د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-27-2012, 09:34 AM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. (Re: صهيب حامد)

    هذه الاطروحة حول الاصلاح وقد القاها ا.د.التجاني عبد القادر ف محاضرة بقاعة الشهيد الزبير قبل عدة سنوات..


    Quote: دءاً: ماذا أريد أن أقول في هذا الموضوع المعقد, باختصار شديد أريد أن أقول : أننا إذا عدنا إلى دراسة أية ظاهرة اجتماعية أو ظاهرة سياسية إنسانية, فسنحتاج لأن تكون لدنيا أدوات منهجية مناسبة لدراسة وتحليل وتفكيك هذه الظاهرة.. فسؤالي هو ما هي الأدوات المنهجية المناسبة التي يمكن أن تتخذ لدراسة الظواهر الاجتماعية والسياسية؟
    في محاضرتي هذه سأبدأ باستخراج هذه الآلة المنهجية من مفاهيم القران الكريم, والمفهوم الذي سأتحدث عنه هو مفهوم الإصلاح, إلا أن مفهوم الإصلاح لا يستطيع أن يقف وحده منفرداً ليكون أداة تفسيرية, وإنما هنالك مجموعة من المفاهيم المتصلة بمفهوم الإصلاح. إن استطعت أن أستخرج شبكة هذه المفاهيم من القرآن الكريم أستطيع أن أصنع منها إطاراً تصورياً, أو نموذجاً تفسيرياً.
    وسأستخدم هذا الإطار التصوري من مفاهيم القران كأداة لتحليل الظاهرة الاجتماعية التي نحن بصددها ولتفكيكها، وربما لإعادة تركيب رؤية جديدة. هذا باختصار شديد موضوع هذه الندوة. هي محاولة للغوص في مفاهيم القرآن، نسميها مفاهيم القرآن المحورية، وأولها مفهوم الإصلاح وما اتصل به وجاوره من مفاهيم أخرى سأحولها إلى أداة منهجية أستخدمها في تحليل الظاهرة الاجتماعية والسياسية.
    هنا لا بد أن أذكر شيئاً من انشغالي واهتمامي الفكري الذي دعاني للتحدث فى هذا الموضوع، حتى لا يظن ظان أني قد هبطت هبوطاً اضطرارياً فى هذا الحقل من المعرفة, ويطمئن بعض الشيء.
    بدأ انشغالي بدراسة المفاهيم القرآنية قبل مدة طويلة تزيد عن عشر سنوات، فقد حاولت في البدء أن أبحث عن مفهوم الزمن فى القرآن الكريم، وقد كانت محاولة أولية جداً، لم أصل فيها إلى شيء – فى تقديري – ذي قيمة علمية مهمة، ولكنه وضع يدي إلى بداية البحث فى هذا المجال. وصرت كلما نظرت فى آية أو سورة من القرآن الكريم تراءى لي من خلالها ومن تحتها مفهوم الزمن، حتى حسبت أن القرآن كله يتحدث بصورة من الصور عن الزمن، كأنما قضية الدين الأساسية هي قضية زمن, ولها اتصال أصلاً بأصل العقيدة.
    ثم تحولت بعد قليل لدراسة المفاهيم التي تمثل – في تقديري – أصولاً للفكر السياسي، وجعلتها مرة أخرى في القرآن المكي, وسلخت سنوات من عمري أدرس القرآن المكي, سورة وآياته وتفاسيره، حتى أستطيع أن أستكشف ما عساه يكون إطاراً تصويرياً يصلح لتفسير الظاهرة القرآنية, وقد نشر هذا العمل.
    ثم امتدت مسيرتي مع القرآن الكريم, وسلخت أيضاً مدة من الزمن أدرس المفاهيم القرآنية التي تتصل بالمذهب الاجتماعي أو النظام الاجتماعي في الإسلام.
    ثم دخلت في بحث طويل عن مفاهيم القرآن وعلاقاتها بنظام العلاقات الخارجية للمسلمين, فتوفر لدي شيء من الخبرة بمسألة المفاهيم القرآنية, وشيء من الاهتمام بمحاولة صناعة هذه الأدلة التحليلية التي أتحدث عنها.
