الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: يا أحمد ادريس مصطفى الحضيش عبقري مجنون، تتصارع العديد من الرؤي والأفكار في مخيلته، ولا يتواني اطلاقا في سرد أو قول كل ما يطفو على سطح ذاكرته أيا كان المخاطب، وايا كانت وجاهة الفكرة أو سطحيتها، ولو تذكر كنت قد كتبت مرة، أننا كنا نسعد كثيرا حينما يكون أدريس في مجلس خاله عبد الله الطيب، لأنه كان يمتلك القدرة على الانتقال من موضوع الى موضوع دون أن يخشى سطوة خاله، والغريب أن عبد الله الطيب كان يجاريه في اسئلته الجريئة دون أن يزجره أو ينبهه الى ضرورة اتساق الحديث وانتظامه. في هذا المقال النقدى عن ديوا ن المجذوب (نار المجاذيب)، تجد أسلوب ادريس وطريقته، أحيانا أحس أن الذي يقول هذا الحديث ليس هو ادريس الذي أعرفه، وفي مواضع أخرى أرى ادريس واضحا، فادريس الذي عهدته لا يكرر الفكرة، ولا يمطها مطا، ولا يكاد يتجاوز ظاهر المعني دون التغلغل الى أفاق المرامي البعيدة التي يرمز اليها الشاعر. ان قصر ذلكم الخيال البعيد في الالتذاذ الجنسي اجحاف في حق المجذوب، ان استخدام عبارات ذات دلالات شبقية في وصف المجذوب ما هي الا تكنيك لتقريب الصورة، وهو يدرك أن حالة الهيام التي تسبق الممارسة الجنسية ألذ وأحلى من العملية الجنسية نفسها، فالاحساس الدائم بالجمال حالة من الوجد تنتهي بالممارسة العملية، وهي الفكرة التي عبر عنها توفيق الحكيم بقوله: ( ان المرأة تكون كالشمس عندما تكون بعيدة عنا، وعندما نقترب منها أكثر تكون كالشمعة سرعان ما يتضاءل ضوؤها ثم يخفت " ان أكثر ما اسعدني أن ارى ادريس يعاود الكتابة مرة أخرى ، ويمارس هوايته من جديد، ادريس يمتلك خيالا مجنونا، ويتوفر على مخزون وافر من الذكريات، لو أطلق لها العنان لقرأنا أدبا رائعا، ولااستمتعنا بأسلوبه الساحر. ذات مرة كنا في طريقنا من مراكش والى الدار البيضاء، في احدى المحطات راى رجلا عجوزا تحت شجرة، قال لي (انظر الى ذلكم الرجل وتأمله جيدا) نظرت اليه وقلت له (ما به؟) قال لي (ستشبه ذلك الرجل كثيرا عندما تشيخ)، تعجبت منه، كيف يستطيع تخيل شكلي عندما أشيخ، هكذا كان ادريس يعيش في عالمه الخاص جدا ===== سيف الدين عيسى