|
نادر خدر .... ما بين نظرة الوداع في 30 ديسمبر وخبر الوداع في 20 مايو
|
الأحد 20 – مايو – 2012
نحن في مشوار هوانا ... صبحت اللحظات ندية ما يهمك قول عوازل هو البقولو الناس شوية ما يهمك لو يقولو ... نحن درب الريد مشينا عشنا حبك آهة آهة ... وتاني بعدك ما هوينا لو كلام الناس حقيقة الله ليهم والله لينا هو البقولو الناس شوية ظ
- كنت أدندن بهذه الكلمات - في عز حر صباح ما زال طفلاً .... ودخلت إلى إحدى البقالات في الخرطوم ... فتحت زجاجة ماء وما زالت الكلمات على لساني .... .... وقبل أن أتناول شيئاً منها ... تناهى إلى أذني صوت مذيعة حزينة ....
جالت عيني من أعلى الشاشة التي أمامي من أعلاها إلى أسفلها ... بدأت بشعار القناة "النيل الازرق" ... وانتهيت بالشريط الأخباري ... قرأته ... وانقطع كل ما على لساني من غناء .... وتركت زجاجة الماء في مكانها .... ووقفت للحظات لا أعلمها ...... ناولت التاجر جنيهاً .... وخرجت .....
لا أدري ماذا فعلت في باقي ذلك اليوم .... ولكنني أدرك أنني لم أنجح في أي مشوار أو أي شيء كنت ((( أنتوي))) فعله.
نادر .... الإنسان الذي يصل بكلماته إلى أعماق قلبك بسهولة وسلاسة .... ويعبر عنّك تماماً ويريد ما تقول أن تقوله
عدت إلى المنزل ..... اللهم لا اعتراض على حكمك .... عدت بالذاكرة القصيرة إلى مساء يوم 30 ديسمبر 2011 في صالة المغادرة بمطار الخرطوم .... حين ألتقيتك يا نادر .... ولم أكن أدري حينها أنه اللقاء الاخير.
جاء نادر وبصحبته فنانة شابة واعدة وأحد زملائه العاملين معه وكانوا مسافرين إلى الإمارات العربية المتحدة ..... وكنتْ انا حينها مسافراً إلى جمهورية مصر العربية .... لقاء على عجالة وسلام سريع .... هو لا يعرفني .... لكنه يعرف أنني واحد من ملايين المستمعين الذين يطربهم صوته وتشجيهم ألحانه.
لو كنت ادري أن ذلك اللقاء سيكون الأخير ... لاستكثرت منه ....
لا لم يكن اللقاء هو الأخير ....
شاء الله أن تمر جنازته قريباً من منزلي .... جنازة شعبية سار فيها الشباب والشيوخ والآنسات والسيدات .... بعيداً عن أي زيف رسمي أو نفاق سياسي .... استفتاء حقيقي ....
وقد جاء في الأخبار أن الرئيس عمر البشير ذهب إلى بيت العزاء ولم يجد أي اهتمام من الموجودين فغادر بصمت ولم يشر الإعلام إلى تواجده في العزاء بسبب ذلك الموقف.
إنها إرادة الله ،،، ولا أحد منا يدرك متى سينتهي أجله أو أين سيموت .....
رحمك الله يا نادر .... عشت خلوقاً .... وبقيت محبوباً ... ورحلت شهيداً ....
أكتب هذه الكلمات وأنا استمع الآن إليك لأول مرة منذ أن سمعت بخبر وفاتك ... لم أستطع حينها أن أسمع أياً من أغنياتك ... ولم أستطع أن أتداخل في أي عزاء أو نقاش بشأنك .... ولم أستطع أيضاً أن أكتب عنك إلا الآن .... لأنّ الله يعلم مكانتك لدي ولدى ملايين السودانيين.
الآن أسمعك وأنت تغني بصحبة الأستاذ شرحبيل أحمد حفظه الله ... مين في الأحبة .... أخلص وحب ...
رحمك الله يا نادر .... يا صديقي الذي لم يعرفني ... ولي عودة مستفيضة بشأنك ....
|
|
|
|
|
|
|
|
|