|
هل تفك أمريكا زنقة الجنوب في هجليج كما فكت زنقة الجيش الهندي في كارجيل
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في عاام 1998 حاصر الجيش الباكستاني الجيش الهندي في مرتفعات كارجيل وقطع عنه خطوط الإمداد، وكارجيل لمن لا يعرفها هي مرتفعات تشرف على منطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان منذ استقلالهما وانفصالهما عام 1947، وأهمية المنطقة تكمن في أن الذي يسيطر على كارجيل يسيطر بدرجة كبيرة على ساحة المعركة في كشمير ( مثل مرتفعات الجولان التي تكشف ظهر إسرائيل )، المهم أن الزنقة كانت شديدة على الجيش الهندي وبدا أن كارجيل ستسقط وتنتهي معها سيطرة الجيش الهندي، وكالعادة تداركت أمريكا الأمر وأرسلت إدارة كلينتون إلى عميلها رئيس الوزراء الضعيف وقتها نواز شريف.
ذهب نواز شريف إلى أمريكا واجتمع بالرئيس الأمريكي بيل كلينتون في جلسة مغلقة ومطولة، ثم عاد إلى باكستان وكان أول أمر أصدره هو انسحاب الجيش الباكستاني من خطوط القتال في كارجيل، انسحاب الجيش الباكستاني كان صدمة قوية للجيش والشعب الباكستاني والذي كان يعول كثيرا على السيطرة على المنطقة، وكان قد بدا وكأنهم خرجوا من معركة كارجيل منتصرين، ليفاجئهم نواز شريف بالانسحاب، وهو ما جعل نقمة الجيش والشعب تتصاعد تجاه نواز شريف وكان ينظر إليه كخائن.
المفارقات في الأمر أن تصرف نواز شريف ذاك قد مهد الطريق لانقلاب برويز مشرف عميل أمريكا الحقيقي والقوي، وبدا وقتها أن الانقلاب مبرر لصيانة المكتسبات الباكستانية وحماية الأمة وهلم جرا، وهو ما استقبله الجيش والشعب الباكستاني بارتياح كبير وسعادة غامرة، ( انقلاب الإنقاذ 1989 كان أيضا استغلالا لظرف اتفاقية الميرغني - قرنق )، وأيضا لا رحنا ولا جينا!!
لم يستفد الشعب الباكستاني شيئا من انقلاب برويز مشرف بل تردت الأحوال إلى أسوأ مما كانت عليه، كما لم يستفد الشعب السوداني شيئا من انقلاب البشير وتردت الأحوال كذلك أسوأ مما كانت عليه، والسؤال الذي يطرح نفسه وأمريكا تمسك بالعصا والجزرة حاليا، وتهدد السودان ودولة الجنوب بعقوبات - وياللسخرية في المساواة بين المعتدي والمعتدى عليه - السؤال: هل ستضغط أمريكا باتجاه انسحاب آمن لقوات جيش الجنوب من هجليج مع نشر مراقبين دوليين كما تطالب دولة الجنوب .. مع بنود أخرى قد تكون سرية؟ وهل لو وافقت الحكومة على ذلك يمكن أن يأتي الأمر بانقلاب ما؟؟
|
|
|
|
|
|