|
Re: لمن تقرع الحلل الفارقة - د. ابراهيم الكرسني (Re: osman righeem)
|
لقد ظل المجتمع السوداني متماسك ومتراحم يشد بعضه بعضا لا تكاد تفرق بين الغني والفقير، نسبة لأن الغني قد إكتسب ماله بالحلال، ولأن الفقير كان يكد جل يومه ليوفر لقمة العيش لأطفاله بالحلال أيضا. وكان الأغنياء يمدون يد المساعدة للشرائح الفقيرة دون من أو أذي. إن مثل هذه النماذج كانت توجد فى جميع مدن السودان وأريافه. لذلك تولدت روح المحبة بين أفراد المجتمع ولا تجد مكانا للغيرة أو الحسد. بل كان الفقير يدعوا الله تعالي سرا وجهرا أن يزيد من خير الغني لأنه يعرف تماما بأن الغني لن يقصر فى حقه. إن هذه النماذج الطيبة قد إختفت تماما فى ظل الدولة الرسالية التى فرضها "شذاذ الآفاق" على الشعب السوداني لفترة قاربت الربع قرن من الزمان. إن السياسات التى طبقها "هؤلاء الناس" قد أفرزت شريحة طفيلية لم تعرف الرحمة الى قلوبهم مسلكا. وبما أن الشرائح الطفيلية ظلت، ومنذ فجر الخليقة، تقتات على مص دماء الآخرين، فإن طفيليي دولة البدريين لم يكونوا إستثناءا. لكن الأسوأ من ذلك، وما تفوقوا به على طفيليات الأنظمة التى سبقتهم، هو أن تلك الطفيليات كانت تنمو و تتنفس مستغلة ثغرات الأنظمة والقوانين واللوائح التى كانت تحكم دولها ومجتمعاتها، عكس شريحة الإنقاذ الطفيلية التى سرقت جهاز الدولة بأكمله أولا، ثم سخرته بجميع أنظمته وقوانينه ل’مص‘ دماء الشعب السوداني حتى ’آخر نقطة‘، كما هو حاصل الآن! يمكننا أن ندلل على صحة ما نزعم بالجرائم الإقتصادية الأخيرة التى قرر طفيليو الإنقاذ إرتكابها فى حق الشعب السوداني، والمتمثلة فى الكذبة الكبرى التى أسموها رفع الدعم عن المحروقات. لقد أوضح العديد من الكتاب الذين سبقونى فى الكتابة حول هذا الموضوع فرية هذا الزعم حيث أنه يستحيل إزالة دعم لم يكن موجودا بالأساس. إذ كيف يمكن إزالة دعم عن سلعة تتكسب منها الحكومة، وتجني من ورائها شرائحها الطفيلية الأموال الطائلة؟! إنها لا تعدوا أن تكون كذبة أخرى من أكاذيب هؤلاء الأبالسة الذين يتحرون الكذب دون أن يرمش لهم جفن!
|
|
|
|
|
|