كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 (Re: khatab)
|
تداعيات ======== يحيي فضل الله =========== عميري يضمد في اخر الصيد جرح الغزال ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( اكون كضاب لو اترددت شان استقبلك جواي لو قاومت حد السيف بريقو يلخبط الهداي صحيح قبلك شراع الدهشة ما صفق و لا كان العرق وداي دي حتي الاغنيات قبلك حروف ابياتا كانت ساي ))
عبد العزيز عبد الرحمن العميري ـ ذلك العصفور المسمي مجازا العميري ـ كما قال الشاعر ازهري الحاج ، طاقة فنية متعددة الجوانب ، قلق دائم يبحث عن جناحين يحلق بهما في سماء الحرية بين شفافية الروح و حصار الراهن اليومي ، ممثل متمرد علي الثوابت ، علي الاكلشيهات ، شاعر صاحب ذائقة خاصة ، ضجة من الصور الشعرية ، ضجة تعرف كيف تتقمص الدور في نواصي الليل نشدتك اقصي حته من السكون الاحد الخامس و العشرون من يونيو العام التاسع و الثمانين من القرن المنصرم ، الاحد الذي سبق موته ، كان العميري يتجول داخل الاستديو ، استديو التلفزيون ، ليسجل اول حلقة في برنامج جديد و كان قد نجح يومها ان يسجن ثنائي النغم داخل الاستديو بعد غيبة غنائية طويلة ، تري كيف خطرت ببالك تلك الفكرة ايها المشاكس ؟ ، فكرة ان تجمع الثنائيات الغنائية ، تعطل التسجيل و تم تأجيله الي الاحد القادم ـ لكن ـ كان العميري قد ذهب الي حيث لا رجعة مودعا صناعة الافكار الجميلة في مايو من العام الثالث و التسعين ، امام شجرة اللبخ التي تجمل مدخل المسرح القومي سلطنا كاميرا التلفزيون علي خضرتها الداكنة من اعلي و تحركت الكاميرا الي شجرة لبخ اخري كانت قد تعرت من خضرتها و اعلنت يباسها فبدت عجفاء لا توحي بغير الموت ، عندها بدأت حديثي عن العميري في برنامجي المخصص لذكراه ، تحدثت نادية احمد بابكر ، حسبو محمد عبد الله ، خالد جاه الرسول صاحب بوفيه المسرح القومي هرب من الكاميرا من حزنه العميق تجاه هذا الفقد ، اوقفنا عدد من المارة في شارع النيل ، سألناهم عن عميري كنت احلم بتقديم سهرة تلفزيونية عن العميري ، كنت احلم داخل استديو اسماعيل الازهري بالاذاعة او استديو ـ الف ـ ، دارت اشرطة التسجيل داخل المكنات ، التقطنا مسامع درامية فيها ذلك الصوت العميق ، التقطت الكاميرا دوران الاشرطة ، ومن داخل الاستديو كان خطاب حسن احمد يحاول ان يحرض ذاكرته و بحزن خاص ، محمد عبد الرحيم قرني يتحدث عن العميري و متأكد ، متأكد تماما من وجوده الحي في الخواطر الجميلة ، في الغناء العذب ، في بحث عن نكتة ،في اشهار الامكانيات الجمالية ضد القبح و اعلن قرني اعجابه الشديد بروح العميري الساخرة و المتأملة ، محمد السني دفع الله يتحدث عن ـ شريط كراب الاخير ـ تلك المسرحية التي تخرج بها العميري في المعهد العالي للموسيقي و المسرح من تاليف الكاتب العالمي صموئيل بيكيت ، هكذا دائما العميري يميل الي حيث التضاد ، لم ينس السني ان يتحدث و بعذوبة عن عشق العميري للمدن ، مصطفي احمد الخليفة اقتحم الاستديو و نثر تلقائيته المميزة علي الجميع ، كانت محطة التلفزيون الاهلية قد اعلنت عن ملامح كوميديا جديدة فجرها ذلك الجيل ، من داخل الاستديو كان معتصم فضل يتحدث عن العميري ، خارج الاستديو صلاح الدين الفاضل يتداعي الي درجة البكاء امام الكاميرا ، تذكرت ان محمد نعيم سعد لم يحضر و ان الرشيد احمد عيسي متوقع حضوره ، حرضت الكاميرا علي النيل ، قذفنا علي موج النيل بعض الحجارة بحثا عن تلك الدوائر المائية التي تكثف معني الزمن في استديو التلفزيون تحدث فاروق سليمان عن العميري ، تحدث عصام الصائغ ، في ابروف كانت اميرة عبد الرحمن العميري ـ شقيقته ـ تعجز امام الكاميرا ، تعجز عن ان تحكي نكتة من نكات عميري ، في الحتانه ابو عركي البخيت تتجاذبه الذكريات و عفاف الصادق لا تستطيع الحديث عن عميري ، و نحن نتاكد من التسجيل داخل الاستديو ، احسست بفقد حقيقي حين غني عركي هذا المطلع من اشعار عميري (( فصلي التيبان مرايل لي طفل قاسي العيون و ابقي قدر الدمعة دي و نوحي في الجنب الحنون )) حين كان معي شكرالله خلف الله داخل مكتبة التلفزيون نحاول ان نجمع ارقام الشرائط التي تحوي روح العميري داخلها كان هنالك همس حول هذه السهرة ، تحول الهمس الي وسواس و اتفق علي مشاهدة مواد هذه السهرة و يبدو ان الاتفاق كان سريا للغاية و حين بدأنا نجهز للمونتاج فقدنا بعض الاشرطة التي كنا قد اودعناها المكتبة ، في بحثي عن الحقيقة تلك التي دائما ما تكون في التلفزيون بين القيل و القال عرفت ان شخصية مهمة في التلفزيون قد اخذ هذه الاشرطة و انكر ذلك ، هكذا اخطبوط من العراقيل ، متاريس للقبح ، كنت اتحدث في هذه السهرة المعتدي عليها عن ان العميري هو تلك الحيوية ، حيوية الروح ، انه ذلك الشفاف ، وجود في الذاكرة ، حضور في الوجدان و في ختام السهرة قرأت هذا المقطع من شعر العميري (( اديني سمعك في الاخير انا عمري ما فاضل كتير شالوهو مني الامنيات الضايعة في الوهم الكبير و الدنيا ما تمت هناء لسه فاضل ناس تعاشر وناس