|
فلنتعلم من أخطائنا - أنانية مواطني الخرطوم -
|
أكتب إليكم وأنا واحد من هؤلاء المقيمين في الخرطوم الذين لا يهتمون لما يدور خارج العاصمة.
سنوات والناس حولنا في الأقاليم يتساقطون.
ونحن لا نبالي.
سنوات حولنا والأقاليم تعاني من الضوائق الاقتصادية ويضطرون لترك قراهم إلى الخرطوم أو إلى خارج الوطن.
شهداء سقطوا في كجبار - في بورتسودان - في دارفور - في الوسط - في جبال النوبة - في كردفان - في الجنوب وفي كل شبر من أرجاء الوطن.
ماذا كان تفاعل أهل الخرطوم معهم ؟
الآن فقط وحينما ذاق أهلنا في الخرطوم بعضاً من قليل مما يذوقه يومياً أهل الولايات .... تحركّت الخرطوم وهاجت وماجت ورأينا بعضاً ممن كانوا أساطين التنظير للنظام يتحدثون بعكس ما درجوا عليه.
هل يحس مواطن الخرطوم بمعاناة نازح في ركن قصي من معسكر كلمة ؟
هل أحسّ يوماً بوجع أمهات (محافظة وادي حلفا) بسبب رصاص الغدر الذي حصد مجموعة من اليافعين العزّل.
وماذا عن شهداء البجا ؟
أو ماذا عن قرى دارفور التي أحترقت وضاع تعب السنين من أهلها المساكين المسالمين ؟
هل جربنا يوماً أن نعيش في كهف كما اضطر المساكين من أهل جبال النوبة هرباً من القصف؟
أو ماذا عن أبناء الجنوب المساكين الذين حولنا حياتهم إلى جحيم طوال خمسين سنة من الحرب الأهلية التي دارت فوق قراهم وغاباتهم ؟
هل كنّا نرضى بمثل هذا أن يدور في حلالنا وأحيائنا الخرطومية المترفة - نعم رغم كل شيء إنها مترفة أمام ما يدور في أي حي خارج حدود الولاية أو فلنقل في أطراف الولاية.
الآن فقط وحينما يصاب مواطن في الخرطوم بخدش صغير - نجد الإدانات تتواصل والدعوات لتحرك العالم وووو.
---
ولكن يا أبناء الخرطوم - وأنا منكم -
فلتكن هذه عبرة وبداية جديدة لمستقبل يستشعر فيه ساكن الخرطوم آلام كل سوداني في كل ركن قصي - وليعرف أبناء الخرطوم أن ما يدور خارج حدود ولايتهم سيصل إليهم عاجلاً أو آجلاً ما لم يتحركوا بجدّية من أجل كل شبر من الوطن.
وليكن تحركهم الآن - ومستقبلاً .... من أجل كل السودان وليس من أجل ضائقة معيشية اكتشفوها فجأة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|