|
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) (Re: مازن قرافي)
|
(4)
أشارت وثيقة البعث وقضايا النضال الوطني في السودان الصادرة عام 1973 تشير الي (أن الاسلام بالاضافة لجوانبه الدينية البحتة الثابتة هو حركة فكرية واجتماعية وسياسية شاملة توجهت نحو تطوير الخصائص الايجابية في المجتمع العربي خاصة والمجتمعات البشرية عامة) ويواصل( وكما ان فكرة القومية العربية الحديثة هي إمتداد لكل الجوانب الايجابية في حركة التطور العربي) والي أن ياتي في فقرة اخري ليقول ( أن المسلمين الاوائل لو رجعوا الي هذا العصر لما إستطاعو العيش الا في السجون والمعتقلات مع المناضلين) هذا دفاع جيد الي مستوي رفيع ومحاولة لخلق حالة من التوائم بين الفكر التقدمي والدين , استدرار عواطفهم الدينية في إتجاه رفض للخطابات الجديدة وهي قد لجأت الي ذلك الخيار حينما فشلت في تقديم خطاب موازي لهذه الخطابات,و كما ذكر الثورة لاتتجزاء فالدين ثورة ومايحمله البعث ثورة وأعتقد هذه من الوثائق المهمة المنتجة بواسطة البعثييين السودانيين ,فهي بإمكانها أن تكون الحجر الذي يمكن البناء عليه في قضايا شائكة في الجدليات السودانية بين العلمانية والدين,والدولة المدنية والدولة الدينية وهي تحاول بصدق إزاحة المتاريس والعقبات(البروباقاندا) التي تغذيها الرجعية حتي تًصور للاخرين بأن الفكر التقدمي فكر منافي للدين وشعوبي والي غيره,ولكن أيضا الناظر الي هذه الفقرة يجد أن البعثيين إستماتوا في هذا التحليل لانه نتيجة تفكير عميق ودراسة متانية وهذا يدلل إنهم إجتهدوا حتي يتسربوا خلال الواقع السوداني ونريد أن نؤكد مرة اخري هنا أنهم نجحوا في ذلك الي حد كبير في ذمن قليل ,وهو مايدفع ذهننا للتساؤل مرة أخري لماذا لم تُقدم دراسات وافية وكافية للكادر فيما يخص الموقف من الماركسية, واستندوا فقط علي كتابات ميشيل ومنيف؟ تحدث الكاتب عن ميثاق الدفاع عن الديمقراطية الذي وُقع في فترة الديمقراطية الثالثة(حتي أن بعض الاحزاب تساءلت عن مدي مصداقية البعث في هذا الميثاق بإعتبار عن أن هذا الميثاق يتنافي مع مايفعله حزب البعث بالعراق) وكما ان بالفصول الداخلية للكتاب اشار الكاتب الي أنه في منتصف العام1976 تسائلت جريدة الميدان في كلمتها عن (ماهو موقف البعثيين السودانيين بما يحدث للحزب الشيوعي العراقي؟) انتهي وفي الاشارتين لم يتعرض الكاتب لهذا التناقض بوضوح وحاول فقط التلميح, وفي مقالة أخري نشرت للاستاذ الصادق عوض بشير بالصحف السودانية في العام 2006 تساءل هو أيضاً عن موقف البعثيين عن ذلك الذي كان يحدث بالعراق؟ وسيظل السؤال قائما رغم إنفضاض تجربة (صدام الحسين) وبكل وضوح هو أن البعثيين السودانيين قدموا تضحيات جسام ودفعوا مهراً غالياً في سبيل الثورة السودانية وإرساء الديمقراطية كمفهوم علي المستوي النظري,وقد عرفتهم السجون وأصغلت تجربتهم وحديث الاستاذ بدرالدين في ذلك اليوم يوم(ميثاق الدفاع عن الديمقراطية) لدليل كافي لعدم اللجوء الي الانقلابات,اذاً مالذي حدث في رمضان عام 1990؟ الحقيقة الماثلة أمامي هو ان التنظيم البعثي أستمد قوته من هذا النظام الديكتاتوري وهذا بدوره لم يساعد في خلق المساحة النقدية بين التجربة والحزب, وهو بشكل قاطع تناقض أساسي وإن دفع عمل التنظيم البعثي في السودان للولوج بقوة إلا انه ايضاً خصما علي التجربة البعثية السودانية ويحملها جزء كبير من ديكتاتورية البعث في العراق,وبما أن الثورة لاتتتجزا تلك العبارة الواردة في وثيقة البعث وقضايا النضال السوداني (بأن الثورة لاتتجزأ) فهنا ايضاً الديكتاتورية لاتتجزأ,فكلا الحاكمين (صدام والنميري) كانا يحتميان خلف الترسانة الامنية. الحزب له إرثه وفلسفته العميقة في دراسة الواقع ,كما له أخطائه ومن خلال متابعتي لما أورده الكاتب من وثائق