كيف يكتب المبدعون؟ هارولد بنتر يحكي تجريته.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عثمان تراث(تراث)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2006, 05:00 PM

تراث
<aتراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كيف يكتب المبدعون؟ هارولد بنتر يحكي تجريته.

    قطعة لغوية رفيعة تلك الكلمة التي ألقاها الكاتب المسرحي البريطاني هارولد بنتر بمناسبة تسلمه جائزة نوبل للآداب التي نالها في عام 2005م. تحدث فيها عن موضوعات كثيرة بعمق كبير.. بدأها بالحديث عن الصدق. ثم تجول وتنقل بسلاسة بين الفلسفة والفن والسياسية، محافظاً على ما ابتدر به حديثه: علي الصدق.
    ورغم الترابط المدهش الذي خلقه بنتر بين المواضيع المتعددة التي تحدث عنها ، والذي جعل تلك المواضيع موضوعاً واحداً متصلاً . فسأقوم في هذا البوست بنشر جزء مقتطع منها يتحدث فيه عن طريقته في الكتابة، مقتطفاً ذلك من ترجمة قام بها الصديق اليمني أحمد صاح عالب الفقيه:
    "لقد سئلت مرارا عن الطريقة التي وُلدت بها مسرحياتي. ولكني لا أستطيع شرح الأمر بالضبط.ولا أستطيع تلخيص مسرحياتي بعبارة جامعة. ولا أملك إلا القول بأنها حدثت لي كما تحدث الأشياء للإنسان فذلك هو بالضبط ما حدث.
    معظم المسرحيات تتخلق بسطر أو كلمة أو لمحه. وغالبا ما تتبع اللمحة الكلمة. وسأعطي مثالين عن سطرين هبطا على عقلي، هكذا فجأة ودون سابق إنذار، وتبِعت كلا منهما لمحة. ثم أكملت الباقي.
    المسرحيتان كانتا (الإياب إلى البيت) و(الأزمنة الخوالي) . السطر الأول من الإياب إلى البيت يقول : " ماذا فعلت بالمقص؟ " . أما السطر الأول من (الأزمنة الخوالي) فيقول: " مظلمة "
    وفي الحالتين لم تكن هناك أية معلومات إضافية.
    في الحالة الأولى كان شخص ما يبحث عن المقص ويريد أن يعرف مكانه من شخص آخر، ربما كان يظن انه قد سرقه. ولكنني أدركت بطريقة ما، إن الشخص المخاطب لم يكن مهتما لا بالمقص ولا بالشخص الذي يخاطبه. أما كلمة "مظلمة" فقد ظهرت لي كما لو كانت وصفا للون شعر شخص ما... شعر امرأة ، وكان هو الجواب للسؤال. وفي الحالتين كنت مجبرا على متابعة الأمر ، وقد حدث ذالك بصريا، وتلاشى ببطء إلى النور من خلال الظلال.
    أبدأ المسرحية دائما بتسمية شخصياتها بالحروف..أ ب ، ج. وفي المسرحية التي أصبحتَ فيما بعد مسرحية (الإياب إلى البيت) ، رأيت رجلا يدخل إلى غرفة معتمة ويسأل رجلا أصغر سنا منه جالسا على أريكة قبيحة وبين يديه جريدة سباق الخيل وهو يقرأها. وقد شككت في أن الشخص (أ)، كان والد الشخص (ب) ولكن لم يكن لدي دليل على ذلك. لكن هذا الدليل أتى بعد قليل عندما رد (ب) الذي سيصبح فيما بعد (ليني) على (أ) الذي سيصبح فيما بعد (ماكس): "هل تمانع يا أبي لو أنني بدلت موضوع الحديث؟ فأنا أريد أن أسألك عن شئ: ماذا كان اسم العشاء الذي تناولناه قبلا ؟ ماذا تسميه ؟ ولماذا لا تشتري لك كلبا ؟ فأنت لست إلا طباخ كلاب. أقول هذا بأمانه انك تظن نفسك تطبخ لعدد كبير من الكلاب " .
    ولذلك وما دام( ب) قد دعى (أ) أباه فقد بدا لي من المنطقي أن افترض بأنهما كانا أبا وابنه. وقد كان من الواضح ايضا أن (أ) هو الطباخ وأن طبخه لم يلاق استحسانا كبيرا لدى الابن .
    هل يعني هذا انه لم تكن هناك أم ؟ لست ادري . ولكن ، كما قلت لنفسي وقتها ، إن بداياتنا لا تعرف أبدا نهاياتنا .
    أما كلمة "مظلمة" فقد كانت نافذة كبيرة : سماء ليل. ورجل هو( أ ) الذي سيصبح فيما بعد (ديلي) وامرأة هي (ب) ستصبح فيما بعد (كيت) وكانا جلوسا يشربان . وسأل الرجل : متينُ أم نحيف؟ عمن كانا يتكلمان ؟... ولكني رأيت ساعتها امرأة واقفة بجوار النافذة هي(ج) التي ستصبح فيما بعد ( آنا ) ، وذلك تحت ضوء مختلف ، كان ظهرها إليهم، وكان شعرها مظلما فاحم السواد.
    إنها لحظة غريبة ، لحظة خلق الشخصيات التي كانت حتى تلك اللحظة لا وجود لها . أما الذي يأتي بعد ذلك فهو ملئ بالاحتمالات وغير مؤكد، بل انه حتى هذياني، ولو أنه في بعض الأحيان يصبح أشبه بانهيار ثلجي ليس بالوسع إيقافه .
    إن وضع المؤلف وضع عجيب . فهو من جهة شخصية غير مرحب بها من قبل شخصيات العمل الأدبي ، فهي تقاومه ، إنها شخصيات لا يسهل العيش معها لدرجة انك تلعب معها لعبة أشبه بمباراة لا تنتهي ، لعبة القط والفار الأزلية ، تخبط الأعمى .. إنها لعبة الغميضة .
    ولكنك في النهاية تجد أن لديك أشخاصا من لحم ودم ، أناس ذوي إرادة، وذوي حساسية خاصة بكل منهم، وقد بنيت شخصياتهم من أجزاء لا يمكن تغييرها أو السيطرة عليها أو تشويهها.
    ولذلك فان اللغة في الفن تظل عملة عالية الغموض ، رمالا متحركة ، لوحة قفز مرنة، ترامبولين. حفرة متجمدة قد تذوب فجأة تحت الكاتب، فيهوي في أي لحظة .
    ولكن وكما قلت فان البحث عن الحقيقة لا يتوقف أبدا . لا يمكن هجرها . ولا يمكن تأجيلها بل يجب مواجهتها هنا الآن وفي هذه اللحظة .
    المسرح السياسي يقدم مجموعة من القضايا المختلفة تماما . ويجب تجنب الاحتفالية فيه بأي ثمن. والموضوعية أمر بديهي . يجب أن يسمح للشخصيات بتنفس هوائها الخاص . المؤلف لا يستطيع تقييدها أو الحد من جموحها ليرضي ذوقه أو مواقفه أو تحيزاته الخاصة .يجب عليه أن يكون مستعدا لمعالجتهم من زوايا متعددة ، من زوايا نظر كاملة وغير محدودة ، يجب عليه مفاجأتهم، وربما ، أحيانا وليس دائما، أن يمنحهم حرية الذهاب في أي اتجاه يريدون . وان كان هذا لا ينجح دائما (...)
    في مسرحيتي حفلة عيد الميلاد أظن أنني سمحت لطائفة كاملة من الخيارات للعمل في غابة كثيفة من الاحتمالات قبل أن أركز أخيرا على مشهد الهزيمة.
    اللغة الجبلية ليست فيها هذه المجموعة من العمليات. فهي تظل دموية وموجزة وقبيحة. ولكن الجنود في المسرحية تتاح لهم بعض التسلية من خلالها . وينسى المرء أحيانا إن أعمال التعذيب تصبح مملة بسهولة. فهم يحتاجون إلى قليل من الضحك للمحافظة على معنوياتهم عالية. وقد تأكد ذلك بطبيعة الحال في أحداث سجن أبو غريب في بغداد. وتستمر اللغة الجبلية في المسرحية حوالي عشرين دقيقة فقط ، ولكنها قادرة على الاستمرار لساعات وساعات بلا هواده ، ويتردد نفس النمط مرة بعد أخرى ساعة بعد ساعة.
    في مسرحية "من التراب إلى التراب"، يبدو لي أن مكان الحدث يقع تحت الماء. امرأة تغرق ويدها مرتفعة إلى أعلى خلال الأمواج، مستنجدة، ولا تلبث أن تختفي عن الأنظار، وعندما رأت انه لم يكن هناك أحدا، لا فوق الماء ولا تحتها، لم يكن بصحبتها غير الظلال والانعكاسات الطافية، كانت المرأة شخصا ضائعا في الأفق الغارق، امرأة ليس بوسعها النجاة من الهلاك الذي بدا كما لو كان لا ينتمي إلا إلى الآخرين. ولكن ولأنهم هلكوا فقد كان لابد لها من الهلاك أيضا.
    اللغة السياسية كما يستعملها السياسيون لا تغامر في الدخول إلى أي من هذه المناطق طالما أن معظم السياسيين، بحسب الأدلة المتوفرة لنا، ليسوا مهتمين بالحقيقة قدر إهتمامهم بالسلطة والحفاظ عليها. وللحفاظ على السلطة كان من الضروري إبقاء الجمهور جاهلا بحقيقة أنهم يعيشون حياتهم منكرين للصدق حتى لو كان هذا الصدق يخص حيواتهم ذاتها. ولذلك فإننا محاطون بخضم هائل من الأكاذيب التي نتغذى به.

