|
Re: النبوءة بكارثة نيفاشا.د. خالد التيجانى (Re: قلقو)
|
Quote: ولأن مشروع التسوية المنتظر محتكر لطرفي الحكومة والحركة الشعبية، مع مجال محدود لاستيعاب الأخرين بحسب قواعد لعبتها،فإن حساباتها أكثر تعقيدا مما لو كانت تجري في فضاء أوسع وجامع، فالإنقاذ بالتأكيد لم تدخل هذه المفاوضات لتفكك نفسها ولكنها تبحث عن تحالف جديد مع الحركة الشعبية تطيل به عمرها وتركز به وجودها وفق معادلة جديدة، ومطالبة الحكومة بالشراكة مع الحركة هو شرطها الرئيس للتوصل إلى تسوية،غير أن المعضلة تكمن في أن الحركة الشعبية تطالب بثمن باهظ لهذا الشراكة وتريد أن تقبضها تنازلات مؤلمة وقاسية في الترتيبات الأمنية والعسكرية بوجه خاص، وتدرك الحكومة أنها إذا أقدمت على تقديم هذه التنازلات تكون كمن يتجرع السم الزعاف، فالمغامرة قد تستحق ولكن حين تكون بأصل ومشروعية الوجود فالنتيجة بلا شك خاسرة |
Quote: وضع الإنقاذ في هذه المفاوضات بين أمرين أحلاهما مر في مواجهة خصم شره حصل على حقوقه كاملة سلفا ولكنه يدرك، وقد أحسن قراءة المشهد السياسي الداخلي، أنه أمام فرصة تاريخية للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب، ولذلك فإن الإنقاذ بين مطرقة تقديم تنازلات لتمهيد السبيل إلى تسوية وهذه غير مأمونة العواقب على صعيدها الداخلي، وإما التمسك بمواقفها ولو أدى ذلك إنسداد أفق التسوية المنتظرة، ولأن قرنق لا يقف على صفيح ساخن ولا يتعرض لضغوط حقيقية من الراعي الأميركي أو الوسطاء الإقليميين، هذا مع العلم أنهم عرفوا بنصرته دائما، ولا تتهدده أية عواقب جراء التشدد في مطالبه، وهو على أية حال يسوقها باعتبارها ضمانات وليست تغولا على حقوق الأخرين، فإنه لا يبدو في عجلة من أمره ولذلك يقول إنه مستعد للبقاء في نيفاشا إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق مدرك أن الزمن يضغط على الطرف الحكومي وليس عليه، ويراهن على كسب لعبة الزمن فإن حصل على ما يريد فقد فاز، وإن لم يحصل عليه فقد برأ ذمته أمام حلفائه الأميركيين والوسطاء الإقليميين من أية ملامة، وجائزته جاهزة بتفعيل قانون سلام السودان الشهر المقبل بحق الحكومة. |
|
|
|
|
|
|