رفاق مصــــــــر .................(الجزء الثالث)

Quote: أنفلونزا الخنازير ....أنفلونزا الحكام...!!!!!!! مرض سمير الذى يصيب الدجاج له وقعه وسط أهلنا فى السودان وهو من الأمراض المألوفة التى عهدناها فى تاريخ علاقتنا بالحيوانات وخاصة الطيور المستأنسة....ولكن بعد أن ضربت العولمة أرجاء المعمورة وزلزلتها بالكوارث المفتعلة إقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً وبيئياً ولتهلك بنى وتتشوه علاقات وتتشظى دول كنتيجة حتمية لجشع وجبن الرأسمال....وكان للجراثيم والفيروسات نصيب الأسد من هذه العلاقات المشوهة حيث صارت تتجاوز حتى أصلها ولم تفرق بين بشر وحيوانات وجمادات إن لم أبالغ وكانت جراثيم الأنفلونزا صاحبت النصيب فى تجسير العلاقة التبادلية بين الحيوان والإنسان فى الإصابة بالمرض..وإن كان هناك أمراض أخرى ولكن لم تحظى بولوج عصر العولمة الكارثى.... وهنا يجدر بنا تحية كل علماء من أطباء وعلماء علم الجراثيم والباحثين فى علم الأحياء الدقيقة وإلى آخر صيدلى...ونثمن جهودهم العلمية وإختراعاتهم التكنولوجية الحديثة والمتطورة التى بمقدروها معرفة الأسباب وتحليلها للوصول لنوع الجرثومة وتحديد قدراتها وبالتالى معرفة طرق محاصرة الوباء والداء وطرق الوقاية حتى الوصول للعلاج الناجع.... حقاً هناك كثير من الأمراض التى تصيب البشرية تمكن العلم من قهرها وتقليل فعاليتها ونموها ...وهذا سوف يكون مصير أنفلونزا الخنازير .... ولكن هنالك نوع من الأنفلونزا مستوطنة فى بلادنا إستعصت بعض الطرق المجربة فى علاجها وإستئصالها من جسد هذا البلد المغلوب على أمره إنها أنفلونزا الحكام التى تهتك وتهلك الأخضر واليابس ولا تفرز بين مملكة الحيوان والجماد وعلامات هذا النوع من الأنفلونزا وأعراضها واضحة وأسبابها أوضح والإصابة بها مهلكة ومدمرة وخطورة هذا النوع من الأنفلونزا أنها تصيب حتى الذين قبل التكوين وتبلغ هذه الأنفلونزا ذروة خطورتها بإدخال كل البلاد فى الأرض الملغومة حيث هناك من يدس الألغام وهناك من يدفع الأتعاب وهناك بالضرورة من يدف الثمن غالياً وفادحاً وهؤلاء هم السواد الأعظم والأكثر عرضه للإصابة مرات ستظل تتعدد طالما الفساد مستوطن فى مفاصل الدولة ومؤسساتها السياسية والتى وفرت لها بؤر للتعدى على المال العام والنصب والنهب وإفساد الذمم بالرشوة وتحدى القوانين والقضاء واللصوصية تحت حماية حكم عرف بالشمولية فى أبشع صورها( الإسلام السياسى بكل أدواته ومتعلقاته السياسية والإدارية والمنهجية منها....)...وإفرازاتها من تشوه إجتماعى وثقافى وسايكولوجى ويكفى ذكر الإنشطار والتشظى فى المجتمع وإستعصاء التواصل الوطنى وإستعصاء نمو رابط المواطنة الطبيعى.....المؤسف أن الإصابة بأنفلونزا الحكام تصيب جسد الإبرياء بسموم فتاكة وقاتلة كنتيجة لصعود ساسة يتاجرون بالوطن ومقدراته وثرواته وصعود دعاة ومفقهون دينيون فى سوق النخاسة ليمزقون شريايين إنتماءتنا العرقية والثقافية ويشككون حتى فى جيناتها بسوء الفكر وبؤسه عبر حملات منهجية للتطهير العرقى وقهر الأنسان السودانى وإذلاله وبالتالى صار من المتعذر الوثوق بمصادقية القابضين على لعبة الصراع السياسى وبالتالى عدم الوثوق بأهليتهم... إنهم طينة حكام السوء وجرائم الحرب والإبادة الجماعية وعار العنصرية البشعة..... أنفلونزا الحكام فى السودان من أكثر الأمراض إستيطاناً وتتفوق على الملاريا فى ذلك ويكفى أن صار السودان يقف إنتباه فى مرتبة الفشل وكنتيجة طبيعية وحتمية للفساد وعلى كافة مستويات الدولة ..... وللطب مقولة (الوقاية خيرٌ من العلاج)...فهل من طرق للوقاية... إذا ما كان آخر العلاج الكى....