    فموضوع المحاضرة الآن إذاً هو ليس أمراً جديداً, إنما هو اتصال لهذا الخط, فأحاول فيها أن أنظر في موضوع آخر هو موضوع النزاع بين جماعات المسلمين, وأحاول أيضاً أن أنظر في محاولات الإصلاح, وأستند أيضاً على مفاهيم القرآن الكريم.
    بعض الناس يتساءل ما هي علاقة هذا الموضوع – النظري – بالواقع؟
    سأقول: إنك إذا كنت منغمساً في نشاط سياسي، فأنت في قلب الظاهرة السياسية والاجتماعية، وأنت تحتاج إلى أدوات لفهم الظاهرة السياسية التي أنت منغمس فيها, سواء كنت مؤيداً أم معارضاً, سواء كنت في الداخل أم كنت في الخارج, وما أريد أن أفعله هو أن أوفر أداة. والأداة يمكن أن يستخدمها كل من يشاء . مثلاً الطبيب الجراح مهما كان ذكياً, لا تستكمل له الجراحة إلا أن تتوفر له الأدوات. وكل صاحب مهنة يحتاج إلى الأدوات المناسبة. فنحن نحاول أن نوفر أدوات منهجية مناسبة للنظر في القرآن الكريم وفي التراث الإسلامي, ونتعاون على إنضاج وتحسين وتجويد هذه الأدوات، مهما كانت مشاربنا الفكرية، ومهما كانت حقول الأنشطة التي نتحرك فيها. فإذا نضجت هذه الأدوات يمكن أن نستغلها في مجالاتنا المختلفة، فبالتالي أيا ما كان المجال الذي تعمل فيه فأنت تحتاج إلى مثل هذه الأدوات لاستخدامها، فهل يترتب على ذلك شيء؟ أظن ذلك!.
    يترتب عليه أن نتحول كلنا جميعاً إلى مجتمع علمي يساهم في تطوير هذه الأدوات، وتطوير هذه المناهج حتى نستطيع أن ندرس هذه الظواهر الاجتماعية والسياسية بصورة أرشد وبصورة أسلم, فإذا كان ذلك كذلك, فسأعود إلى تفاصيل الموضوع.
    ورد لفظ الإصلاح في القرآن الكريم في أكثر من مائة وثمانين موضعاً، هي ما استطعت أن أحسبه غير المواقع المتكررة.. وقد يستغرب الدارس كيف يستطيع أن يجمع هذا الشتات؟؟ بمعنى أنه إذا كان ذكر كلمة إصلاح وما يشتق منها وما يتصل بها في أكثر من مائة وثمانين موضعاً, فكيف سنخرج منها بفكرة أو اثنتين أو ثلاثة, فبعد الحذف وإسقاط المتكرر انتهيت إلى ثمانية عشر موضعاً فقط ذكر فيها لفظ الإصلاح, وأعتقد أن الثمانية عشر موضعاً هذه هي التي تحتوي علي المعاني الأساسية التي فصلت في المائة وثمانين موقعاً الآخر.
    ثم قسمت هذه الثمانية عشر موضعاً إلى حقول، فانقسمت عندي إلى حقول كثيرة ثلاثة أو أربعة حقول لا تخصنا كلها جميعاً, لا أستطيع أن أتحدث عن كل الحقول التي غطاها لفظ الإصلاح أو مفهوم الإصلاح, لكني أكتفي بحقل واحد هو الحقل الاجتماعي أو الحقل النفسي، وهو قرب موضعنا الذي سنتحدث عنه الآن.
    - ورد مفهوم الإصلاح في حقل النزاع الأسري كما في قوله تعالي (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً)[1].
    فالإصلاح هنا ورد في حقل النزاع الأسري، والطلاق هنا آخر مراحل النزاع الأسري.
    - ثم ورد مفهوم الإصلاح في حقل النزاع العشائري، كما ورد في قصة موسى عليه السلام في قوله تعالى:
    (فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ)[2].
    فمفهوم الإصلاح والمصلحين ورد أيضاً في النزاع المستمر بين الإسرائيليين وبين المصريين، وهذا الصراع يمكن نسميه صراع ديني، أو صراع عشائري, أو صراع أيديولوجي, أو صراع سياسي.
