الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: وحين نصل مفترق الطريق كنا نترك القنطرة أمامنا تتصاعد الأبخرة من الوادي اسفلها وبقايا روائح الروج، ونصعد في درب صغير والمطر ينهمر وكأن السماء قد فتحت لنا بربخا نحن الذين لم نتعود على مطر الشتاء، بل قل نحن الذين لم نتعود عل المطر اصلا ، كنا اذا جاء المطر نحتمي بمنزل (حبوبة) وهنالك كان يستقبلنا مختار البكرى كما الدعاش في روابي أم كداده، او كما الهمبريب يهب على حوض نجيلة في منزل بحي جبرة حيث كان يقيم خلال فترة البرزخ بين التخرج والهجرة الى بلاد العم سام، أو كما "الولوتي" والولوتي ريح طيبة تهب بين موسمي الخريف والشتاء وينتظرها في العادة سكان الجزر النيلية لأنها مقدمة لمواسم الخصب والنماء.. هكذا كان مختار يستقبلنا بالشاي النقرو المقنن ، أو المنعنع فيمنع عنا سياط الزمهرير ، ثم نجلس لنستمع معا لروائع الفن الخماسي، وكانت تعجبنا الأغنيات من شاكلة (مهما جنيت على يا زمان، وجارت قسوة الأيام، عندي ارادة ما بتلين ، عزيمة قوية بى اصرار)