|
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
أما وسائل وأساليب الاختيار وطريقة الحكم وتداوله ففي تقديرنا أن جميع هذا موجود عملياً في هذه الفترة ولكم أن تبطلوا ذلك تفصيلا ولكن رمي الحكم هكذا برغم ثناءكم على هذه الفترة فلا يستقيم فعلى ماذا تثنون إذا لم يكن هذا فيها وهل أزمة الحكم إلا هذه الثلاث وأعني اختيار الحاكم وطريقة تسيير الحكم وتداوله لينتقل لغيره. لكم أن تنتقدوا كل هذا في هذه الفترة وفي الخلاصة يمكنكم إصدار حكمكم أما القفز إلى الخلاصات فلن يجدِ وهو غير منصف البتة. أما قولك: (ولو كان هناك منهج إسلامي في الحُكم فلماذا ظلَّ المسلمون يتخبطون منذ مُعاوية حتى يوم العالمين هذا في الوصول إليه وتحكيمه ؟) فالمنهج موجود أخي العزيز ولم يعترض الصحابة على سيدنا معاوية عند طلبه البيعة لابنه يزيد إلا لما علموه من عدم صحة ذلك في دينهم وقالوا له إن عجزت عنها ردها إلى الناس أما بيعة لك وله فلا. وما مضى هو البيعة لبني الرجل وعصبته ملكا متوارثا, وهذا ليس من الإسلام بل منهم. ولا يعني هذا أن الإسلام أقر هذا بل يعني أنهم لم يتقيدوا بالشورى التي أقرها القرآن الكريم وعمل بها الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. فالأمر شورى بين الناس. ولا يثبت أن هذا يقره الإسلام أما دعاوي هؤلاء الملوك فلا تعني شيئا فحتى إبليس يحاول تبرير نزغاته فكيف بهم. ولم يتخبط المسلمون لعدم المنهج بل لأنهم يريدون الملك لهم ولأبناءهم خلافاً لمنهج الإسلام, ولو أبيتم مع هذا فبينوا لنا أين قال الإسلام أن من يملك فليُبقِ الأمر في أهله؟ أما قولكم: (وإذا كان هذا المنهج موجوداً فلماذا إذاً إصطرع المُسلمون على الحُكم و سالت الدماء الذكيِّة منذ "الجمل" و "صفيِّن" و"النهروان" وحتى "الفلوجة" و "مصراتة" و "درعا" ؟ ) أما الجمل وصفين والنهروان فلم يكن فيها من ينازع سيدنا علي الخلافة ففي الأوليين فالقتال كان لأجل فتنة مقتل سيدنا عثمان أما النهروان فهم الخوارج ولا أدري كيف تستدل بها لعدم وجود منهج حكم في الإسلام؟؟ فهم أسلاف خوارج العصر الذين تعرف!! وهل وجودهم ومحاربتهم اليوم يعني أنه لا توجد أنظمة حكم؟ أما الفلوجة ومصراته ودرعا فخارجة عن الموضوع. أما قولكم: (وإذا أردنا تطبيق هذا المنهج في السودان اليوم فما هى وسائلهُ, وكيف نختار حاكمنا ؟ ومن له حق الإختيار ؟ الشعب أم أهل الحل والعقد ؟ وإذا كنت أنت ترى إلزاميِّة الشورى وتسوق الأدلة على قولك من القرآن والسنة, فهناك من يرى خلاف رأيك ويسوق الأدلة من ذات المصادر فمن يا ترى منكم يطبق منهج الإسلام في الحُكم ؟) أما الوسائل فكل وسيلة تؤدي لأن يُعرف رأي الناس في من يريدون لحكمهم فلا بأس بها, ولكل فرد أن يختار - من يحكمه - بحسب ما يفهم من دينه, وحق الاختيار لعامة الشعب, وأهل الحل والعقد ليسوا نقيضا له بل هم من يختارهم الناس ليحلوا ويعقدوا نيابة عنهم. أما إلزامية الشورى فقد قلنا حجتنا فيها ولم توافقنا أو تخالفنا!! أما أن يدعي غيرنا أنه يستدل لعدم إلزاميتها ومن نفس القرآن والسنة, فلا يعني إلا أن الحق مع أحد الفريقين فإما أنها ملزمة أو غير ملزمة, ومن يريد أن يحكم على تجربة الحكم في الإسلام مثلك مطالب أن يتوصل لقول الإسلام في هذه المسألة الحساسة فالأدلة أمامه ولينظر لقول كل فريق وليقل هو رأيه, أما أن يقفز للحكم النهائي متجاوزا هذه الجزئية المفصلية فلا نراه إلا متعجلا لدعواه بأن لا حق (نقيض الباطل) في هذا الأمر البتة بسب الاختلاف, ولو كان الاختلاف يعني انتفاء الحق لما وجد حق