    - ثم ورد الصراع في صنف آخر, في مجال الحرب الأهلية المباشرة… كما في الآية (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)[3].
    هذا أيضاً مفهوم الإصلاح، لكنه ورد في صراع ونزاع بين طائفة أو طائفتين في مجتمع من المسلمين، ليس مثل الصراع بين موسى والمصريين. فإلى ماذا يشير هذا؟
    يشير إلى أن الإصلاح والحقل الذي يرد فيه مفهوم الإصلاح متصل بصلة ما بمفهوم النزاع، كأنما مفهوم الإصلاح انفتح بنا على مسألة النزاع، وبهذه الصورة نحن نقول إنه مفهوم مفتاحي، لأنه لا يقف وحده وإنما يقودك بصورة مباشرة إلى حقل آخر.. وإلى مفاهيم أخرى, وطبعاً هذا يضطرنا بصورة مباشرة إلى حقل آخر وإلى مفاهيم أخرى. ويضطرنا بالتالي إلى الحديث عن مفهوم النزاع .. ما هو النزاع الذي نتحدث عنه والذي يرتبط بالإصلاح؟ ونلاحظ مرة أخرى أن مفهوم النزاع ولفظ النزاع ورد أيضاً في مواضع كثيرة من القرآن الكريم, وبعد استقرار لهذه الألفاظ في القرآن الكريم توصلت إلى تقسيم النزاع إلى مستويين، هناك نزاع سلمي وودي.
    اللغويون يقولون إن النزاع والمنازعة قد تكون في الأعيان، وقد تكون في المعاني، وكلها لا تخرج من معنى المجاذبة – مجاذبة الشيء –. ورد لفظ النزاع في النزاع السلمي في قوله تعالى: (فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى)[4]، هذه منازعة سلمية لأنهم كانوا مجموعة واحدة من السحرة اختلفوا في بعض الأشياء، ولكن لفظ (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى) تشير إلى أن هذا نزاع سلمي بين فصيل واحد.
    ويقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)[5]. هذا أيضاً مستوى من المستويات التي فيها احتكاك لكنه لم يبلغ مستوى التأزم الأخير.
    هذا هو المستوى الأول من مستويات النزاع، ولكن هناك مستوىً آخر من مستويات النزاع الذي يتسم بالعنف، وقد يتحول إلى الاقتتال، وهو نزاع مدمر وخطير، ولذلك ورد في القرآن في صيغة النهي. ونلاحظ في الألفاظ الأولى لم يكن هناك نهي ولكن هناك تقرير، كأنما هو شيء يمكن حدوثه.
    وصيغة النهي جاءت في قوله تعالى: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)[6]، وهذا نهي قاطع.
    وفي أماكن أخرى أيضاً وردت بصيغة النهي في منازعة الرسول صلى الله عليه وسلم (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ)[7]. أي يوجد مستويان من مستويات النزاع, نزاع يمكن أن يحتمل, ونزاع يمكن أن يكون عنيفاً مدمراً.
    وفي القرآن ينفتح المفهوم الواحد فمثلاً تحدث القرآن أولاً عن الإصلاح، ثم قادنا الإصلاح إلى مسألة النزاع, ثم فصل النزاع ولكن أدخل للنزاع الغليظ والعنيف مفهوم آخر هو مفهوم الفتنة. وقد تابعت أيضاً للمرة الثالثة مفهوم الفتنة، وقد ورد هذا المفهوم – لفظ فتنة – ستين مرة في القرآن الكريم, صنفت هذه المستويات العديدة الى أربعة مستويات:
    * فتنة يقصد بها الابتلاء العام, كما في قوله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)[8]، فالموت والخير والشر والخوف والفقر والمرض هذه فتن عامة يجريها الله سبحانه وتعالى على العباد، وهي ابتلاء عام يقدره الله سبحانه وتعالى كيفما شاء.
    * فتنة يقصد بها الاعتداء الخارجي الذي يقع على المسلمين كما في قوله تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً)[9]. ووردت آيات كثيرة في هذا المعنى.
    * فتنة يقصد بها النزاع النفسي الذي يجري في النفس الإنسانية (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)[10].