حزبية لم يستدل ولا بواحدة من تلك الوثائق وهذا يضعنا أمام احتمالين اما انه لايوجد وثائق نقدية للحزب من خلال ممارسته السياسية او أنه توجد وحاول اخفاءها وكلا الامرين يجعلان من بحثه التاريخي وتوثيقه معرض لانتياش النُقاد والخصوم, لان كل التجارب السياسية السودانية بها من الاخفاق علي مستوي اداءها او مستوي تطلعاتها ووقعت جميعها بدون استثناء في تناقضات بين ماتحمل من شعارات وبين ماتمارس من افعال, فكيف تستقيم مسيرة حزب ولجت خلاياه في فترة تاريخية ليست بالقريبة ولايكون له وثائق نقدية مؤرشفة؟ شيء اخير لم يتطرق له الكاتب مطلقاً وهو المالية الحزبية, في ظل ظروف تعقيدات الاقتصاد السوداني كيف إستطاع أن يوفر حزب حديث كالبعث, تلك المنصرفات من مطابع للرونيو وأوراق ومنشوارت وبل ذكر الكاتب أن هنالك مطابع كثيرة في أماكن مختلفة من المُدن (انظر بيان الحزب في فترة مهاجمة مطبعة الفتيحاب),فالاحزاب لدينا في السودان تعاني من مسالة التمويل, الا حزاب الطائفية فانها لها من يساندها مالياً وذلك من خلال الهبات التي تُقدم للسادة والزعماء او الدعومات المُقدمة من العضوية نفسها العضوية ذات الارتباط بالاقطاع,وبإعتقادي هنالك من دفع باشتراكه ومن ترك وظيفته نتيجة الفصل من العمل,أو الاعتقال أعتقد أن هذه نقطة مهمة لم يتم ذكرها في التوثيق حتي تكون تجربة التوثيق الحزبي مكتملة, ويتم فيها ذكر الذين فتحوا بيوتهم للهاربين من أجهزة الامن هؤلاء ايضا ساهموا مساهمات مالية ,نعم لم تُدفع نقداً, ولكنها تظل مساهمات مُقدرة وأعتقد أن الجُهد المبذول هنا من الاستاذ جادين كبير وثري ويستحق التنقيب ,وهي بلاشك ظاهرة جيدة لتوثيق العمل السياسي نتمني أن تحذو حذوه كل الاحزاب الاخري,لأن هذا التوثيق يدعو الاخرين للتأمل وهو جدير بإعادة صياغة الافكار ويفتح نفاجا جديداً للحوارات الحزبية مع بعضها البعض البعض,وبالتالي يعيد النظر في اشياء كثيرة هي أحوج ماتكون اليها الحركة السياسية السودانية
مازن
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | مازن قرافي | 05-27-12, 01:38 PM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | مازن قرافي | 05-27-12, 01:44 PM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | مازن قرافي | 05-27-12, 01:48 PM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | مازن قرافي | 05-27-12, 01:54 PM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | مازن قرافي | 05-27-12, 01:59 PM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | مازن قرافي | 05-28-12, 05:52 AM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | عماد حسين | 05-28-12, 09:38 AM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | مازن قرافي | 05-28-12, 11:05 AM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | عماد حسين | 05-28-12, 11:26 AM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | مازن قرافي | 05-28-12, 02:56 PM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | Elmoiz Abunura | 05-28-12, 04:15 PM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | مازن قرافي | 05-28-12, 04:45 PM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | مازن قرافي | 05-29-12, 12:07 PM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | المنبر الديمقراطى بهولندا | 06-30-12, 07:35 PM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | Elmoiz Abunura | 06-30-12, 07:55 PM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | عوض محمد احمد | 06-30-12, 08:17 PM |
Re: البعث: حزب صغير ودوي كبير (1______4) | Bashasha | 06-30-12, 09:54 PM |
|
|
|