الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: وإنا لنأمل أن يكون أبناؤنا المعلمون وبناتنا المعلمات ، في عرضهم لهذا النص يحييون الطبيعة في وجدان هؤلاء الطلاب والطالبات ونأمل أن يجنّبوا طلابهم وطالباتهم تلك الطريقة غير الموفقة التي تجعل من حصة الأدب مجالاً لشرح وإستقصاء قواعد البلاغة والنحو ، فيكفي في تناول البيت الأول مثلاً أن نسأل عن أثر كاف الخطاب في نفس الطالب ـ فهذا هو الربيع يأتيه ضاحكاً؟ ونسأله عن كلمة الطّلق وما فيها من طلاقة وبشاشة وحرية ..ألخ ، وعن جمال المبالغة في قوله حتى كاد أن يتكلما؟! .. ويمكن أن نعرف الفرق عنده بين برد الندى ، وبين قطر الندى ـ وهل لأنفاس الأحبة من مميز حقيقي على أنفاس غيرهم من بني البشر؟ وفي تنمية حاسة النقد الأدبي ، نلفت نظرهم إلى كلمة (قذي) ، أهي مناسبة لمفردات هذا النص ـ البهي البهيج ؟ هذا مع لمح سهل للصور وبعد الخيال فيها! هذه أحبابنا القراء مجرد خاطرة للتنبيه إلى أهمية الجو ـ الفرِح جو حرّية إبداء الرأي ، في الإحساس بالجمال ، والمعلوم أن الإحساس بالجمال ملكة تنمّى بالمتابعة والتعهد ، وتموت بالإهمال والإعراض عنها! كنت أسأل أستاذ جعفر رحمه الله عن بعض ما قاله في قصيدته (تبلدية) التي تشرفت بعرضها في جهازي التلفزيون والإذاعة لسنين كثيرة أقول له ـ البحتري يقول: أتاك الربيع الطّلق ، وأنت تقول لهذه التبلدية وجاء عيدك طلقاً والطلاب يحسون في هذه الحال طلقاً من الإنفتاح ما لا تحققه كلمة الطلق ، فيقول ذلك رأيهم ولكلٍ مذاق هذه مهمة الشعر الجميل تختلف الأنظار في سر إبداعه وجماله! وأقول له ـ البحتري يصف الربيع بأنه جاء يختال ضاحكاً، وأنت تقول طلق له إبتسام البشير! بعضهم يؤثر هذه الإبتسامة ، وآخرون يريدونه يأتي مختالاً ضاحكاً ، فيرى أن للبحتري منهجه الذي قلده الكثيرون جاءوا بعده ولكلٍ طلاوته وحلاوته ، أعود لقول البحتري عن الربيع ضاحكا من الحسن حتى كاد أن يتكلما ، فيرى الأستاذ هذه واحدة من إشراقات البحتري البديعة ، وأقوله أنك لتكاد تخدعنا جميعا بقولك للتبلدية: مددتِ نحوي غصوناً .. كأذرع تحتويني فكدت إذ صافحتِني .. لها أمدُّ .. يميني وكأني بلسان حاله رحمه الله تعالى يعيد قوله في قصيدته (صور وذكَر) ونصدق الأحلام في الكذب الجميل فنشتفي ، وللقراء آراء أخر؟! وإلى لقاء آخر مع الطبيعة عن بعض الشعراء مقارنة بروائع الأستاذ جعفر. مع التحيات