    والفتنة هنا تعني نزاع نفسي، وهي أن يكون للإنسان القيم الدينية، ولكن لديه مصالح خاصة تتعلق بالأبناء أو نحو ذلك.. فلا يستطيع أن يستقيم على هدى الدين فيميل أو تتجاذبه هذه الأهواء, فتسمى هذه فتنة نفسية أو حرب داخلية..
    والمثالين الأخيرين هما الأدخل في موضوعنا, فأنا لا أريد أن أتحدث عن الفتنة بمعنى الابتلاء العام, ولا بمعنى الاعتداء الخارجي، وإنما أتحدث عن الفتنة الداخلية التي يكون فيها نزاع بين مجموعتين من مجموعات المسلمين, والفتنة الأخرى التي تكون فتنة نفسية. مع ملاحظة أن هذه المستويات الأربعة غير مفصولة فصلاً نهائياً، إذ من الممكن أن الفتنة النفسية – الداخلية – تتفاقم فتؤدي بصورة من الصور إلى الفتنة الأهلية.. وأيضاً من الممكن أن تتفاقم الفتنة الأهلية فتؤدي إلى اعتداء خارجي بصورة من الصور. فالمستويات الأربعة ليست منفصلة، ولكن ليس هنا هو المجال الذي يمكن لنا أن نفصل فيها جميعاً، ولكن نكتفي بالفتنة بمعنى الصراع أو النزاع الداخلي الذي يسود ويتفاقم حتى يتحول إلى حرب أهلية أو بينية مدمرة.
    يتساءل البعض في قوله تعالى: (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[11] عن كيف فسرت هنا كلمة فتنة بمعنى حرب أهلية، للإجابة على ذلك أقول: لكي نفهم المفهوم القرآني نحتاج إلى ثلاثة طرق:
    * الاستخدام اللغوي المباشر: إلى الاشتقاقات – مادة فتن يفتن تعني: امتحن، أو اختبر. امتحن الذهب التمحيص… وهذا مبلغ ما يرمي إليه اللغويون، وهذا ليس كافياً.. فنعود إلى طريقة أخرى.
    * السياق: ندرس ذلك من السياق الذي فيه لفظ فتنة من القرآن الكريم، فنقيس المفهوم بالسياق القرآني أو السياق التاريخي فنجد أن الآية وردت في سورة الأنفال )وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ( (الأنفال: 25). ونلاحظ أن سورة الأنفال هذه سورة خاصة كلها مترابطة ترابطا شديداً.
    وكلها نزلت بمناسبة النزاع الذي وقع بين المسلمين بسبب الغنائم التي عثروا عليها بعد موقعة بدر, والسورة نزلت لمعالجة هذا النزاع )فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ( (الأنفال: 1) فبداية السورة تنبيه إلي النزاع بين جماعة من المسلمين الذي كان سلمياً ولطيفا ً واستطاع الرسول (ص) حل ذلك النزاع ولكن في الآية (25) من سورة الأنفال جاء تنبيه شديد للصحابة بأن هذا النزاع في الغنائم إذا لم تتداركوه سيتحول إلى نزاع مدمر لقواعد المجتمع نفسه.
    روي عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: كنا نقرأ هذه الآية زماناً فما كنا نحسب أنها نزلت فينا حتى إذا كانت موقعة الجمل أدركنا ذلك، لأنه حضر موقعة بدر ومن الذين شاركوا مشاركة فاعلة في موقعة الجمل.
    والسياق القرآني التاريخي يبين أن ورود كلمة فتنة في (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[12] هي إشارة إلى الاقتتال والنزاع الذي وقع بين الصحابة منذ مقتل الخليفة عثمان رضي الله عنه، أي الاقتتال الذي وقع بين علي من جهة وطلحة والزبير وعائشة من جهة أخرى.
    اذا اعتمدنا على رواية الزبير وعلى تأويله لهذه الآية، وإذا رجعنا إلى سورة الأنفال نجدها تتحدث عن النزاع (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)[13].
    فما هي العلاقة هنا بين النزاع حول الغنائم والحديث المتصل والطويل عن الإيمان وصفات المؤمنين؟
    ما هو الإيمان؟؟
    هو الاعتقاد فيما يعتقد الإنسان، إذ يمثل الاعتقاد رؤية الإيمان. فالإيمان يشتمل في معنى من معانيه على رؤية للنفس, رؤية للآخرة, رؤية للعلاقة بين النفس والخالق, رؤية للمجتمع من حولنا, رؤية لمسألة المال ومسألة الغنيمة.. إلى آخره.
    فنفهم من هذا أن الاتصال بين مسألة النزاع يراد أن يقال لنا إنها متصلة بمسألة الرؤية الأساسية التي يقدمها الرسول (ص)، ويقدمها القرآن الكريم.
    فهل هنالك علاقة بين الإصلاح والنزاع والرؤية الكلية التي يقدمها الإسلام؟؟ هذا سؤال جدير بأن يقال. ثم يرد مفهوم آخر هو مفهوم التآخي, فالآيات نفسها تذهب بعد قليل لتتحدث عن مفهوم جديد، فلا يوصف المؤمنون بأنهم مؤمنون حقاً وحسب، إنما يدخل مفهوم أن المؤمنين هم الذين تتآلف قلوبهم: (لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[14].
    إذن هنالك علاقة بين الإيمان وبين الرؤية وبين التأليف القلبي، وإن الرؤية يترتب عليها تماسك اجتماعي.. قال بعض المفسرين إن هذه الآيات (التأليف القلبي) فيها إشارة إلى معجزات القرآن.. وإنها مسألة ربانية، ومسألة روحية عميقة جداً… (لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[15]. يقول الزمخشري: إنها مسألة لا يملكها إلا من يملك القلوب.
    هذه المفاهيم متداخلة وتقود إلى مفهوم أخير فهو مفهوم التناصر… فبعد الحديث عن الإيمان وعن الرؤية ذهبت الآيات إلى مفهوم المناصرة والمآزرة.. يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ( (الأنفال: 72).. ثم تذهب الآيات لتقول: )وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)[16].
    اختلف بعض المفسرين (إِلاَّ تَفْعَلُوهُ) راجعة إلى ماذا؟
    رجّح الطبري إنها راجعة إلى المناصرة، أي إذا لم تتناصروا سيكون هناك فساد كبير.. فهل نلاحظ أي نسق منطقي بين هذه المفاهيم؟ وهل نلاحظ أن هناك علاقة بين مفهوم الإصلاح ومفهوم النزاع ومفهوم النزاع المدمر الذي يتحول إلى فتنة ومفهوم الرؤية الإيمانية ومفهوم التآخي القلبي ومفهوم المناصرة، فماذا يتبقى بعد مفهوم المناصرة التي تحتاج إلى تنظيم. حصلنا على أربع أو خمس مفاهيم مفتاحية… هل هناك علاقة منطقية بين هذه المفاهيم.. الذين يدرسون العلوم السياسية والاجتماعية مولعون بمسألة المتغير المستقل والمتغير التابع وكذا… هل يمكن أن نقول إننا حصلنا على المتغير المستقل وحصلنا على متغير تابع هو التأليف القلبي… ومتغير تابع آخر هو المناصرة.. هذه متغيرات – إذا حدثت الرؤية الإيمانية كمتغير مستقل, فسوف تؤثر بصورة تلقائية على التآلف القلبي، والتآلف القلبي سوف يقود إلى المناصرة المنظمة,, والمناصرة المنظمة قد تقود إلى الفتح وإلى التمكين. فالإصلاح يبدأ بإعادة تكوين الرؤية، أو إعادة مراجعات الرؤية، أو إعادة تشغيل الرؤية.
    ما هي الأسباب التي تجعل الفتنة تترتب على الفتح؟
    واحدة من الأسباب – في تقديري- أن الفتح يعني توفر موارد جديدة.. وتعني أن المجموعات السياسية تكون قادرة ومهيمنة على البيئة المحيطة بها، أو البيئة الداخلية بما يتوفر لديها من تناصر منظم، وبما يتوفر لديها من رؤية أيضاً متماسكة، بمعنى أن تتوفر لديها مدخلات جديدة.