تضوق طعم الهناء بكرة اجمل من ظروفنا و لسه جايات المني )) كنت اتحدث عن هذا التفاؤل المعترف بالموت ، تفاؤل يصر علي ان الحياة لا تتوقف كما ان الموت لايتوقف ، سمعت بعد ذلك ان السبب الاساسي في اعدام هذه السهرة هو هذه الجملة الشعرية (( بكرة اجمل من ظروفنا و لسه جايات المني )) العميري يعرف كيف تكون السخرية عميقة ، يبحث دائما عن الضحكة و حين لا يجدها يتعب و لكنه لايعدم حيلة في ان يخترعها ، يعرف كيف يمارس الحياة ، ممارسة الحياة تحتاج الي بصيرة نافذة تعرف كيف تنسجم مع التناقضات ، كتلة من النشاط و الحيوية ، لايعرف فراغ الذهن ، يملأ كل الاماكن بظله المتمرد دوما علي الاصل ، قلق جدا و لكن رغم ذلك يدمن التأمل ، كنا نناقش مفهوم الحبيبة في الشعر الغنائي ، الحبيبة التي تداخلت في النسيج اليومي للحياة و حين نقول ـ اليومي ـ سرعان ما يفكر اولئك المتشاعرون و النقاد اصحاب الذائقة المرتبكة و اللغة المطلسمة انه حين يكون اليومي حاضرا في نسق القصيدة يكون الشعر غائب و تكون الشاعرية ضعيفة و لكن العميري وحده الذي يستطيع ان يرد علي ذلك (( ليكي مليون حق تخافي ما جبت ليكي شبط هدية و انا طول الدنيا حافي )*) من الابيض ـ حي القبة ـ حيث ولد العميري بعث لي شقيقه احمد العميري رسالة تضج بحزن التساؤلات ـ (( لقد ذهب و لكن من للصغار الذين يطيرو كالنحل فوق التلال؟ من للعذاري اللواتي جعلن القلوب قوارير عطر تحفظ رائحة البرتقال ؟ من يسقي الخيل عندما يجف في رئتيها الصهيل ؟ من يضمد في اخر الصيد جرح الغزال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ )) كلما احتفل الزبديون بتراكم عام في نسيج هذا الخراب ساتذكر ان عميري وثق برحيله المتزامن جدا مع انتهاكهم ، وثق العميري برحيله ذلك التضاد الجميل مع اخطبوط القبح و الظلام ارتعشت مني الاطراف و انا اتسامر مع عوالم خليل فرح في ديوانه المحقق من قبل الراحل المقيم و الوناس العذب علي المك و ذلك لاني اكتشف ان خليل فرح قد رحل عن هذا الدني في يوم ثلاثين يونيو من العام الثاني و الثلاثين من القرن المنصرم ، هل تراني اصطاد المصادفات كي اؤكد تشاؤمي بهذا اليوم ؟؟؟؟؟؟ ان الحزن علي العميري ، حزن يرفض الخصوصية ، انه حزن عام ، حزن رمزي جدا ، ان نحزن بفرح و نفرح بحزن هي خاصية يملكها العميري كما يملك الطفل لعبته و (( ده كلو من السواحل ديك و من ظلم المعدية انا البعت الفرح لليل و غشوني المراكبية[ ))/B]
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-01-08, 03:23 AM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-01-08, 03:43 AM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-01-08, 05:24 AM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-01-08, 12:53 PM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-01-08, 09:41 PM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | سلمى الشيخ سلامة | 07-02-08, 01:29 AM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-02-08, 01:37 PM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-03-08, 08:27 AM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | محمَّد زين الشفيع أحمد | 07-03-08, 08:58 AM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | Mohamed Abdelgaleel | 07-03-08, 01:08 PM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-03-08, 04:36 PM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-03-08, 06:00 PM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | Azhari Nurelhuda | 07-03-08, 06:24 PM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-03-08, 06:36 PM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-03-08, 07:15 PM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | Azhari Nurelhuda | 07-03-08, 08:09 PM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-04-08, 01:00 AM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 07-03-08, 08:09 PM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | الوليد محمد الامين | 07-03-08, 08:27 PM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | سلمى الشيخ سلامة | 07-04-08, 02:30 AM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | HAMZA SULIMAN | 07-05-08, 05:13 AM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | الوليد محمد الامين | 07-06-08, 09:43 PM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-06-08, 10:50 PM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-07-08, 00:59 AM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-07-08, 01:35 AM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | khatab | 07-07-08, 02:32 AM |
Re: يا متلملم قايم علي حِيلك .. 2 | Yahya Fadlalla | 07-07-08, 07:32 AM |
|
|
|