|
وقـف الـحــرب مـطـلــب شــعـبــي
|
كـلـمـــة المـيـــــدان
وقف الحرب مطلب شعبي
ظللنا ومازلنا نرفض الحرب لأنها كما أكدت التجارب المأساوية السابقة أنها لن تحل مشكلة البلاد ولن تخرجها من أزمتها الشاملة، بل ستفاقم منها. وظل تجار الحروب يصارعون لتصعيد أوار الحرب ويقفون عقبة كؤوداً كلما لاحت تباشير لوقفها. يفعلون ذلك حفاظاً على مصالحهم الطبقية الدنيوية الخاصة وليس حرصاً على السودان وشعب السودان. لان الاستقرار والسلام يعنيان تغييراً حاسماً في ميزان القوى ، يهدد هذه المصالح وعلى رأسها سيطرتهم على مركز القرار في الحكم.
هذا التيار هو الذي نسف جولات المفاوضات السابقة بشأن القضايا العالقة بكل الوسائل والسبل ومن بينها قرصنة بترول الجنوب في وقت كان وفدا الحكومتين يتفاوضان في أديس أبابا. وهذا ما قاد إلى فشل الجولة الثالثة من المفاوضات بعد الاتفاق الذي تم ووقع عليه من جانب حكومة السودان د. نافع علي نافع. وهو الذي رفض الاتفاقات المبدئية الأخيرة في جولة المفاوضات الرابعة ومن بينها اتفاق الحريات الأربعة. وحرض أئمة المساجد لمهاجمتها ورفض زيارة البشير إلى جوبا وتحذيره بعنف من السفر إليها أو توقيع أي اتفاق مع حكومة الجنوب يقود إلى وقف تصعيد الحرب.
هذا التيار ورغم زيارة الوفد رفيع المستوى لحكومة الجنوب للعاصمة السودانية والاتفاقات الناجحة التي حدثت في اللقاءات مع رئيس الجمهورية ونتج عنها قبول دعوة الرئيس البشير من نظيره سلفاكير ميارديت لزيارة جوبا في الثالث من أبريل 2012 م . وذكر أن جوبا خالدة في قلبه وجزم بالعمل مع شقيقه سيلفاكير لتحقيق السلام بين الدولتين وتطوير العلاقات بينهما بشكل إيجابي لمصلحة الشعبين. أكثر من ذلك استبعد حزب المؤتمر الوطني الحاكم تأثير هجوم الحركات المسلحة على منطقة هجليج بولاية جنوب كردفان على زيارة الرئيس البشير إلى جوبا.
رغم كل ذلك نجح تيار الحرب المعادي للاستقرار والسلام في إفشال الزيارة إلى جوبا ونسف معها للمرة الثالثة كل ما تم الاتفاق عليه بين الحكومتين مقوضاً أمل وفرحة شعب السودان في وقف الحرب والاستقرار.
والسؤال الذي يفرض نفسه: لماذا ولمصلحة من تجهض كل الاتفاقات التي تبرم لوقف تصعيد الحرب والعمل على إشعال أوارها؟ قطعاً، أنه مخطط مقصود ومدبر من قبل تيار لوردات الحرب الذين لا يهمهم ما تحدثه الحرب من مآسي وكوارث طالما هم الذين يحصدون ثمارها من دماء أبناء شعبنا في البلدين. ونؤكد لهم أنه نجاح مؤقت وسيفرض شعب السودان إرادته في السلام والاستقرار رغم أنف المنادين والعاملين لاندلاع الحرب واستقرار أمن البلدين.
إننا نكرر للمرة الألف أن نجاح أي مفاوضات قادمة يجب أن يشرك فيها شعب السودان ممثلاً في قواه السياسية المعارضة في البلدين لتفادي الاتفاقات الثنائية الهشة التي يتم تقويضها في أي منعرج سياسي أو ضغوط داخلية أو أجنبية.
فلنتحد جميعاً لهزيمة تيار الحرب لحسم النزاعات والصراعات بين الدولتين بحل كافة القضايا العالقة وترسيخ الأسس السليمة للأخاء والعلاقات الحسنة وتطورها لمصلحة الشعبين. هذا هو الذي يفتح الباب أمام علاقات لا تهتز ويضع حداً للأساليب المخادعة المفعمة بالخيانة لتيار الحرب.
|
|
|
|
|
|
|
|
|