في إحدى داخليات كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في العام1987م تعرفت عليه من خلال حوار دار بينه وبين احد زملائه على بورد خاص معلق على جدار غرفته حيث كان يكتب مداخلته بخط جميل ويعلقها بالبورد ويخرج الى مشاويره الطويلة ثم يعود فيجدها زميله ويعقب عليها وهكذا دار الحوار الذي قرأته ـ صدفة ـ وكان مدخلاً للتعرف على فنان متميز
كان الطاهر بشري مراد لا يزال طالباً بالسنة الثانية بالكلية ـ قسم التصميم الإيضاحي، ويعمل بمطبعة دار النشر جامعة الخرطوم وقد أخذ اسمه يتردد في الاوساط الثقافية اثر صدور الطبعة الثانية من كتاب العودة الى سنار للشاعر الكبير الراحل محمد عبد الحي التي خرجت بغلاف مدهش، منفذ بـ الابيض والاسود وخط "فري هاند" نادر، حمل توقيعه
لاحقاً في صالة الاجتماعات الخاصة بـاتحاد الكتاب السودانيين كانت حوارات عميقة تتم معه ونفر من التشكيليين حول الثقافة السودانية وقضاياها المتشابكة والفنون التشكيلية ودورها في تعميق مفاهيم الهوية وكان الاتحاد قد اتاح للطاهر بشرى مساحة لانجاز مشروع تخرجه الذي كان هوالاتحاد نفسه ، لذا انخرط بدوره في حوارات جادة مع عدد من عضوية الاتحاد لانجاز مشروعه من خلال اعمالهم، وقد تصدرت جناحه الخاص في معارض البكالريوس عام تخرجه في الكلية، نماذج لأغلفة اعمال القاص بشرى الفاضل والقاص عادل القصاص وآخرين عوضاً عن بوسترات واوراق مروسة الى آخر حلمه الجميل بتلك المؤسسة
شارك الطاهر بشرى ايضاً مع فريق من الممثلين بتصميم بوسترات وكل متعلقات الدعاية الخاصة بمسرحيةالخازوق من تأليف عبد الله عبد الوهاب، التي قدمت عروضها ـ في عام 1988م ـ بمسرح قاعة الصداقة وقد كانت تماضر شيخ الدين من ضمن ذلك الفريق صحبة الراحل المتميز عبد العزيز العميري ونفر من فرقة الاصدقاء المسرحية، كما شارك الطاهر بشرى ايضاً في تصميم اغلفة الكتب التي كان يصدرها نادي المسرح السوداني
آخر انجازاته الفنية قبل ان يغادر السودان تمثلت في العدد الثاني والثالث مزدوج من مجلة حروف ـ متوقفة الصدور التي كانت تصدر عن دار النشر جامعة الخرطوم وقد وضع الطاهر بشرى خطة فنية متميزة لاخراج ذلك العدد بناءًا على امكانات المطبعة والورق المتوفرة لديه مستفيداً من إمكانيات الاجهزة الالكترونيةالمحدودة في ذلك الوقت معتمداً على براعته الخاصة في معالجة الخطوط والرسومات المصاحبة وقد كتب كلمة وافية تصدرت العدد عرض فيها لكل ذلك
ظلت المكتبة السودانية شاهداً على عطاء هذا المبدع كما ظلت الذاكرة التشكيلية حفية بما اضاف من حفر في تاريخها ابرازاً لامكاناتها ـ الكنوز.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة