|
Re: 30 يناير مقابل 30 يونيو حريتنا في مواجهة الطغيان / عبالعزيز كمبالي (Re: Abdalla aidros)
|
عندما اعتقلت في إنتفاضة 30 يناير 2011م مع زملائي في الحزب الليبرالي ورفاق النضال والموقف من شباب الأحزاب الأخرى والشباب غير المتحزبين الذين جمعتنا بهم التكنولوجيا الجديدة، لن انسى ما قاله لي أحد ضباط جهاز الأمن أثناء وجودي في مكتبه لعمل إجراءات خروجي:
"يا ناس ليبيريا (هذا هو اسم السخرية من الليبراليين في المعتقل) طلع موضوعكم فشنك. نحن عاملين استعداد ميه الميه. وطيارة الريس جرينا جهزناها. قايلين في رجال حتجي تمسك البلد دي. القصة في النهاية اتاريها فيسبوك وحركات شفع ساي"
أعتقد أنه كان محقاً فيما يتعلّق بـ "طيارة الريس" .. أجد نفسي في ميل لتصديقه، ربما بسبب الصورة الذهنية التي في مخيلتي عن عمر البشير من أنه شخص ضعيف ولا رأي له وأول شئ سيفكر فيه سيكون هو الهروب. دعونا نختبر رباطة جأشه مرة أخرى.
أقول لنفسي مراراً أنني من المحظوظين لأنني احظى بفتاة جميلة أحبها وتحبني، وأسعى للزواج منها، هذا يجعلني أفكر بطريقة مختلفة، يجعلني افكر في "الكرامة" اكثر من السابق، كيف يمكن أن نؤسس سوياً اسرة وحياة كريمة ونحن انفسنا فاقدين للحرية والكرامة ؟
يجعلني هذا افكر في ابنائي المفترضين، كيف سينظرون إلي ابيهم بعد زمن طويل عندما يعلموا انه لم يحرك ساكناً من اجلهم ومن أجل مستقبلهم، وقذف بهم للحياة في مواجهة مصير غامض؟
أكثر من ذلك: هل يا ترى يمكن للحب ان يظل مشتعلاً ؟ أو هل تبقّى هناك اى معنىً للحب؟
إذ لا حرية.
يجب ان نعي جميعاً أن ادق تفاصيل حياتنا ترتبط بمستوى او بآخر بماهية نظامنا السياسي، بطبيعة علاقتنا به وقدرتنا على إتخاذ موقف منه.
يمثل 30 يونيو القادم تحدٍ كبير لحقنا كسودانيين في حياة حرة كريمة، وفي مستقبل واعد لأطفالنا.
كتبتُ مرةً أن 30 يناير كان لحظة تاريخية فارقة، وليست مجرّد إحتجاجات معزولة هنا وهناك، أطلقها شباب متحمسون. لم يجمعنا في ذلك اليوم غير الرغبة الجامحة في الحرية، ولم يوحدنا غير حاجتنا الملحّة للتغيير. وتكمن اللحظة الفارقة في أن الذين خرجوا إلى الشوارع من الجامعات وفي الأحياء والمدن هم "جيل الإنقاذ" نفسه، هم ذاتهم الذين غسلت ادمغتهم بالمناهج التعليمية الموجهة، وهم ذاتهم الذين أجبروا على التدريب في معسكرات الدفاع الشعبي. لنستلهم 30 يناير المجيد، ولنجعل من هذا الشهر "يونيو الأخير" لا تسمحوا للمرجفين في المدينة أن يحدثوكم عن اهمية البديل، لا تسمحوا لهم ان يحدثوكم عن احتمالات الفوضى والإنفلات الأمني.
إن الشئ الوحيد الذي يجب أن نخافه، هو الخوف نفسه.
ولنعلم أن الشئ الوحيد الذي سنخسره هو أغلالنا.
ولنتذكر دائماً: مستقبلنا في حريتنا.
معاً... يد واحدة للإستعادة وطننا المختطف
|
|
|
|
|
|
|
|
|