الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: ظواهر سالبة في حياة مجتمعنا البترولي الناشيء (1 – 2 ) ================================= بقلم : ادريس مصطفى === ثمة بعض الظواهر السالبة التي ظهرت في مجتمعنا السوداني المحافظ ، تعبّر عن أثر البترول في حياة المجتمع الناشيء المتطور، لأن للغنى نتائج قد تكون إيجابية أو سالبة لأنها نتاج طبيعي لحركة المجتمع المرتبطة بالتطور الإقتصادي الذي نهضت به ثورة الإنقاذ الوطني، لهذا كان لابد لنا أن نقف بلطف على الآثار السالبة حتى لا تكبر ، لأن معظم النيران من مستصغر الشرر، فتضيع بذلك كثير من القيم التي تميّزنا ، لأنها ظواهر لا تليق بمجتمعنا المسلم الذي يعيش نهضة اقتصادية وتطور اجتماعي تشكم جماحه الشريعية الإسلامية والأعراف السودانية السمحاء. فقد كانت حبوباتنا اللواتي فارقن دنيانا، عليهن رحمة الله، يغرسن في نفوس أولادهن الذكور والإناث القيم التي يرضاها الشرع والأعراف الاجتماعية التي يتمتع بها المجتمع السوداني متعدد الأعراف والديانات. وقد كشفت لنا أشعارهن الشعبية التي نظمنها أنهن كنّ يتمتعن بحس فني ووزاه أخلاقي ينبيء عن جد في تربية الأبناء لينشأوا رجالاً صالحين، فقد كانت لهن نظرتهم الصائبة التي يقيمنّ بها الرجال ، فكانت المرأة أو الفتاة منهن، لا يعجبها الرجل أو الشاب إلا إذا كان شجاعاً قوياً وشهماً كريماً ذا نخوةٍ مكتمل الرجولة، لذلك كُنَّ يؤانسن أطفالهن بسيرة عنترة بن شداد أو علي بن أبي طالب أو ود النمير وفاطمة السمحة وغيرها من الأحاجي التي تغرس في نفوس الأطفال القيم الفاضلة حتى يشبوا عليها. فكان لهذه النظرة التقويمية لمفهوم الرجولة عند حبوباتنا أثرها العظيم والفعال في جموع الرجال استطاعت به أن تملى على التاريخ صفحات مقدسة من منطق الخلود. فعندما كان الأمام المهدي يجهِّز الجموع في دعوته السرية لوضع حدٍ لجبروت المستعمر التركي بعد أن أصبح فوق طاقة أشد الناس عهدئذ ولم يبق إلاّ أن ينفجر البركان المكبوت في وجه الطغاة المستبدين، نهضت حبوباتنا فهذه بنت مكاوي تحرض الإمام المهدي على إعلان ثورته في أبيات قررت بها مصير أمَّة في يوم من الأيام، قائلةً: طبل العز ضرب هوينو في البرزة غير طبل ( أم كبان ) أنا ما بشوف عزّة . إن طال الوبر واسيه بالجَزَّة وإنْ ما عمَّ نيل ما فرَّحَتْ وزَّة أي أن طبل عزَّتكم، وهو النحاس الذي كان يُضرب لإعلان الحرب في زمن المهدية، دوى مجلجلاً مؤذناً بيقظة لا مثيل لها، ولست أسمع نغماً أعذب من طبل أم كبان، أي الثورة الدامية أو الحرب المدمرة للأتراك التي بها نضع حداً لطغيانهم، وإذا لم يفضٍ النيل، الذي هو الثورة هادراً وأرتوت الأرض منه ، فلن يفرخ الأوز وكذلك نحن وأمر هذه البلاد. وكذلك خلّدت الشجاعة البطولية لعبد القادر ود حبوبة أخته، في ثباته عندما شنقه الإنجليز بسبب ثورته عليهم في الحلاوين، قائلة: ود حبوبة قام أسد الكداد الزَّام هزيت البلد من اليمن للشام سيفك اللي الفقر قلام. ×××××××××× الإعلان صدر واتجمع المخلوق بي عيني بشوف أب رسوة طامح فوق لو كان بالمراد واليمين محقوق ما كان بنشنق ود أب كريق في السوق . وشعر مهيرة بنت عبود التي حرَّضت الشوايقة لقتال المستعمر مشهور ووصفت فرسانها بالإسود الزائرة قائلة: الليلة استعدوا وشدُّوا خيل الكر وقدامهن عقيدهن بالأغر دفر جنياتنا العزاز الليلة تتنتر ويا الباشا الغشيم قول لجدادك كر. وبنونة بنت المك ترثي أخاها عمارة قائلة: ما هو الفافنوس ما هو الغليظ البوص ود المك عريس خيلاً بجن عركوس أحَّي على سيفو البحد الروس . ××××××××××××× إنْ وردَن يجيك في أول الواردات مَرِناً مو نشيط إنْ قَبَّلنْ شاردات أسَد بيشبة المكر قمزاتو متابقات. يرضع من ضرايع العُنّز الفاردات هذا قليل من كثير شعر نظمته حبوباتنا العزيزات عليهن رضوان الله ورحمته.

(عدل بواسطة omer abdelsalam on 04-08-2011, 06:04 PM)