    فما هو الإشكال في هذه المدخلات الجديدة؟؟
    الإشكال في هذه المدخلات أن الأطر الأولى لتنظيم المناصرة قد لا تتسع لاستيعاب لهذه المدخلات الجديدة بصورة كاملة…. كما تشير لذلك السورة المكملة لسورة الأنفال التي تتحدث عن حنين (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ)[17]. فالكثرة هنا تشير إلى مدخلات بشرية جديدة. لكن ما هو الإشكال في هذه المدخلات البشرية الجديدة والمدخلات الغنائمة؟؟
    الإشكال هو الصراع، فالصراع في حنين وفي ما بعد حنين كان صراعاً في غنائم هوازن.. التي اختلف فيها المسلمون كما اختلفوا في غنائم بدر – والإشكال في المدخلات البشرية أنها لم تنصهر ولم تمر بمرحلة التآلف القلبي، ولم تمر بالمرحلة الثالثة مرحلة التنظيم.. ونعلم أن الرسول (ص) استصحب الطلقاء في هذه المعركة، والطلقاء لم يشهدوا مرحلة التنظيم الدقيق، ولم يشهدوا مرحلة التآلف القلبي، ولم يشهدوا مرحلة تكوين الرؤية, وصاحبهم عدد هائل من الأعراب أيضاً، وكلمة الأعراب هذه مصطلح قرآني لم يرد إلا في أواخر التنزيل، وبالتحديد في سورة الحجرات ثم في سورة براءة.
    من هم الأعراب؟؟
    حسب هذا النموذج فالأعراب هم المجموعات التي لم تمر أيضاً بمرحلة الرؤية أو التآلف أو التناصر المنظم.. لذلك أشارت إليهم سورة التوبة (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ)[18].
    (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم) أي حول المدينة، لم يبلغوا مرحلة أن يتمدنوا، ولم يبلغوا مرحلة أن يتحولوا من البدوية إلى المدنية.
    كما أشارت إليهم سورة الحجرات في قوله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)[19] أي لم تمروا بمرحلة الرؤية.
    ما هي الأسباب التي تؤدي إلي انقسام النخبة القائمة؟
    هناك عدة أسباب: السبب الأول الفتنة التي سبق الإشادة إليها – مفارقة بين الرؤية والمصالح الجزئية الخاصة، فيكون الفريق القائد الذي مرّ أصلاً بمرحلة الرؤية، ولكن نشأت لديه مصالح ورغبة جديدة في توزيع السلطة والثروة كما نقول نحن الآن.
    أو يكون السبب هو المنازعة في توزيع واستيعاب النظم الإدارية الجديدة التي قد تؤدي إلى اختلافات، فيؤدي الخلاف إلى نزاع، وقد يتحول النزاع إلى فتنة.
    كيف يتحول الانقسام بين النخب إلى انقسام بين النخبة والمجتمع؟؟
    يحدث هذا في ظل الصراع الشديد والمنافسة المحتدمة بين النخبة القائدة، والذي يجعل إحدى النخبتين أو كل منهما تحاول البحث عن مناصرين، فيؤدي بها ذلك – في بعض الأحيان – إلى الالتصاق أو الاتجاه إلي المجموعات ذات المصالح الخاصة.. لماذا؟ لأن المجموعات ذات المصالح ليس لديها التزام كامل بالرؤية, صحيح قد تكون مرت بمرحلة الرؤية والتآلف القلبي, لكن حدث لها شيء من فتنة.
    وهناك مجموعة أخرى هي مجموعة المقاومة العنيفة, وهي مجموعة ذات نقاء في الرؤية، أو قد تكون منبعثة من مجموعة التآلف القلبي. ويكون عندها حنين أو رغبة جامحة في استعادة النموذج وتحقيق الرؤية – فتحاول – القيام بمحاولة، وتستخدم ما توفر لديها من أدوات.