    (عدل بواسطة تراث on 03-30-2006, 06:16 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
كيف يكتب المبدعون؟ هارولد بنتر يحكي تجريته. تراث03-29-06, 05:00 PM
  Re: كيف يكتب المبدعون؟ هارولد بنتر يحكي تجريته. Amin Elsayed03-29-06, 05:26 PM
    Re: كيف يكتب المبدعون؟ هارولد بنتر يحكي تجريته. Shinteer03-29-06, 10:00 PM
      Re: كيف يكتب المبدعون؟ هارولد بنتر يحكي تجريته. تراث03-30-06, 06:28 AM
        Re: كيف يكتب المبدعون؟ هارولد بنتر يحكي تجريته. عبد الحميد البرنس04-02-06, 06:47 PM
          Re: كيف يكتب المبدعون؟ هارولد بنتر يحكي تجريته. محمد سنى دفع الله04-03-06, 02:52 AM
            Re: كيف يكتب المبدعون؟ هارولد بنتر يحكي تجريته. الجندرية04-05-06, 02:46 PM
              Re: كيف يكتب المبدعون؟ هارولد بنتر يحكي تجريته. تراث04-19-06, 06:25 PM
  Re: كيف يكتب المبدعون؟ هارولد بنتر يحكي تجريته. Amin Elsayed04-19-06, 07:26 PM
    Re: كيف يكتب المبدعون؟ هارولد بنتر يحكي تجريته. Tumadir04-20-06, 08:59 PM
      Re: كيف يكتب المبدعون؟ هارولد بنتر يحكي تجريته. تراث04-30-06, 07:57 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de