الأستاذ (فتحي الضو) ...والعنصرى (الطيب مصطفي) .. في برنامج (أجندة مفتوحة).. بفضائية ال BBC

Quote: الأخ الصديق عاطف مكاوي تحياتي، وعبرك أزجي التحية أيضاً لأعضاء (سودانيز أون لاين) وبخاصة الذين شاركوا في هذا البوست سواء بالقراءة أو المرور أو المشاركة في الحوار. ولا أخفي عليك مدى استفادتي من الآراء القيمة التي طُرحت. ففي الواقع هي المرآة التي نرى خلالها حسن صنيعنا أو قبحه. وهي المعيار الذي نزن به حديثنا لنرى إن كنا قد أخطأنا أم أصبنا. وبالتالي تجدني حريص على متابعة هذا المنبر من حين لآخر، فهو يمثل بالنسبة لي ركيزة هامة اكتشف من خلالها ما هو مخبوء في صدور الآخرين، وبنفس القدر أزعم إنه يشكل ذات الركيزة بالنسبة لهم ليعرفوا ما يجول في ذهن الكاتب سلباً كان أم إيجاباً. وفي واقع الأمر أنا من الذين تؤرقهم قضية هامة في خضم الصراع الدائر رحاه منذ أمدٍ، بين سلطة غاصبة لواجباتها وشعب اغتصبت حقوقه. تلك هي قضية الحوار وما ادراك ما الحوار. فقد بات يساورني شك كبير أن العصبة الحاكمة تعمل بوعي تام على تدمير هذه الخاصية حتى نصبح قطيعاً من الأغنام تقوده وتوجهه كيفما ما شاءت وحيثما أرادت. وبودي لو أننا عملنا على إفشال هذا المخطط الإجرامي، حتى نستطيع أن نختلف ونتفق في إطار لا يفسد للود قضية. وإن زاد طموحي قليلاً فلن أتمنى أكثر من أن نصل بالحوار إلى مراقي حضارية نستخلص منها ما يفيد ونترك الزبد الذي يذهب جفاء! حقيقة الأمر لم أسع مسبقاً لكتابة هذه التداعيات، فقد وجدتها تفرض نفسها كمن كان يتحين الفرص من وراء حجاب. لكن الذي خططت له ومن أجله كتبت هذه الرسالة، هو شكرك والمشاركين الكرام في هذا البوست التقييمي للحلقة الحوارية التي اشتركت فيها والسيد الطيب مصطفى والدكتور الباقر العفيف. حيث عنّ لي أن اختط شيئاً أود أن يكون فتحاً جديداً وهو تقييم المشارك نفسه للقضية المطروحة بحياد تام. ذلك لأنني لاحظت أن الاعلام العربي ونسبياً الأجنبي وضع المادة السودانية صوب أجندته، وفي تقديري أن هذا الاهتمام سيستهلك شهوراً إن لم تكن سنين عدداً. ومن هذه الزاوية ينبغي أن نكون أكثر وعياً وإدراكاً لهذا الموضوع، ولتعمل القوى الديمقراطية - ولا أقول المعارضة فتلك صفة أستنكفها لأنها توحي من حيث لا ندري إلى إكساب النظام شرعية مفقودة - على كلٍ أقول يجب الإنتباه لما سيُطرح، فإن كان فيه بعض الدسم فسيخالطه حتماً سم زعاف بلا ريب. من هذه الزاوية اسمح لي بهذه النقاط العجلى حول هذا الموضوع المطروح: اولاً: دعني أبدا بنفسي أولاً، لم اكن راضياً كل الرضى عن أدائي، ذلك لظروف خاصة سبقت بث البرنامج أربكتني بعض الشيء، ومع ذلك أحمد الله الذي وفقني في توصيل بعض أفكاري التي أؤمن بها، واضجرني إنه كان بامكاني أن أقدم أداءاً أفضل، ولكن على كل تلك ليست نهاية المطاف، وهو أمر يمكن أن يحدث مستقبلاً طالما الأمر سجال. واسمح لي من هذا المنطلق أن أزجي الشكر للذين لفتت انتباههم هذه الملاحظة، ولا يساورني أدنى شك في أنهم توقعوا مني الأفضل ولن أخذلهم بإذن الله. ثانياً: أسعدني أداء الأخ دكتور الباقر العفيف، فقد كانت أفكاره مرتبة أفضل مني، ومصدر سعادتي إنها عبرت عن ما يجول بخاطري، وبالتالي شعرت كأنما سدت نقصاً شعرت به، أو كأنما كنت قائلها، فله مني التحية والتقدير. ثالثاُ: يعلم الله ليس من باب الإنتقاص من قدرات (الخصم) ولكن بأمانة (فوجئت) إن جاز التعبير بقدرات السيد الطيب مصطفي التي كانت غاية في التواضع. وكنت أظن أن الرجل يمتلك ذخيرة فكرية وسياسية تسند الصيت الذي يلاقيه كرئيس لما يسمى بمنبر السلام العادل، ورئيس تحرير صحيفة يومية، وحامل لواء وجهة نظر خالفت السواد الأعظم من أهل السودان، وهي الإنفصال. رابعاً: عدم تساوي الفرص انتقص مما ادخرته كروافع لوجهة نظري، على سبيل المثال كنت أنوى ان أعرض مجموعة من الصور التي أحتفظ بها في ارشيفي الخاص، وهي عن الذين قطعت أيديهم وارجلهم من خلاف بسبب تلك القوانين سيئة الصيت، ونتيجة لحوادث صغيرة لا ترقى لمستوى البتر المؤلم الذي رأيته في الصور، في الوقت الذي لم تقطع يد اللصوص الكبار. النهاية غير المتوقعة مني على الأقل للبرنامج فوّتت علي هذه الفرصة الثمينة، وهو ما أتحمل تبعاته لأنه كان ينبغي عليّ تقديره. بيد أنني سأرسلها لك لنشرها علّ ذلك يعوض ما ذكرت. خامساً: لم يكن مقدم البرنامج موفقاً في زج مداخلة الاستاذ محجوب محمد صالح والتي كانت حول تمرحل قضية الجنوب، فبذاك الخلط أصبح لدينا موضوعان، والثاني هذا لم يحدث حوله نقاش. وكان يمكن أن يكون حلقة أخرى منفصلة. ختاماً هذه ملاحظات عابرة، تذكر إنها لم تكن الهدف من الرسالة هذه، فقد فرضت نفسها ووجدتها فرصة في أن أدخلها عقر داركم، أي هذا المنبر الذي أعتبر نفسي عضواً فيه بما ينشر لي فيه، وإن لم أتشرف بحمل عضويته لظروف خاصة بوقتي، ولكنني أتابعه بما يخفف من غلواء هذا النقص. مرة أخرى، عبرك أكرر التحية لكل الأعضاء الكرام الذين طالما طوقوني بفضل ملاحظاتهم النيرة، وأنا لهم ولك من الشاكرين. ونشكر جميعنا، صديقنا بكري أبو بكر الذي أضاء شمعة في الظلام وجعل هذا ممكنا! ونسأل الله أن يبلغنا المقاصد، ويحفظ وطننا في عليين! فتحي الضو

(عدل بواسطة عاطف مكاوى on 01-03-2011, 01:57 PM)