الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 11:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-21-2012, 07:59 PM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب (Re: فيصل محمد خليل)


    ** على العوض – هولندا


    اضاءة

    حملت قلمي أمام إصرار بعض الأصدقاء لكتابة تجربتى داخل ما عرف فى السودان ” باسم بيوت الأشباح ” أماكن التعذيب السرية التى ابتكرها نظام الجبهة القومية الإسلامية في السودان … رغم أنها تتواضع في مشقتها وعنائها أمام الكثير من التجارب التي خاضها العشرات من شباب السودان في صبر وشجاعة وصلابة أرعبت حتى جلاديهم وفى مقدمة هؤلاء الشباب الشهيد الدكتور علي فضل أحمد “سيّد الشهداء” ورفاقه الذين واجهوا آلة التعذيب الجهنمية وعيونهم معلقة بسماء الوطن دون أن يرمش لهم جفن أو يخبو لهم حلم… فأحلامهم باقية كمنارات هدى للسودانيين من أجل هزيمة الفاشية وبناء وطن ديمقراطي ومتسامح وخالٍ من التعصب وضيق الأفق.

    الليلة الظلماء


    في ليلة30 يونيو من العام الف وتسعمائة وتسعة وثمانون نفذت الجبهة الإسلامية انقلابها العسكرى وقطعت الطريق أمام التطور الديمقراطي لبلدنا، واوصدت كل النوافذ أمام الحل السلمي لقضايا الوطن والذي لاحت تباشيره فيما عرف بإتفاقية الميرغنى – قرنق ونقلت الصراع السياسي في بلادنا لدائرة العنف الشريرة. واجه شعبنا الانقلاب العسكرى بالمقاومة الصامتة والمقاطعة الشاملة وأدرك بحسه العالي ومنذ الوهلة الأولى حقيقة الانقلاب والقوى السياسية التى تقف خلفه. رغم محاولة قادة الانقلاب التستر خلف شعارات قومية وابتداع مسرحية اعتقال الدكتور حسن عبدالله الترابى زعيم الجبهة القومية الإسلامية فى السودان أسوة بزعماء الاحزاب السياسية السودانية وقادة الحركة النقابية السودانية.
    فرسم عمر البشير قائد الانقلاب المشؤوم لوحة داكنة السواد مصبوغة بالوان الكذب والخديعة، سمة لازمت نظامه حتى يومنا هذا.
    بدأت المقاومة للانقلاب تتصاعد تدريجياً والهمس يتحول الى هتاف وأخذت تلوح فى الأفق تباشير العصيان المدنى والاضراب السياسى وكالعادة كانت النقابات راس الرمح فى المقاومة فبادرت نقابة أطباء السودان بتنفيذ اضرابها الشجاع والذى أفقد السلطة صوابها فبدت كأنها ثور فى مستودع الخزف فشنت حملة هستيرية لإعتقال الالاف من النقابيين والسياسين والطلاب وبدأ الهمس يدور فى الشارع السودانى عن عمليات تعذيب يتعرض لها المعتقلين وبصفة خاصة الاطباء وسادت حالة من الترقب والقلق والانتظار.

    حفلة التشريفة

    فى ليلة الرابع من ديسمبر من نفس العام دوى طرق عنيف على باب منزلنا أزعج كل الاسرة مما حدا بوالدي الذي تجاوز الستين عاماً لأن يسرع الخطى ليستجلى الامر. عاد والدهشة والحزن يكسوان وجهه فما توقع أن يعيش ليرى تلك اللحظة… العديد من العسكريين في زيهم المدني مدججين بالسلاح يحاصرون منزله الذى سكب العرق والجهد من اجل تشييده ليكون دار أمان له واسرته والاهل والاصدقاء.
    فتقدم نحوي ونظر لي في صمت وشفقة فأسرعت نحو باب المنزل فقدم لى أحدهم نفسه: ” عمر الحاج رائد بأمن السودان” وقال لي بلهجة صارمة مطلوب حضورك لمبنى جهاز الأمن، تتطلعت حوله فشاهدت رجاله منتشرين على طول الطريق مزودين بالسلاح والحقد، فتردد داخلى السؤال والذى ربما راود الكثيرين عند إعتقالهم هل يحتاج اعتقال مواطنيين سودانيين لا يحملون سوى افكار لكتيبة مدججة بالعتاد الحربى.؟ وأيقنت ساعتها أن الدولة الفاشية ستقام فى السودان على اجساد الشعب السودانى وكرامته.
    أُمرت بركوب العربة دون أن يسمحوا لى بتغيير ملابسى او أخذ اى من إحتياجاتى الضرورية وجلست فى ركن من أرضية العربة يحيط بى رجال القوة الأمنية شاهرين السلاح فى وجهي وعلامات الزهو والانتصار تكسو وجوههم، فسبحت فى بحر متلاطم من الأفكار والتصورات والتخيلات وجالت بخاطرى صور الاهل والاصدقاء والحبيبة وألقيت نظرة على الحى الذى تجولت فى أزقته ولعبت فى شوارعه، الحى الذى أرضعنى لبن العشق للوطن واهله فالطريق مجهول والمصير يكتنفه الغموض . أسرعت العربة تنهب الأرض وتسابق خيوط الفجر وتتدثر بالظلام. توقفت العربة أمام العديد من المنازل وبنفس الطريقة الهمجية واللاإنسانية كان محمد الحاج ورجاله ينتزعون الشباب قسراً من وسط ذويهم وكانت حصيلة الهجمة الشريرة ثلاثة معتقلين من حي السجانة السيد جعفر بكرى على موظف بادارة المحاكم، السيد عبدالمنعم عبدالرحيم أعمال حرة، وشخصى ومعتقل من حي اللاماب هو السيد الشيخ الخضر الموظف بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ولا تزال مطبوعة فى ذاكرتى صورة والدته وهى تطارد العربة ولمسافة طويلة تودع إبنها وتواسيه بنظرات الأُم الرءوم. وعندما اوشكت العربة على دخول المكان الذى قصدته طلب منا تحت تهديد السلاح والركل والضرب الإنبطاح على أرضية العربة نفذنا الامر بصعوبة ووضع الجلادين ارجلهم المثقلة بالاحذية الثقيلة على رقابنا، ثم توقفت العربة وسط ضجيج من الجلادين والذين تزايدت اعدادهم واسرعوا بعصب اعيننا بعنف وقسوة بقطع من القماش، وبدأت “حفلة التشريفة” بالضرب بالسياط والتى إنهالت على أى موضع من الجسم والصفع المتواصل والاهانة والالفاظ النابية التى يزخر بها قاموس نظام الجبهة القومية الإسلامية. وبعد أن خيم الإعياء والإرهاق علينا بدأ الفصل الثانى من الحفل تمرين رياضى عنيف ” فوق – تحت ” حيث طلب منا الجلوس على امشاط الارجل والوقوف بشكل سريع ومنتظم مع الضرب المتواصل بالسياط واعقاب البنادق، و تزداد الضربات فى حالة التوقف او العجز عن الاداء فدخلت فى حالة من الاغماء مع فقدان القدرة على التمييز بين الاشياء..

    لحظات الاعدام

    تسللت أشعة الشمس من خلال العصابة المشدوده علي عيني وهى ترسم دوائر سوداء وحمراء وقرمزية. وقبل أن افيق من الكابوس واستعيد قدرتى على التمييز بكاملها جذبنى احد الجلادين من ذراعى بقوة حتى ظننتها قد فارقت باقى الجسد وتحت وابل من الصفعات والركلات والاهانات تم وضعى فى مكان عالٍ معصوب العينين وقال لي احد الجلادين: لقد صدر عليك الحكم بالاعدام شنقاً حتى الموت ولقد اعددنا هذه المشنقة التى تقف عليها للتنفيذ وطلب منى اداء الشهادة، لحظتها شعرت أن النهاية قد دنت فطافت امامى آلاف الصور ودارت بخاطرى الاسئلة مابين الممكن واللامعقول وتمثلت لى قناعة وخاطرة أن السودان واهله يستحقون كل تضحية فإرتسمت على وجهى إبتسامه عريضة فصفعنى احد الجلادين طالباً منى اداء الشـهادة فــنطقتها صادقـا:
    “اشهدالااله الاالله وان محمــدرسـول الله”
    لكنه ضحك ضحكة خبيثة وردد الشهادة خلفى بطريقة تهكمية، ولا اعلم حتى الآن ان قصد النيل منى ام من الشهادة ام من كلينا.
    وعم صمت ثقيل على المكان وانتظرت أن يتدلى حبل المشنقة حول عنقى لينهى هذه المهزلة فالموت فى بعض اللحظات يكون الخيار الافضل، وتعمد الجلادون أن يطول الانتظار وياله من إنتظار، وفجأة إنهالت العشرات من السياط تلهب جسدى المثخن بالجراح وكانت اللسعات تمزق جميع اطراف الجسد بلاإستثناء وكنت أشعر بان الجلادين يتعمدون ضربى فى الاماكن التى يشعرون انها تؤلمنى اكثر من غيرها وسط هذه الضربات المتواصلة والسريعة صاح احد الجلادين لقد حكم عليه بالموت بالرصاص وليس شنقاً وجذبنى بعنف رافعاً يداى على حائط وسمعت صوت قرقعة السلاح لكن ثمة شك قد تسرب لنفسى بشأن جدية مهزلتهم وصدق حدسى فقد تحولت الرصاصات المرتقبة لسياط تنهك الجسد المنهك أصلاً حتى سقطت على الارض فاقد الوعى.

    اجتماع داخل الزنزانة

    أطبق الصمت على المكان وأًسدل الستار على فصل من فصول المأساة وسادت بعض من الطمأنينة المكان فحاولت رفع العصابة عن عينى لأعرف ما يدور حولى واتحسس موقعى ولكن قبل إن تكتمل المحاولة كانت عشرات من الاكف قد طبعت على وجهى فى حركات قوية وسريعة ومتتالية مع سيل من الشتائم البذيئة كالعادة وبعد برهة من الوقت سمعت صوت اغلاق الباب ومن خلفه طلب منا الجلادون رفع العصابة فوجدت نفسى وآخرين جلهم من المهتمين بالعمل السياسى والنقابى، الباشمهندس هاشم محمد احمد نقيب المنهدسين، د. حمودة فتح الرحمن المدير الطبى لمدينة كوستى ،، دكتور نصر محمود حسين صيدلى، السيد عبدالمنعم محمد صالح ضابط إدارى، السيد عبدالمنعم عبدالرحيم أعمال حرة، المهندس ابراهيم نصرالدين مهندس بالادارة المركزية، السيد على الماحى السخى نقابى عمالى، السيد قاسم حمدالله مفتش زراعى، السيد الشيخ خضر اقتصادى بوزارة المالية، السيد جعفر بكرى على موظف بادارة المحاكم المدنية في زنزانة مساحتها (3×3) مفترشين الارض المتسخة بالزيوت والغبار واجساد الجميع مضرجة بالدماء والعرق. نظرنا الى بعضنا البعض محاولين التماسك، وتحدث قاسم حمدالله بصوت خافت ولكنه جرئ حول كيفية مواجهة هذا التعذيب واقترح الدخول فى معركة ومقاومة الجلادين مهما كان الثمن وكان رأى د. حمودة فتح الرحمن، على الماحى السخى، هاشم محمد احمد التريث والتحمل والخروج باقل الخسائر الممكنة وساد هذا الرأى وبدأت رحلة التحمل الرهيبة والطويلة وقبل ان يُختم الاجتماع دوى طرق عنيف على باب الزنزانة ودخل الجلادون مقنعى الوجوه وبكامل اسلحتهم وطلبوا منا عدم النوم والانتظار وقوفاً حتى اليوم التالى. كان الامر شاقاً بعد الارهاق المتواصل لا سيما لكبار السن والمرضى من المعتقلين فأصبحنا نتحايل على الامر بالجلوس بالتناوب بعد إنشغال الجلادين بامورهم الخاصة وما اكثرها الى ان انقضى الليل وكم كان ليلاً طويلا وحزيناً واغلقت الزنزانة فتنفسنا الصعداء وحاولنا سرقة القليل من الراحة للجسد المنهك والعقل المضطرب ولكن الطرق المتواصل على باب الزنزانة من الخارج بواسطة الجلادين بهدف مواصلة التعذيب بدد هذا الحلم المستحيل.