وباطل أبدا لأن الاختلاف من سنن الكون. الحق حق في نفسه عرفه الناس أو جهلوه والباطل كذلك وكل مسألة فيها خلاف بين احتمالين فلا بد من ثبوت أحدهما. وفي مسألتنا هذه فنحن ندعى أن رأينا صواب وأدلتنا أمامكم فردوها علينا ولا تتستروا بأن غيرنا قد قال كذا أو كذا فنحن الآن لا نحاور هذا الغير. أما المعلوم من الدين بالضرورة الذي لم تنكره ولا يحتاج لدرس عصر هذا فهو محل القاعدة التي ترها عملت خصيصا ضد الاجتهاد ولتكفير من يعمل عقله, هذا المعلوم من الدين بالضرورة إنكاره ممنوع كونه ثابت ولا خلاف فيه. وهذا الأمر لا علاقة له بالاجتهاد وإعمال العقل. والقاعدة مفادها أن من ينكر معلوما من الدين ضرورة كالشهادة والصلاة والحج يعتبر كافرا بهذا الدين, فأين مدخل الاجتهاد وإعمال العقل هنا؟؟ أما إذا حاول أهل الأغراض استغلال هذه القاعدة لتكفير الناس ومنعهم الاجتهاد, فلا يحملنكم هذا على رفض القاعدة فهي صحيحة في نفسها, بل اعلموا أنهم زوروا في الأمر وزينوا باطلهم بها وهذا لا يضيرها شيئاً. أما مسألة الاجتهاد مع وجود النص فلم نتكلف ردا من عندنا ولا أخبار ضعيفة فمتعة النساء بينا تاريخ منعها ولك أن ترد ذلك بدليله, ومتعة الحج قلنا قولنا فيها, وقول سيدنا الفاروق أنا أنهي عنه لا يعني أنه أول من ينهي ولا يتعارض هذا مع ما بيناه من منع الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عن المتعتين بل قال ذلك لأن هناك من لم يعلم النهي وأمير المؤمنين يتحدث بمناط إمارته وهو الذي يقول: إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا. فكيف مع هذا تجعلونه عمدتكم في الاجتهاد خلافا للنص؟؟ إذا وجد النص فلماذا الاجتهاد؟ ضرورة الاجتهاد معرفة الحكم الشرعي فإذا وجد الحكم فقد بقي العمل, ولا أدل على هذا من رد سيدنا معاذ حين بعثه لليمن للرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بعد ألا يجد حكما من كتاب أو سنة أنه يجتهد رأيه ومحل الدليل هو قول صاحب الشريعة: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله. أما قولكم: (وإذا كان إنتفاء العلة يعني إنتفاء الحُكم كما تقول, فدعنا نُطبِّق هذا القول على حُكم ميراث المرأة) ثم قولكم: (و أنت تعلم أنهم يقولون في علم أصول الفقه أنَّ الحكمة من توريث المرأة نصف حظ الذكر هى أنَّ الرجل " يدفع مهرها ويكفلها عُمرها ويعول أفراد الأسرة ", وكذلك هناك قاعدة فقهية تقول أنَّ " العلة تدور مع المعلول وجوداً أو عدماً, فإذا زالت العلّة دار معها المعلول ".) فالقاعدة التي ذكرنا هي نفسها التي أثبتها أنت هنا فهي واحدة لا يصح معها (وكذلك هناك) ولأنها قاعدة أصولية فثق أنها صحيحة أينما طبقتها, ولكن العلة التي تنفي الحكم وتثبته هي التي يحددها المشرِّع لا هؤلاء القائلون المجهولون وفي ميراث المرأة فمحل الدليل هو قوله تعالى: { للذكر مثل حظ الأنثيين } وحديثكم عن أنَّ الرجل " يدفع مهرها ويكفلها عُمرها ويعول أفراد الأسرة يعني أن الموروث ولد حيث دل دافع المهر وضمير الغائبة في مهرها على رجل وزوجته ورثا ما ولدا وظاهر أنكم تستهونون هذا الأمر ولم تعطوه حقه من النظر الدقيق حتى جاء قولكم ضعيفا, يشي بأن ميراث المرأة دوماً نصف الرجل وهو تحامل بيِّن ونتمنى أن تعطي مسألة الميراث هذه حظها من النظر ونعتقد أنك جدير بفهمها حقا, انظر الفرض: { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس } وانظر لنصيب المرأة هل هو ثابت أم متغير؟؟ وتنبه لها كيف أخذت النصف في أبيها وهي إمرأة وجدها كيف ورث معها السدس وهو رجل!! وتنبه كيف ساوت أمه (وهي إمرأة) أبوه وهو رجل ولكل منهما السدس!! وانظر كيف وجب للنساء الثلثين دون سائر الورثة وهنا قد ترث المرأة أضعاف الرجل, والأمر يحتاج لتفصيل أخي العزيز وما يهمنا بيانه هو أن المرأة لا ترث دوما نصف الرجل, والله سبحانه وتعالى لم يعلق حظ الانثيين بعلة تزول ليزول الحكم بزوالها. وهذا كله لا علاقة له بتعلم المرأة وعملها كونه لم يكن علة لهذا الحكم. وحديثكم عن عمل المرأة وعملها وإعالتها نفسها وأسرتها في (عالم اليوم) يضعكم أمام أسئلة من شاكلة ومتى كانت ممنوعة من التعلم والعمل والتكسب؟ وكيف كانت أم المؤمنين خديجة تاجرة يتجر لها بمالها أكرم الخلق؟ بل وحتى سلمى من بني النجار جدته لأبيه عبد المطلب كانت تاجرة ولم يرها جده هاشم إلا في السوق يُباع ويشترى لها بأمرها وقد اشترطت في زوجها أن يجعل أمرها إليها ففعلها هاشم الثريد لله دره! أما التعلُّم والتعليم فيكفي أن أمهات المؤمنين قد كنَّ معلمات للصحابة والتابعين في كثير من الأحيان. [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 02-29-12, 11:04 PM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 02-29-12, 11:09 PM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 02-29-12, 11:13 PM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 02-29-12, 11:15 PM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | ود الخليفه | 03-01-12, 08:07 AM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-01-12, 09:35 AM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | ود الخليفه | 03-01-12, 12:39 PM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-02-12, 09:26 AM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-02-12, 10:10 AM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-02-12, 10:42 PM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-03-12, 11:44 AM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-03-12, 09:38 PM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | ود الخليفه | 03-04-12, 07:30 AM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-04-12, 08:35 AM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-04-12, 10:02 AM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-04-12, 11:00 AM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | ود الخليفه | 03-04-12, 11:20 AM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-04-12, 07:26 PM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-06-12, 11:33 PM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-07-12, 01:20 PM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-09-12, 06:43 AM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-23-12, 09:02 AM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-27-12, 08:52 PM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | ود الخليفه | 03-28-12, 08:12 AM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-28-12, 12:21 PM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 03-28-12, 07:34 PM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 04-02-12, 04:13 PM |
Re: موافقات متناقضة: بابكر فيصل وحيدر التوم والمعتزلة | محمد ميرغني عبد الحميد | 04-20-12, 10:37 AM |
|
|
|