|
Re: مقدمة طريق محمد ..الآلية السحرية لإثبات وجود الله ( يوجد خم ) (Re: احمد محمد الشريف)
|
ثانيا إذن البعرة لا تدل على البعير ...إلا بالنسبة للأعرابي و إذا كان هذا هو الدليل الوحيد على وجود الله فهو غير ملزم إلا للاعراب و أصحاب المعرفة العميقة بالأبل و بعرها ...مثل أبا سفيان بن حرب الذي ورد في قصة فتح مكة في سيرة ابن هشام أن البعرة لم تدله على البعير فحسب بل دلته على البعير و على ما أكله البعير في المدينة ...و بالطبع هذا لا يرجع لفطنة أبي سفيان بقدر ما يعود لمعرفته .
إذن مسألة أن البعرة تدل على البعير هي مسألة تتعلق ( بالخبرة ) و ليس ب ( البداهة ) كما يزعم الأستاذ الشهيد . يقول " ذلك بأن البداهة المعاشة ، عبر الحياة الطويلة ، هي أن لكل صنعة صانعا .. هذه القاعدة لم تتـخلف ، ولا للحظة واحـدة ." و يقع الأستاذ في تناقض مع مقولته فالقاعدة لا تلبث إلا بضعة اسطر أخرى ثم تتخلف حيث يزعم أن الله هو الصنعة التي بلا صانع بأساليب أشبه بالتنويم المغنطيسي و خفة اليد و الاعيب الحواة ..مثل قوله إذا كنتم ، في آخر السلسلة ، ستصلون بنا إلى موجود لا موجد له ، ثم تطلبون إلينا أن نعقل هذا ، فمن الآن ، فدعونا نقرر : أن المادة موجـود لا موجـد له ، ولا هـو يحتـاج إلى موجد .. واضح عندنا أن هذا منطق غير مستقيم .. ذلك بأن الأمور لا تقرر بهذه البساطة .. هي لا تقـرر اعتبـاطا ، ولا هي تقرر خبطا عشوائيا .. الصورة هكذا : هناك ، في الوجود ، الناقص .. وهناك الكامل .. والعقل يستطيع أن يدرك الناقص ، وأن يحدده .. وهو يستطيع ، بالمقارنة ، أن يدرك ما هو أكمل منه ، و هذا الكمال المزعوم ...لا نستطيع ان نصل اليها لأن العقل مثل العقال ...و ينسى الأستاذ ان اشتقاق العقل و العقال من أصل واحد أمر يخص اللغة العربية و لكنه ليس كذلك بالنسبة للغات الأخرى ...مثل الإنجليزية او الألمانية . مما يعني مرة اخرى أن هذا الاستدلال هو تهويم في عالم اللغة و البلاغة و ليس له أي قيمة منطقية . و أيضا يناقض محمود طه اساسيات علم الفيزياء عندما يقول المادة غير العضوية ناقصة ، والمادة العضوية - الخلايا الحية - أكمل منها - فالنملة أكمل من الشمس و هذا مجرد زعم لا دليل عليه مع العلم أنه من المقرر أن الحياة هي مجرد شكل شاذ من أشكال المادة و ان المادة تتجه نحو الاتزان و هو التماهي التام مع المحيط مثل الجسد الميت الذي تكون درجة حرارته مطابقة لدرجة حرارة محيطه عكس الجسد الحي .... مما يعني أن الحياة هي ( الخلل ) و ليس ( الموت أو السكون ) فلهذا فالنملة ليست أكمل من الشمس من وجهة نظر علمية كما يزعم محمود طه و أيضا نقول إذا كان العقل يستطيع تصور ( الكمال المطلق ) فلماذا يعجز العقل عن تصور ما ( هو أكمل ) من الله و لماذا يكون الله بالذات هو الكمال المطلق ...و لماذا لا يكون هناك ما أسماه البروفسير شارلز داوكنز ( وحش الاشباغيتي الطائر ) الذي هو أكمل من الله ...مثلا
سوف أعود لاحقا لمناقشة التعريف الهذائي للمادية في نفس المقدمة و مراجعته و فحصه مع كامل الاحترام لشهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه .
|
|
|
|
|
|
|
|
|