الميدان العدد رقم (2182) ... الثلاثاء 09.02.2010كلمة الميدان :مشاورات جوبا : المهم تفعيل المقررات وتوحيد الجماهيرإلى وقتنا هذا فالانتخابات الحرة والنزيهة
فعلاً لا قولاً تبدو هدفاً بعيد المنال ودونه عقبات
كثيرة كان من الممكن تفاديها لو التزم المؤتمر
الوطني بمتطلبات التحول الديمقراطي ومن
ضمنها تهيئة المناخ الملائم لحرية ونزاهة الانتخابات.
لقد وضعت مشاورات جوبا الأخيرة أساساً يفضي إلى معالجة
تعقيدات الوضع الراهن بصورة سليمة بتأكيدها على مقررات
قوى الإجماع الوطني الصادرة عن مؤتمرها في سبتمبر الماضي
والتي عالجت موضوعات الإجماع الوطني والمصالحة الوطنية
والقضايا العالقة في اتفاقيات السلام اﻟﻤﺨتلفة، وأزمة دارفور،
والتحول الديمقراطي، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية،
والسياسة الخارجية.
وشدد المشاركون في إجتماع جوبا الأخير على ضمان انتخابات
حرة ونزيهة. وتنسيق بين قوى الإجماع الوطني على كافة
مستويات الانتخابات كما أكدوا على ضرورة حل قضية
الانتخابات بجنوب كردفان، ودعوا لمعالجة الجدول الزمني
للانتخابات بما يؤدي لتسهيل عملية الانتخابات والاختيارات
الصحيحة للقوى السياسية لا تعقيدها في إشارة لقرار المفوضية
القومية للانتخابات والتي اختصرت فترة سحب الترشيحات
(من قانون الانتخابات والتي تنص على أنه ) خلافاً للمادة ٦١
يجوز لأي مرشح ترشيحاً صحيحاً في أي دائرة جغرافية سحب »
« ترشيحه في موعد أقصاه ثلاثين يوماً من قبل تاريخ الاقتراع
أي حتى ١١ مارس.
وأوصى المشاركون بعقد اجتماع أهلي بين كل القوى السياسية في
جوبا دون عزل لأحد وبمشاركة حركات دارفور للوصول لخارطة
طريق لقضية دارفور ومناقشة الانتخابات وتعقيداتها بدارفور،
وكانت مقررات قوى الإجماع الوطني السابقة قد أكدت على
التفاوض كوسيلة للحل العادل لقضية دارفور، والتأمين الكامل
على مطالب أهل دارفور المشروعة، وأهمها نصيب الإقليم في
السلطة والخدمة المدنية والثروة القومية، والتعويضات الفردية
والجماعية عن الأضرار المادية والمعنوية، والإقليم الواحد، ونزع
سلاح الجنجويد، وعدم الإفلات من العقوبة والمساءلة القانونية
أمام قضاء مستقل ونزيه عن كل الجرائم والانتهاكات بالإقليم.
كما عبر اﻟﻤﺠتمعون عن قلقهم حول حيدة وجدية مفوضية
الانتخابات، قياساً على مسلكها في الفترة الماضية، وعدم
تعاملها بجدية مع الشكاوى العديدة والقضايا الموضوعية التي
دفعت بها القوى السياسية، مشيرين لاختيار مراقبين سودانيين
معروفين بصلاتهم بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وطلبوا في
هذا الشأن أن تعطي المراقبة الوطنية ﻟﻤﺠموعات معروفة بالحياد
وأن يتم ذلك بالتشاور مع الأحزاب والمرشحين.
وأكدت مشاورات قوى الإجماع الوطني بجوبا على ضرورة إلغاء
القوانين المقيدة للحريات والمتعارضة وإجراء الانتخابات الحرة
والنزيهة وتجميدها في الفترة ما قبل الانتخابات بقرار جمهوري
وتعديلها نهائياً بواسطة البرلمان المنتخب لاحقاً حتى تتوافق مع
الدستور الانتقالي.
لقد قلنا في كلمة الميدان السابقة أن هذه المشاورات تشكل خطوة
للأمام، وهي بالفعل كذلك ان تم تفعيل قراراتها وتوصياتها
وتوحيد الجماهير خلف هذه المطالب، والضغط من أجل تنفيذها
للخروج ببلادنا من هذه الأزمة المستفحلة.
http://www.midan.net/nm/private/almidan/m2182/m2182.pdf