    وإذا رجعنا إلى التاريخ بعد مقتل الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) نلاحظ مثل هذه الحركات, الحركات التي أزعجتها هذه الفتنة، وحاولت استعادة الخلافة الراشدة، ومثال لذلك حركة الحسين بن علي، وحركة عبد الله بن الزبير ومجموعة المهاجرين والأنصار في المدينة في موقعة الحربي، وهذه المجموعات حاولت استعادة الخلافة الراشدة بوسائل عسكرية مباشرة, لكنها – بكل أسف – فشلت. وفي بعض الأحيان فشلت فشلاً مأساوياً ومدمراً، مما أدى إلى ظهور مجموعة أخرى هي مجموعة الزهد والعلم, وهذه المجموعة يمكن أن تسميها مجموعة محافظة، أو مجموعة انسحابية، أو مجموعة متزهدة – كما سماها بعض الغربيين – وفي هذا شيء من عدم الإنصاف.
    هذه المجموعة كانت تعتقد أن الحركات العسكرية هذه في مرحلة ما بعد الفتنة لا يمكن أن تنجح, فهي يحتاج إلى عمليات تحضيرية قبل الانقضاض العسكري، وكثيرون يعتقدون أن الزهد هو انسحاب. وأنا أعتقد أن الزهد في الأول كان حركة احتجاج ومحاولة لحصر الفتنة في أقل نطاق ممكن، وعدم السعي في سيرتها، لذلك آثروا الانسحاب ولم يكن انسحاباً سلبياً, وإنما انسحاباً للقيام بالعمليات التحضيرية اللازمة لاستعادة الخلافة الراشدة.
    ونلاحظ في هذه الفترة – فترة الزهد – ظهور الأئمة المصلحين الذين ما أرادوا الدخول في الفتنة دخولاً مباشراً، ولم يريدوا الانسحاب كاملاً، فأرادوا استعادة الرؤية بطريقة جديدة بعد توفير مؤسسات ومناهج حتى تستطيع القيام بعملية الإصلاح، لذلك أشرت إلى أن بعض مجموعات المقاومة العنيفة تحولت إلى مجموعة الزهد بعد انتهاء محاولاتهم، وبعض مجموعات الزهد تحولوا إلى حركات إصلاح… والإصلاح هو عملية عميقة تحتاج إلى جهد كبير.. ونلاحظ في التاريخ الإسلام بعد أن تحولت السلطة السياسية إلى دمشق بقيت مجموعة الزهاد والعلماء في المدينة والحجاز، وهؤلاء بمجهوداتهم العملية استطاعوا أن يكونوا مراكز جذب جديدة، وشيئاً فشيئاً استطاعوا سحب المشروعية من دمشق.. فكان الإمام مالك في المدينة شخصية مهابة مع إنه لم يكن لديه منصب سياسي أو منصب قيادي.. وهذه نماذج قيادية جديدة. وهذه المجهودات تمخضت – في تقديري – في الحركة الإصلاحية الداخلية التي قادها عمر بن العزيز, لأنه لم يكن ليظهر في هذه الحركة الإصلاحية الجديدة لولا التحضيرات التي كانت في المدينة، وهو واحد من تلاميذ هذه المدرسة الإصلاحية – وهذه المدرسة الجديدة والفكرة الجديدة والرؤية الجديدة استطاعت أن تدفع مرة أخرى بعناصر جديدة في داخل الأسرة الأموية الحاكمة… وأحدث ذلك انقساماً آخر.
    وعمر بن عبد العزيز لم يرث الخلافة كما يتوهم بعض الناس، فقد كان فقيهاً ووالياً على مجموعة الفقهاء, وشكّل الفقهاء مجلس شورى له، وأصبح نقطة جذب, فكان الناس يفرون من الحجاج بن يوسف في العراق إلى المدينة حيث عمر بن عبد العزيز. لذلك اصبح رمزاً جديداً, وقيادة جديدة, ورؤية جديدة.. والذين اقترحوا على الوليد تعيين عمر بن عبد العزيز كانوا أيضاً هم العلماء في هذه المدرسة الجديدة.. فقام عمر بن عبد العزيز بانقلاب في داخل البيت الأموي وظهره يستند إلى عمق فكري ثابت، وإلى تجربة ونموذج.. لذلك كان إصلاحه من الإصلاحات التي يشار إليها بالبنان إلى يومنا هذا.
    والسلام عليكم…
    ——————————————————————————–
    * ندوة قدمتها هيئة الأعمال الفكرية بقاعة الشهيد الزبير محمد صالح الدولية للمؤتمرات بتاريخ 7/7/2005م.

