الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: ظواهر سالبة في حياة مجتمعنا البترولي الناشيء ( 2 -2 ) ================== بقلم: إدريس مصطفى علي حامد ================== كانت حبوباتنا يقيَّمن الرجل بشجاعته وقوته وفروسيته وكرمه، فإن لم يكن كذلك فهو حتماً كما قال إبننا الشاعر الشاب إبراهيم محمد علي المشهور ببشرى البطانة لأنه من أبناء البادية، في هجائه لشاب من شباب المجتمع البترولي الناشيء، عاصمي يدرس في جامعة التقانة، استفز هذا ( الحنكوش) كما يحلو لأبناء الجيل الجديد، شاعرنا بشرى ساخراً منه ومن شعر البادية فاستل شاعرنا ( سيف هجائه) الذي جعل هذا الحنكوش واحدة من الحنكوشات، قائلاً: يوم أمس القريب يوم صعيب مأساتو شفت وضعاً يحيِّر ما أنفهم لي ذاتو وكت جاني الوليد يتنَّى بي فدعاتو والله العظيم ما تفرزوا من أخواتو ×××××× بكتِّل في عيونو ويموِّت كلامو معانا بي فوق للنياصة يلوك لو تاني لبانة لو بت لو ولد غايتو الفصيلة تقانة لا يعدنو فيهن لا بنسحبو معانَا ××××× أها والله لو شفتوا الجنا القاصدنو حوا بت البلول عضلاتها أمنع منو ده كان قلَّ الأدب بنوتنا ما بشكنو مو تيس في بقر كيفن بخافن مِنو ××××××× بسمع بالجناكيش والرزيَّة الكُبَّة الولد المرن بالبسكويتة مربَّى إنْ رقدت معاهو السمحه في فَدْ جُبَّة ترقد للصبح ما تجيها منو الحَبَّة طبعاً ليس المقصود بكلمة ( الحبَّة ) في البيت الأخير عفَّة هذا الحنكوش ولكن المعنى المقصود هو ما عناه الأديب السوداني الروائي العالمي الراحل الطيب صالح حيث قال على لسان بنت مجذوب ( يا حليل الرجال البكسروا العناقريب ) في روايته ذائعة الصيت ( موسم الهجرة إلى الشمال ). وطبعاً بعد أن تخرج من الجامعة ( حننوه وفرحت أمه .. والبنات في بيتو إتلمو) ونوصي بأن يذهب شهر عسل في أفخر فنادق عواصم الخليج مع شهادته حتى تعود وهي تحمل لأهله البشرى بأنها ستلد أقصد ستجد وظيفة مغندلة لإبنهم الخريج ويأتي هو لبساً جلباب وشال وعقال خليجي ويقول لحبوبته البترولية أيضاً: ( إيش تبغى أنا عارف نفسج فيكردان من الذهب الأحمر يطول عمرج ) ونقول له: إن البلد لم تكن محتاجة إلى حنكوش لكنها تحتاج إلى شهادتك وعلمك فعليك أن تترك ( دلوعة حنكوشتك ) لأن البلد محتاجة إلى المهندس الذي يدق الصخر في لهب الشمس الحارق حتى يستخرج نعم الأرض المكنونة ويشق الطرقات المعبَّدة لتنهض بلاده. وبعد ما يندعك في الجبال والرمال ويخشوشن جلده وينشوي من الهجاير والسمايم ممكن بعدها نشوف ليه زوجة جعلية " تضفروا تمام " ويكون له منها أولاد في رجالة جدهم المك نمر وفي ورع جدهم الأكبر العباس رضي الله عنه،،. إن مثل هذه الظواهر والممارسات السلوكية التي نبتت في مجتمعنا البترولي الناشيء إذا لم توأد في مهدها، اتسعت وتهدم التطور العظيم الذي نهضت به ثورة الإنقاذ الوطني. وإن المجتمع الناشيء المتطور يقرر لنفسه وبنفسه ومفكريه ومبدعيه وأهل الحصانة والرأي فيه، الذين تقع عليهم وحدهم مسؤولية تصحيح المسيرة الحضارية وتقويم الاعوجاج وتسدية النصح والتوجيه، فلنتق الله فيهم إنهم ذخيرتنا ومعقد رجائنا، إن ركام الطين والتراب في المجتمع ولكن التبر قليل فلا بقاء لكثرة إلاَّ بالحرص على هذا القليل والحفاظ عليه، لهذا أرجو من أخواتنا اللواتي يتصدرن العمل القيادي في المجتمع أن ينتبهن إلى مثل هذه الظواهر السالبة التي بدأت تستشري في مجتمعنا البترولي الناشيء المتطور، ولا أحسبهن عاجزات عن حلها وإزالتها بما عرفنا فيهن من حكمة وصبر والله ولي التوفيق. فلا بد من الشقاء بتكبده ذوو العقول غير أبهين بلذائذ عاجلة ولا مفتونين برفه ######## رث ولا ماخوذين بتهاويل حس صفيق، فما أعظم مأساة العقل إذا كان في بلاد ترخص فيها بضاعة العقل ولا تفقه لغة العقل أولئك شر مكاناً وأضل سبيلاً، ولله درُّ أبي الطيب المتنبئ حيث يقول: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم.