تانى بجى زول يقول لينا لاااا لمصادرة واغلاق الصحف؟!

Quote: طال صمتنا حين تكلمت الصخور وتفتّت ذراها غضباً؛ وطال بكاءنا حتي تبلّلت المناديل . ولم نتحرك قيد أُنملة دأبنا آن ألجمتنا المخاوف والتخازل والخنوع . طأطأنا الرؤوس في حيرةٍ وقلةِ حيلة والظلم ساعٍ في دروبنا يركلنا بحشفٍ وسوءِ كيل . لم نكن نمتلك غير تلك الإرادة القوية التي جعلت شوارعنا تتدفق غضباً في أكتوبر وفي أبريل؛ قبل أن تتعلم القارة السوداء النضال؛ وأمتلكنا وعياً إستثنائياً في وقتٍ كانت فيه أمة العُرب تتقاتل علي جزعِ نخلة ودابّة . جئنا من أصلابِ رجالٍ علموا الناس كيف يترقوا درجات المجد؛ ولكنهم لم يدروا بأن النار تلد الرماد . الواقع أكثر فظاعة ومرارةً مما ذكرت ومن جميع ما سيقال لاحقاً؛ الحقيقة أننا لكثرةِ ما بكينا لم نعد نختلف عن نساءنا إلا بعماماتنا وطواقينا؛ طواقي الخوف؛ طواقي الإخفاء التي نرتديها عند اللزوم كلما أتت المُلمّات . تفتقت عبقرية الإنسان السوداني وبذّت كل العالم في هذا الإختراع . ستجدنا الأعلي صوتاً؛ الأكثر ضجيجاً؛ تمور الأرض تحت أقدامنا؛ ويبلغ هتافنا عنان السماء . ولك أن تدهش يا سيدي الفاضل؛ يا أختي الفاضلة؛ يا أمي؛ يا أبنة الجيران . ففي ستاد الهلال سيلتقي الجمعان ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة . يشغلنا وطيس الكرة عن مأكلنا ومشربنا وبيوتنا وحياتنا؛ ولكن إذا دوي صوت رصاصها؛ سنرتدي طواقي الإخفاء التي ندّخرها لمثل هذا اليوم؛ قبل أن تغادر تلك الرصاصة فوّهتها؛ وقبل أن يبلغنا الأزيز . أصبحنا نتحايل علي الموت . نعم لا نستطيع دحر جيوشه؛ ولكنا نجاهد ما أستطعنا لكي نجعله يحصدنا في مخادعنا؛ وبين أفخاذِ نساءنا . النساء اللائي لفرطِ تقززهن من عجزنا ورجولتنا التي لا تظهر إلا في المخادع؛ أبين وتمنعن أن ينجبن الرجال . هذه الرجولة الحمراء التي جاهدنا للإبقاءِ عليها بشتّي الطرق والسُبل والحيل؛ فأبتلعنا جميع الأقراص والمنشطات وأوراق النبات وجذور الأشجار؛ ولكنها ما أستاطعت أن تجعلنا نقدر علي أن نواجه رصاصة . يقتلون النساء في السودان وتطالعنا صحف الخرطوم بعناوين محبطة ومخيبة للآمال . ( إختطاف أمريكي في دارفور ) وآخر يقول بلا أدني إحساس بالخجل ولا المسؤولية ولا الإنسانية ( حاج آدم يتوقع زوال حكومة جوبا وعودة الجنوب ) !! إنه للأسف يبشرنا بإقتراب عودة جوبا إلي ( زريبة ) الوطن !! أهذا كل مافي جعبتك يا حاج آدم ؟ ألا تعنيك الشهيدة التي أغتالتها رصاصات ( اليانكي ) وشرطة الزمن الحقير ؟؟ قُبِّحتم وقُبّحتِ يا صحف الخرطوم . أليس يعنيكم أننا قدّمنا إلي المرأة في يومِ عيدها شهيدة ؟؟ إلي متي نصمت وهؤلاء القتلة يتفنّون في إذاقتنا كافة صنوف القتل والسحل والذل والمهانة ؟ . تموت الحرة في بلادي وتتنصّل الشرطة من هذه الجريمة بكل بساطة ويعمدون إلي أكاذيبهم وتدليسهم وخزعبلاتهم . أما نحن فأعددنا لهذا الموقف ما أستطعنا من الرجال الذين يغطّون رؤوسهم بطواقي الإخفاء وينوحون كالنساء . أعتذر لكل النساء في بلدي؛ أعتذر لجدّاتي وأمهاتي وخالاتي وعمّاتي . أعتذر لهن جميعاً فأنا لا أملك إلا أن أجعل دم حروفي يسيل فيسقيني . سأكتب وأكتب ثم أرتدي طاقيتي أنا الآخر وأختفي وراء شاشة حاسوب مغبر برماد سجائري وخيباتي وأمضي . أعتذر لكل الجدّات العظيمات في مراقدهن وأرماسهن وعجزهن؛ الرجال ليسوا من أنجبتن؛ بل من دفنتن . لا تنبت أرضنا كل يوم رجل؛ ولكنها عامرة بالنساء العظيمات الماجدات . شكراً لقد أهديتمونا شهيدة وينبغي أن نردها بثورة . حتي تنام عوضية بسلام .