاد الأول (القاهرة). وانضم عام 1947 إلي «الحركة المصرية» التي تحولت بعد ذلك للحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو)، وشارك في تأسيس قسم السودان في الحركة مع «عبد الخالق محجوب ود. عز الدين علي عامر وعبده دهب وعبد الماجد حسبو وآخرين»، ثم تأسيس «الحركة السودانية للتحرر الوطني»، واعتقل التيجاني في مصر عام 1948 ثم تم ترحيله للسودان في ابريل 1949. وفي المؤتمر الأول للحركة السودانية للتحرر الوطني عام 1950 انتخب التيجاني عضوا في لجنتها المركزية، وبعد استقلال السوداني قرر المؤتمر العام الثالث للحركة عام 1956 تغييراسم الحركة إلي «الحزب الشيوعي السوداني».
انقلابات عسكرية
وسقطت السودان بعد الاستقلال في هاوية الانقلابات العسكرية وانظمتها الدكتاتورية، وعارض الحزب الشيوعي الدكتاتوريات الثلاث التي دمرت السودان، ودفع كوادره وقياداته الثمن. فبعد انقلاب عبود عام 1958 اعتقل التيجاني الطيب من مايو 1959 حتي ديسمبر 1960، ثم من مايو 1962 وحتي فبراير 1964. وسقط نظام عبود بعد ثورة اكتوبر 1964 والتي لعبت فيها الطبقة العاملة والنقابات السودانية والحزب الشيوعي دورا مهما. ولكن الحكم الديمقراطي لم يدم طويلا، ووقع انقلاب النميري في مايو 1969 والذي سانده الحزب الشيوعي السوداني في البداية، ثم صحح موقفه وعارضه بقوة ليتعرض في يوليو 1971 عقب انقلاب عسكري قام به هاشم العطا في 19 يوليو وتم افشاله بتدخل من ليبيا القذافي ومصر السادات- لمذبحة أعدم خلالها عدد من قادته يتقدمهم عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ وجوزيف قرنق، وعدد من الضباط علي رأسهم المقدم بابكر النور وفاروق عثمان حمد الله وهاشم العطا وأحمد عثمان حرديلو ليصل عدد من تم اعدامهم إلي 14 ، اضافة إلي 38 فقدوا حياتهم اثناء استعادة النميري السلطة، ومئات من الشيوعيين سقطوا في قتال الشوارع. (ولسوء حظي كنت شاهد عيان علي هذه المأساة حيث عاصرتها في مهمة صحفية لمدة 10 أيام وقدمت شهادتي بعد ذلك في كتاب تعذر نشره في مصر بعنوان «الخرطوم 19 يوليو- حقائق الصدام مع الحزب الشيوعي السوداني..) ونجي التيجاني الطيب من هذه المذبحة حيث كان قد انتقل في يونيو 1971 للعمل السري والاختفاء مع محمد ابراهيم نقد الذي اصبح سكرتيرا للحزب بعد استشهاد عبد الخالق محجوب، وعملا معا علي إعادة بناء الحزب، واعتقل التيجاني عام 1980 وسجن حتي ابريل 1985.
إلغاء السكك الحديدية
وسقط نظام نميري نتيجة الانتفاضة الشعبية عام 1985. ولم تنفعه جريمة إلغاء السكك الحديدية في السودان وتشريد عمالها في انحاء البلاد وإزالة حيهم السكني عقابا لهم علي دورهم في الانتفاضات الشعبية والاضرابات العمالية والحركة النقابية. ومازالت السودان حتي اليوم بلا سكك حديدية !!
ووقع الانقلاب الثالث بقيادة عمر البشير في 30 يونيو 1989 ليؤسس في السودان لدكتاتورية عسكرية بغطاء ديني وبمشاركة الجبهة القومية الإسلامية بزعامة حسن الترابي. وخلال لقائي بالترابي يوم الثلاثاء قبل الماضي حيث دعاني للغداء في منزله، انتقد دوره في هذا الانقلاب وتأسيسه هذه الدكتاتورية وأكد ضرورة التصدي لتأسيس أي حكم عسكري أو ديني.
ومرة أخري يدخل التيجاني المعتقل لموقف الحزب ضد الانقلاب ولكتاباته في «الميدان» التي رأس تحريرها منذ عام 1985. وفي سجن كوبر حيث التقي قادة كل الأحزاب الرئيسية يتم تشكيل «تحالف قوي الاجماع الوطني» للعمل علي اسقاط نظام البشير. وبعد الافراج عن التيجاني وبقرار من الحزب غادر السودان سرا إلي القاهرة في نوفمبر 1990. فوجئت بشخص لا أعرفه يدخل علي في مكتبي بحزب التجمع ويبلغني برسالة تقول إن «الطيب التيجاني» وصل إلي «دراو» ويقيم هناك سرا في منزل أحد المواطنين ويطلب من قيادة حزب التجمع ترتيب اقامته في مصر بصورة شرعية وانتقاله للقاهرة. وبادرت بالاتصال تليفونيا بالدكتور مصطفي الفقي مدير مكتب رئيس الجمهورية للمعلومات- وكنت اعرفه بحكم عملي الصحفي والسياسي- وطلبت منه التصرف في هذا الأمر. بعد أسابيع قليلة دخل علي التيجاني وعلمت منه أن أحد ضباط مباحث أمن الدولة قام بزيارته في المنزل الذي كان يختبئ به واستمع إلي مطالبه، ثم غادر المنزل ولم يعاود الاتصال به، وقرر التيجاني السفر للقاهرة والتصرف بنفسه. واستمرت اقامته في مصر حتي عام 2005 حيث انشغل بالنشاط الخارجي للحزب وتحالف قوي الاجماع الوطني. وعاد التيجاني للخرطوم واستأنف رئاسته لتحرير الميدان، وانتخب في المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي عام 2009 عضوا في اللجنة المركزية مرة أخري. وعاد للقاهرة في نهاية العام الماضي للعلاج ليرحل عن الحياة الدنيا في 23 نوفمبر 2011.
