الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: عبد الله الطيب .. الشاعر الفلاح (1-3) =========== بقلم إدريس مصطفى على حامد ===== ان حياة الفلاح تقاليد وحرمان وتذكر وحنين مدارتها بالصبر والصلاة وانشراح نفس مع للبيئة الريفية وكل مل يكتنفها من دفء وجمال وحنان ، كما انها افتراق وإيلاف وتواصل أرحام وحنين وإكرام وصدق ووفاء ،وهى من بعد تراب وطنين وجروف وسواقى وزروع وأشجار وطيور . نشأ البروفيسور عبد الله الطيب ، رحمة الله ، فى الشاطئ الغربى لمدينة الدامر التى أسسها آباؤه الصالحين من السادة المجاذيب ، شيوخ وعلماء ، مزارعون يأكلون من عمل يدهم ، كان جده الشيخ الطيب الكبير هو من ترك أراضيه وأطيانه بالدامر هبة لقرابته من فقراء المجاذيب ، فقد كان الرجل واسع الرزق كريما ن رحمة الله ، انشأ بقرية التميراب غربى الدامر ، فدادين زراعية وأقام لها ساقية وابتنى من الطين بيوتا لاسرته وجيرانه وحفدته . فى هذه الدور نشأ شاعرنا ، فقد كان والده مدرسا ومزارعا وكان هو كذلك ، وما اعنيه بعنوان المقال ، ان شاعرنا مارس الزراعة ونشأ فى بيئة ريفية ، وان شعره يمتاز ببساطة أخاذة لأنها مستمدة من بساطة الريف السودانى ن فنحن نشتمُ فى شعره رائحة الأرض والطين والزرع ، ونشاهد أزواج الخضروات والثمار ومن المأكولات الريفية " أخر من شكله أزواج ط ونرى سنابل الذرة تتمايل مع أنفاس الفجر ونشاهد الاطفال يلعبون بما صنعوه من بيئتهم الريفية كالدنانين المزركشة كيف ينوطون لها الشوك على فصيصات القصب الجافة ونسمع أنين السواقى التى تتدفق ########يسها بالكوثر العذب لتسقى الزروع بل تكاد ترى رأى العين موطنة التميراب ، الذى تنتشر فيه أشجار السدر لضوء القمر ، ونسمع تغريد الطيور بأعيننا تروح وتغدو محملة بالغذاء لفراخها الجوعى فى اعلى الشجر . وأول ما نقف عليه من شعره قصيدة يتحفنا فيها بأزواج الثمر الريفى كالاندراب الذى فى مذاقه لزوجة والنبق المكتنز وعجوة ودوم أحمر طازج بمائة الحلو المختزن لا ينسى الشاعر ان يطوف بنا حول فدادين زراعته ليرينا أنواعا من الدنانين المزركشة وكيف كان يلهو بها مع اقرانه عهد الطفولة ، كما لا يفوته ان نمر بأناس لنعرف كيف كانوا يصنعون السواقى ونتعلم من أحاديثهم معرفة بمسميات أجزاء الساقية كـ(التامة) التى هى الغصن الذى تصنع منه الحلقات ،و(التوريق) وهو عمود الحلقات (والتلكى) وهو حين يجلس من بسوق ثور الساقية وال########يس التى هى الجرار والتدقيق وهو عمود الساقية يقول : وعجوة لحسين شيخ ذى يمن والسدر ذى النبق الفضى الذى سمنا والاندراب الذى طعمه لزج والدوم احمر فيه الماء مختزنا وبالفدادين أصناف مزركشة من الدنانين قد نلهو بها غننا ندنى لها النار كيما ان تطير وقد يطالها الشوك بالفصين قد قرنا ولل########يس امواه تدفقها والسندقيق شجـاه يفعم الاذنا وقد رأيت بصير ذا تكلفة ينحى (القدوم) بحذق حيثما يقنا وقد تعلمت من لفظ اصطلاحهم زورا كـقولهم التوريق والتكنا والشاعر حين يغترب ببلاد الانجليز عن موطنه (التميراب) لم يلتفت الى حضارتها الحديثة ، ولم تشغله حياتهما العصرية عن تذكر بيئته الريفية وحياة الفلاحين من أهله وعشيرته حين يجتمعون تحت شجرة السيالة لصلاة العيد ، ويذكر كيف كان يغدو بزاده لإكرامهم مروءة منه وحفاظا لمآثر القرى اقتداء بأجداده الماضين ، ولا ينسى حين ينفضون كيف كان يخلو بنفسه وحيدا يتأمل بثاقب مشاهدته ، جمال شوك الطلح الذى يلمع ليلا ضوء القمر يقول : أذكر أيام السيالة حيثما تغدوا بزادك للمروءة تقتدى ايام تحفظ من ماثر أهلك الماضين فى العيد السعيد فعيد أيام يلمع فى ظلام الليل للقمراء شوك الطلح للمتوحد يتواصل المقال ...

الزميل الخريج / ادريس مصطفى