|
فاضل تلاتة سنوات علي الحكومة
|
سنة اربعة وتسعين وتسعمائة والف , بعد امتحانات الشهادة السودانية وفي انتظار النتائج والتقديم للجامعات , كنا نعيش اطول فترة عطالة في محاولاتنا تسلق درجات السلم التعليمي , ذلك الوقت مارسنا "قعاد اللساتك" والتنظير في كل شيئ ابتداء من الكورة وعلم الاجتماع وعلم الجكس وخبايا السياسة والتنظير في كل ما يمكن ان يكون موضوع قابل للتنظير او غير قابل حتي و اذكر جيدا في ذلك الوقت وبعد فرض الزامية الدفاع الشعبي للطلاب للدخول للجامعات وعدم تسليمك شهادتك الجامعية الا بعد المرور ببوابة الخدمة الالزامية كنا قد وصلنا الي اقصي درجات البغض للحكومة وكانت امالنا في الفكاك من بوابات الدفاع الشعبي والخدمة الالزامية الا ان تنتهي الحرب وهذا كان حلم مستحيل ذلك الوقت فقد كانت الحرب في اقصي درجات استعارها , والامل الاخر كان بذهاب الحكومة , وكنا دائما ما نتجادل في ما تبقي لها من وقت لذهابها , كانت الشلة تقترح سنتان واقصي المتشائمين يقولوا خمسة سنوات الا انا كنت اشدهم واقعية كما اظنني الان , فقد كنت اؤمن بمتوالية ذهاب الحكومات العسكرية السابقة والتي تقول ان عبود بقي ستة سنوات ونميري ستة عشر عاما اذن الانقاذ ستبقي ستة وعشرون عاما ثم تذهب , كانوا ينظرون الي شذرا وقتها وكاني اتحدث عن المستحيل , الان الانقاذ اكملت ثلاثة وعشرون عاما , والان تخرج عليها اكبر ثورة شعبية شهدها حكم الانقاذ الا انه اتضح ان الثورة الشعبية ما تزال " ثورة براحة " غير قادرة علي اقتلاع الانقاذ بشكلها الحالي, لذا اؤمن ان الانقاذ ستكمل الثلاثة اعوام المتبقية في رصيدها من متوالية الحكومات العسكرية , ولكن هذه السنوات الثلاث ستكون سنوات مرة كالحنظل علي الانقاذ واخشي ان تكون كذلك علي الشعب . اتمني ان تخيب حساباتي وحسن ظني في متوالياتي
|
|
|
|
|
|