ولم يكن غريبا أن يتحدث في حفل تأبينه الذي اقيم يوم الأحد قبل الماضي «سارة نقد الله» رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة وفاروق ابو عيسي باسم «تحالف قوي الاجماع الوطني» والشفيع خضر عن الحزب الشيوعي السوداني ، و«عزة» ابنة التيجاني والتي حضرت مع بناتها، وأن تتلي في الحفل كلمة الحزب الشيوعي في جنوب السودان، ويشارك من خارج السودان كل من صلاح عدلي وحسين عبد الرازق، وصفاء زكي مراد المحامية وابنة القائد الشيوعي المصري الراحل زكي مراد والتي تعتبر التيجاني ابا ثانيا لها، وكوريتا يوشيكو (فاطمة) استاذ التاريخ الشرقي الحديث في جامعة شيبا باليابان والمتخصصة في الشأن السوداني والتي عرفت التيجاني عن قرب.
القوي السياسية
ولم يكن البرنامج الذي أعده الحزب الشيوعي لنا مقصورا علي تأبين «التيجاني الطيب» الذي يصعب علي الحديث عنه بلغة الغياب، وزيارة اسرتي الراحلين «التيجاني» و«محمد ابراهيم نقد» الأمين العام للحزب الشيوعي السوداني والذي توفي في لندن حيث كان يخضع للعلاج في 22 مارس 2012، فقد حرص الحزب علي تنظيم زيارة تتيح التواصل مع الأحزاب والقوي السياسية السودانية والتعرف علي أوضاع ما بقي من السودان بعد انفصال «الجنوب» والحروب المشتعلة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق والتي تهدد بدورها بحدوث انفصالات أخري: فإضافة للقاء قادة حزب الأمة خلال دعوة العشاء في منزل د. ابراهيم الأمين أمين عام حزب الأمة، وحسن الترابي زعيم «المؤتمر الشعبي السوداني»، التقينا بعشرات من المحاميات والمحامين الديمقراطيين في منزل محاميتان شقيقتان ، واجتمعنا بعدد من الكتاب والصحفيين والفنانين من بينهم الصحفية امل هياتي الممنوعة من الكتابة مع 12 صحفيا وصحفية آخرين بقرار – غير مكتوب- من الآن، وقمنا بزيارة «ركز عبد الكريم ميرغني الثقافي»، وتحدثنا صلاح عدلي وأنا حول ثورة 25 يناير في مصر في لقاء حضره عشرات من كوادر الحزب الشيوعي السوداني.
والحقيقة الأبرز التي شاهدها في السودان في ظل الدكتاتورية العسكرية المتحالفة «الإسلام السياسي» واستغلال الدين في خداع الجماهير، وغياب الخدمات الأساسية وشيوع الفقر. فرغم بعض المباني الحديثة والأبراج السكنية والمطاعم الفخمة والمقاهي، فالواقع يتناقض مع هذه المظاهر تماما، فالعاصمة المثلثة (الخرطوم، والخرطوم بحري وأم درمان) تفتقر للصرف الصحي، والشوارع الجانبية شوارع ترابية غير مرصوفة، ولا توجد خدمات حكومية حقيقية. وتحيط بالخرطوم مناطق سكنية عشوائية، مررنا بإحداها في غرب «أم درمان» في منطقة «دار السلام» والتي يقيم بها حوالي مليون و33 ألفا، 47% من هؤلاء من النازحين من جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق… و43% منهم كانوا عاطلين عن العمل.
وعندما سألت عن نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر، واجابني الصديق الشفيع خضر بأن نسبتهم 85% احسست بالصدمة وكدت أكذب أذني ولكني فوجئت بـ «التقرير الاستراتيجي السوداني» واوراق الورشة التي اقامتها وزارة التخطيط الاجتماعي بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الانمائي في عام 1997 عن الفقر وأسبابه، وورشة العمل التي نظمتها مجموعة «أبحاث الفقر» بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي مع نهاية عام 1998، تحدد نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر بـ (94%) من اجمالي السكان.
وترجع الدراسات هذه النسبة غير المسبوقة ممن يعيشون تحت خط الفقر إلي مجموعة من الأسباب، يتقدمها الفشل المتوالي للسياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تبنتها «العصابة» الحاكمة تحت اسم «تحرير الاقتصاد» منذ تسعينيات القرن الماضي، والنهب المنظم وفساد السلطة الحاكمة والإدارة وغياب المسئولية والشفافية، والحروب الأهلية التي فجرتها سياسات الحكم في الجنوب والغرب والشرق، ونزوح سكان الريف «المنتجين» إلي المدن والمراكز الحضارية الكبري، والكوارث الطبيعية كالجفاف والتصحر والفيضانات بصورة متكررة، وفشل السياسات الزراعية نتيجة مشاكل الري وارتفاع تكلفة الانتاج واعسار المزارعين.
والنتيجة التي يمكن استخلاصها من هذه الحقائق وغيرها، أن الحل في السودان يبدأ وينتهي بتحقيق الشعار الذي رفعت الحزب الشيوعي السوداني وتبناه بعد ذلك تجمع أحزاب المعارضة «تحالف قوي الاجماع الوطني»، وهو «إسقاط النظام»، وتأسيس نظام ديمقراطي مدني حديث لا مكان فيه لحكم العسكر أو الإسلام السياسي. |
http://www.al-ahaly.com/2012/05/31/
| |
|
|
|
|
|
|
|