|
|
 ري العطشان في مشروع سوبا غرب .. وأهلا بالخضرة .
|
منذ العام 1986 امتلكت مزرعة في مشروع سوبا غرب .. كان الماء وفيرا في الترع الثلاث المكونة لشبكة ري المشروع .. زرعنا الخضروات والأعلاف .. وجربنا تربية الدواجن .. حصدنا بعض الحصاد .. لكن غيابنا وسوء الأحوال الأمنية أدت إلى انهيار التجربة بالكامل .. وكانت الخسارة فادحة .. سرقوا حتى طوب المباني والحديد والزنك .. حتى الأساس حفروه لينكشوا الطوب .. في العام 2006 عدت إلى الوطن وفي حساباتي أنني ساكتفي بالعمل في المزرعة .. لم بكن في الترعة قطرة ماء .. ولم يكن بالمزرعة إلا الخراب .. عرضت الأرض للبيع .. لكن أسرتي الصغيرة أصرّت على التمسّك بالأرض ... مرت أعوام ستة وأنا اسعى للتقدم ولو خطوة ... كل الأمور سارت على غير ما تمنيت .. التمويل مشكلة كبيرة .. وتكلفة حفر البئر عالية جدا .. وزارة الزرعة والمسئول الذي كان يتقدمني بالمدرسة الثانوية لم يرد أن يقدم لي شيئا .. بل قال لي هذه الأرض خارج النهضة الزراعية . ونصحني ببيعها .. لم أتوقف عن المحاولات ... لكنّ كلها باءت بالفشل .. اقتطعت من قوت أولادي لأتمكن من حفر البئر .. لكني لم اتمكن من استكمالها وضاع ما صرفت فيها دون نتائج ... تابعت اخبار المشروع .. وصليت من أجله .. ارتبطت به وبالعمال هناك .. وصرنا اصدقاء ... كثير من العمال الذين ظلوا متمسكين بالمشروع تعبوا .. ومنهم من اتجه للذهب .. وانتظرنا جميعا منذ بداية العام 2012 وصول الماء إلى ترع المشروع .. شهر واحد ، اتنين ، تلاتة ... والآن لدينا ماء وفير في الترع الثلاث ... ماء يجب علينا أن نستقيد منه وأن نحافظ عليه ... وعلى المسئولين المحافظة على استمرارية تدفق الماء بالترع .. وعليهم أن يراقبوا التسرب الذي بدا من بعض القنوات الفرعية وبعض الحواشات .. هذا التسرب يضر بالماء ويضر بالطرق .. لابد من ردع كل من يتلاعب بالماء .. وعلى المزارعين أن يحرصوا على كل قطرة ماء.. وأن يزرعوا بلا توقف .. وقد انطلقت الزراعة في مزرعتي حتى قبل الافتتاح الرسمي والان هي أرض خضراء .. شكرا للمجهودات الرسمية التي أعادت البسمة لمشروع سوبا غرب ومزارعيه .. شكرا للرئيس لاهتمامه .. وشكرا لوالي الخرطوم لاهتمامه ..
|
|
  
|
|
|
|
ودقاسم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست