شهادت جيل ادبي جديد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الصادق الرضى(Alsadig Alraady)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-20-2004, 10:33 PM

Alsadig Alraady
<aAlsadig Alraady
تاريخ التسجيل: 03-18-2003
مجموع المشاركات: 788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شهادت جيل ادبي جديد

    شهادت جيل ادبي جديد
    حول الصحافة الثقافية السودانية وسؤال المنبر

    إضاءة
    نقرأ لهم منذ عدة سنوات ، في الملاحق الثقافية بالصحف ، اسماء جديدة دم جديد في شرايين الساحة الشعرية والقصصية ولكن لا احد يكتب عنهم شيئا لا احد يوجه لهم سؤالا ، في المساحة التالية كان لنا معهم هذه الوقفة حيث تجد شهادات بعضهم وهم جزء من هذا الجيل الذي نرجو ان نلقي عليه الضؤ لاحقا
    * شعراء جدد
    وليد عبد الرحمن : مركزية ذاكرة
    يقول وليد عوض عبد الرحمن: الكثير من الاشياء بالطبع، اهمها ان الانسان يخطو بردود فعل النشر خطوته التالية باصطحاب خلفية الحوار المبني على النصوص المنشورة والتقييم غير الحكمي.. هذا طبعاً بعد فضل التقديم للقاريء.
    الملفات الثقافية - مع ملاحظة انها المنبر الوحيد الآن - قدمت وتقدم نصاً ادبياً جديداً له قضايا واشكالات خاصة، نص يكتب (الآن) بكل ما تعني هذه المفردة من خصوصية.
    هذه الملفات ينبغي - لكي تؤدي دورها - ان توازن بين شيئين: الهم الصحفي اليومي من خلال القضايا الثقافية الضاغطة على الاعصاب ومتابعة وتوصيل ابداع العالم ثم منحى استراتيجي من خلال كونها متخصصة تصدر مرة كل اسبوع هذا يقودنا الى اشكالية غياب المجلة الثقافية التي لا اتصور ان ينوب عنها اي شكل، ومشاكل النشر المزمنة في السودان والتي تكرس الشفاهية، الشفاهية لا يعرف المستقبل من خلالها الغائب جسدياً.
    طبعاً كل ما سردت واكثر مظهر للاشكالات الثقافية انما جوهر اي تقهقر ثقافي في اي واقع له اسباب تاريخية، والكلام هنا - لا شك - ينحو منحى خاص تشريحي، في تناول (السودان الثقافي) بالتحديد، هذا البلد الذي ما كان ينبغي له ان يتخلف بثروته الحضارية الهائلة، لا ينبغي لنا ان نعتبر التخلف خصوصية يظلمها التوثيق التاريخي، والسؤال في ذهني الآن: هل ستكون حركتنا الثقافية الابداعية غير متأثرة بهذا الشكل المتشظي للسودان؟!.
    ويستطرد: الاسباب الحقيقية لخفوت الابداع ودور المثقف ترتبط باشياء مثل انعدام الحريات، والتغول السياسي، والثقافة الاحادية للدولة، التي ليست بالضرورة حكومة الانقاذ بقدر ما اعني بها الدولة منذ عام 1821م والتي وصلت في نهاية القرن العشرين، الى كبت حقيقي، مع اصرار البعض على عدم تميز السودان العربي عن الآخر غير العربي - على الاقل - دعك من الكلام عن الاقصاء والتهميش الذي يمارس ضد العربي الذي يشكل الاغلبية والجذور الاكثر ارتباطاً بالمكان في زمن اصبحت فيه الحكومات تربي الاجيال عبر تحكمها في وسائل الاشعاع الثقافي، بالتأكيد للديمقراطية ودورها في ابداع ما ينبغي ان يكون، ودورها في تحييد حراس البث الابداعي تحت ستار الرقابة الاجتماعية لخدمة ايدلوجيتها.
    يكاد المرء احياناً ان يتحول عن خياره الثقافي الابداعي لشدة ضغط السياسي عليه، وقد حدث ذلك مع كثيرين فاصبح اغلب ادبنا وفننا هتافاً تذروه عجلة التاريخ فهل نتحدث عن الحركة الثقافية بمنأى عن كل هذا؟!.
    ثم يختم «وليد» شهادته بـ: ازاحة العقبات هي ممارسة الحياة، لا عقبات تقف امام طموح الذي حدد خياراً طالما بقى حياً فمهمته ان يبدع رأيه ورؤيته عن الانسان وللانسان (بمركز ذاكرته، بعيداً عن تبني دور المفكر في النص الابداعي).
    الاصمعي باشري :جرأة على المواصلة
    اما الاصمعي باشري فيقول: اولاً اود ان اشير الى ان الهدف الاساسي من عملية النشر هو استنهاض الحركة الثقافية في السودان والتخفيف من حدة معاناتها، لان النشر عبر الصحافة الثقافية يساهم في خلق منبر نظيف ومضيء للمبدعين، واعتقد ان الجيل الجديد من هؤلاء المبدعين يمتلك طاقة لا تقل ابداً عن طاقة الرواد ولكن للاسف الشديد هناك تناسب عكسي بين العدد الكبير منهم - والذين يتكاثرون يومياً - وبين مساحة النشر (ربك.. كنانة.. كوستي) زيارة ميدانية واحدة منكم تلكفي لاثبات صحة ما ذكرت، فبالاضافة الى عوامل الجغرافيا وانعدام وسائل الاتصال المباشر كعائقين اساسيين ولعل هنا يكمن دور المحرر الثقافي في تجاوز هذه العوائق واثبات حسن النوايا بمثل هذه الزيارات حتى لا تسوء نيه الجيل الجديد بتعاظم عنصر القهر الثقافي وغياب المؤسسة الديمقراطية اللازمة لنمو وتطور تجربة النشر، ثمة اصدقاء كثيرون اصيبوا بطاعون الاحباط من جراء عدم الاهتمام بمسالة النشر فذهبت اوراقهم ادراج الريح، وآخرون تيقنوا بنصيبهم من ميراث الزهد السوداني فدفنوا رؤوس اقلامهم في رمل السخرية من القدر وانا منهم لولا اصرار بعض الذين اوجدوا لكتاباتي بصيص ضوء تمثل في المساحة التي افردها الرائعون مثلكم من خلال صفحاتكم الاسبوعية او شبه الاسبوعية، وهي على قلتها لم تقف ضدنا فمنحتنا الجرأة على المواصل، اما على الصعيد الشخصي فقد اضافت لي هذه التجربة الكثير، منها الدفعة المعنوية الكبيرة وتعميقها لهاجس الكتابة عندي بشكل جاد لاكون اكثر مسؤولية تجاه فعلى الابداعي وخصوصية صوتي الشعري، وكما ذكرت آنفاً فان هذه الصفحات الثقافية - على قلتها - ردمت قليلاً من الفجوة الكبيرة التي يعيشها القاريء السوداني وهي طبعاً غير مقنعة ولكن شيء افضل من لا شيء، ويبقى طموحنا اكبر بحضور المشهد الثقافي من خلال ملاحق يومية متخصصة وذات طرح جاد لهموم واهتمام الحركة الابداعية بالوانها المختلفة لا سيما النقد الموازي فهو التفعيل الحقيقي لمزيد من الانتاج ولعل اقرب مثال ما نشده في ساحة الصحافة العربية مثل اخبار الادب التي تصدر عن مؤسسة اخبار اليوم المصرية وملاحق ذات صفحات عديدة وبصور مستقرة لدى (السفير اللبنانية) و(عكاظ السعودية) وغيرها، ولا اظن ان هنالك شحاً في الانتاج الابداعي حتى نصرف النظر كلية عن ملاحق متكاملة ومستقرة ويقيني تسده حركة الابداع الوطني المهاجر مثل مجلة (كتابات سودانية) اذ اكدت انه لا خوف على نجاح المجلة المتخصصة في هذا المجال، وايضاً هنالك نافذة فتحها الفضاء، للنشر الالكتروني وهذه لعمري قد خلصتنا من عقدة زبانية مؤسساتنا الثقافية وجهلهم وبيرقراطيتهم تجاه النشر، اخيراً يبقى الامل في انجاز المزيد من الملاحق والاصدارات بانواعها ودمتم حلماً يمنحنا القدرة على انجاز مشاريعنا معاً في الفكر والشعر والحقيقة.
    مأمون التلب : مهارة الاصابع - مهارات الخيال
    مامون التلب يفيدنا ايضاً: لا تكمن الاهمية الحقيقية في النشر عبر الملفات الثقافية في النشر نفسه - اي الوصول للجمهور - بقدر ما تكون الاهمية في المسؤولية التي يولدها هذا النشر واقصد هنا المسؤولية تجاه فعل الكتابة نفسه. عن تجربتي الشخصية لم اكن اتصور ان ظهور اسمي فجأة على صفحات الجريدة سيصيبني بالرعب، حيث تحولت قراءاتي لما اكتب، اشد صرامة - نقدياً - من السابق. وهذه المسؤولية عبارة عن سؤال: لقد طرحت نفسك ككاتب وماذا بعد؟! هذا يلزمك بتطوير مهارة الاصابع باستمرار والتي دائماً ما تكون اقل بكثير من مهارات الخيال، اي كيف تصوغ رؤياك الخاصة بالمهارة التي تؤازي طرحك ككاتب؟! وهذا اهم جانب ايجابي بالنسبة لي، ومن ناحية ان يعرفك الملف لقراء جدد فقد كان لدي اعتقاد احياناً بان الذين يتابعون ما ينشر هم الاصدقاء الذين يتابعون الكتابة في وقتها - اي النص لحظة الميلاد - وهذا ما جعلني اتوقف عن النشر لفترة، لكنني اكتشفت بعض المهتمين - رغم قلتهم - تابعوا ما نشر وهذا يعتبر انتصاراً للتجربة.
    في الفترة الاخيرة اكتشفت ان اغلب النصوص التي وددت نشرها لا تستطيع القفز الى صفحات الملفات الثقافية وهذا يطرح السؤال: هل نشكو من ضيق مساحة الملف ام طول النصوص التي نكتبها؟!.
    طبعاً هذا التساؤل يبدو مضحكاً ولكنه يفضح فقداً للمنبر المتخصص (مجلة، كتاب، جريدة ثقافية متخصصة) وعدم توفر هذا المنبر يفقد الكاتب ثقته في جدوى الكتابة نفسها فالكتابة حياة وهذا يعني فقدان الثقة في الحياة الحقيقية للكاتب.
    اعتقد ان هنالك منبراً واحداً جاداً (كتابات سودانية) ولكن متابعة العالم الخارجي وحركته الثقافية تصيب بالاحباط، فرغم ما يعانونه من السلطة والانظمة القاهرة فان انتاجهم ومنابرهم تنعش الحياة البائسة، ربما عندنا يتم التجاهل من الجهات الرسمية وايضاً عرقلة الجهود عن طريق قوانين النشر الصارمة وتحجيم المنابر العامة. في النهاية اعتقد ان مجهودات الصادق الرضي (الايام - الاضواء) ، عثمان شنقر (الايام)، اسامة عباس وازهري الحاج (الحرية سابقاً) وغيرهم من مساهمين في رعاية الملفات في الصحف، هي مجهودات مقدرة وقد ساهمت في خلق المسؤولية داخل اصوات عديدة وابرزتها بقدر ما تستطيع.
    * * قصاصون جدد
    عصام أبو القاسم :كأنك لا تفعل
    ليس، بالتأكيد ـ مثل ذلك الشعور الذي تحسه حالما ترى الى سطوع اسمك، هكذا.. للمرة الأولى! بصحيفة ما. ليس مثل ذلك الشعور اي شعور! في حضوره القوي والعنفواني بذاتك. في ما يضوعه بروحك من روائح. في ما يستغرقه من وقت وقيت في وفي.. الخ.
    ومن بعدها..؟
    الأجمل ياسيدي، كان قد مضى«اذا حورنا قولاً لأحدهم» ما سيحدث هو انك ستظل تنشر. بالأدق سيحلو لك ان تنشر وتنشر، ثم رويداً رويداً يتنامى بداخلك السؤال المقلق يتنامى بسرعة:
    ـ لمن تنشر؟
    ـ من يقراؤك في هذا الوقت من الليل؟
    هل ثمة غير بنت الخالة المصابة، على نحو مخفَّف، بذات دائك، هل ثمة غيرها: اميمة او ذاك الصديق.. او.. او.. الى: من لا يتجاوز عددهم اصابع اليدين؟
    هكذا، مثلما فعل بكثيرين غيرك، سيقلقك السؤال. ام انه ببطء شديد، سيقتلك؟
    اثناء ذلك بلا شك، ستكف عن ان تكون ذاك الغبي الذي يتساءل دائماً وقد أعياه السهر وغلبته اللغة.. الهذيانات وما لا ينتهي من محاولات القنص الخائبة.
    ـ اين النص الجديد؟
    وسيداريك الغباش المقيم
    ـ النشر بالملاحق الثقافية لا يخلق أي فرق عزيزي الصادق، بإستثناء ما ذكرته فيما يتعلق باللحظة البكر«فكرة النشر لأول مرة» ستظل تنشر وتنشر.. و.. كأنك لا تفعل! والوحيد الذي سيحاول هز ثقتك الكاملة بهذه الحقيقة، من وقت لآخر بعيد، هو«قريبك» حين تصادفه واحدة من قصصك في احدي مطالعاته النادرة. حيث لن يعوزه نبل ان يسرّك، فيبدي لك اعجابه واعتزازه: كيف انك ـ قريبة ـ صرت تكتب بالصحف؟! ياللحب!
    غير ذلك، عزيزي الصادق، سيمر الكثير من الوقت الى ان تفاجأ ـ في حال انك داومت على النشر ـ بأن هناك من يعرفك! نعم، غير قريبك ذاك.. وغير الحبيبة.
    وهاهو يحاول ان يتذكر عنوان القصة التي قرأها لك. يمر بعض الوقت.. وهو يلح في التقصي بذاكرته. تذكر له انت، واحدة فواحدة، قصصك.. تسأله عما تحكي القصة؟ تحاول اسعافه«في الحق اسعاف نفسك» بعنوانها.. ولكن! وقبل ان يحكي لك عما تحكيه القصة سوف يلجم كل ما يصدح بنفسك المستعذبة انها وجدت أخيراً من قرأ مبثوثها. سيقول لك انه يدعى«فلان»، وانه هو الآخر: قاص. فتقاطعه مسرعاً كمن أخذ فجأة: اذكر..اذكر.. وتذهب ببصرك الى سقف المقهى في محاولة لتذكر عنوان القصة التي صادفك اسمه بها
    و.. ، بالأخير، سيذهب ببصره الى...، في محاولة للتذكر، ويبقى بينكما: الصمت.
    بلا شك العزيز الصادق، الأسلم الآن هو ان اقول: لكن الملاحق الثقافية عرفتني بـ«ستيها قايتانو، جمال غلاب، رفيدة مبارك، مأمون التلب، وغيرهم. ولابد ان هذه المعرفة اضافت لي، بصورة ما، لكن ليس بقدر ما ينبغي، وما ينبغي فحسب؟!.
    الأسلم ايضاً هو ان اقول ان الملاحق الثقافية لا يمكن لها، بأي حال، ان تنجو من القدر السيئ الذي يعيشه الثقافي. ان لم تكن هى بحد ذاتها دليله العياني، وهو قول نثبته بالرغم من اننا نعتقد ببعض النيات الطيبة. اذن شرطنا الثقافي او بالأصح الشروط الصعبة التي تسيج الثقافي، هى من الضخامة والإمتداد بما يبدو معه الحديث عن أي اشراق«في هذه الظلمة الدامسة ربما» ضرب من ضروب الغش والكذب... و.. متى لم تكن تلك هى الحقيقة.
    بالأخير، العزيز الصادق، انت تعرف ايضاً فيما يتعلق بنشر المادة الأدبية من خلال الصحف السيارة. انت تعرف ما يصيب المادة الأدبية، جراء ذلك.. اذ ان عمرها ـ مثلاً ـ سيكون يوماً او بعض يوم. تعرف ايضاً انه ليس هناك أي مقابل مادي«في حين تثمن مواد السياسة والرياضة» هذا غير ان اعتبار عدم احتمالية الصحف لبعض المواد الأدبية.. يفقر الملحق الثقافي فيبدو ـ في أحسن احواله ـ نتفاً ومقاطع باهتة.. غير ان صمود وصبر بعض الملاحق الثقافية يحفز المرء ويدفعه دفعاً لأن يتمنى لها التقدم. وفي البال والخاطر تساؤل: ومن يعرف ربما بدت في وقت ما دليلنا الوحيد على اننا عشنا هذا الزمن؟!
    محمد عبد الجليل جعفر : توأم سيامي
    جاءت كتابتي للقصة في مرحلة متأخرة بعض الشيء بالقياس مع تجربتي في الشعر اذ بدأت كتابة القصيدة ربما في بواكير مرحلة الدراسة المتوسطة، ولكن نستطيع ان نقول بأن البداية الحقيقية بشكل اشعرني باعتراف الآخرين بي كشاعر، كان في المراحل الثانوية، شجعني الكثيرون، يحضرني الآن، مثلاً، الصديق قرشي عوض ـ صحافي والأستاذ محمد احمد الفيلابي الناشط في الجمعية السودانية لحماية البيئة، ويعود للأخير الفضل في ان تظهر بعض اعمالي كمقدمة لبرنامج اذاعي كان يقدمه باذاعة عطبرة بجامعة الخرطوم في اواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات ـ اسف جداً: اعرف ان الإفادة المطلوبة حول تجربتي في القصة فحسب، ولكن المعضلة عندي ان الشعر والقصة في تجربتي توأم سيامي لا يمكنني الفصل بينهما، وللصديق عبد العزيز بركة ساكن رأي اوافقه فيه تماماً يقول ان القاص هو بالأساس شاعر وبمعنى آخر ان الشاعر ينجح في القصة أكثر من القاص غير الشاعر، وبالطبع المسألة هنا نسبية.
    ربما تندهش اذا قلت لك انني أكتب القصة بكثير من التوجس والإرتباك وبصراحة لولا تشجيع استاذي وصديقي الشاعر«ميرغني ديشاب» ثم الصديق عبد العزيز بركة ساكن ربما كنت قنعت من الغنيمة بالإياب، حيث انني لم اكتشف الا متأخراً بأن المنظرين للقصة ربما حتى على مستوى بعض الدوريات العربية«بعضها توقفت» ينطبق عليهم المثل القائل:«الـ ... في البر عوام» القصة في تقديري تجربة فردية في المقام الأول.
    انا لا أفهم في نظريات النقد الحديث كثيراً وربما ولا قليلاً ومع ذلك لا أكتب القصة اعتماداً على ما يسمونها الموهبة وحدها، بل استدعي خبرات الإطلاع المتفرق لي في الفلسفة، التاريخ، علم النفس، تجارب الروايات العالمية، ربما والسير الذاتية وأدب الرحلات، ثم الإلتقاط اليومي لكل موقف يستحق ولكل مفردة موحية، بالطبع ليس بشكل متفرغ والا كما يقول الكاتب«معاوية محمد نور» لا أحد يرضى بدور المتفرج في الحياة ولكن ربما كان لما يسمونها«الموهبة» دور في هذا الرصد الفوتغرافي التلقائي للحدث الذي يعبر عن نفسه فيما بعد في منتوج القصة او الشعر.
    كان لصحيفة «الأيام» الفضل عليَّ في تقديمي كقاص نشرت عدة أعمال جلها في صحيفة«الأيام» والبعض منها في صحيفة«الأضواء» وبالخلاص لدىّ مجموعة قصصية منها ما نشر بالصحف وما لم ينشر.
    المنابر المتاحة تكاد تكون معدومة لولا الملفات الثقافية في الصحف، والصحيفة اليومية في تقديري زهور ليوم واحد ومن طبيعة العمل الأدبى انه يحتاج ليوم واحد ومن طبيعة العمل الأدبي انه يحتاج الى اعادة قراءة مرة ومرتين وثلاث.. لذا فلا يمكنني الإحتفاظ بمئات الصحف والمنبر الذي يجب ان يؤسس في تقديري، هى المجلات الثقافية، المتخصصة كتلك التي«تربينا» عليها في مراحل مبكرة مثل«الخرطوم ـ الثقافة السودانية ـ حروف ـ المحتوى ـ آداب» فقدنا هذه المنابر لعذر اقبح من الذنب«الإمكانات» علماً بأن منصرف مسؤول واحد من وقود عربات وفاتورة موبايل وتلفون وسفريات.. الخ كفيل بتأسيس مجلة ثقافية.
    اضف الى ذلك ضعف المسرح المثقل بهمومه والطبع المسرح من أهم منابر النشر الثقافي، ثم جاءت المنتديات الثقافية التي تقام بالمراكز الثقافية وهى ظاهرة صحية على أية حال ولكن اخشى على هذه التجربة من داء الشللية ذلك الداء الذي اقعد بالرياضة.
    اما الإذاعة والتلفزيون، فلا مجال للحديث عن الثقافة في هذين المنبرين، فالتلفزيون محتكر لكتاب وشعراء«ساحات الفداء» ومحتكر كذلك لشعراء الغناء فحسب بعيداً عن الوعي الخلاق، أهل الإقطاعية«الإذاعة والتلفزيون» يحبون الشعر المتمسح بالخطاب الرسمي كقطة وديعة على هامش مائدة عامرة واسمح لي ان استدرك ما قد يساء فهمه فأنا اقصد فقط ذلك النوع من الغناء المتوقف عند محطة«جلسن شوف ياحلاتن» او المتخصص في تسطيح العواطف والأفكار، أأمل الا اكون قد اطلت في مقام يتطلب الإيجاز وعموماً معضلة المنابر بالإضافة الى اختلاف المشروع الإبداعي السائد ومعضلات التجاوز يحتاج الى نقاش واسع ومفتوح!
                  

العنوان الكاتب Date
شهادت جيل ادبي جديد Alsadig Alraady01-20-04, 10:33 PM
  Re: شهادت جيل ادبي جديد جورج بنيوتي01-21-04, 10:08 AM
    Re: شهادت جيل ادبي جديد Alsadig Alraady01-21-04, 10:42 AM
      Re: شهادت جيل ادبي جديد هدهد01-21-04, 11:26 AM
  Re: شهادت جيل ادبي جديد Mahmed Madni01-21-04, 02:28 PM
    Re: شهادت جيل ادبي جديد هدهد01-21-04, 06:31 PM
  Re: شهادت جيل ادبي جديد Alsadig Alraady01-22-04, 10:17 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de