    المصدر: http://arabic.alshahid.net/columnists/5248#ixzz1nL9X5vah

                  

العنوان الكاتب Date
د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 00:08 AM
  Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 00:12 AM
    Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 00:15 AM
      Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 00:17 AM
        Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 00:21 AM
          Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 00:24 AM
            Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 00:26 AM
              Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 00:29 AM
                Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 00:38 AM
                  Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. munswor almophtah02-23-12, 01:36 AM
                    Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 01:48 AM
                      Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. Deng02-23-12, 02:19 AM
                      Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. د.نجاة محمود02-23-12, 02:20 AM
                      Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. Deng02-23-12, 02:20 AM
                        Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 02:36 AM
                          Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 02:42 AM
                            Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 02:57 AM
                            Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. القلب النابض02-23-12, 03:15 AM
                          Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. د.نجاة محمود02-23-12, 03:19 AM
                            Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 07:26 AM
                              Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. البحيراوي02-23-12, 08:10 AM
                                Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. عوض محمد احمد02-23-12, 08:38 AM
                                  Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 09:53 AM
                                    Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 10:08 AM
                                      Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 10:15 AM
                                    Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. البحيراوي02-23-12, 10:15 AM
                                      Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 10:23 AM
                                        Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. د.نجاة محمود02-23-12, 12:09 PM
                                          Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-23-12, 03:02 PM
                                            Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. د.نجاة محمود02-23-12, 04:18 PM
                                              Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. Elawad02-23-12, 05:24 PM
                                              Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. غالب شريف02-23-12, 06:27 PM
                                                Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. Abdullah Idrees02-23-12, 09:34 PM
                                                  Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. Mohamed Gadkarim02-24-12, 01:56 AM
                                                    Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 07:11 AM
                                                      Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 07:26 AM
                                                        Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 07:42 AM
                                                          Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 07:59 AM
                                                        Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. د.نجاة محمود02-24-12, 09:46 AM
                                                          Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. البحيراوي02-27-12, 03:41 PM
                                                            Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. حامد محمد حامد03-13-12, 09:21 PM
                                                    Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 08:12 AM
                                                      Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 08:24 AM
                                                        Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 08:28 AM
                                                          Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 08:40 AM
                                                            Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 09:02 AM
                                                              Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. د.نجاة محمود02-24-12, 09:28 AM
                                                              Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. عثمان عبدالقادر02-24-12, 10:42 AM
                                                                Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 11:57 AM
                                                                  Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 12:13 PM
                                                                    Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 12:40 PM
                                                                  Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. بدر الدين اسحاق احمد02-24-12, 02:07 PM
                                                      Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. البحيراوي02-24-12, 12:54 PM
                                                        Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 01:58 PM
                                                          Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 02:59 PM
                                                          Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. د.نجاة محمود02-24-12, 03:02 PM
                                                            Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 03:32 PM
                                                              Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 03:58 PM
                                                                Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 04:22 PM
                                                                  Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 04:50 PM
                                                                    Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-24-12, 10:54 PM
                                                                      Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. Abdullah Idrees02-24-12, 11:39 PM
                                                                        Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-25-12, 10:54 AM
                                                                          Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. د.نجاة محمود02-25-12, 11:07 AM
                                                                            Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. بدر الدين اسحاق احمد02-25-12, 12:51 PM
                                                                              Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-25-12, 03:07 PM
                                                                                Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. د.نجاة محمود02-25-12, 04:43 PM
                                                                                  Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-25-12, 11:32 PM
                                                                                    Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-26-12, 11:45 PM
                                                                                      Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-27-12, 09:34 AM
                                                                                    Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-28-12, 03:01 PM
                                                                                    Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-29-12, 02:27 AM
                                                                                      Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد03-11-12, 00:09 AM
                                                                                  Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد03-12-12, 04:24 PM
                                                      Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. حماد الطاهر عبدالله02-27-12, 03:22 PM
                                                        Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد02-27-12, 11:11 PM
                                                          Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. Adil Ali03-12-12, 05:16 PM
                                                            Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد03-13-12, 06:58 AM
                                                              Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. Adil Ali03-13-12, 06:42 PM
                                                                Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد03-13-12, 10:27 PM
                                                                  Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد03-14-12, 11:04 PM
                                                                  Re: د.التجاني عبد القادر ..قيادة لم نحظ بها!!. صهيب حامد03-14-12, 11:04 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de