|
الأنصار والثوار
|
الملاحظ فى هذا المنبر أن كل من يكتبون عن أخبار المظاهرات يصيغون الخبر بصيغة عامة عدا ذكر المنطقة التى بها التظاهر.. والملاحظ أيضا أن شباب حزب الأمة يصيغون أخبارهم بتحديد انتماء المتظاهرين.. فيقولون: فلان الأنصارى أصيب والآن بالمستشفى فى حين تجد من الجهة الأخرى الخبر: فلان بن فلان أول شهيد للثورة..
ويقولون: الأنصار يتجمعون فى جامع السيد عبد الرحمن والأنصار يهتفون بسقوط النظام, فى حين أن صلاة الجمعة تجمع الأنصارى وغير الأنصارى خصوصا إذا علم الثوار من كل حدب أن هناك إرهاصات تحرك من المسجد الفلانى.
وتسمع وووب عليكم خلاص الأنصار جوكم ياناس المؤتمر الوطنى ويادوب انتهيتوا..
أعلم أن حسابات الآخرين من مؤيدى الثورة تختلف عنى وربما بعضهم لايريد أن يثير موضوعا قد يؤدى الى تفرقة وتشتيت لوحدة الثوار, ولكنى أرى طريقة نقل أخبار المظاهرات بواسطة شباب حزب الأمة توحى بفرز العيشة وتسليط ضوء جاهر ومؤذى للعيون على تحركاتهم المحدودة.
وذلك ربما يفتح الباب على أسئلة أدناها هل الأنصار وحزب الأمة على خلاف خفى مع أجندة الثوار؟ هل مثلا تحركاتهم تحمل رسائل لحكومة المؤتمر الوطنى, رسائل تتضمن تهديد مقابل مكاسب آنية معينة؟ خصوصا وأن حزب الأمة ليس ببعيد عن الحكومة وغير مستبعد أن يسعى الى المزيد. وهل يحاول حزب الأمة منافسة اليسار ضمنيا فى مقدرته على التنظيم وتحريك الشارع بل واستعراض قوته كحزب يستطيع ترجيح أى كفة يميل عليها؟ أم هل هى إرهاصات من على الشعب السودانى فى المستقبل بعد نجاح الثورة والتى لن تنجح إلا بمجهود أغلبية المطحونين من الشعب السودانى؟
إن كان لاهذا ولا ذاك فعلى قيادة الحزب توجيه أعضائها بأن يصيغوا أخبارهم بصيغة توحيدية عامة خصوصا أن داخل مسجد السيد عبد الرحمن من يهتف: حرية سلام وعدالة والوحدة خيار الشعب, ومعروف لمن هذا الهتاف والشعب السودانى لايضيع ذكاؤه أجر حزب أو مجموعة ويكره المن والأذى.
|
|
|
|
|
|
|
|
|