|
Re: ما الضرر الذي ألحق بنا كمعارضة سودانية من جراء سقوط هجليج (Re: تولوس)
|
معتصم..حبابك يا صديق كتر خيرك على هذه المراجعة و التي نتمنى ان تتواصل بشفافية..
اولا: نعم الحكومة استفادت مؤقتا..و بعد انتهاء الفورة العاطفية ستظل الأسئلة نفسها باقية و تحتاج المواجهة بشجاعة (مشكلة اقتصادية ، امنية ، اقليمية ، علاقات جوار..قضايا فساد .. محاسبة مجرمي جرائم الإبادة و الجرائم ضد الإنسانية و جرائم الحرب..التضييق على هامش الحريات.. التحول الديموقراطي الحقيقي..الخ)..و سوف يزيد عليها سؤال جديد: محاسبة وزارة الدفاع عن الأخطاء التي ادت الى احتلال هجليج..و الحكومة تعي هذا جيدا.. لذلك لجأت للتكتيك القديم و هو سياسة الخم و الدغمسة.. فنائب رئيس الجمهورية (شيخ على عثمان محمد طه) يدفن رأس الدولة في الرمال و يركز على حكاية قفل الحدود و اضرب القراف عشان الجمال تخاف..و الرئيس اطلق يد الجيش في هجليج و الحدود..و اديناكم الإذن اقتلوا من طرف.. فهذه الإستراتيجية لن تصمد كثيرا لأن الشعب السوداني واعي جيدا أنها مسكنات مرحلية.. لأنو ببساطة لو دولة الجنوب رضخت لكل شروط حكومة المؤتمر الوطني و تنازلت عن الكثير في شريط الحدود.. فهذه الإستراتيجية لن يكون لها معني و سوف تفقد قيمتها (ولا استبعد أن حكومة المؤتمر الوطني تطلب من ناس الجنوب السير في خط المواجهة عشان هي تستمر)..
ثانيا: الحكومة (في بعض المؤشرات عبر الصحف) انتبهت لحكاية الإصطفاف في واقعة هجليح..و صرحت أنها ستعيد حسابتها تجاه هذا الأمر..و لو المعارضة تدرك البوليتكا جيدا.. كان ممكن تلتقط القفاز و تعزف على هذا الوتر..
ثالثا: الضرر الأكبر سحب البساط من تحت المعارضة المسلحة (ممثلة في تحالف كاودا)..و ذلك في خطوة مضبوطة و دقيقة من قبل حكومة الجنوب لصالح حكومة المؤتمر الوطني (حكومة الجنوب تلعب لصالح المؤتمر الوطني بكل السبل لأنها تعي انه يمسك بزمام الأمور و عنده حكومة ممكن توقع معها الإتفاقات ، و هذا يعني بداهة أنو حكومة الجنوب لا شغالة بتحالف جوبا أو تحالف كاوده..فقط تبحث عن مصالحها و من يحقق هذه المصالح..و هذا مشروع سياسيا..) فالشعب السوداني لن يراهن على تغيير خلال هذا التحالف..
رابعا: الحكومة لجأت لخطة موازية و ذلك باطلاق يد الهوس الديني ليكشف عن وجهه..والرسالة هي مثلما واجهت الجنوب بالحرب فانها ستواجه معارضة الداخل بكابوس هذا التطرف..و كلها مسكنات الحكومة تعلم جيدا أن اثرها محدود للغاية..
خامسا: سحب البساط من تحالف كاودا.. خلق رأي عالمي يسعى للضغط على الحكومة على ضرورة التفاوض مع التحالف..و هذا ان حدث فسوف يرجع السودان الى سنوات كثيرة للخلف (صحيح قد يخمد الحرب و لكنه لن يحل المشاكل بصورة جذرية)..!
الحديد الساخن ، في وجهة نظري ، هو العزف على جنوح الحكومة و استعدادها لتقديم بعض التنازلات في سبيل الحفاظ على جبهة داخلية متماسكة..و طالما ان الحكومة واعية أن الوقوف معها و مع الجيش ليس مجانيا.. فعلي المعارضة استغلال هذا الجنوح و تحقيق مكاسب عامة من خلاله..
اتوقع ، لو جميع الأطراف لعبت بوليتكا صاح ، أن تهدأ نبرة تغيير النظام مقابل التطرف في قمع المعارضة (خصوصا المسلحة)..و بالتالي العزف على وتر التفاوض السلمي..وكلو جايز..!!!
كمواطن عادي اطالب الأطراف المتناحرة سودانيا أن توقف حروبها العبثية و تدينا فرصة نتنفس شوية..! و دمت.. كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
|