    الاستجواب الجماعى

    أدمن الجلادون مسلسل التعذيب والاساءات آملين الحصول على اقصى ما يستطيعون من ارهاقنا معنوياً ومادياً فبعد حملة من الاهانات والصفع والضرب بالسياط بداوا فى إستجوابنا ونحن معصوبى الاعين، اشتمل الاستجواب على الاسم، العمر، المهنة، مكان العمل، طبيعة العمل والانتماء السياسى ولقد لاحظت ان كلمة طبيب التى كانت ترد عن تعريف البعض لأنفسهم تثير غضب الجلادين فيضاعفون من وتيرة التعذيب وحاول احدهم تحقير الاطباء ومهنتهم قائلاً ” انتو قايلين الطب شنو ما كتابين كتاب المرض والدواء ونحن قريناهم وما دايرين تانى اطباء فى السودان”!
    وبعد التحقيق الجماعى غادر الجلادون الزنزانة واغلقوا بابها فتنفسنا الصعداء ورفعنا العصابة عن اعيننا وبدأنا التداول حول كيفية مواجهة التحقيق وقدم الذين عركتهم المعتقلات والاستجوابات امثال القائد النقابى على الماحى السخى خبراتهم وتجاربهم وقدموا النصيحة بمواجهة الاستجواب ببرود شديد وعدم الاستجابة للاستفزاز والتمسك بالاقوال وتفادى عنصر المفاجأة التى يعتمد عليها المحقق. هذه المعينات الاسعافية افادتنا كثيراً واستنهضت فينا روح الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة الصعاب.

                  

العنوان الكاتب Date
الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب فيصل محمد خليل03-19-12, 09:57 PM
  Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب فيصل محمد خليل03-19-12, 10:07 PM
    Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب فيصل محمد خليل03-20-12, 04:40 AM
      Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب فيصل محمد خليل03-20-12, 04:45 AM
        Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب فيصل محمد خليل03-20-12, 10:28 AM
          Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب فيصل محمد خليل03-21-12, 07:04 PM
            Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب فيصل محمد خليل03-21-12, 07:59 PM
              Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب فيصل محمد خليل03-21-12, 09:26 PM
                Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب فيصل محمد خليل03-21-12, 09:34 PM
                  Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب فيصل محمد خليل03-21-12, 09:44 PM
                    Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب طه جعفر03-22-12, 02:09 AM
                      Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب خالد العبيد03-22-12, 06:36 AM
                        Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب Magdi Is'hag03-22-12, 08:00 AM
                          Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب Magdi Is'hag03-22-12, 08:02 AM
                            Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب فيصل محمد خليل03-22-12, 12:28 PM
                              Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب فيصل محمد خليل03-22-12, 12:38 PM
                                Re: الـمـيــدان تـفـتــح .. وثـائـق مـلـفــات الـتـعـذيــب فيصل محمد خليل03-22-12, 12:50 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de